من آثار الذنوب تأخر الغيث
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، خلق الخلق بعلمه، وقدَّر لهم أقدارًا، وضرب لهم آجالًا، لا يستأخرون عنها ولا يستقدمون، قدَّر مقادير الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، علم ما كان وما سيكون، ولو كان كيف يكون، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله، أوصيكم ونفسي أولًا بتقوى الله ومراقبته بالليل والنهار:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
عباد الله، الناس في هذه الأيام ينتظرون الغيث من السماء، أجدبت الأرض ويبس الزرع وجفت الآبار، وقست القلوب، وأهل الإيمان متطلعون إلى رحمة علام الغيوب.
عباد الله، من الذي يُنزل الماء من السماء؟ إنه الله رب العالمين، من بيده الملك والملكوت إنه الله رب العالمين ذي العزة والجبروت القائل: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴾ [الواقعة: 68]، ﴿ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴾ [الواقعة: 69]، ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 70].
من الذي يحيي الأرض بعد موتها، إنه الله رب العالمين القائل: ﴿ وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً ﴾ [الحج: 5]، والقائل: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الحديد: 17]، والقائل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ﴾ [الشورى: 28].
إنه الله الواحد في ملكه، الواحد في ربوبيته المعطي الوهاب الواحد التواب.
عباد الله، ما سبب عدم نزول الأمطار؟ ما سبب القحط؟ ما سبب جدب الأرض؟
إنها الذنوب والمعاصي، فالذنوب والمعاصي ما حلَّت في ديار إلا أهلكتها، ولا في قلوب إلا أعمتها، ولا في أجساد إلا عذَّبتها، ولا في أُمة إلا أذلَّتها، ولا في نفوس إلا أفسدتها.
وللمعاصي آثار وشؤم، تزيل النعم، وتُحِلُّ النقم؛ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، ولا رُفع إلا بتوبة».
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].
فما الذي أخرج أبونا آدم من الجنة؟ وما الذي أهلك قوم نوح؟ وما الذي أهلك قوم إبراهيم؟ وما الذي أهلك قوم عاد؟ وما الذي أهلك ثمود؟ وما الذي أهلك قوم لوط؟ وما الذي أهلك فرعون وجنده؟ وما الذي أهلك الظالمين في كل زمان ومكان؟ الجواب في كلمة واحدة: إنها المعصية، إنها الذنوب على تفاوتها، ابتداءً بالشرك وانتهاءً بأقل ذنب أو معصية ترتكب في حق الله جل وعلا﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53].
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها *** فإن الذنوب تُزيل النعم
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].
أخرج البيهقي في سننه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا معشر المهاجرين، خصالٌ خمس إذا ابتليتم بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركهن:
الأولى ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا».
هل وقعت الفاحشة والزنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ نعم ودليل ذلك ماعز والغامدية الذين أتوا إليه صلى الله عليه وسلم، قال ماعز: يا رسول، إني زنيت فطهِّرني، وكذلك الغامدية.
أين المشكلة اسمعوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يُعلنوا بها»؛ يعني تصبح الفاحشة مصرَّح بها ومعلنة، سواءً بحجة السياحة، أو بأي حجة، وعند ذلك تَحُلُّ العقوبة: «إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا».
هل كان يعرف آباؤنا مرض الايدز والسيلان والزهري؟
هل كان يعرف آباؤنا الزواج العرفي الذي يخترق بعض مدارسنا وجامعاتنا؟
هل كان يعرف آباؤنا خروج النساء متعطرات ومتزينات؟
كل يوم تزداد أعداد المصابين بمرض الإيدز، لكن هناك سؤال يَرِدُ: ما ذنب المجتمع في أن ينتشر فيه الأمراض؟
ذنبه: أنه لم يقاوم تيار الفساد، ولم يقاوم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الزنا في البلد.
ذنبه: أنه لم يأمر بالمعروف ولم ينهَ عن المنكر.
ذنبه: أنه يساعد تيار الفساد في التمدد، ويقاوم تيار الخير من أن ينتشر.
