الاخوة فى كتاب الله
الاخوة فى كتاب الله والأخ أو الأخت النعمة
فى حياة الكثير من الأسر هناك نعمة من كثرة ظهورها تكون خفية عن أعيننا من كثرة ما اعتدنا عليها وهى :
الأخ المضحى أو الأخت المضحية أو قل :
الأخ أو الأخت الذين يؤثرون بقية اخوتهم على أنفسهم كما قال سبحانه :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
تلك النعمة أهلها الله لأن تكون هى السبب من خلال عملها كأول فرد فى العائلة فى وظيفة ما أو من خلال كونها الأكبر سنا أو من خلال أخلاقها العالية أن تكون هى التى تنفق على اخوتها أو تساعد الأبوين فى تربية الاخوة وفى أحيان تكون هى الأب والأم والسند
تلك النعمة لا يتلفت لها كثيرا من إخوتها أو أخواتها وهم يمضون فى قطار الحياة عندما يتوظفون أو يعملون أو يسافرون للعمل ويعودون وهم أغنياء
تظل تلك النعمة أخ أو أخت هى الأقل حظا فى الغالب فى الحياة سواء فى التعليم أو فى المال أو فى تأخر الزواج أو انعدامه ومع هذا ينسى الاخوة والأخوات من جعلهم الله سببا فى تعليمهم وزواجهم وغناهم
البعض من الاخوة والأخوات يتذكر فضل هذا الأخ أو الأخت عليهم فيظل يذكرهم بخير فى كل مجلس ويمد له يد المساعدة وللأسف هؤلاء قلة قليلة من الاخوة
بعض أخر من الاخوة والأخوات يعتبر هذا الأخ أو الأخت هم الهبل الذين ينفقون عليهم وعلى العائلة مع أنهم أصبحوا يعملون وأصبحوا أصحاب مال والأنكى والأمر أن بعض هؤلاء الاخوة والأخوات السيئين يعمل على منع زواج أخته أو أخيه لكى يظل ينفق عليه وعلى بقية العائلة وهذا المنع أحيانا يكون بعدم ذكر الزواج أمامهم أبدا وأحيانا يكون بطرد من يتقدمون للزواج أو اسكات من يريدون كلامهم فى الموضوع
بعض أخر من الاخوة عندما يكون فى شدة يذهب إلى النعمة التى أنعم على العائلة بها ويطلب منه المال وأحيانا عندما لا يجد استجابة يظل يشتد على النعمة حتى يميتها قهرا أو يدفعها للانتحار أو يجعلها تنقلب من الأخ الطيب إلى أخ ضار قد يقتل ويجرح
فيا أيها الناس من عنده نعمة من تلك النعم فى أسرته عليه أن يقبل يدها صباح مساء عليه أن يذكره بكل خير فى كل مجلس عليه أن يمد لها يد العون فى كل وقت كما مد هو لهم يد العون فى الصغر والشباب
أنواع الأخوة:
بين الله وجود نوعين من الاخوة فى الدنيا :
ألأولى اخوة الإيمان كما قال سبحانه :
"إنما المؤمنون إخوة ".
الثانية خوة الشياطين وهم الكفار كما قال سبحانه "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
اخوة المؤمنين :
كل مؤمن هو أخ لكل مؤمن لقوله سبحانه:
"إنما المؤمنون أخوة "
والسبب فى هذه الاخوة تأليف قلوب المؤمنين على نعمة الله وهى دين الله والمقصود أنهم اجتمعوا على الإيمان بالإسلام كما قال سبحانه:
"واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا "
والذى ألف بين المسلمين هو الله كما قال سبحانه:
"ولكن الله ألف بينهم "
ولا يمكن لأى إنسان حتى ولو كان رسولا من الله أن يؤلف والمراد أن يجمع بين الناس مهما فعل حتى ولو أعطاهم كل أموال الأرض وفى هذا قال سبحانه:
"لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم "
الإخوة فى دين الله :
ذكر الله أن الإخوة على نوعين :
-إخوة الزواج وهو أن يكون الأفراد أنجبهم الزوجين وهما الأبوين أو واحد منهم
-إخوة الرضاعة وهو أن يرضع الفرد من أم أفراد أخرين لم تلده وفى هذا قال سبحانه:
"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة "
الأدعياء إخوان فى الدين :
بين الله أن إخوة المؤمنين ليست حصرية لمن عرفوا آبائهم ولكنها تضم الأدعياء وهم فير معروفى النسب من المؤمنين وفى هذا قال سبحانه :
"فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم "
المرتدون عند توبتهم اخوان لنا :
بين الله أن الكافر إذا تاب إلى الله والمقصود أقام الصلاة وأتى الزكاة والمقصود أدى حق الله مؤمنا به فقد صار أخ للمؤمنين وفى هذا قال سبحانه:
"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين "
كراهية المؤمنين :
بين الله أن الإخوة المؤمنين لا تمنع وجود الكراهية وهى الغل بين بعض منهم فى حياتهم الدنيا ومن تلك الصور كراهية ألأزواج والزوجات التى قال سبحانه فيها :
"وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
والغل وهو الكراهية بين بعض المؤمنين فى الدنيا خى كراهية قلبية أى صدرية ولكنها لا تخرج إلى الكراهية بالعمل وهو إيذاء المؤمنين إلا ويكفر المؤذى لأخيه وتلك الكراهية وهى الغل يزيلها من الصدور وهى القلوب فى الجنة كما قال :
"أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل "
كيفية الإصلاح بين الإخوة :
أحيانا احدث بين بعض المسلمين أحداث تؤدى للتقاتل بالكلام أو بالسلاح أو بالتشاجر الجسدى وواجب بقية المسلمين هو الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين كما قال سبحانه:
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "
