يمر الطفل بعدد من التطورات اللغوية والحركية والإدراكية بدأً من يومه الأول بالحياة، وتُمكن هذه التطورات الأبوين من مراقبة أطفالهم عن كثب، حيث تمتلك كل مرحلة من مراحل التطور الإدراكية عدد من العلامات تُميزها دون غيرها وذلك وفقًا للتطور العمري والعقلي للطفل.
فما أن تُرزق بطفل، حتى تلاحظ التطور اللغوي البسيط له، وفي العادة يمر الطفل في عامه الأول بعدد من التطورات اللغوية البدائية التي تساعده على التواصل، وتنقسم إلى ثلاث مراحل وفقًا للتقدم العمري له:
البكاء والهديل: يمثل البكاء والهديل أولى مرحل الطفل التعبيرية، وتبدأ منذ يومه الأول بالحياة وحتى نهاية الشهر الثالث، ففي البداية يبدأ الطفل بإعطاء مؤشرات إدراكية بسيطة، فتسمع منه صوت يشبه الهديل، كما يبدأ في التعبير عن إحتياجته بالبكاء المتقطع أو المستمر، قد يزعجك الأمر عادةً ولكنك في النهاية ستعتاد عليه.
الأصوات الملائكية المرحة: تتمثل الأصوات المرحة ثاني المراحل الإدراكية اللغوية لطفلك، وتبدأ من الشهر الرابع له حتي الشهر السادس، وبها يبدأ بإصدار أصوات ضحكات خافتة مرحة عند قيامك ببعض الحركات ويلتفت إلى صوته الخاص، وكأنه بدأ في استيعاب مايدور حوله حديثًا، فيلتفت إلى الأصوات والموسيقي وينتبه إلى تعبيرات وجهك المختلفة.
الهمهمات: إذا كنت في النصف الثاني من العام الأول لطفلك، فأنت الآن مُحاط بالكثير من الهمهمات المكررة الخالية من المعنى، والتي تكون في العادة مقاطع طويلة من حرف واحد مثل با-با-با-با-با- أو دا دا دا دا دا أو مييي ميييي وغيرها من المقاطع الخاوية، كما ينتبه إلى اسمه ولغته الأصلية ويبدأ باستخدام التعابير الصوتيه له للتعبير عن مشاعره.
وبنهاية عامه الأول يكون الطفل قادرًا على فهم بعض الكلمات الأساسية مثلا لا أو نعم وبعض من تعابير الوجه الخاصة بالوالدين والمقربين، ويستمر الطفل في الهمهمة المتقطعة، واصدار اصوات غير مفهومة، وقد يستطيع عدد من الأطفال قول كلمتهم الأولى في نهاية هذه العام ولكن لاتدع القلق يساورك مدام الطفل قادرًا على التواصل بالإيماءات والهمهة.