حديث: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعنها رضي الله عنها قالت: "مِن كل الليل قد أوتَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فانتهى وترُه إلى السَّحَر"؛ متفق عليهما.
المفردات:
• من كل الليل؛ أي: من أوله وأوسطه وآخره، ومِن بمعنى في.
• قد أوتر؛ أي: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوتر.
• فانتهى وتره إلى السَّحَر؛ أي: حتى بلغ وترُه وقتَ السحر.
• السَّحَر: آخر الليل قبيل الصبح.
• متفق عليهما؛ أي: على حديث عائشة هذا، والحديث الذي قبله، وليست هذه عادةَ الحافظ، بل عادته أن يُبيِّن عقب كل حديث مَن أخرجه من الأئمة.
البحث:
هذا الحديث المتفق عليه يُفِيد أن الليل كله وقتٌ للوتر.
والثابت عند أهل العلم أن أول وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء؛ فمَن صلَّى الوتر قبل صلاة العشاء، فلا وتر له، فقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل المسلمُ آخرَ صلاته بالليل وترًا؛ كما سيجيء.
قال البغوي في شرح السنة - وهو يشرح حديث عائشة هذا -:
في هذا الحديث بيان أن جميع ساعات الليل بعد دخول وقت العشاء إلى طلوع الفجر الصادقِ وقتٌ للوتر؛ اهـ.
وقد روى البخاري ومسلم من حديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يُسلِّم بين كل ركعتين، ويوتر واحدة؛ الحديث.
ما يفيده الحديث:
1- أن وقت الوتر هو مِن بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
2- الترغيب في تأخير الوتر إلى وقت السَّحَر لمَن يَثِقُ بالانتباه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|