فائدة:
سمعت بشر بن الحارث يقول
: حدثنا حماد بن زيد ثم قال
: أستغفر الله
. إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء
.
وقال سفيان الثوري
: كان المال فيما مضى يكره
؛ فأما اليوم فهو ترس المؤمن
. وقال
: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الملوك
.
فائدة:
قال سفيان بن عيينة
: الأيام ثلاثة
: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك
، واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدًا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون
.
وعن عبدالله بن وهب قال
: ثنا سفيان بن عيينة قال
: لم يجتهد أحد قط اجتهادًا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه
.
وقال
: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملاً منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه
، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به[1].
فائدة:
قال محمد بن المنكدر
: كم من عينٍ ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر
. وقال ابن عيينة
: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه
؛ فعوتب
. فقال
: والله إني لأستحي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد
.
وقال مالك بن دينار
: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره علمه
، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا وكبرًا
.
وعن الحسن البصري
: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به
؛ ليطولن في الدنيا حزنك
، وليشتدن في الدنيا خوفك
، وليكثرن في الدنيا بكاؤك
.
وكان يقول
: الفقيه هو الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه
.
فائدة:
أبو بكر بن عياش
. قال للحسن بن الحسن بالمدينة
: ما أبقت الفتنة فيك
؟ قال
: وأي فتنة رأيتني فيها
؟ قال
: يقبلون يدك ولا تمنعهم
. وقال أيضًا رحمه الله
: أدنى نفع السكوت السلامة
؛ وكفى به عافية
، وأدنى ضرر المنطق الشهرة
؛ وكفى بها بلية
.
فائدة:
قال الحسن بن أحمد الأوقي
: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة
. فيكتب لمن يقصده
؛ فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب
: اللهم إنهم أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم فيّ
. [2]
فائدة:
عبدالله بن الزبير: عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها
.
قال ابن جريج وزاد عمرو قال أخبرني عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى
. [3]
فائدة:
أبو العباس في القرن الخامس. قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب ينبهونه عليه
، فقال أحدهم
: أنا أعلم فيك عيبًا
. فقال
: ما هو
؟ قال
: أننا من أصحابك
. فبكى الشيخ
، وقال
: إن سلم المركب حمل من فيه
. وقال
: أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار
، تعظم أمر الله
، وتشفق على خلق الله
، وتقتدي بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم
.
وقيل
: كان شافعيًا يعرف الفقه
.
وقيل
: كان يجمع الحطب
، ويجئ به إلى بيوت الأرامل
، ويملأ لهم بالجرة
.
وقيل
: أحضر بين يديه طبق تمر
، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله
، ويقول
: أنا أحق بالدون
، فإني مثله دون
.
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول
: النظر إلى وجوههم يقسي القلب وكان كثير الاستغفار
، عالي المقدار
، رقيق القلب[4]
.
فائدة:
الحافظ عبد الغني المقدسي
. كان لا يرى منكرًا إلا غيره بيد أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم
.
وقد رأيته مرة يهريق خمرًا فجبذ صاحبه السيف فلم يخف منه
، وأخذه من يده
، وكان قويًا في بدنه
، وكثيرًا ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات
.
وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان
، قال
: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عُملت لهم طنانير
، وكانوا في بستان يشربون
، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها
.
وسمعت أبا بكر ابن الطحان
، قال
: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج
، فجاء الحافظ فكسر شيئًا كثيرًا
، ثم صعد يقرأ الحديث
، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال
: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه
، ثم قرأ الحديث
.
فعاد الرسول فقال
: لابد من المشي إليه
، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان
، فقال الحافظ
: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان
، فمضى الرسول وخفنا
، فما جاء أحد[5]
.
شعبة بن الحجاج:
قال أبو بحر
: ما رأيت أعبد لله من شعبة
؛ عبدالله حتى جف جلده على عظمه
.
قال البغوي
: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه نسي
، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي
.
وقال يحيى القطان
: كان شعبة من أرق الناس
؛ يعطي السائل ما أمكنه
.
وقال النظر بن شميل
: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة
.
وقال ابن مهدي
: سمعت شعبة يقول
: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتهم منتهون
.
قال مسلم بن إبراهيم
: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى
، أو يضمن له[6]
.
سفيان الثوري:
من سمع ببدعة فلا يحكيها لجلسائه
؛ لا يلقيها الشيطان في قلوبهم
.
قال عطاء الخفاف
: ما لقيت سفيان إلا باكيًا
. فقلت
: ما شأنك
؟ قال
: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيًا
.
قال ابن وهب
: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدةً فلم يرفع حتى نودي بالعشاء
.
فائدة:
بحث نفيس في طواف الإفاضة للحائض المضطرة في ص217 ج26 من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله
. فليراجع
.
المصدر: مجمع الفوائد.