يشير مفهوم الهوية الوطنية إلى مشاعر الحب والولاء للوطن، لذلك فإن الهوية الوطنية لها أهمية كبيرة في تحديد من ينطبق عليه مفهوم المواطنة الصالحة، المتمثلة في حب الأرض والمفاخرة بالحضارة والتراث، وجب أبناء الشعب الواحد والتعاون معًا في سبيل حماية الوطن والدفاع عنه في حالة تعرضه للأزمات، والنهوض به، كما تتمثل في احترام الفرد لقوانين بلده المتبعة به، وذلك نابع من حرص الفرد على تماسك الوطن وحفظ الأمن، وسلامته من كل سوء.
جميع هذه الواجبات لا يمكن للفرد أن يقوم بها إلا إذا كان يعتز بهويته الوطنية، ولكن في المقابل عله أن يلقى حقوقه التي توفرها له الدولة والتي تتجلى من خلالها مظاهر الهوية الوطنية، فالهوية الوطنية هي الركيزة الأساسية التي تقوم بوضع الفرد والمجتمع على قدم المسؤولية والتي تزرع بداخلهم مفهوم الولاء والانتماء للوطن، بالتالي تتحقق لنا الواجبات تجاه الوطن من المحافظة عليه وتنفيذ توجيهات الدولة بشكل صحيح نابع من حس المسؤولية، فالانتماء للوطن هو جزء لا يتجزأ من مبدأ المحافظة عليه، وعلى مكتسبات الوطن، بالتالي تتحقق الهوية الوطنية لدى الفرد من خلال هذه العناصر.
يشترك المواطن والمقيم -على أرض الوطن الواحد- على حدٍ سواء في مسؤولية بناء مفهوم المواطنة الصالحة، وذلك عن طريق تزكية حب الوطن وأرضه وشعبه، وينبع هذا التكاتف من حب البلد ومن وجود التسامح والتعايش بين أفراد الوطن الواحد وذلك على اختلاف أديانها وأطيافه، وذلك لأن جميع الأفراد يشتركون في هوية واحدة مما يحتم على الأفراد والمجتمعات الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الأزمات وذلك في سبيل ضمان مصلحة الجميع، وذلك لأن جميع أبناء الوطن الواحد يشتركون في مصلحة الوطن ويحملون مسؤولية تضرره معًا.
لذلك على كل دولة أن تبحث عن سبل تعزيز الهوية الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، ومن الدول التي تحث على هذا الأمر هي السعودية فهي تبحث دائمًا عن كيفية تعزيز الهوية الوطنية السعودية بين أبناء الوطن الواحد ولقد أصبح هذا الأمر هاجسًا لبعض الدول مؤخرًا بالأخص الدول النامية، وتقوم خطة التعزيز في السعودية على الهوية الإسلامية.