أكدت «الآلية الثلاثية» الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، أنها على أهبة الاستعداد لدعم التنفيذ الفعَّال لوقف إطلاق النار الذي وُقِّعَ أمس الأول في مدينة جدة.
وذكرت في بيان مشترك أمس، أن احترام وقف إطلاق النار أمر حاسم لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مثمنين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء القتال في السودان، كما دعت المجتمع الدولي بأسره والجهات الفاعلة الإنسانية إلى توحيد جهودها بشكل عاجل؛ لدعم الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الحرجة.
ميدانياً، استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع على الرغم من اقتراب موعد الهدنة التي اتفقا عليها والتي أعلنت عنها واشنطن والرياض وأعلن طرفا النزاع نيتهما احترامها.
وطالب مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في شكل آمن»، إلى نحو 25 مليون من سكان البلاد الذين يحتاجون إلى المساعدة العاجلة.
وكانت السعودية، والولايات المتحدة قد أعلنتا في بيان مشترك أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار مدته أسبوع بدأ الساعة 19:45 بتوقيت جرينتش أمس.
وأعلن كل من الطرفَين في بيان أنهما يريدان احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجد). لكن خلال أكثر من خمسة أسابيع من الحرب، تعهد الطرفان وقف إطلاق النار أكثر من عشر مرات لكن سرعان ما تم انتهاكه.
وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد حيث يشتد القتال أيضاً.
وأجبِر الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريباً على ملازمة منازلهم بلا ماء أو كهرباء.
وفي بلد مصارفه مغلقة وقوافل الإمدادات فيه تتعطل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك الثقيلة بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شح الغذاء فيما دُمرت معظم مصانع الأغذية الزراعية أو نُهبت.
وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهوراً منذ عقود.
والأحد، جدد مسؤول الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى «إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن»، فيما يحتاج أكثر من 25 مليون من سكان السودان - أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبًا - إلى مساعدات.
وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة. وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.
وكان البيان الأمريكي السعودي المشترك قد أكد أنّه «خلافاً لوقف إطلاق النار السابق، تم التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتفاقية التي تم التوصل إليها في جدة، وستدعمها آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دولياً» من السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
والجمعة، أقال قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصب نائب رئيس مجلس السيادة (أعلى سلطة سياسية حالياً في البلاد) وقرر تعيين مالك عقار في المنصب. كذلك، عين ثلاثة من حلفائه في مناصب عسكرية رفيعة. وأعلن في بيان أصدره السبت أنه مصمم على السعي إلى «إيقاف هذه الحرب» والدفع باتجاه مفاوضات.
ليبيا ترحب بالاتفاق وتثمن موقف الرياض وواشنطن
رحبت ليبيا بتوصل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى اتفاق تمديد الهدنة ومواصلة المباحثات بهدف وقف نهائي لإطلاق النار في السودان.
وأثنت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا في بيان لها، على جهود المملكة والولايات المتحدة الأمريكية في حث الأطراف السودانية على التوصل لهذا الاتفاق، مؤكدةً أن مواصلة المباحثات بهدف وقف نهائي لإطلاق النار في السودان سيمهد الطريق لوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
كما عبّرت عن تفاؤل ليبيا بأن يواصل الأشقاء في السودان الاستجابة لمساعي التهدئة والتوقف الدائم للأعمال العدائية والبدء في محادثات مباشرة بمشاركة كل الأطياف والقوى السياسية السودانية بما يضمن تحقيق استقرار دائم واستعادة الأمن في هذا البلد.