فكان ذنب هذا المجتمع أن يذوق مرارة الوجع مع الزناة الذين أصابهم الزهري والسيلان والإيدز.
عباد الله، حافظوا على أولادكم وبناتكم بالعفة والطهارة، وعلِّموهم الإيمان والقرآن.
الثانية يقول صلى الله عليه وسلم: «ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان».
ما نقص المكيال والميزان؟ نقص المكيال والميزان أن يغش الناس في معاملاتهم، فإذا ذهبت إلى السوق حرص البائع على غبن المشتري، فيجعل السلعة الرديئة تحت، وبعض السلعة الحسنة أعلى، يَحرِص على أن يُطفف في المكيال والميزان، إن كان الأمر له بخس صاحبه، وإن كان الأمر لغيره اكتال عليه.
ولا يقف عند هذا الحد، بل يتعدى إلى ما يحصل في زماننا من السرقات، من سرقات أموال المسلمين، من التزوير، من الاختلاس وغير ذلك، فما العقوبة؟ يقول صلى الله عليه وسلم: «إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان».
أما السنين، فهي بلا تعليق ولا تطويل الفقر والغلاء، وشدة المؤنة هي شدة العيش، يأتي الواحد منا إلى بيته، فيجد فاتورة الكهرباء، فينطلق ليسددها، ثم يعود فإذا فاتورة المياه، فيسددها، ويعود فإذا أنبوبة الغاز فارغة، فيملأها، ثم يقال له: انتهى القمح، وهكذا لا يقر له قرار، نسأل الله العافية، يا رب لا تَحرِمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا.
السبب الثالث لتأخر نزول المطر: يقول صلى الله عليه وسلم: «ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمَطروا».
يكنزون الذهب والفضة، يكنزون أموالهم ولا يخرجون منها شيئًا، وإن أخرجوا، أخرجوا دون ما أمر الله به في النصاب، ترى بعضهم أمواله بالملايين ويخرج بضعة آلاف، ظنًّا منه أن هذه تغني عن الزكاة، ولا يتحرى في زكاة ماله، ووالله الذي لا إله إلا هو لتبلغ زكاة ماله في السنة الواحدة الملايين، ولا يخرج منها إلا بضعة آلاف، يقول: أخرجت زكاة مالي، لم يا عبد الله؟ لم هذا البخل؟! لم هذا الكنز للمال؟! أما سمعت قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]؟!
أتريد أن تنال هذا العذاب الأليم؟! أتعرف ما هذا العذاب الأليم؟! ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 35].
إن أخرج الناس زكاة أموالهم لم تصرف في مصارفها التي حددها الشارع الحكيم.
وإن نزلت قطرات الأمطار وإذا نزل الغيث، ما هو إلا رحمة من الله للبهائم والضعفاء؛ ولذلك يقول: «ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمَطروا».
يقول مجاهد بن جبر رحمه الله: «إن البهائم لتلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السنن، تقول: من شؤم معصية بني آدم»، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه: «إن الحبارى لتموت في وكْرها من ظلم الظالم».
اللهم اغفِر ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا اله إلا الله تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وجميع إخوانه، أما بعد عباد الله، فقد خرج نبي الله سليمان عليه السلام يستسقي بالناس، فمرَّ في الطريق بنملة، وإذا هي قد انقلبت على ظهرها ورفعت يديها إلى الحي القيوم، تقول: يا حي يا قيوم أغثنا برحمتك، لا إله إلا الله، من الذي أخبر النملة أن الله خلَقها؟! من الذي أخبر النملة أن الذي يحيي ويميت ويضر وينفع هو الله؟! إنه الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، بكى نبي الله سليمان وقال لقومه: عودوا فقد سقيتم بدعاء غيركم.
السبب الرابع يقول صلى الله عليه وسلم: «ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلَّط عليهم عدوَّهم من غيرهم، فأخذ بعض ما كان في أيديهم».
