على الرغم من أهمية تحرير الحركة المرورية؛ لفوائدها الاجتماعية والاقتصادية، إلَّا أنَّ الواقع يشير إلى عكس ذلك بعض الشيء في الطائف، إذ أصبح إغلاق بعض الإشارات المرورية من الأمور المزعجة لسكان الأحياء والمشاة والمعاقين، وهو ما يتعارض مع خطط برنامج جودة الحياة، الذى يستهدف التيسير على المواطن والمقيم. يأتي ذلك وسط تأكيد من الأمانة على وضع حلول عاجلة لـ25 تقاطعًا رئيسًا في المحافظة، من خلال استخدام برنامج المحاكاة. يقول المواطن محمد الشهراني إنَّ إغلاق التقاطعات له تأثيرات سلبية على سكان الأحياء المختلفة، مشيرًا إلى أنَّ إغلاق إشارة الصناعية في الوقت الحالي، أصبح معه الدخول والخروج من الأحياء المجاورة صعبًا، لذلك نتمنَّى إعادة تشغيل الإشارة لخدمة سكان الأحياء المجاورة والمشاة، في ظل عدم توفر جسور مشاة على كامل الطريق.
من جهته قال المواطن عبدالله الكناني: إنَّ إغلاق التقطاعات، وإلغاء الإشارات المرورية في سبيل تحرير الحركة المرورية يحتاج إلى دراسات متأنية، تراعي كل الأطراف، سواء سكان الأحياء المجاورة، أو المشاة، والمنشآت والخدمات المختلفة، مشيرًا أنَّ ما يحدث حاليًّا في العديد من شوارع الطائف هو العمل على تحرير حركة السير أمام السيارات فقط. أمَّا المشاة فليس لهم مكان في مثل هذه المشروعات. ولا يمكن للمشاة والمعاقين في الوقت الحالي عبور الطرقات، بعد إلغاء الإشارات، وعدم توفر جسور للمشاة، ولو توفَّرت الأخيرة، فإن هناك صعوبة عالية أمام المعاقين، وهذا الأمر -بدون شك- يتنافى مع جودة الحياة، وتشجيع الناس على المشي. كما أنَّ من المشكلات عدم قدرة الشاحنات الكبيرة على الالتفاف عبر المخارج المستحدثة، نيابة عن الإشارات لضيقها؛ ممَّا يؤدِّي إلى إعاقة الخدمات لسكان الأحياء. وخلص إلى أنَّه ليس حلًّا أنْ نسهِّل حركة السيارات على حساب السكان والمشاة.
وبحسب غالبية الآراء تسبَّب استمرار مرور الطائف في إلغاء الإشارات المرورية من العديد من شوارع المحافظة، بانزعاج كبير لدى العديد من السكان؛ نتيجة اضطرارهم إلى سلك مسافات بعيدة للوصول إلى منازلهم أو الخروج منها، إضافة إلى عرقلة آليات الدفاع المدني، والخدمات الإسعافية التي تحتاج إلى قطع مسافات أطول للوصول إلى موقع البلاغ، كما تسبَّبَ إلغاء الإشارات المرورية في حرمان ذوي الاحتياجات الخاصة من حقهم في الطريق، بعد إلغاء خطوط المشاة التي كانت بالقرب من الإشارات المرورية. وارتفعت الدعوات إلى تشكيل لجنة تقف على المواقع التي تحتاج إلى الإشارات المرورية وإعادتها، وإيجاد حلول للفئات التي أصبحت تعاني من عبور الطرقات المختلفة. ومن جهة أُخْرى يؤدِّى إلغاء الإشارات إلى زيادة تهور السائقين داخل المدينة، وكثرة حوادث الدَّهس بشكلٍ لم تشهده الطائف من سنوات.
21 مليارًا خسائر سنوية بسبب الحوادث
أكدت المديرية العامة للنقل أنَّ نسبة الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني من حوادث المرور، تعادل نحو (21) مليار ريال سنويًّا، أي 4.7٪ من الناتج المحلي، وهي نسبة مرتفعة نسبيًّا. وشهدت وفيات الحوادث المرورية انخفاضًا ملموسًا خلال العامين المنصرمين بنسبة 33%. وقالت الإدارة العامة للمرور، إنَّ عدد الوفيات في الحوادث المرورية انخفض لكل 100 ألف نسمة من 28 إلى 18,6، بواقع انخفاض تجاوز 33%. وتتولى اللجنة الوزارية للسلامة المرورية التي تشكَّلت بقرار من مجلس الوزراء تحت مظلة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية جميع المهام والاختصاصات المتعلقة بالشأن المروري، ودعم كافة الجهات ذات العلاقة لتكامل المنظومة المرورية عبر عدة مبادرات ضبطية وهندسية وتشريعية وتعليمية وتوعوية ضمن خطة التحول الوطني 2020.