شجاعة حمزة رضي الله عنه
روى ابن إسحاق بسنده أن أمية بن خلف سأل عبدالرحمن بن عوف فقال: من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره يوم بدر، قلت: ذلك عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلك حمزة بن عبد المطلب، قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل [1].
روى البخاري في صحيحه من حديث وحشي قال: إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار[2] يوم بدر.
وقال علي - رضي الله عنه -: إني يومئذ بعدما ارتفع النهار ونحن والمشركون قد اختلطت صفوفنا وصفوفهم، خرجت في أثر رجل منهم، فإذا رجل من المشركين على كثيب رمل، وسعد بن خيثمة، وهما يقتتلان، حتى قتل المشرك سعد بن خيثمة، والمشرك مقنّع في الحديد، وكان فارساً، فاقتحم عن فرسه، فعرفني وهو معلم ولا أعرفه، فناداني هلم ابن أبي طالب للبراز! قال: فعطفت عليه فانحط إلي مقبلاً، وكنت رجلاً قصيراً، فانحططت راجعاً لكي ينزل إلي، فكرهت أن يعلوني بالسيف، فقال: يا ابن أبي طالب، فررت؟ فقلت: قريباً مَفرُّ ابن الشثراء! قال: فلما استقرت قدماي وثبت أقبل، فلما دنا مني ضربني، فاتقيت بالدرقة[3]، فوقع سيفه فلحج - يعني لزم - فأضربه على عاتقه وهو دارع، فارتعش، ولقد فض[4] سيفي درعه، فظننت أن سيفي سيقتله، فإذا بريق سيف من ورائي، فطأطأت رأسي، ويقع السيف فأطن قحف[5] رأسه بالبيضة، وهو يقول: خذها وأنا ابن عبدالمطلب فالتفت من ورائي، فإذا حمزة بن عبدالمطلب[6] [7].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|