يوم تنكَّبت الأمة لدينها، وأعرضت عن شرع ربها، واهتمت بعهود الشرق والغرب، ولم تهتم بعهود الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، حينئذٍ تَحُل العقوبة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «إلا سلَّط عليهم عدوَّهم من غيرهم، فأخذ بعض ما كان في أيديهم».
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]،
فمتى غيَّر العبادُ طاعةَ الله جل وعلا بمعصيته، وغيَّروا شُكرَه بكفره وأسبابَ رضاه بأسبابِ سخطه، غُيِّرت عليهم النعمُ التي هم فيها، ومتى غيَّروا المعاصي بالطاعة، غيَّر الله عليهم العقوبة بالعافية والذلَّ بالعز، والشقاءَ بالسعادة والراحة والطمأنينة.
يقول جل شأنه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11].
خامسًا يقول صلى الله عليه وسلم: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى، وينظروا فيه، إلا جعل الله بأسهم بينهم».
أين إقامة الحدود التي فيها حياة الأمة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179].
الربا نحارب الله به في كل وقت.
حدث في عصر الخليفة العادل الإمام الزاهد عمر بن عبدالعزيز يوم أن أقام العدل في الأمة، ويوم أن عرف الأغنياء حق الله في أموالهم، جُمعت الزكاة في عصر عمر بن عبدالعزيز، وأراد عمر أن يوزعها فلم يجد فقيرًا واحدًا في أنحاء الأمة، عقمت أرحام الدولة العمرية أن تلد فقيرًا أو مسكينًا، وكان عمر بن عبدالعزيز يحكم أمة تمتد حدودها من الصين شرقًا إلى باريس غربًا، ومن حدود سيبيريا شمالًا إلى المحيط الهندي جنوبًا، ومع ذلك جمع عمر بن عبدالعزيز الزكاة فلم يجد مسكينًا واحدًا يأخذ الزكاة، وفاض المال في بيت مال المسلمين، فأصدر عمر بن عبدالعزيز أمرًا بأداء الديون، وقال: «اقضوا عن الغارمين»، فقُضي ديون الناس وما زال المال فائضًا، فأصدر أمرًا بإعتاق العبيد من بيت مال المسلمين، فأُعتق العبيد وما زال المال فائضًا في خزينة الدولة، فأصدر أمرًا بتزويج الشباب، وقال: «أيما شاب أراد أن يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين»، تزوج الشباب وبقي المال.
عباد الله: ما المطلوب؟
أولًا: أن نعلم يقينًا أن الله قادر على أن يُغيثنا، لكنه سبحانه يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبسِ البركات، ليتوب تائب، ويُقلع مقلع، ويتذكَّر متذكِّر، ويزدجر مزدجر، ونستقيم على شرعه؛ قال تعالى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾ [الجن: 16، 17].
ثانيًا: أن نُكثر من التوبة والاستغفار، ونردَّ المظالم إلى أهلها؛ قال عن هود عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 52] ثم ماذا؟ ﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].
ويقول تعالى عن نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 10- 13].
ثالثًا: أن نُكثر من الدعاء، وأن نتضرع إليه تعالى أفرادًا وجماعات؛ إذ هو القائل تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 42، 43].
وقال في محكم التنزيل: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
اللهم إنا نسألك أن تسقينا غيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا، نعمة لنا لا نقمةً علينا، اللهم إنا نسألك أن تسقي العباد والبلاد، اللهم اكشِف الضرَّ عنا، اللهم اكشف الضر عنَّا، اللهم اكشف الضُّر عنَّا، اللهم إنا نسألك أن تسقينا غيثًا هنيئًا، مريئًا، غدقًا مجللًا، اللهم إنا نسألك أن تغير أحوالنا إلى أحسن حال، اللهم إنا ضعفاء فقوِّنا، أقوياءُ بك فأعزَّنا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، اللهم إنَّا نسألك التقى والعفاف والغنى، اللهم إنَّا نسألك أن ترفع عنَّا الزنا والربا وسوء الأخلاق، اللهم إنَّا نسألك أن ترفع عنَّا المعاصي كلها، إنك على كل شيء قدير.
هذا وصلوا على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|