حكاية ناي ♔
10-18-2022, 09:20 AM
من القصص التي لنا فيها الكثير من العبر والدروس المستفادة ، فمن المعروف عن سيدنا سليمان أن اللخ سبحانه وتعالى منحه هبات وقدرات خاصة منها القدرة على مناجاة الطيور والحيوانات وفهمها ، فما هي قصته مع الهدهد ، وما هي العظات التي يجب أن نستنتجها من هذه القصة ، هذا ما سنوضحه في هذه السطور.
كان سيدنا سليمان يتجول بين موظفيه وإذا به يلاحظ غياب موظف من الموظفين ، فاستنكر غياب موظف بدون علمه ، وكان معروف عنه حبه للانضباط وتحمل مسؤولية جميع راعياه ، وكان حريصاً على تفقد أحوالهم بشكل دائم وكان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في بلاطه ، يا ليت لو كان كل مسؤولاً يفعل الآن مثل ما كان يفعله سيدنا سليمان عليه السلام مع الرعايا والموظفين ، ويتولى مهامه على النحو الأكمل.
فقال سيدنا سليمان ﴿ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ ، وتوعده بالعذاب أو الذبح لأنه في نظره قصر في واجبه ويستحق أن يحاسب على ذلك ، ثم قال﴿ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ ، وهذا من باب العدل والإنصاف ، فلو أتي الهدهد ببرهان وسبب مقنع لغيابه فسيعفو عنه سيدنا سليمان وهو قمة العدل ، وذلك حتى يتبين الأمر قبل أن يأتي بشيء فيه ظلم للهدهد قبل أن يمنحه الفرصة للدفاع عن نفسه والإتيان بحجة تنفي عنه خطأه.
وكان الهدهد قد اتجه إلى الجنوب من فلسطين ، واستمر في الطيران حتى وصل إلى جزيرة العرب وصوولاً إلى اليمن ، فرأى هناك عجائب الدنيا من قصور وجبال وأنهار ووديان ، ولكنه لم يتأخر كثيراً ، فقد قامة بالمهمة التي ذهب من أجلها وهي الحصول على معلومات مفيدة للنبي سليمان ، ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ ، أي أنه قال لسيدنا سليمان وهو غير شاعر بالخوف منه بأن لديه إحاطة بما ليس لسليمان علم به.
فهو كان في رحلة عمل من وجهة نظره ، وكانت المفاجأة أن سيدنا سليمان لم يغضب لأنه يعلم بداخل سريرة نفسه بأنه وبالرغم من علمه الكثير ولكنه لم يؤتي من العلم إلا قليلا ، ثم قال له الهدهد﴿ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ ، أي أن الخبر الذي أتى به الهدهد هو أمر مؤكد لا يحتمل التشكيك أو الكذب أو التأليف ، فهو قائم على حقائق موجودة بالفعل.
وهو الخبر الذي يخص قبيلة سبأ ببلاد اليمن ، والملكة التي رآها تحكم هذا المُلك ، وكيف رآهم يعبدون الشمس ، واستنكاره لوجود اناس يعبدون ما هو دون الله سبحانه وتعالى ، وكيف أنهم جاحدون بنعمة المولى سبحانه وتعالى فقال لسليمان﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ ، أي أن هذه المرأة لها ملك يمتلأ بالخدم والجنود والرجال ولها جيش وعرش خاص بها ،﴿ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴾.
