فوائد من كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فللقراءة في كتب السير والتراجم فوائد عديدة؛ قال الإمام الشاطبي رحمه الله: « قال حمدون القصار: مَنْ نَظَر في سِيَر السَّلَف عَرَفَ تقصيرَه وتخلُّفَه عن درجات الرجال».
ومن أفضل كتب التراجم: كتاب الإمام الذهبي رحمه الله "سير أعلام النبلاء"، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: « من أجلِّ كتبه وأعظمها، وهو كتاب كبير عظيم».
وقال العلامة العثيمين رحمه الله: « هذا الكتاب مفيد فائدة كبيرة، ينبغي لطالب العلم أن يقرأ فيه ويراجع»، وقال رحمه الله: «لا ينبغي للإنسان أن يخلي قلبه ومذاكرته عن الكتب التي فيها الحثُّ على الإخلاص كما يوجد هذا في "سير أعلام النبلاء"».
والكتاب فيه الكثير من الفوائد، ومن ذلك: ما ينقله الإمام الذهبي رحمه الله عن الأعلام الذين ترجم لهم، من عبارات لطيفة، ومعاني جميلة، فيها درر وعبر، وقد انتقيتُ بعضها، ونسبتُ كل فائدة إلى قائلها، وحرصتُ أن تكون مختصرة، لا تتجاوز في الغالب ثلاثة أسطر، وإذا وردت كلمة: قلت، فالقائل الإمام الذهبي رحمه الله، أسأل الله أن ينفع بها كاتبَها وقارئها وناشرها.
العلم:
العلوم خمسة:
قال يحيى بن عمار: العلوم خمسة، علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو الكلام.
العلم:
♦ قال الإمام الشافعي: العلم ما نفع، ليس العلم ما حُفظ.
♦ قال الذهبي: العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع، والفرار من الهوى والابتداع، وفَّقنا الله وإياكم لطاعته.
♦ قال ابراهيم بن أدهم: من طلب العلم لله، كان الخمول أحب إليه من التطاول.
♦ قال سفيان الثوري: ما نعلم شيئًا أفضل من طلب العلم بنية.
نشر العلم من أفضل أعمال البر:
قال الإمام مالك: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة، ولم يفتح في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح الله لي فيه.
العلماء يخافون من الكلام وإظهار المعرفة والفضيلة:
قال الذهبي: كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالبًا يخافون من الكلام، وإظهار المعرفة والفضيلة، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم وسوء القصد، ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه، فنسأل الله التوفيق والإخلاص.
العمل بالعلم:
♦ قال الإمام أحمد: ما كتبت حديثًا إلا وعملت به، حتى مرَّ بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.
♦ قال الفضيل بن عياض: من عمل بما علم، استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم، وفَّقه الله لما لا يعلم.
♦ قال عبدالرحمن بن مهدي: سمعت سفيان يقول: ما بلغني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، إلا عملت به ولو مرةً.
♦ قال مالك بن دينار: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا.
خصال العالم:
قال أبو حازم المديني: لا تكن عالِمًا حتى يكون فيك ثلاث خصال: لا تبغ على من فوقك، ولا تحقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا.
زلل العالم:
♦ قال الذهبي: الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحرِّيه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه اتباعه، يغفر له زلَّته ولا نضله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم لا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
وقال: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده، لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه، ونغطي مغارفه، بل نستغفر له، ونعتذر عنه.
♦ قال إسماعيل القاضي: ما من عالم إلا وله زلة ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه.
شاذ العلم:
قال إبراهيم بن أبي عبلة: من حمل شاذ العلم حمل شرًّا كثيرًا.
غبطة لصاحب الحديث:
مات الحافظ الأعين (240) فترحم عليه الإمام أحمد، وقال: إني لأغبطه، مات وما يعرف إلا الحديث، لم يكن صاحب كلام، قلت: هكذا كان أئمة السلف لا يرون الدخول في الكلام، ولا الجدال، بل يستفرغون وسعهم في الكتاب والسنة والتفقه فيهما، ويتبعون، ولا يتنطعون.
