حكاية ناي ♔
01-07-2025, 07:19 PM
بو بكر بن فُورَك (ضبطها ابن خلكان والسيوطي وابن العماد وغيرهم بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء، أما الزبيدي فقد ضبطها بضم الفاء وفتحها) هو الإمام المتكلم المفسر الفقيه الأصولي النحوي الأديب أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني الشافعي الأشعري، له ما يقرب من المائة مؤلف في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن وعلم الحديث. اعتبره ابن الأثير من المجددين في الإسلام.
لم تذكر كتب التراجم شيئًا عن تاريخ مولده أو مكانه، وكل ما ذكر عنه أنه أقام مدة بالعراق يتلقى العلم على المذهب الشافعي في الفقه وعلى العقيدة الأشعرية في الأصول، ثم توجه بعد ذلك إلى الري فتآمرت عليه فرقة الكرامية المبتدعة (وهم فرقة من الفرق الضالة ومعدودة من المشبهة والمجسمة) وسعت للإضرار به، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم ففعل، وفي ذلك يقول الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «وتقدمنا إلى الأمير ناصر الدولة أبي الحسن محمد بن إبراهيم والتمسنا منه المراسلة في توجهه إلى نيسابور ففعل، وورد نيسابور فبنى له الدار والمدرسة في خانكاه أبي الحسن البوشنجي».
شيوخه
سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، وسمع أيضا من ابن خرزاد الأهوازي، وأبي الحسن الباهلي، وغيرهم. وكثر سماعه في البصرة وبغداد.
تلاميذه
روى عنه البيهقي، والقشيري، والحاكم، وأبو بكر أحمد ابن علي بن خلف، وغيرهم.
اشتغاله بعلم الكلام
ذكر شيخ الإسلام قاضي القضاة تاج الدين السبكي في طبقاته على لسان الإمام سبب اشتغاله بعلم الكلام قوله: «كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصبهان أختلف إلى فقيه فسمعت أن الحجر يمين الله في الأرض — (الحجر الأسود يمين الله في أرضه) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام، والمعنى أنه وضع في الأرض للتقبيل والاستلام تشريفًا له كما شرفت اليمين وأكرمت بوضعها للتقبيل دون اليسار في العادة، فاستعير لفظ اليمين للحجر لذلك. وأضيف الحجر إلى الله إضافة تشريف وإكرام. نقلاً عن كتاب:»إتحاف السادة المتقين «للعلامة مرتضى الزبيدي — فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يُجب بجواب شاف، فأُرشدت إلى فلان من المتكلمين فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت لابد لي من معرفة هذا العلم فاشتغلت به».
محنته مع الكرامية
إن نصرة الإمام أبو بكر بن فورك للحق وشدته في النكير على أهل الضلال ولا سيما فرقة الكرامية قد دفع بهؤلاء إلى الافتراء عليه عند السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن فادعوا أنه أنكر رسالة النبي محمد ﷺ بعد موته، فعظم الأمر عند السلطان فأمر بإحضاره وقال: «إن صح هذا منه لأقتلنه». ولما حضر الإمام بين يديه ظهر كذب المفترين عليه وأن الإمام لا يقول إلا مقولة أهل السنة الأشاعرة، فأمر السلطان عندئذ بإعزازه وإكرامه وإرجاعه إلى وطنه معززًا. ولما أيست الكرامية منه وعلمت أن الوشاية به لم تتم، وأن مكايدها وحيلها لن تؤت نتيجة، سعت إلى قتله فدفعت إليه من دس له السم فمات على أثره.
وأما ما ذكره الإمام ابن حزم في «النصائح» من أن ابن فورك قد قال بهذه المسئلة وأن السلطان ابن سُبُكْتِكِيْن قد قتله بالسم لأجل ذلك، فقد بين قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي وغيره من الأشاعرة أن هذا كذب وافتراء عليه، فقال في الطبقات: «والمسئلة المشار إليها وهي انقطاع الرسالة بعد الموت مكذوبة قديمًا على الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه. وقد مضى الكلام عليها في ترجمته. إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا محمد بن حزم الظاهري ذكر في النصائح أن ابن سُبُكْتِكِيْن قتل ابن فورك بقوله لهذه المسئلة ثم زعم ابن حزم أنها قول جميع الأشعرية، قلت وابن حزم لا يدري مذهب الأشعرية ولا يفرق بينهم وبين الجهمية لجهله بما يعتقدون، وقد حكى ابن الصلاح ما ذكره ابن حزم ثم قال: ليس الأمر كما زعم بل هو تشنيع على الأشعرية أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري».
وأما قول الذهبي الذي فيه أن السلطان قتله لأنه ثبت عليه مسئلة إنكاره لرسالة النبي محمد ﷺ، فقد رده التاج السبكي في الطبقات وبين أنه عار من الصحة فقال: «أما أن السلطان أمر بقتله فشفع إليه، إلى ءاخر الحكاية فأكذوبة سمجة ظاهرة الكذب من جهات متعددة منها أن ابن فورك لا يعتقد ما نقل عنه بل يكفّر قائله، فكيف يعترف على نفسه بما هو كفر. وإذا لم يعترف فكيف يأمر السلطان بقتله وهذا أبو القاسم القشيري أخص الناس بابن فورك فهل نقل هذه الواقعة؟ بل ذكر أن من عزا إلى الأشعرية هذه المسئلة فقد افترى عليهم وأنه لا يقول بها أحد منهم».
