عبّرت قوى الحرية والتغيير السودانية، في بيان عن أسفها لقرار وفد الجيش السوداني عدم المشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية لدول المنظمة الحكومية للتنمية (الإيغاد) المعنية بحل الأزمة السودانية رغم وجوده في أديس أبابا. وقالت إنها ترحب بتجديد وتأكيد المجتمعين من القوى الإقليمية والدولية في أديس أبابا على العمل على إنهاء الحرب وإشراك المدنيين.
وشددت على أنها تدعم كل الجهود المبذولة من قبل السعودية وأمريكا، الميسرين لمنبر جدة، ومبادرة الإيجاد الهادفة لإنهاء الحرب في السودان.
كما عبرت عن أملها في أن يتكامل مؤتمر دول الجوار في القاهرة، الخميس المقبل، مع الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وتسليم السلطة للمدنيين واستعادة الاستقرار في السودان.
وكان البيان الختامي لاجتماع لجنة «إيجاد» قد دعا الأطراف السودانية إلى وقف العنف فوراً وتوقيع اتفاق غير مشروط لوقف إطلاق النار.
وقال البيان إن اللجنة قررت حشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل عقد لقاء مباشر بين قادة الأطراف المتحاربة، مشيراً إلى أن المنظمة ستبدأ على الفور وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي عملية تواصل بهدف تحقيق ذلك.
يذكر أن الجيش السوداني رفض المشاركة في مباحثات سلام أفريقية بهدف البحث عن حل للنزاع ما لم يترأس اللجنة الرباعية طرف غير كينيا التي تتهمها بعدم الحيادية. وتضم اللجنة الرباعية التي ترأسها كينيا، إثيوبيا والصومال وجنوب السودان. لكن قوات الدعم السريع رأت أن المقاطعة كانت تصرفاً «غير مسؤول».
وانتقدت الرباعية في بيان ختامي «الغياب المؤسف لوفد القوات المسلحة السودانية، على الرغم من دعوتها وتأكيد مشاركتها».
عسكرياً، دفع الجيش السوداني بتعزيزات عسكرية لتمشيط مناطق جنوب مدينة أم درمان. وأجبرت العمليات النوعية المتواصلة للجيش السوداني والتمشيط شبه اليومي في مناطق جنوب أم درمان، ارتكازات وتجمعات قوات لدعم السريع على التراجع عن بعض النقاط التي كانت تتواجد بها.
كما استمر تحليق الطائرات الاستطلاعية في أم درمان التي تعيش هدوءاً نسبياً مع بعض المناوشات في أحياء يتقارب فيها تواجد أفراد الجيش وعناصر الدعم السريع من بعضهما.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان الذي يتولى أيضا رئاسة مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي».
وأودى النزاع بأكثر من 2800 شخص، ودفع أكثر من 2,8 مليون شخص للنزوح، لجأ أكثر من 600 ألف منهم إلى دول مجاورة، أبرزها مصر وتشاد، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة. ولم تفلح مبادرات عدة للوساطة في إيجاد أرضية لأي تفاهمات قد تثمر حلاً.
«أوضاع كارثية» يعيشها الموظفون مع توقف الرواتب
منذ اندلاع المعارك، تغلق المصارف أبوابها في العاصمة، ما ترتب عليه تعذر التواصل بين فروعها في الولايات ومقارها المركزية في الخرطوم خصوصاً مع انقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات وتواصل القصف والاشتباكات في المدينة.
ووفق إحصاءات غير رسمية، يبلغ عدد الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم حوالي مليون موظف. ومن بين هؤلاء، أكثر من 300 ألف معلم ومعلمة في قطاع التدريس الحكومي كانوا يتقاضون رواتب زهيدة أصلاً، بحسب ما أفاد رئيس لجنة المعلمين عمار يوسف.
وقال لفرانس برس «المعلمون في السودان في القطاعين العام والخاص يعيشون أوضاعاً كارثية في ظل الحرب الدائرة بجانب معاناة الانتهاكات التي يتعرضون لها بشكل يومي».
ونتيجة تأخر صرف الرواتب، هددت جبهة نقابية تضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعيين وصحافيين باتخاذ خطوات تصعيدية ضد إحجام الحكومة عن الايفاء بالحقوق المالية للموظفين.