التعب في طلب العلم:
♦ قال ابن اللباد: من لم يحتمل آلة التعلم لم يذق لذة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح.
♦ قال أحمد الدورقي: لما قدم أحمد بن حنبل من عبدالرزاق، رأيت به شحوبًا بمكة، وقد تبين عليه النصب والتعب، فكلمته: فقال: هيِّنٌ فيما استفدنا من عبدالرزاق.
خطورة الفتوى:
♦ قال سحنون: أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علمًا، وما وجدت من باع آخرته بدنيا غيره إلا المفتى، وسرعة الجواب بالصواب أشد فتنةً من فتنة المال.
♦ قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
♦ قال الإمام مالك: جنة العالم: "لا أدري"، فإذا أغفلها أُصيبت مقاتله.
الجدال في الدين:
قال الإمام مالك: الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب، ويورث الضغن.
تزكية النفس:
الشهرة:
♦ قال الإمام أحمد بن حنبل: أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا أعرف، أشتهي مكانًا لا يكون.
فيه أحد من الناس، أخمل ذكرك، فإني قد بليت بالشهرة.
♦ قال بشر بن الحارث: ما اتقى الله من أحب الشهرة، لا تعمل لتذكر.
♦ قال إبراهيم بن أدهم، وأيوب السختياني: ما صدق اللهَ عبد أحبَّ الشهرة.
♦ قال الفضيل بن عياض: من أحب أن يُذكر لم يُذكر، ومن كرِه أن يُذكر ذُكِرَ.
♦ قال ابن المبارك: قال لي سفيان: إياك والشهرة، فما أتيت أحدًا إلا وقد نهى عن الشهرة.
♦ قال عبدالرحمن بن مهدي: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الناس فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء، فلا تعد إليه، فما عدت إليه.
♦ قال أبو حازم المدني: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.
الورع والصمت:
قال الجوعي: الورع: عماد الدين، والصمت: الحصن الحصين.
الزهد:
♦ قال الإمام مالك: بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلا نطق بالحكمة.
♦ قال الإمام الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد، أحسن من الحلي على المرأة الناهد.
♦ قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملِكًا في الدنيا والآخرة، قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.
مدح الإنسان لنفسه:
قال الإمام مالك: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه، ذهب بهاؤه.
العفو:
♦ قال المنتصر بالله: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام.
♦ قال المنصور: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.
التواضع:
قال الذهبي: إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح.
الصمت وحفظ اللسان:
♦ قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: عليك بالصمت إلا في حق، فإنك تغلب الشيطان.
♦ قال الإمام مالك: فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.
♦ قال الفضيل بن عياض: احفظ لسانك، وأقبل على شأنك، واعرف زمانك، وأخف مكانك.
♦ قال عبدالله بن عون: إن الرجل يكون مظلومًا، فلا يزال يقول حتى يكون ظالِمًا.
سلامة القلب للمسلمين:
دُخِلَ على الصحابي أبي دجانة رضي الله عنه، وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلمُ فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليمًا.
معرفة الإنسان نفسه:
قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا عرف الرجل نفسه، فما ينفعه كلام الناس.
الاستغناء بالله عز وجل:
قال ابن عيينة: من استغنى بالله، أحوج الله إليه الناس.
حلاوة العبادة:
♦ قال أحمد بن حرب: عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق، وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين، وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة.
♦ قال بشر بن الحارث: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدًّا.
♦ قال ابن المبارك: قيل لوهب: يجد طعم العبادة من يعصي؟ قال: ولا من يهمُّ بالمعصية.
التوبة والاستغفار:
♦ قال محمود بن والان: سمعت عبدالرحمن بن بشر، سمعت ابن عيينة يقول: غَضَبُ الله داء لا دواء له، قلت: دواؤه كثرة الاستغفار بالأسحار، والتوبة النصوح.
ذكر الله:
♦ قال ابن اللباد: إذا خلوت من التعلم والتفكر، فحرِّك لسانك بالذكر، وخاصة عند النوم، وإذا حزبك أمر فاسترجع، وإذا اعتراك غفلة فاستغفر.
