حديث: كان إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ صلى ركعتين
عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ صلَّى ركعتين"؛ رواه مسلم.
المفردات:
♦ إذا خرج؛ أي: توجَّه من المدينة مسافرًا.
♦ مسيرة؛ أي: مسافة.
♦ أميال: جمع مِيل - بكسر الميم - وهو منتهى مدِّ البصر، وهو حوالي خمسين وسبعمائة متر وألف متر؛ أي ما يقارب (2 كيلومتر إلا ربعًا).
♦ فراسخ: جمع فَرْسَخ، وهو في الأصل السكون، أو السَّعة، أو الشيء الطويل، والفرسخ ثلاثة أميال، وقد ذكر الفراء أنه فارسي مُعرَّب.
البحث:
فهِم بعض الناس أن هذا الحديث سيق للدلالة على مقدار المسافة التي تعتبر سفرًا شرعيًّا تقصر فيه الصلاة، وصنيع مسلم رحمه الله تعالى يشعر بأنه ساقه للدلالة على المسافة التي ينبغي أن يبدأ منها المسافر قصر الصلاة في سفره؛ فقد أخرج من طريق أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعًا، وصلى العصر بذي الحُلَيفة ركعتين، ثم ساق بسنده عن أنس: "صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعًا، وصليتُ معه العصر بذي الحُليفة ركعتين"، ثم قال: وحدَّثَناه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، كلاهما عن غندر، قال أبو بكر: حدثنا محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن يحيى بن يزيد الهنائي، قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ (شعبة الشاكُّ) صلَّى ركعتين.
فقول مسلم رحمه الله: "وحدثناه"، يفيد أن هذا الحديث مِن معنى الحديث الذي قبله، وذو الحُليفة تبعُدُ عن المدينة بحوالي ثلاثة أميال، وهو يُرجِّح رواية ثلاثة أميال على ثلاثة فراسخ.
ما يفيده الحديث:
1- أنه لا يجوز لمن أراد السفر أن يقصر الصلاة قبل أن يخرج من بلده.
2- وأنه يجوز له أن يقصر بعد ثلاثة أميال.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|