هن قدوتي (8): أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية رضي الله عنها
كان اسمها برّة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى جويرية، وكانت من أجمل النساء. قالت عائشة رضي الله عنها: كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه.
وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس في غزوة بني المصطلق فكاتبها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إعانة في فكاك نفسها فقال: (أو خير من ذلك؟ أتزوجك؟) فأسلمت وتزوج بها وكانت بنت 20 سنة، وكانت متزوجة قبله ابن عمها مشافع بن صفوان، وأطلق الأسارى من قومها عندما سمع الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلوا ما بأيديهم "الأسرى" فأعتق 100 من أهل بيت بني المصطلق، قالت عائشة رضي الله عنها: فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركةً منها.
وقدم أبوها الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.
ذكر كثرة تسبحيها:
عن جويرية رضي الله عنها قالت: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أُسبِّح غدوة "ما بين الفجر وطلوع الشمس"، ثم انطلق إلى حاجته، ثم رجع قريبًا من نصف النهار وأنا أُسبِّح، فقال: (مازلت قاعدة؟) قلت: نعم. فقال: (ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن -أو لو وزن بهن- وزنتهن)؛ يعني جميع ما سبحت به، وهن: سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضى نفسه 3 مرات، سبحان الله مداد كلماته 3 مرات. رواه مسلم.
وأخرج البخاري حديث عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعه وهي صائمة فقال لها: (أصمت أمس؟) قالت: لا، قال: (أتريدين أن تصومي غدًا؟)، قالت: لا، قال: (فأفطري).
ذكر وفاتها:
توفيت رضي الله عنها في ربيع الأول سنة 50 وقيل 56.
رضي الله عنها وأرضاها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|