المسلم في حاجة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المعرفة
إن المسلم في حاجة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المعرفة؛ لأنه مأمور بالاقتداء والتأسي به، فكل الطرق إلى الله سبحانه وتعالى موصودة إلا طريقه صلى الله عليه وسلم، ولن يصل المسلم إلى رضا ربه سبحانه وتعالى إلا من خلال الدخول تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، فتأتي أفعاله وأقواله وكل سلوكه، موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قسَّم العلماء أفعال النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدة أقسام؛ حتى يكون المسلم على علم بما يقتدي بالرسول فيه، يقول الشوكاني رحمه الله في إرشاد الفحول: "اعلم أن أفعاله صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى:
1- هواجس النفس والحركات البشرية؛ كتصرف الأعضاء، وحركات الجسد، فهذا الأمر لا يتعلق به أمر اتباع، ولا نهي.
2- ما لا يتعلق بالعبادات ووضع فيه أمر الجبلَّة؛ كالقيام والقعود ونحوهما، فليس فيه تأسٍّ، ولا به اقتداء، ولكنه يدل على الإباحة عند الجمهور.
3- ما احتمل أن يخرج عن الجبلَّة إلى التشريع بمواظبته عليه، على وجه معروف، وهيئة مخصوصة؛ كالأكل والشرب واللبس والنوم، وخصوصًا إذا وقع فيه الإرشاد إلى بعض هيئات الأكل أو الشرب أو اللباس أو النوم.
4- ما عُلِمَ اختصاصه به صلى الله عليه وسلم كالوصال في الصيام، والزيادة على أربع في الزواج، فهو خاص به لا يشاركه به غيره". الشوكاني، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، ج1 ص73، 74.
وفيما هو قادم سنشرع بمشيئة الرحمان في وصف جملة من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهديه في اللباس والزينة والأكل والشرب والنوم والمشي.. إلى غير ذلك مما ينبغي للمسلم أن يقتدي بالرسول فيه، ويتأسى به؛ حتى يكون ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|