عن أبي أُمامة بن سهل رضي الله عنه قال: كتب عمر إلى أبي عُبيدة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الله ورسوله مولى مَن لا مولى له، والخال وارثُ مَن لا وارث له))؛ رواه أحمد، والأربعة سوى أبي داود، وحسَّنه الترمذي، وصححه ابن حبان.
المفردات:
أبو أُمامة بن سهل: هو أبو أمامة، أسعد بن سهل بن حنيف واهب بن العُكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو، وهو بحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف الأوسي، وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة نقيب بني النجار رضي الله عنه، ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمَّاه أسعد، وكناه أبا أمامة باسم جدِّه أبي أمه وكنيته، قال ابن سعد: وكان ثقة كثير الحديث.
أبو عُبيدة: هو عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد عدنان.
أسلم أبو عبيدة مع عثمان بن مظعون وعبدالرحمن بن عوف قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وذكره محمد بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وكان من عِلْية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كبار قادة السرايا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما قدِم أهل اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه أن يبعث معهم رجلًا يعلمهم السنة والإسلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال: ((هذا أمين هذه الأمة)).
وقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل أمة أمينًا، وإن أمينَنا أيتها الأمة أبو عُبيدة بن الجراح)).
كما روى البخاري ومسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: ((لأبعثنَّ - يعني عليكم - أمينًا حق أمين))، فأشرف أصحابه فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه، وقد كان رضي الله عنه يصبغ رأسه ولحيته بالحنَّاء والكَتَم، ومات في طاعون عَمْواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر رضي الله عنهما.
البحث:
قال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبدالرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أن رجلًا رمى رجلًا بسهم فقتله، وليس له وارث إلا الخال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب إليه عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له))؛ اهـ.
وقد أخرج الدارقطني حديث أبي أمامة بن سهل بن حُنَيف من طريق وكيع، عن سفيان، بمثل سند ابن ماجه.
وكذلك أخرجه الإمام أحمد في مسنده، قال: حدثنا وكيع، ثنا سفيان، إلخ سند ابن ماجه والدارقطني، وفي سند هؤلاء جميعًا: عبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عياش المخزومي، قال أحمد: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.
وقد جاء في سند ابن ماجه: عبدالرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي، قال الحافظ في التقريب: صوابه المخزومي، وأشار إلى أنه قد بيَّن ذلك أبو أحمد الزبيري، عن الثوري في الحديث بعينه.