من محاسن الصدق
الصدق من أعظم وأجل الصفات الإسلامية؛ فهو رأس مال الفائزين، وزاد المتقين، وطريق السالكين إلى رب العالمين، وهو حلة الأتقياء، ومفخرة العظماء، وسبيل الأولياء، مَن صال به لا ترد صولته، ومن نطق به عَلَتْ على الخصوم كلمتُه.
• فالصدق من أعظم منازل الدين، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، وهو الطريق الأقوم الذي من لم يسلكه فهو من المنقطعين الهالكين.
وبه يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه، الذي ما وضع على زور إلا قطعه، ولا واجه باطلاً إلا أزاله وصرعه.
وهو روح الأعمال، ومحل الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال؛ (انظر: بصائر ذوي التمييز: 3 /397).
• والصدق راحة للبال، وانشراح للصدر، وطمأنينة للقلب:
ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه قال:
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة))؛ (صحيح الجامع: 3378).
وكما أن الكذب بريد الكفر والنفاق، فإن الصدق بريد الإيمان ودليله؛ لذا لا يجتمع كذب وإيمان في قلب عبد أبدًا، وقد قسَّم الله سبحانه الناس إلى صادق ومنافق، فقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24]؛ لذا أمرنا رب العالمين في كتابه الكريم أن نكون مع الصادقين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وكذا أمر النبي الأمين صلى الله عليه وسلم؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه في قصة هرقل؛ حيث قال هرقل: "فماذا يأمركم؟ - يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم - قال أبو سفيان: قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة..." الحديثَ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|