♦ قال محمد بن واسع: إن الذكر إذا خرج من القلب وقع في القلب.
♦ سمعت رابعة العدوية صالحًا المُري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته: يا صالح، من أحبَّ شيئًا أكثر من ذكره.
♦ قال عبدالله بن عون: ذكرُ الناس داء، وذكرُ الله داء، قلت: أي الله، فالعجب منا، ومن جهلنا، كيف ندع الدواء، ونقتحم الداء؟
الغيبة:
♦ قال عبدالله بن وهب: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدَّق بدرهم، فمن حُبِّ الدراهم تركتُ الغيبة.
♦ قال سفيان الثوري: أقل معرفتك بالناس تقل غيبتك.
أضرار الشِّبع:
قال الإمام الشافعي: الشبع يثقل البطن ويُقسِّى القلب، ويزيل الفطنة ويجلب النوم، ويضعف عن العبادة.
الذنوب:
♦ قال محمد واسع: لو كان للذنوب ريح، ما جلس إليَّ أحد.
♦ قال عبدالله بن شبرمة: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.
♦ قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابًا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواء، استعملته؟ قلت: أي والله، قال: ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ.
رقائق ومواعظ:
وصية عند الموت:
قال المأمون عند الموت: رحم الله عبدًا اتعظ وفكر فيما حتم الله على جميع خلقه من الفناء، فالحمد لله الذي توحد البقاء، ثم لينظر امرؤ ما كنت فيه من عز الخلافة، هل أغنى عني شيئًا إذ نزل أمر الله بي؟ لا والله، لكن أضعف به على الحساب، فيا ليتني لم أك شيئًا.
ذكر الموت:
♦ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من أكثر ذكر الموت، قلَّ فرحه، وقلَّ حسده.
♦ قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا ذكرتُ الموت، هان عليَّ كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
♦ قال ابن اللباد: إذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت، وسرعة الزوال، وكثرة المنغصات.
لا أوعظ من قبر:
قال العُمري: لا أوعظ من قبر، ولا آنس من كتاب، ولا أسلم من وحدة.
بئس الزاد إلى المعاد:
قال الإمام الشافعي: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
دعاء عند الموت:
لما احتضر الواثق، أمر بالبُسط فطويت، وألصق خده بالتراب، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
ترك العمل الذي يكره من أجله الموت:
قال أبو حزام المدني: كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
خوف الله عز وجل:
قال الفضيل بن عياض: أعلم الناس بالله أخوفهم منه، ومن خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه شيء، ورهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
كبَّلتك خطيئتك:
قال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم، كبَّلتك خطيئتك.
دعوة مظلوم غفلنا عنها:
قال يحيى بن خالد البرمكي: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، وفينا لمن بعدنا عبرة، قال له أحد ولده وهم في القيود في السجن: يا أبتِ بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا؟ قال: يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها.
ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه:
عن ابن جبير عن أبيه، قال: لما فتحت قبرص، مُرَّ بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقلت له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله، قال: يا جبير، بينا هذه الأمة قاهرة، ظاهرة، إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
تركوا لكم الآخرة فاتركوا لهم الدنيا:
قال سفيان: إن هؤلاء الملوك تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا.
متفرقات:
الناس ثلاثة:
قال المأمون الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء لا بد منه، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حالٍ.
عدم الاستخفاف بثلاثة:
قال ابن المبارك: حق على العاقل ألا يستخفَّ بثلاثة: العلماء والسلاطين والإخوان، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مُروءته.
للصادق ثلاث خصال:
قال يوسف بن أسباط: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
الناس في الليل ثلاثة:
عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث منازل، فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا عليه ولا له، فقلت: وكيف ذاك؟ قال: أما من له ولا عليه، فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل، فتوضأ وصلى، فذاك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل، فمشى في معاصي الله، فذاك عليه ولا له، ورجل نام حتى أصبح، فذاك لا له ولا عليه.
التصدر قبل الأوان:
قال الصعلوكي: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.
