المشاريع العملاقة التي تبدو مستحيلة في تصور البعض في المملكة حاليا لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت بذرتها مشاريع ضخمة لم يطلع عليها الكثير، فمنذ الأزل والمملكة قادرة عن إنشاء المستحيل وصنع المعجزات.
أحد هذه المشاريع ربط شرق البلاد بغربها نفطياً، ففي سبعينيات القرن الماضي ولوجود حقول النفط في المنطقة الشرقية؛ قررت حكومة المملكة مدَّ خط أنابيب للنفط إلى الساحل الغربي من المملكة لتصدير جزءٍ منه واستخدام الجزء الآخر في التصنيع والتنمية.
مشروع "خط الأنابيب" قطع المملكة من الشرق إلى الغرب بامتداد يقدر بـ 1200 كيلومتر، وباتساعٍ قُطري يبلغ 48 بوصة؛ لينقل النفط الخام إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر.
مهمة صعبة ومجهدة في ظل طبيعة المملكة الصحراوية وحرارة الأجواء القاسية، مهمة قامت المؤسسة العامة للبترول والمعادن آنذاك بتنفيذها بمشروع "بترولاين".
وبعد أخذ صور جوية للطريق المقصود والحصول على حقوق التمليك، اتخذ قرار بإنشاء 11 محطة لضخ الكميات المطلوبة التي تقدر بنحو 2.3 مليون برميل يومياً؛ ليكون بذلك أكبر مشروع لخط الأنابيب في العالم.
خط الأنابيب بني من الطرفين الشرقي والغربي لتكون نجد نقطة التقائهما، وفي عام 1979 شهد ميناء ينبع القديم احتفالاً كبيراً بحضور الملك خالد بن عبد العزيز حيث أعلنت الموافقة على إنشاء المجمع الصناعي، الذي حول المنطقة إلى مركز رئيس للنمو الصناعي والاقتصادي؛ ليكون مجمعاً صناعياً يسهم في تحقيق العديد من المنجزات التي تمثلت في النمو الصناعي المتوازن في الشرق والغرب معاً.
التآكل كان الخطر الأكبر الذي يهدد الأنابيب الفولاذية ومن أجل حمايتها غُلفت جميع الأنابيب بمادة "الإيبوكسي" اللاصقة التي تعد مضادة للتآكل والصدأ.