حديث: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله
عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن أحدَكم إذا أراد أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، فإن قدِّر بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضرَّه الشيطان أبدًا".
قوله: (إذا أراد أن يأتي أهله)؛ أي يجامع امرأته.
قوله: (فإن قدِّر بينهما ولد في ذلك)، وفي رواية: "فإن قضى الله بينهما ولدًا"، وفي رواية "فرُزِقَا ولدًا".
قوله: (لم يضره الشيطان أبدًا)، وفي رواية: "لم يضره شيطان أبدًا"، والمعنى لم يُسلَّط عليه من أجل بركة التسمية، بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ [الحجر: 42].
قال الحافظ: ويؤيده مرسل الحسن: إذا أتى الرجل أهله، فليقل: بسم الله اللهم، بارك لنا فيما رزقتنا، ولا تجعل للشيطان نصيبًا فيما رزقتنا، فكان يُرجى إن حملت أن يكون ولدًا صالحًا؛ أخرجه عبدالرزاق، وعن مجاهد أن الذي يجامع ولا يُسمي، يلتف الشيطان على إحليله، فيجامع معه.
وقال الحافظ: الكثير ممن يعرف هذا الفضل العظيم يَذهل عنه عند إرادة المواقعة؛ قال: وفي الحديث من الفوائد أيضًا استحباب التسمية والدعاء، والمحافظة على ذلك حتى في حالة الملاذ كالوِقاع، وفيه الاعتصام بذكر الله ودعائه من الشيطان، والتبرك باسمه، والاستعاذة به من جميع الأسواء، وفيه الاستشعار بأنه الميسِّر لذلك العمل والمعين عليه، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا يَنطرد عنه إلا إذا ذكَر الله[1]؛ انتهى.
وقال البخاري: باب التسمية على كل حال وعند الوداع، وذكر الحديث: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله إلى آخره، قيل للبخاري: مَن لا يُحسن العربية يقولها بالفارسية؟ قال: نعم[2].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|