في قديم الزمان عاش فلاحان اسمهما جاك وهاري في قرية صغيرة كانا يمتلكان مزرعتين كبيرتين وابقار عديدة.
لكنهما لم يعملا ابدا وكانا يستأجران فلاحين آخرين للعمل في المزرعتين وكانا يعيشان في منزلين كبيرين ويرتديان أغلى الملابس ورغم ذلك لم يكونوا سعداء.
وذات يوم قال جاك:- سوف أستأجر فلاحين أكثر لتزيد ثرواتي.
فقال هاري:- موافق ونشتري ملابس حريرية.
فقال جاك:- او نجني مالا اكثر ونبني قصرا من الجواهر.
فقال هاري:- اوه يبدو مذهلا.
وفي نفس القرية وعلى بعد عدة منازل عاش توماس وكان فلاحا فقيرا حيث كان لديه بقرة واحدة وقطعة ارض صغيرة.
وذات يوم جاء صديق توماس وقال لتوماس:- اهلا يا صديقي، هناك رجل يبيع بقرته في القرية هل تشتريها؟
فقال توماس:- انا اتمنى لكن ليس لدي مال كاف.
فقال صديقه:- سوف أقرضك بعض المال.
فقال توماس:- هذا كرم كبير منك ولكن حتى لو اشتريتها بمالك كيف ساطعمها؟ فليس لدي ما يكفي لإطعام بقرتين معا ولا يمكنني ان اخذ مالك كل يوم وبالتالي ستضعف البقرتان شكرا جزيلا لك يا صديقي ولكنني راض تماما بحالي.
كان توماس حكيما ومجتهدا ويذهب يوميا الى الحقل ليعمل طوال اليوم ثم يعود الى منزلة ويطعم بقرته.
لم يطمع توماس في شيء وكان راضيا بما لديه ويشعر بالسعادة دائما على عكس جاك وهاري اللذين يشعرون بالغيرة من توماس.
فقال جاك:- لما يشعر دائما بالسعادة.
فقال هاري:- لا يمكن ان يكون السبب هو أرضه ولا منزله فهما صغيران.
فقال جاك:- اظن انها البقرة إن بقرته بالفعل أفضل من كل ابقارنا معا.
فقال هاري:- انت محق فبقرته تحرث الحقل كله.
فقال جاك:- لدي فكرة لنشتري البقرة.
وفي اليوم التالي توجه جاك وهاري الى توماس وطلبوا منه شراء بقرته فقال توماس:- لكن ليس لدي غيرها.
فقال جاك:- سندفع لك 10 عملات فضية انه أفضل سعرا وسيمكنك شراء اخرى بل اثنتين أظن انها فكرة جيدة يا توماس.
فقال توماس:- ماذا تقول؟ لدي بقرة بصحة وارعاها جيدا كيف ابيعها واشتري اثنتين ولن اتمكن من رعايتهما؟ لن ابيع بقرتي انصرفا.
شعر جاك وهاري بالغضب وانصرفا على الفور وحينها غضب هاري وقال:- من يظن نفسه.
فقال جاك:- كيف يجرؤ على الرفض؟ نحن من اغنى الناس في هذه القرية عليه أن يحترمنا.
فقال هاري:- انه متمسكا ببقرته سنجبره ان يبيعها لنا.
أراد جاك وهاري أن يلقنا توماس دارسا فتسلل الاتنين من منزلهما ليلا واتجه الى مزرعته وبلا أي مراعاة لصديقهما اضرما فيها النيران.
وفي الصباح استيقظ توماس وعلم بأمر الحريق فاسرع ليجد محصوله قد تم تدميرة.
مرت الايام ونفذ كل مخزون الطعام لدي توماس ولم يتبق لديه شيء ليأكله هو وبقرته وبعد مرور ايام قال توماس:- مر يومان من عدم أكل شئ قد احتمل انا لكن البقرة لم تفعل أنا مضطر لبيعها الآن ومن يشتريها سوف يرعاها.
كان توماس يدخر ماله في وعاء زجاجي صغير ولكن لم يتبق منه الكثير ولانه لم يعلم متى سيعود للمنزل مرة أخرى وضع ماله كله في جراب وترك القرية.
وفي طريقه في الغابة ادرك توماس ان نقوده ليست بأمان في جيبه ففكر قليلا وقال بعدها:- سأربط هذا الجراب في جرس البقرة فإذا جاء لص لن يفكر في البقرة.
ربط توماس الجراب بجرس البقرة واكمل السير وبعد فترة مر بقرية وقرر ان يستريح قليلا فترك بقرته في الظل وابتعد ليبحث عن ماء ليشرب.
وكان بجوار البقرة هناك متجر للحبوب والغلال فخرج صاحبه ليتمشى وقال:- انه يوما مملا.
رأى صاحب المتجر البقرة واقفة تحت الشجر فاقترب منها وما ان ادارت رأسها إليه حتى سقطت منها عملة فضية.
فتعجب التاجر وقال:- كيف هذا؟
قرر ان يقترب ويتحقق منه وما ان اقترب حتى سقطت عملة اخرى من رقبتها فقال التاجر:- ماذا؟ انها بقرة سحرية.
لم يلحظ التاجر جراب العملات المعلق بالجرس وظن انها بقرة سحرية وقرر ان يشتريها على الفور ثم جاء توماس اليه.
فقال التاجر:- مرحبا بك اهذه بقراتك؟
فقال توماس:- اجل أخبرني ما الأمر؟
فقال التاجر:- هل تريد بيعها لي؟ احتاجها بشدة.
فقال توماس:- بالطبع كنت قادما للقرية حتى ابيعها.
فقال التاجر في سره:- ماذا؟ يبدو انه لا يعلم انها سحرية انا محظوظ اليوم.
فقال التاجر لتوماس:- حسنا سأدفع لك 500 عملة فضية اتفقنا؟
تفاجأ توماس وقبل العرض دون اضاعة للوقت وأخذ النقود وانصرف على الفور ونسى امر جراب النقود المعلق بجرس البقرة واتجه الى منزلة سعيد وما ان وصل حتى وجد جاك وهاري ينتظرانه عند الباب.
وقد ظن ان توماس سيعود حزين لكنهما وجدا ابتسامة كبيرة على وجهه فقال هاري:- يا توماس انت تبدو سعيدا.
فقال توماس:- بالفعل فقد بعت بقرتي للتو ب 500 عملة فضية.
فقال هاري:- 500 عملة!
فقال توماس:- أجل وساشتري أرض اكبر وسازرع محاصيل وابيعها ساشتري ابقارا ايضا وسيمكنني رعايتها الآن بقرتي جلبت لي الحظ والآن أنا متعب اراكما قريبا سلام.
ومن جهة اخرى وجد التاجر جراب النقود المربوطة بالجرس وادرك انها ليست بقرة سحرية ولكن لم يكن هناك شيء ليفعله.
وفشلت محاولات جاك وهاري في رؤية توماس تعيش وعلى الرغم من انهما اغنى منه شعرا بالفقر والدونية.
أما توماس فلم يكن سعيدا هكذا من قبل وشعر جاك وهاري بالخيبة وانصرفا علي الفور.
اشترى توماس بعدها أبقارا عديدة وقطعة ارض كبيرة ولم يتوقف ابدا عن العمل فزرع المحاصيل والغلال وباعها في السوق وبسبب عمله الجاد اصبح اغنى فلاح في قريته.
عضويتي 
قصة البقرة السحرية
العرض العادي
