تاريخ العراق القديم/المسالة البيضاء للدولة الاشورية
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المسلة البيضاء.. من أهم الآثار التاريخية التي تم اكتشافها في العراق
تعرف المسلة البيضاء أو مسلة آشور ناصربال الأول بأنها عامود حجري منحوت من الحجر الجيري، ويعود تاريخها إلى الدولة الآشورية القديمة ما بين العامين 1050-1031 قبل الميلاد، وقد تم اكتشافها في محافظة نينوى شمال العراق من قبل العالم الآشوري هرمز سام خلال عمليات التنقيب عن الآثار في نينوى عام 1853، وذلك في منطقة تبعد مسافة 60 متراً عن قصر سنحاريب، وعلى عمق 5 أمتار تحت سطح إحدى الربوات، ومن ثم نقلت إلى العاصمة البريطانية عن طريق مومباي عام 1855، وهي واحدة من مسلتين آشوريتين تعرضان الآن في المتحف البريطاني في لندن.
وصف المسلة البيضاء
كما ذكرنا سابقاً فإن هذه المسلة هي عبارة عن عمود صخري كبير ذو أربعة أوجه ومنحوت من الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعه 284 سم وعرضه 48 سم، وأبرز ما يميزه النقوش المحفورة على الوجوه الأربعة والسقف، والتي تظهر من خلالها الحملات العسكرية المختلفة، والأنشطة الترفيهية التي كان يمارسها الملك آشور ناصربال ومنها الصيد، ونظراً لأشكال الملابس التي يرتديها الخدم والقبعات التي تشبه الطربوش، والتي عرفت في عهد الملك آشور ناصربال الأول وظهرت بوضوح في هذه النقوش، يعتقد الكثير من المؤرخين أن تاريخ هذه المسلة يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد. نقوش المسلة البيضاء
تشير النقوش الظاهرة في الجزء العلوي من المسلة إلى أن الملك الآشوري ناصربال الأول هو فاتح عظيم يأخذ الأسرى والغنائم وقطعان الحيوانات إلى آشور، أما النقوش الظاهرة على الوجوه الأربعة فهي عبارة عن ثماني لوحات يعرض كل منها مجموعة من الصور المختلفة، وذلك بما يتضمن: البعثات العسكرية للملك، واصطياد الحيوانات، والمآدب العظيمة، واستلام الملك للجزية، إلى جانب مجموعة من المشاهد الدينية المصحوبة بكتابات عديدة، ويظهر فيها الملك الآشوري وهو يؤدي الطقوس الدينية أمام الإله عشتار المسؤولة عن نينوى. خصائص المسلات العراقية
تأتي بشكل مستطيل، أو مربع، أو شبه مربع.
تتضمن الكتابات، أو الرموز الإلهية، أو صورة ملك يحمل شيئاً، أو آلهة مشخصة وأشخاص آخرين، وقد تتضمن أيضاً صوراً لحيوانات الصيد والطيور الجارحة.
تعرض مجموعة من المواضيع المختلفة مثل: التعبد أمام الآلهة وأخذ مقاليد الحكمة والسلطة والعدل منها، والمعارك والانتصار على العدو بوجود الآلهة أو رموزها، وتخليد بناء معبد لإله رئيس، وحصار المدن، وتخليد بناء مدينة جديدة، وصيد الحيوانات، وخضوع حكام المدن المحتلة، وسير الأسرى من الجند أو الأهالي، وهدايا الملك ودفع الجزية.