شهادة حيي بن أخطب بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم
حُيَيُّ بن أخطب سيد يهودِ بني النَّضيرِ بالمدينة، وهو أبو أم المؤمنين صفيَّة بنت حُيي - رضي الله عنها - زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان حُيي بن أخطبٍ وأخوه ممَّن عَلِموا صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنَّهما لم يُسلِما عنادًا واستكبارًا.
وتَحكي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب - رضي الله عنها - عن ذلك فتقول: "كنتُ أَحَبَّ ولد أبي إليه وإلى عَمِّي أبي ياسر، لم ألقَهُما قطُّ مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه.
فلمَّا قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ونزَل قباءَ في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حُييُّ بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مُغلِّسين؛ أي: ساروا بغَلسٍ، وهو ظُلْمة آخر الليل.
قالت: فلم يَرجِعا حتى كانا مع غروب الشمس، فأتيا كالَّيْن[1] كسلانين ساقطَينِ يَمشيان الهُوينى، فهشَشْتُ إليهما[2] كما كنتُ أصنَعُ، فواللهِ ما التفَت إليَّ واحد منهما، مع ما بهما من الغمِّ.
قالت صفية - رضي الله عنهما -: وسمعتُ عمي أبا ياسرٍ وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب: أهو هو؟ (أي: هل محمد - صلى الله عليه وسلم - هو النبي الذي نَنتظرُهُ، الموجودة بشارته في كتبنا؟)، قال حيي بن أخطب: نعم والله.
قال أبو ياسر: أتعرفه وتُثبِتُه؟
قال حيي بن أخطب: نعم.
قال أبو ياسر: فما في نفسك منه؟
قال حيي بن أخطب: عداوتُه واللهِ ما بقيت"[3].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|