جويرية بنت الحارث المصطلقية
انتهت غزوة بني المصطلق، التي وقعت سنة ست من الهجرة، ووزعت غنائمها وسباياها على المسلمين، وكانت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس الأنصاري. فكاتبته على نفسها، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها. فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث، سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك. فوقعت في سهم لثابت بن قيس، فكاتبته على نفسي، وجئتك أستعينك على كتابتي.
قال صلى الله عليه وسلم: "فهل لك في خير من ذلك".
قالت: وما هو يا رسول الله؟.
قال: "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك".
قالت: نعم.
قال: قد فعلت.
وتسامع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية، فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم. وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة: فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سببها مائة أهل بيت من بني المصطلق [1].
وتصف عائشة جمالها فتقول: وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها. قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها. وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت[2].
توفيت سنة خمسين من الهجرة رضي الله عنها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|