النجوى فى كتاب الله
النجوى فى كتاب الله
علم الله بالنجوى :
بين الله أنه يعلم ما يحدث من نجوى أى كلام خافت بين ثلاثة أو أربعة أو خمسة لأنه يكون معهم والمقصود يعرف ما يتحدثون به من حديث خفيض وفى هذا قال سبحانه:
" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا "
وبين الله أن عقيدة الكفار هو أن الله لا يسمع سرهم وهو كلامهم داخل أنفسهم ولا يسمع نجواهم وهو كلامهم الخافت أى الخفيض بينهم وبين بعض وفى هذا قال سبحانه:
"ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم"
وقال أيضا:
" أم يحسبون إنا لا نسمع سرهم ونجواهم"
ومن ثم يظنون أن الله لا يسمع أى يعلم بما فى أنفسهم وبما بينهم وبين بعض من كلام خافت
أنواع النجوى :
قسم الله النجوى إلى نوعين :
الأول النجوى وهى التناجى أى الحديث الخافت بين فردين أو أكثر بالبر والتقوى وهو عمل الخير والمقصود طاعة الله حيث قال :
"وتناجوا بالبر والتقوى "
الثانى التناجى وهو الحديث الخفيض بين فردين أو أكثر بالإثم وهو العدوان أى ارتكاب الشر والمقصود عصيان اللاه ورسوله(ص)وهو قوله حيث قال :
" ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول"
أنواع النجوى فى الخير :
بين الله أن نجواهم وهو حديثهم الخافت فيما بينهم الخير فيه فى ثلاثة أمور :
1-الأمر بالصدقة وهى العطاء المالى للأخرين سواء نقود أو طعام أو كسوة أو غير هذا
2- الأمر بالمعروف وهو أن يطلبوا من بعضهم عمل خير كالزواج أو زيارة مريض
3- الإصلاح بين الناس وهو المصالحة أى الحكم بين المتخاصمين بالعدل
وفى هذا قال سبحانه :
"لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "
النهى عن النجوى المحرمة :
بين الله أن نهى الناس عن النجوى وهى الحديث الخافت بينهم بالشر ومع هذا النهى عادوا لتكرار الذنب الذى نهزا عنه والمقصود الذى حرمه الله عليهم وفى هذا قال سبحانه:
"ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه"
وخاطب الله المؤمنين فقال :
لإذا تناجيتم أى تحدثتم بحديث خافت فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول والمقصود فلا تتحدثوا بالذنب وهو الخطيئة وهو مخالفة حكم الله المنزل على النبى(ص) وتناجوا بالبر والتقوى والمقصود وتحدثوا بالخير أى الفائدة والمقصود طاعة أحكام الله وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى "
نجوى المنافقين لتحزين المسلمين:
بين الله أن النجوى من الشيطان والمقصود أن الحديث الخافت الشرير من هوى الكفار والمنافقين والسبب فى ذلك الحديث الخافت أن يحزن الذين آمنوا والمقصود أن يخاف المسلمين من أذى الكفار والمنافقين
نجوى الظالمين
بين الله أنه أعلم بما يستمعون إذ يستمعون له والمقصود أعرف الذى يفرحون به إذ هم ينصتون للوحى وبين أنه أعرف بهم إذ هم نجوى والمقصود متحدثون متخافتون وبالأفاظ أخرى يكلمون بعضهم بصوت ضعيف حيث يقول الكفار :
إن تتبعون إلا رجلا مسحورا والمقصود إن تطيعون سوى إنسان مخادع
وفى هذا قال سبحانه
"نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
نجوى سحرة فرعون:
بين الله أن السحرة تنازعوا أمرهم بينهم والمقصود تناقشوا بينهم فيما ثضيتهم والمقصود فلم يتفقوا فى حكمهم فيما بينهم وقد أسروا النجوى والمقصود وقد أخفتوا الكلام وبألفاظ أخرى خفضوا أصواتهم فقال بعضهم لبعض:
إن هذان لساحران والمقصود مخادعان يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما أى يحبان أن يطرداكم من بلادكم بخداعهم
وفى هذا قال سبحانه:
"فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان ساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما "
نجوى الكفار:
بينالله أن الكفار أسروا النجوى والمقصود خفضوا أصواتهم فى الحديث فيما بينهم حيث قالوا لبعضهم البعض ::
هل هذا إلا بشر مثلكم والمقصود إلا إنسان شبهكم ؟
أفتاتون السحر وأنتم تبصرون والمقصود هل تصدقون الخداع وأنتم تفهمون؟
وفى هذا قال سبحانه:
"وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون " تشريع الصدقة لتقليل النجوى مع الرسول (ص) :
أكثر المسلمون على الرسول(ص) من الحديث فأتعبوه نفسيا وبدنيا حيث كان كل من يريد أن يسأل عن أى شىء يذهب له لأخذ رأيه حتى ولو كان يعرف حكم الله فى قضيته ومن ثم شرع الله حكما لتقليل هذا الحيث المتعب حيث قال :
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة والمقصود إذا حدثتم النبى حديثا خافتا فادفعوا قبل حديثكم مال للمحتاجين منكم ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم والمقصود فإن الدفع أحسن لكم أى أفضل لكم ثوابا فإن لم يكن معكم مال للعطاء فتحدثوا والله عفو كريم عن دفع الصدقة
وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم "
وكانت نتيجة التشريع أن المسلمين عدا قلة نادرة لم يعودوا يحدثون الرسول(ص) نهائيا بسبب خوفهم من دفع المال ومن ثم رفع الله تشريع دفع المال قبل التحدث مه النبى (ص) عنهم حيث قال :
"أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة "
نجوى اخوة يوسف(ص):
بين الله أن اخوة يوسف(ص) لما تعبوا من اقناع يوسف(ص) بأخذ واحد منهم مكان أخيهم الثانى خلصوا نجيا والمقصود انصرفوا لمكان بعيد عنه متحدثين حديثا خافتا فقال أكبرهم :
ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله والمقصود ألم تتذكروا أن والدكم قد قد أحذ منكم عهدا بالقسم بالله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف والمقصود ومن قبل قد ضيعتم يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين والمقصود فلن أترك موضعى هذا حتى يسمح جلى والدى بالعودة أو يوحى الله فى وحيا وهو خير القضاة
وفى هذا قال سبحانه :
"فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين "
موسى(ص) النجى:
بين الله أنه نادى والمقصود كلم موسى (ص)من جانب الطور الأيمن والمقصود من جهة جبل الطور اليمين وبألفاظ أخرى قربه نجيا والمقصود جعله كليما أى متحدثا معه
وفى هذا قال سبحانه :
" وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا "
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|