أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زَمَنِين (324 هـ - 399 هـ) فقيه مالكي، ومحدث ومفسر أندلسي.
سيرته
ولد أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المري المعروف بابن أبي زمنين عام 324 هـ في إلبيرة، رحل إلى قرطبة وسكنها مدة، ثم انتقل إلى إلبيرة بعد عام 395 هـ، وسكنها إلى أن توفي.
أبرز شيوخه
أوردت المصادر التي ترجمت له ذكر عدد من مشائخة ومن أخذ عنهم العلم ومنهم:
والده عبد الله بن عيسى بن أبي زَمَنِين
أحمد بن يحيى بن شامة (ت 343 هـ)
أحمد بن بن عبد الله بن العطار (ت 345 هـ)
أبان بن عيسى الغافقي (ت 346 هـ)
وهب بن مسرة الحجاري (ت 346 هـ)
أحمد بن سعيد بن حزم (ت 350 هـ)
إسحاق بن إبراهيم بن مسرة الطليطلي (ت 352 هـ)
أحمد بن مطرف ابن مشاط (ت 354 هـ)
محمد بن معاوية الأموي (ت 358 هـ)
سعيد بن فحلون (ت 364 هـ)
تمام بن عبد الله المعافري (ت 377 هـ)
تلاميذه
وقد روى عنه كثير من طلاب العلم منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود التُجيبي الإلبيري، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن الحذاء، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن أيوب بن ابي الربيع، وأبو عبد الله بن عوف وأبو زكريا القليعي ومحمد بن عبد الله الخولاني، وأحمد بن عفيف الأموي، وأحمد بن محمد بن إفرانك، وأحمد بن يحيى بن سميق، وحسن بن محمد بن غسان، وسعيد بن يحيى التنوخي، عبد الحمن بن احمد بن بشر، عبد الحمن بن احمد بن هانئ.
علمه ومؤلفاته
قال عنه أبو عمرو الداني: «كان ذا حفظ للمسائل، حسن التصنيف للفقه، وله كتب كثيرة ألفها في الوثائق والزهد والمواعظ منها شيء كثير، وذو حظ وافر من علم». وقال عنه: « لقيته بقرطبة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة، وأجاز لي جميع روايته وتواليفه، وكان ذا نية حسنة، وعلى هدى السلف الصالح. وكان إذا سمع القرآن وقرئ عليه ابتدرت دموعه على خديه». وقال عنه الحميدي: «فقيه مقدم، وزاهد متبتل، له تواليف متداولة في الوعظ والزهد وأخبار الصالحين، على طريقة كتب ابن أبي الدنيا وأشعار كثيرة في نحو ذلك ». وقال الخولاني: «كان رجلاً زاهداً صالحاً من أهل الحفظ والعلم، آخذاً في المسائل، قائماً بها، متقشفاً واعظاً له أشعار حسان في الزهد والحكم، له رواية واسعة. وكان حسن التأليف، مليح التصنيف، مفيد الكتب في كل فن، ككتابه «المغرب» في اختصار المدونة وشرح مشكلها، والتفقه في نكت منها ليس في مختصراتها مثله باتفاق».ولابن أبي زمنين العديد من الكتب منها «كتاب منتخب الأحكام» و«تفسير القرآن» و«حياة القلوب» و«النصائح المنظومة» و«المهذب في اختصار شرح ابن مزين للموطأ». وكتاب «الوثائق» و«مختصر تفسير ابن سلام» وكتاب «أدب الإسلام» و«رياض الجنة بتخريج أصول السنة».
من شعره
الموت في كل حين ينشر الكفنا
ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها
وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران، ما فعلوا؟
أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الدهر كأساً غير صافية
فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا
وقوله:
خليلي إِن الَّذِي تعلمانه
زمان التصابي وانطلاق عنانه
شَدِيد الاسى حر الجوى محرق الحشى
فهل من مجير مخبر بأمانه
وإني مجير عند من قد عصيته
فيا أسفي إن لم يجد بحنانه
وقوله:
وَذي حرق زَادَت بِهِ زفراته
إذا ما سطت في قلبه خطراته
له في دجى الأظلام خلوة مخلص
تذكره فيها الجحيم هناته
ويدفعه ذكر الْوَعيد إِلَى الأسى
فتنهل من لوعاته عبراته
إذا ما تلا التنزيل وانكشفت له
عجائبه زادت له عبراته
وإن لحظت عين المبين سعادة
سعت خوفه من مائها لحظاته
بنفسي وليّ أنسه بمليكه
وفي ذكره أصباحه وبياته
وقوله:
أَيهَا الْمَرْء لم تسرك دنيا
انت مِنْهَا مرحل عَن قريب)
وَإِذا الْمَرْء لم يقصر خطاه
فِي أمانيه فَهُوَ غير لَبِيب)
وفاته
توفي ابن أبي زمنين في إلبيرة عام 399 هـ، وله من العمر خمس وسبعون سنة.