مؤلفاته
كتاب مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري.
كثرت مؤلفات الإمام ابن فورك في الأصول والحديث والفقه ومعاني القرآن حتى ناهزت المائة مصنف. قال ابن عساكر: بلغت تصانيفه في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن قريبا من المئة.
من مؤلفاته:
مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري.
تفسير القرآن (تفسير ابن فورك). وتفسيره أحسن تفسير - في نظر القاضي أبي بكر بن العربي - تركيزاً وتحقيقاً وإبداعاً.
شرح أوائل الأدلة للكسبي في الأصول.
كتاب الحدود في الأصول. طبع في بيروت سنة 1324هـ.
النظامي في أصول الدين. مخطوط، في أصول الدين، ألفه لنظام الملك.
مُشْكِل الحديث وغريبه. وهو كتاب يتناول فيه عددًا من الأحاديث المتشابهة فيؤولها ويبين معانيها.
مشكل الآثار.
دقائق الأسرار.
طبقات المتكلمين.
وغير ذلك من المؤلفات القيّمة التي ألفها منتصرًا فيها للعقيدة الأشعرية.
مؤلفات عنه
الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك وأثره في المدرسة الاشعرية — السيد أحمد محمود عبد الغفار
ابن فورك وآثاره الأصولية — محمد حسان عوض
ثناء العلماء عليه
أثنى عليه العديد من أهل العلم كالحافظ الحاكم النيسابوري الذي قال فيه: «أحيا الله به بلدنا أنواعًا من العلوم لما استوطنها، وظهرت بركته على جماعة من المتفقهة وتخرجوا به».
وفي كتاب (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) لمؤرخ الشام ابن عساكر الدمشقي ما نصه: «أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه إليَّ من نيسابور قال: سمعت الشيخ أبا صالح أحمد بن عبد الله المؤذن يقول: كان الأستاذ أوحد وقته أبو علي الحسن بن علي الدقاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمتهم فقيل له: قد نسيت ابن فورك ولن تدع له، فقال أبو علي: كيف أدعو له وكنت أقسم على الله البارحة بإيمانه أن يشفي علتي. وكان به وجع البطن تلك الليلة».
وقال عنه شمس الدين ابن الغزي في ديوان الإسلام: «ابن فُورَك: محمد بن الحسن بن فورك، الإمام الحبر البحر المتكلم الأصولي النظار أبو بكر الأصبهاني الشافعي بلغت مصنفاته في الأصلين ومعاني القرآن قريباً من مائة مصنف. توفي سنة 406».
لم تذكر كتب التراجم شيئًا عن تاريخ مولده أو مكانه، وكل ما ذكر عنه أنه أقام مدة بالعراق يتلقى العلم على المذهب الشافعي في الفقه وعلى العقيدة الأشعرية في الأصول، ثم توجه بعد ذلك إلى الري فتآمرت عليه فرقة الكرامية المبتدعة (وهم فرقة من الفرق الضالة ومعدودة من المشبهة والمجسمة) وسعت للإضرار به، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم ففعل، وفي ذلك يقول الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «وتقدمنا إلى الأمير ناصر الدولة أبي الحسن محمد بن إبراهيم والتمسنا منه المراسلة في توجهه إلى نيسابور ففعل، وورد نيسابور فبنى له الدار والمدرسة في خانكاه أبي الحسن البوشنجي».
شيوخه
سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، وسمع أيضا من ابن خرزاد الأهوازي، وأبي الحسن الباهلي، وغيرهم. وكثر سماعه في البصرة وبغداد.
تلاميذه
روى عنه البيهقي، والقشيري، والحاكم، وأبو بكر أحمد ابن علي بن خلف، وغيرهم.
اشتغاله بعلم الكلام
ذكر شيخ الإسلام قاضي القضاة تاج الدين السبكي في طبقاته على لسان الإمام سبب اشتغاله بعلم الكلام قوله: «كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصبهان أختلف إلى فقيه فسمعت أن الحجر يمين الله في الأرض — (الحجر الأسود يمين الله في أرضه) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام، والمعنى أنه وضع في الأرض للتقبيل والاستلام تشريفًا له كما شرفت اليمين وأكرمت بوضعها للتقبيل دون اليسار في العادة، فاستعير لفظ اليمين للحجر لذلك. وأضيف الحجر إلى الله إضافة تشريف وإكرام. نقلاً عن كتاب:»إتحاف السادة المتقين «للعلامة مرتضى الزبيدي — فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يُجب بجواب شاف، فأُرشدت إلى فلان من المتكلمين فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت لابد لي من معرفة هذا العلم فاشتغلت به».
