روبن جورج كولينجوود كان فيلسوف ومؤرخ وعالم آثار بريطاني (كارتميل 1889 وكونيستون 1943).
بين الفلاسفة الذين أثروا على أفكاره، يمكن ذكر المثاليين الإيطاليين، كروتشه الذي كان صديق ومترجم، جينتيلي ودي روجيرو، الذي كان أيضا الصديق الشخصي، وكذلك أفلاطون، كانط، هيغل، فيكو، برادلي، سميث وروسكين، الذي كان مدرس لوالد كولينجوود.
كولينجوود لم يكن فقط فيلسوف للتاريخ ولكن أيضا مؤرخ وعالم آثار، وعلى وجه الخصوص بحثه عن البريطانيا الرومانية كانت مهمة جدا في ذلك الوقت. فلسفته للتاريخ لا تنفصل عن بحوثه التاريخية، بحثة بريطانيا الرومانية (Roman Britain)، التي نشرت عام 1921، يحتوي على تأملات في فلسفة التاريخ. مشيرا إلى وجود ترابط بين التاريخ والفلسفة. موقفه كان على تناقض مع الوضعية المنطقية السائدة في ذلك الوقت في انكلترا.
في المجال الجمالي تتميز فلسفة كولينجوود في تحديد الفن واللغة. العمل الذي يقدم فيه نظريته الجمالية هو مبادئ الفن (Principles of Art) المتأثر بمفاهيم كروتشة وجينتيلي. من كروتشة يأخذ مفهوم استقلالية الفن وفكرة أن العمل الفني هو في المقام الأول تعبير عن العاطفة. الفن هو المرحلة الأولى من تسلسل هرمي حيث المرور بالعلم والدين والتاريخ، ينتهي إلى حرية الفلسفة.
منهجه الفلسفي
نظرية المنهج الفلسفي
الاستدلال تتكون من المعطيات ومبادئ ونتائج. المعطيات أو الحجة الفلسفية تبدأ في تحليل البنية الخاصة للفكر الفلسفي، فوجدها تبدأ بالتصورات الفلسفية التي تعتمد على تداخل الفئات. التي يستخدمها لتوضيح التنوعات الجنسية للفلسفة. والشكل المنطقي الذي يربط بين هذه التنويعات سماه سلم الأشكال. حيث ترتبط كل درجة من درجات السلم بالتي تليها بواسطة علاقة واحدة مركبة من 4 علاقات: تجمع اختلافات الدرجة والنوع والتمايز والتضاد.
التصور الفلسفي يجد تعريفة الأكمل في سلم الأشكال، حيث نبدأ من اسفل السلم حتى الوصول إلى الحكم الفلسفي. الذي يجب ان يكون وحدة كاملة متناسقة تضم الإثبات والنفي، الكلية والجزئية والفردية. الحكم الفلسفي لا يخلو من العنصر الحملي أو عنصر الوجود. ولا يخلو أيضا من عناصر شرطية حتى لو كانت ثانوية.
الاستدلال يجب ان لا يقوم على الحكم الزائف الانفصالي، أي ان لا يكون استنباطيا بالكامل أو استقرائيا بالكامل.
وأخيرا نتيجة التصورات الفلسفية يجب أن تكون كلا نسقيا مترابطا.
شرح وعرض المنهج
الفرض
التحقق من صحة الفرض بالرجوع إلى التجربة التاريخية الفعلية للفكر الفلسفي
استخلاص النتائج
تصديق النتائج بالرجوع إلى تاريخ التجارب الواقعية
كان يتخذ في سيره إجراء مزدوجا يجمع بين المنطق والتجربة، أي بين الطابع الاستنباطي والاستقرائي. فكان السؤال دائما هل تتفق النظرة العامة للتفكير الفلسفي مع التجربة؟. وبهذا كان يهاجم كل حجة تبعده عن الحياة والتجربة.