نعم الإنسان لا يشعر بحركة الأرض بسبب كبر حجم الأرض واختلاف الليل والنهار، تتحرك الأرض حول نفسها بسرعة 1000 ميل (1600 كيلو متر) في الساعة الواحدة، كما أنها تدور حول الشمس بسرعة 67000 ميل (107000 كيلومتر) في الساعة؛ ومع ذلك لا نشعر بحركة الأرض بسبب كبر حجم الأرض وأشياء أخرى هي سبب اختلاف طول الليل والنهار.
فحجم الأرض الكبير يجعلها تمتلك قوة جاذبية مهولة ولكنها ثابتة غير متغيرة، هذه القوة تجعلنا ثابتين في أماكنا على الأرض، مما يعزز من عدم قدرتنا على الشعور بدوران الكرة الأرضية لا حول نفسها ولا دورانها حول الشمس، فالجاذبية تعمل على جذب أجسادنا تجاه مركز الأرض، فلا تسمح لأدمغتنا بتسجيل أي إحساس بالحركة.
لعل السبب الرئيسي في عدم شعور الإنسان بحركة الأرض يمكن في كون سرعة دورانها ثابتة، وكذا الأمر مع سرعتها المدارية، فلا تنخفض هذه السرعة فجاة ولا وترتفع عن معدلها فجأة، وطبقاً لقوانين الفيزياء؛ إن الإنسان لا يشعر بالسرعة إلى إذا تغيرت، ويمكن ملاحظة الأمر عند تجربة قيادة سيارة تمشي على سرعة ثابتة، ومن ثم تغير السرعة فجأة وتسرع، بالطبع أنت وكل ركاب السيارة تستشعرون الحركة في هذه الحالة، على عكس حال الكرة الأرضية التي تتحرك حركة منتظمة وفق نظام وضعه الخالق -سبحانه وتعالى-.
والحقيقة أن الحالة الوحيدة التي يمكن للإنسان أن يشعر فيها بحركة الأرض هي أن يصطدم كوكب الأرض بكوكب آخر أو نيزك ضخم جداً، نتيجة تغير مسار ومدار الأرض، وبالتالي حدوث تغير مفاجئ في سرعة الدوران والتسارع.
وعلى الرغم من فقدان القدرة على الشعور بدوران الكرة الأرضية إلا أنه يمكننا ملاحظة تأثير هذا الدوران على حياتنا، فنرى شروق الشمس وغروبها، وحركة النجوم ليلاً، وبزوغ القمر ليلاً، بالإضافة إلى تعامد الليل على النهار، واختلاف الفصول المناخية على مدار السنة، فكل هذه أمور سببها واحد وهو دوران الأرض، فنجد أن هناك من ينتج عن دوران الأرض دورة يومية حول محوره، وآخر ينتج عن حركة الأرض السنوية