محنته مع الكرامية
إن نصرة الإمام أبو بكر بن فورك للحق وشدته في النكير على أهل الضلال ولا سيما فرقة الكرامية قد دفع بهؤلاء إلى الافتراء عليه عند السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن فادعوا أنه أنكر رسالة النبي محمد ﷺ بعد موته، فعظم الأمر عند السلطان فأمر بإحضاره وقال: «إن صح هذا منه لأقتلنه». ولما حضر الإمام بين يديه ظهر كذب المفترين عليه وأن الإمام لا يقول إلا مقولة أهل السنة الأشاعرة، فأمر السلطان عندئذ بإعزازه وإكرامه وإرجاعه إلى وطنه معززًا. ولما أيست الكرامية منه وعلمت أن الوشاية به لم تتم، وأن مكايدها وحيلها لن تؤت نتيجة، سعت إلى قتله فدفعت إليه من دس له السم فمات على أثره.
وأما ما ذكره الإمام ابن حزم في «النصائح» من أن ابن فورك قد قال بهذه المسئلة وأن السلطان ابن سُبُكْتِكِيْن قد قتله بالسم لأجل ذلك، فقد بين قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي وغيره من الأشاعرة أن هذا كذب وافتراء عليه، فقال في الطبقات: «والمسئلة المشار إليها وهي انقطاع الرسالة بعد الموت مكذوبة قديمًا على الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه. وقد مضى الكلام عليها في ترجمته. إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا محمد بن حزم الظاهري ذكر في النصائح أن ابن سُبُكْتِكِيْن قتل ابن فورك بقوله لهذه المسئلة ثم زعم ابن حزم أنها قول جميع الأشعرية، قلت وابن حزم لا يدري مذهب الأشعرية ولا يفرق بينهم وبين الجهمية لجهله بما يعتقدون، وقد حكى ابن الصلاح ما ذكره ابن حزم ثم قال: ليس الأمر كما زعم بل هو تشنيع على الأشعرية أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري».
وأما قول الذهبي الذي فيه أن السلطان قتله لأنه ثبت عليه مسئلة إنكاره لرسالة النبي محمد ﷺ، فقد رده التاج السبكي في الطبقات وبين أنه عار من الصحة فقال: «أما أن السلطان أمر بقتله فشفع إليه، إلى ءاخر الحكاية فأكذوبة سمجة ظاهرة الكذب من جهات متعددة منها أن ابن فورك لا يعتقد ما نقل عنه بل يكفّر قائله، فكيف يعترف على نفسه بما هو كفر. وإذا لم يعترف فكيف يأمر السلطان بقتله وهذا أبو القاسم القشيري أخص الناس بابن فورك فهل نقل هذه الواقعة؟ بل ذكر أن من عزا إلى الأشعرية هذه المسئلة فقد افترى عليهم وأنه لا يقول بها أحد منهم».
مؤلفاته
كتاب مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري.
كثرت مؤلفات الإمام ابن فورك في الأصول والحديث والفقه ومعاني القرآن حتى ناهزت المائة مصنف. قال ابن عساكر: بلغت تصانيفه في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن قريبا من المئة.
من مؤلفاته:
مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري.
تفسير القرآن (تفسير ابن فورك). وتفسيره أحسن تفسير - في نظر القاضي أبي بكر بن العربي - تركيزاً وتحقيقاً وإبداعاً.
شرح أوائل الأدلة للكسبي في الأصول.
كتاب الحدود في الأصول. طبع في بيروت سنة 1324هـ.
النظامي في أصول الدين. مخطوط، في أصول الدين، ألفه لنظام الملك.
مُشْكِل الحديث وغريبه. وهو كتاب يتناول فيه عددًا من الأحاديث المتشابهة فيؤولها ويبين معانيها.
مشكل الآثار.
دقائق الأسرار.
طبقات المتكلمين.
وغير ذلك من المؤلفات القيّمة التي ألفها منتصرًا فيها للعقيدة الأشعرية.
مؤلفات عنه
الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك وأثره في المدرسة الاشعرية — السيد أحمد محمود عبد الغفار
ابن فورك وآثاره الأصولية — محمد حسان عوض
ثناء العلماء عليه
أثنى عليه العديد من أهل العلم كالحافظ الحاكم النيسابوري الذي قال فيه: «أحيا الله به بلدنا أنواعًا من العلوم لما استوطنها، وظهرت بركته على جماعة من المتفقهة وتخرجوا به».
وفي كتاب (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) لمؤرخ الشام ابن عساكر الدمشقي ما نصه: «أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه إليَّ من نيسابور قال: سمعت الشيخ أبا صالح أحمد بن عبد الله المؤذن يقول: كان الأستاذ أوحد وقته أبو علي الحسن بن علي الدقاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمتهم فقيل له: قد نسيت ابن فورك ولن تدع له، فقال أبو علي: كيف أدعو له وكنت أقسم على الله البارحة بإيمانه أن يشفي علتي. وكان به وجع البطن تلك الليلة».
وقال عنه شمس الدين ابن الغزي في ديوان الإسلام: «ابن فُورَك: محمد بن الحسن بن فورك، الإمام الحبر البحر المتكلم الأصولي النظار أبو بكر الأصبهاني الشافعي بلغت مصنفاته في الأصلين ومعاني القرآن قريباً من مائة مصنف. توفي سنة 406».