وذلك يدل على الدقة الشديدة في وصف الهدهد لما رآه في هذه المملكة وقدرته الشديدة على الوصف والشرح ورسم المشهد الذي رآه بشكل مثالي بدون مبالغة ، وبدون نسيان أي تفاصيل ، وهذا يدل على عدم التسرع في الحكم أو نسيان التفاصيل واغفالها عند الشهادة أو في أي من الأمور الهامة ، فقد ذكر الهدهد اللب الأصلي للموضوع المطروح وهو أن هؤلاء القوم يعبدون الشمس من دون المولى عز وجل ، وذلك عندما قال على لسان الله تعالى ﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ ، وهذا يدل على الغيرة الشديدة على الدين المنزل من لدى الله تعالى ، وأسفه على هؤلاء القوم اللذين يسجدون لمخلوقات خلقها الخالق بالرغم من تحليهم بالعقل وقدرتهم على التمييز ، وكان ذلك ملخص لقصة سيدنا سليمان والهدهد
كان سيدنا سليمان يتجول بين موظفيه وإذا به يلاحظ غياب موظف من الموظفين ، فاستنكر غياب موظف بدون علمه ، وكان معروف عنه حبه للانضباط وتحمل مسؤولية جميع راعياه ، وكان حريصاً على تفقد أحوالهم بشكل دائم وكان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في بلاطه ، يا ليت لو كان كل مسؤولاً يفعل الآن مثل ما كان يفعله سيدنا سليمان عليه السلام مع الرعايا والموظفين ، ويتولى مهامه على النحو الأكمل.
فقال سيدنا سليمان ﴿ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ ، وتوعده بالعذاب أو الذبح لأنه في نظره قصر في واجبه ويستحق أن يحاسب على ذلك ، ثم قال﴿ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ ، وهذا من باب العدل والإنصاف ، فلو أتي الهدهد ببرهان وسبب مقنع لغيابه فسيعفو عنه سيدنا سليمان وهو قمة العدل ، وذلك حتى يتبين الأمر قبل أن يأتي بشيء فيه ظلم للهدهد قبل أن يمنحه الفرصة للدفاع عن نفسه والإتيان بحجة تنفي عنه خطأه.
وكان الهدهد قد اتجه إلى الجنوب من فلسطين ، واستمر في الطيران حتى وصل إلى جزيرة العرب وصوولاً إلى اليمن ، فرأى هناك عجائب الدنيا من قصور وجبال وأنهار ووديان ، ولكنه لم يتأخر كثيراً ، فقد قامة بالمهمة التي ذهب من أجلها وهي الحصول على معلومات مفيدة للنبي سليمان ، ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ ، أي أنه قال لسيدنا سليمان وهو غير شاعر بالخوف منه بأن لديه إحاطة بما ليس لسليمان علم به.
فهو كان في رحلة عمل من وجهة نظره ، وكانت المفاجأة أن سيدنا سليمان لم يغضب لأنه يعلم بداخل سريرة نفسه بأنه وبالرغم من علمه الكثير ولكنه لم يؤتي من العلم إلا قليلا ، ثم قال له الهدهد﴿ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ ، أي أن الخبر الذي أتى به الهدهد هو أمر مؤكد لا يحتمل التشكيك أو الكذب أو التأليف ، فهو قائم على حقائق موجودة بالفعل.
وهو الخبر الذي يخص قبيلة سبأ ببلاد اليمن ، والملكة التي رآها تحكم هذا المُلك ، وكيف رآهم يعبدون الشمس ، واستنكاره لوجود اناس يعبدون ما هو دون الله سبحانه وتعالى ، وكيف أنهم جاحدون بنعمة المولى سبحانه وتعالى فقال لسليمان﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ ، أي أن هذه المرأة لها ملك يمتلأ بالخدم والجنود والرجال ولها جيش وعرش خاص بها ،﴿ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴾.
وذلك يدل على الدقة الشديدة في وصف الهدهد لما رآه في هذه المملكة وقدرته الشديدة على الوصف والشرح ورسم المشهد الذي رآه بشكل مثالي بدون مبالغة ، وبدون نسيان أي تفاصيل ، وهذا يدل على عدم التسرع في الحكم أو نسيان التفاصيل واغفالها عند الشهادة أو في أي من الأمور الهامة ، فقد ذكر الهدهد اللب الأصلي للموضوع المطروح وهو أن هؤلاء القوم يعبدون الشمس من دون المولى عز وجل ، وذلك عندما قال على لسان الله تعالى ﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ ، وهذا يدل على الغيرة الشديدة على الدين المنزل من لدى الله تعالى ، وأسفه على هؤلاء القوم اللذين يسجدون لمخلوقات خلقها الخالق بالرغم من تحليهم بالعقل وقدرتهم على التمييز ، وكان ذلك ملخص لقصة سيدنا سليمان والهدهد