وقد يحدث بعد اصلاح بقية المؤمنين بين الطرقين بغى والمقصود إيذاء من فئة لأخرى والواجب على بقية المسلمين قتال الفئة الباغية وهى التى كفرت بعدوانها وهو ايذاءها للفئة الأخرى حتى تعود لحكم الله وفى هذا قال سبحانه :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
فإن فاءت والمقصود تابت الفئة الباغية من كفرها على بقية المسلمين عقد صلح أخر يغيد ببقتى المعتدى عليه حقوقها من تلك الفئة الباغية التى عادت لإسلامها وفى هذا قال سبحانه:
"فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين "
غيبة الأخ:
نهى الله المؤمنين عن أن يعتب بعضهم بعضا والمراد ألا يذكر أحدهم الأخر بسوء فى غيبته وتساءل :
هل يحب المؤمن أن يأكل من لحم أخيه الميت ؟
إذا المغتاب كآكل لحم الميت والذى يكرهه بقية المسلمين لأنه أكل المحرم والمغتاب فعل المحرم
وفى هذا قال سبحانه :
"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
إشراك الأخ فى الأمر :
دعا موسى (ص) الله أن يجعل أخاه وهو المنتمى لنفس الأبوين ولنفس الدين وزيرا والمقصود شريكا فى الأمر وهو الرسالة حيث قال :
"واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى "
واستجاب الله فأشركه والمقصود جعله مسئولا عن الرسالة كموسى(ص) حيث قال:
"قال سنشد عضدك بأخيك "
الأكل من بيوت الإخوة:
حلل الله أن نطهم من بيوت كل من الآباء والأمهات والأعمام والعمات والأخوال والخالات والإخوة والأخوات من الأبوين أو الرضاعة والمملوك مفاتحه لنا وهم الأولاد والأصحاب حيث قال سبحانه:
"أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت عماتكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم "
كشف الزينة والإخوة :
حلل الله للأخوة من الأبوين أو من الرضاعة أن يروا بعض من عورات أخواتهن وليس عليهم فى تلك الحالة عقاب دنيوى أو أخرى حيث قال "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن"
وراثة الإخوة لبعضهم :
بين الله أن الكلالة وهو رجل أو امرأة لم ينجب أيا منهم إذا كان للواحد منهم بعد موته أخ أو أخت من الأب فلكل واحد منهما السدس فإن صاروا أكثر من هذا فهم شركاء فى الثلث وفى هذا قال سبحانه:
"وإن كان يورث كلالة أو امرأة وله أخت أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث "
وإما إذا كان الكلالة له أخت واحدة بعد الموت فلها نصف ماله وإما إذا كانت هى الميتة وهو أخوها الوحيد بعد الموت فهو يأخذ مالها كله وأما إذا كانت أختين بعد الموت فترثان الثلثين وإن كانوا اخوة رجال ونساء بعد الموت فللذكر مثل نصيب الأنثيين وفى هذا قال سبحانه:
"إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وغن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين "
عدم مودة إخوة الدم الكفار :
بين الله أن المؤمن لا يود والمقصود لا يناصر من حارب الله ونبيه(ص)حتى لو كانوا آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أى أقاربهم من زواج الأبوين أو الرضاعة أو عشيرتهم وفى هذا قال سبحانه:
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم "
وفسر الله ذلك بألا يتخذوا آبائهم وإخوانهم وهم أقاربهم من الأبوين أو من الرضاعة أولياء والمقصود أنصار إن فضلوا الكفر على الإسلام وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا آبائهم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان "
إخوة الشياطين :
بين الله أن المبذرين وهم المسرفين فى المال هم أخوة والمقصود مشابهين للشياطين وهم الكفار
وفى هذا قال سبحانه :
"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
الشياطين يدعون إخوانهم للالتحاق يهم :
بين الله أنه يعرف المعوقين وهم المانعين للعدل وهم الذين يقولون لإخوانهم وهم أصحابهم وهم زملائهم فى الدين :
هلم إلينا والمقصود انضموا إلينا فى منع العدل وهو الخير
وفى هذا قال سبحانه :
"قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين إخوانهم هلم إلينا "
إمداد الشياطين الغى لبعضهم البعض :
بين الله أن إخوان وهم أهل الشياطين يمدونهم فى الغى والمقصود يزينون لهم السوء وهو الكفر وهم لا يقصرون والمقصود ولا هم لا يتوانون عن تزيين السوء وفى هذا قال سبحانه :
"وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون "
الفرار من الإخوة بعد البعث :
بين الله أنه فى يوم البعث يفر المرء من أخيه والمراد يهرب الفرد بعيدا عن قريبه ابن أمه وأبيه
وفى هذا قال سبحانه:
"يوم يفر المرء من أخيه "
ود الكافر الافتداء بأخيه وقرابته:
بين الله أن الكافر يود والمقصود يتمنى يوم البعث أن يفتدى من عذاب النار بكل من أولاده وزوجته وأخيه وهو ابن أبويه وعشيرته
وفى هذا قال سبحانه :
"يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤيه"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|