قد يكون هناك آلاف حالات الأطفال التي يلجأ فيها الآباء المهتمين للحصول على المشورة بشأن طفلهم الذي تأخر في التحدث.
يقول العديد من هؤلاء الآباء الذين يبدو أنّ طفلهم ينمو بشكل طبيعي من جميع النواحي، أنه قيل لهم ألا يقلقوا وأن أحد أفراد الأسرة لم يتحدث حتى بعد أنْ بلغ سن الثالثة أو أنّ الأولاد يتحدثون متأخرًا.
يقول آباء آخرون إنّ طبيبهم طلب منهم الانتظار حتى يبلغ طفلهم عامين على الأقل قبل طلب المساعدة، وغالبًا ما تكون غريزة الوالدين هي طلب المساعدة، لكن الآخرين يطلبون منهم الانتظار والترقب.
إن نهج الانتظار والترقب للأطفال الذين يتحدثون متأخرًا هو نتيجة المفاهيم الخاطئة حول تطور اللغة النموذجي، وجميع الأطفال يتطورون وفقًا لسرعتهم الخاص.
في حين أن الأطفال يتطورون وفقًا لسرعتهم الخاصة إلى حد ما، فإننا نعلم أن هناك معالم معينة يجب الوصول إليها في عمر معين، وعندما لا يتم الوصول إليهم يصبح هذا مدعاة للقلق.
ولمعرفة أنّ الأطفال بالفعل لديهم مشكلة في تأخر الكلام، ولا تشمل هذه المشكلة الأطفال الذين يعانون من تأخر جسدي أو تأخر في النمو مثل الشلل الدماغي أو متلازمة داون أو التوحد، أو أولئك الذين يعانون من تعذر الأداء في الطفولة، أو صعوبة تنسيق العضلات المستخدمة لإنتاج الكلام، أو الأطفال الذين يعانون من صعوبة محددة في الفهم و إنتاج لغة، تُعرف باسم تأخر اللغة أو اضطرابها.
يمكن معرفة ذلك الطفل بأنّه كل طفل صغير بين 18 و30 شهرًا، ويتمتع بفهم جيد للغة، وعادة ما يطور مهارات اللعب، والمهارات الحركية، ومهارات التفكير، والمهارات الاجتماعية، ولكن لديه مفردات منطوقة محدودة لعمره.
لم يتفق الباحثون بعد على تفسير لهذا التأخير المحدد، ولقد قرروا على الرغم من ذلك أنّ من هم في سن متأخرة لديهم تاريخ عائلي لتأخر اللغة المبكر، وأن يكونوا ذكورًا، وأن يكونوا قد ولدوا عند أقل من 85٪ من وزنهم المثالي عند الولادة أو في أقل من 37 أسبوعًا من الحمل، كما تم تحديد أن حوالي 13٪ من الأطفال بعمر عامين متأخرين في التحدث