ثلاثة يعرفون عند ثلاثة:
قال خالد بن صفوان: ثلاثة يعرفون عند ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشجاع عند اللقاء، والصديق عند النائبة.
لا يتم المعروف إلا بثلاثة:
قال جعفر الصادق: لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجليه، وتصغيره، وستره.
صلاح خمسة في خمسة:
قال الحكيم الترمذي: صلاحُ خمسة في خمسة: صلاح الصبي في المكتب، وصلاح الفتى في العلم، وصلاح الكهل في المسجد، وصلاح المرأة في البيت، وصلاح المؤذي في السجن.
عدم التعنيف في التعليم:
قال قاضي المرستان: يجب على المعلم ألا يعنِّف، وعلى المتعلم ألا يأنف.
معالجة الأخطاء:
قال يحيى بن معين: ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزيِّن أمره، وما استقبلت رجلًا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيِّن له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلا تركته.
العفو والصفح:
قال الإمام الشافعي: من استُرضي فلم يرض فهو شيطان.
الصدع بالحق:
قال الذهبي: الصداع بالحق عظيم، يحتاج إلى قوة وإخلاص، فالمخلص بلا قوة يَعجِزُ عن القيام به، والقوي بلا إخلاص يخذل، فمن قام بهما كاملًا فهو صدِّيق، ومن ضعف فلا أقلَّ من التألم والإنكار بالقلب، ليس وراء ذلك إيمان فلا قوة إلا بالله.
البلاء موكل بالقول:
قال الوزير ابن الزيات: ما رحمت أحدًا قط، الرحمة خور في الطبع، فسجن في قفص جهاته بمسامير كالمسال، فكان يصيح: ارحموني، فيقولون: الرحمة خور في الطبع.
العقل والعاقل:
♦ قال عمر بن العاص رضي الله عنه: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين.
♦ قال الإمام الشافعي: اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل.
♦ قال المنصور: أنقص الناس عقلًا من ظلم من هو دونه.
المجالسة للمناصحة وللمناظرة:
قال البربهاري: المجالسة للناصحة فتح باب للفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة.
إفحام وإلجام:
دخل الباقلاني على طاغية الروم، فقال لراهب عنده: كيف الأهل والأولاد؟ فقال الملك: مه، أما علمت أن الراهب ينزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون رب العالمين عن الصاحبة والولد!
التصنيف:
قال الخطيب البغدادي: من صنَّف فقد جعله عقله على طبق يعرضه على الناس.
التعامل مع الناس:
قال الإمام الشافعي: رضا الناس غاية لا تُدرك، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزَمه ... الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبه لقرناء السوء، فكن بين المنقبض والمنبسط.
الدعوة للإمام:
قال الفضيل بن عياض: لو أن لي دعوة مستجابة، ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
خير ما أعطي الإنسان:
سئل ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غزيرة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن، قال: موت عاجل.
جاء ليسرق فسرقناه:
دخل لص على مالك بن ديار، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئًا من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم، قال: توضأ، وصلى ركعتين، ففعل، ثم جلس، وخرج إلى المسجد، فسُئِلَ: من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه.
أهل الخير وأهل الشر:
قال أبو حازم المدني: إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
الغضب:
كان عبدالله بن عون لا يغضب، فإذا أغضبه رجل، قال: بارك الله فيك.
عصى الله وأطاعني:
قال المعتصم عن وزير عنده نُكِبَ: عصى الله وأطاعني، فسلطني الله عليه.
القراءة في كتب السلف:
قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لِمَ لا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.
إما عقوبة عجلت أو حسنة لم تعمل:
قال جعفر الصادق: إذا بلغك عن أخيك ما يسؤوك فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول، كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول، كانت حسنة لم تعملها.
تقارب القلوب:
قال إبراهيم الحربي: ليس كل غَيبة جفوةً، ولا كل لقاء مودةً، وإنما هو تقارب القلوب.
كن على حذر:
قال أبو عمرو بن العلاء: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدِّث من لا ينصت لك.
أهل السنة:
قال سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيرًا، فإنهم غرباء.
شبكة الالوكة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|