انتهاء معركة بدر
وكان انهزام القوم وتوليهم حين زالت الشمس، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببدر، وأمر عبد الله بن كعب بقبض الغنائم، وحملها، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفراً من أصحابه أن يعينوه، فصلى العصر ببدر، ثم راح فمر بالأُثَيل - الأُثيل واد طوله ثلاثة أميال، وبينه وبين بدر ميلان، فكأنه بات على أربعة أميال من بدر - قبل غروب الشمس، فنزل به، وبات به وبأصحابه جراح، وليست بالكثيرة، وقال لأصحابه: "من رجلٌ الليلة يحفظنا؟" فأسكت القوم، فقام رجلٌ فقال: "من أنت" قال: ذكوان ابن عبد قيس. قال: "اجلس"، ثم عاد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام رجلٌ فقال: "من أنت؟" فقال: ابن عبد قيس. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس"، ثم مكث ساعة، ثم قام رجلٌ فقال: "من أنت؟" فقال: أبو سبع. ثم مكث ساعة وقال: "قوموا ثلاثتكم"، فقام ذكوان بن عبد قيس وحده، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأين صاحباك؟" قال: يا رسول الله، أنا الذي أجبتك الليلة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فحفظك الله!" فكان يحرس المسلمين تلك الليلة، حتى كان آخر الليل فارتحل. قال: ويقال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر بالأُثيل[1]، فلما صلى ركعة تبسم، فلما سلم سئل عن تبسمه؟ فقال: "مرّ بي ميكائيل وعلى جناحه النقع، فتبسم إلي وقال: إني كنت في طلب القوم".
وأتاه جبريل حين فرغ من قتال أهل بدر على فرس أنثى، معقود الناصية، قد عصم ثنيته الغبار، فقال: يا محمد، إن ربي بعثني إليك، وأمرني ألا أفارقك حتى ترضى، فهل رضيت؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"[2].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|