عطيه الدماطى
02-04-2025, 05:32 PM
مراجعة لكتاب تاريخ القرآن
قيل فى مقدمة الكتاب أن المؤلف ثيودور نولدكه وتبدو الحقيقة أن الكتاب بأجزائه الثلاثة له ثلاث مؤلفين فالجزء الأول هو من تأليف نولدكه مع تعديلات لتلميذه فريدرش شفالى التى اعتبرها تعديلا تاما والجزء الثانى هو لشفالى مع اضافات تلميذ شفالى أوجست فيشر وهو يتكلم عن نولدكه ويحكى أرائه وغيره ويناقشها والثالث هو لغوتهلف برغشترسر وتلميذ أوتو بريتسل
الجزء الأول هو جزء نولدكه وهو يصول ويجول فى تاريخ القرآن ويكتب عن ترتيب السور والآيات وهو ما نتناوله بالنقد بينما الجزء الثانى يتناول مسألة جمع القرآن وعلوم القرآن والحديث واما الجزء الثالث فهو يتناول قراءات القرآن الكثيرة وهو ما لم نتناوله هنا
وقيل ان كتاب نولدكه كتبه وهو فى العشرين من عمره وأنه لم يراجعه وأوكل مهمة مراجعته لتلميذه شفالى الذى يعرف بحكم الملازمة أراء معلمه الجديدة والتى تغيرت بعد تأليف الكتاب
ومن يقرأ الجزء الخاص بنولدكه الذى عدله شفالى سيرى تراوح الكاتب ما بين الآراء المسبقة التى أخذها بحكم تربيته النصرانية والتى دوما ما تعتبر خاتم النبيين (ص) هو من ألف القرآن كما ألف البشر الكتب المقدسة العهد الجديد والقديم وأنه كان يصاب بالصرع ويشرع على هواه وما بين آراء جديدة يمدح فيها النبى الخاتم(ص)
ابتدأ نولدكه كتابه بالحديث عن النبوة وأنها لم تظهر بصورتها الجلية وتتطور إلا عند بنى إسرائيل حيث قال :
" لا يسعنا الانكار أن كثيرا من الشعوب عرفت ما يشبه النبوة لكننا نرى أن النبوة لم تتطور إلا فى الشعب الإسرائيلى "ص 3
وعرف النبوة بأنها مجرد قوة تخيل من الفرد تجعل الفرد يقول كلاما متحدثا باسم الله حيث قال :
" جوهر النبى يقوم على تشبع روحه من فكرة دينية ما تسيطر عليه أخيرا فيتراءى له أنه مدفوع بقوة إلهية ليبلغ من حوله تلك الفكرة على أنها حقيقة آتية من الله " ص3
ولا يمكن لنا الوصول إلى نية نولدكه من قوله :
" يسوع الناصرى أراد أن يكون أكثر من نبى فقد شعر أنه المسيح الذى وعد به أنبياء بنى إسرائيل وأنه مؤسس دين جديد للقلب والفكر معا "ص 3
فهل هو يسخر من يسوع أم يمتدحه باعتبار مقولة وردت فى العهد الجديد عدة مرات وهى " نبى وأعظم من نبى"؟
وفيما يبدو أنها سخرية وقد اعترف نولدكه بنبوة محمد(ص) حيث قال :
" لابد لنا من الاعتراف بأن محمدا كان بالحقيقة نبيا "ص4
وهذا الاعتراف هو حسب تعريفه للنبوة وهى انه قوة التخيل فالنبوة عملية كذب عنده لأن الله لا يكلم أحد وحيا أو غير وحى كما سبق قوله ومن ثم فهو يقول أن الإسلام مأخوذ من كتب اليهود والنصارى حيث درسها محمد (ص)وأتى بها فى صيغة جديدة من عنده
"قد يلقى المرء جزافا بالتهمة إن أهم تعاليم محمد مأخوذة عن اليهود والمسيحيين وليست نابعة من عقله صحيح أن افضل ما فى الإسلام نشأ على هذا المنوال لكن الطريقة التى اكتسب بها فيها محمد هذه التعاليم واعتبرها وحيا أنزله الله عليه ليبشر به الناس تجعل منه نبيا حقا"ص4
ويكرر نفس القول من أن خلواته كانت من أجل هذه الصياغة والتى فكر فيها ليأتى بدين يمنح الطمأنينة لقومه حيث قال :
" إن محمدا حمل طويلا فى وحدته ما تسلمه من الغرباء وجعله يتفاعل وتفكيره ثم أعاد صياغته بحسب فكره حتى أجبره الصوت الداخلى الحازم على أن يبرز لبنى قومه ...وعلى المصدر الصحيح لمعرفة روح محمد ألا وهو القرآن ترسخ اعتقادنا بأن محمدا آمن فى صميم نفسه بحقيقة ما دعى إليه من أن يستبدل بعبادة العرب الكاذبة للأصنام دينا أسمى يمنح الغبطة للمؤمنين "ص4
ومع انه بهذا الكلام هو يشتم محمد(ص)باعتباره مفتريا على الله فإنه يعود لمدحه بكونه ليس دجالا وأنه لا يمكن أن يكون كذلك وإلا ما آمن بدينه العقلاء واستمروا معه حيث قال :
" ولو أنه كان دجالا وحسب فكيف انضم إليه رجال مسلمون كثر كرام عقلاء وعلى راسهم صديقاه الأقربان أبو بكر وعمر مؤازرين إياه بأمانة فى السراء والضراء ما يزيد من قيمة الشهادة التى أداها كثير من أتباعه هو أنهم كانوا رجالا من عائلات عالية القدر "ص5
ويعود فى نفس الصفحة لذم محمدا (ص) بأنه ضعيف العزم حيث قال :
" يضاف إلى ذلك أمر يود المسلمون بالطبع أن يخفوه ألا وهو أن محمدا كان بطبعه ضعيف العزم "ص5
ويعود للذم مرة أخرى زاعما أنه كان يفتقر للخيال والشعور القوى حيث قال :
" غير أن روح محمد كان يشوبه نقصان كبيران يؤثران على سموه فإذا كانت النبوة بالاجمال تصدر من المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة أكثر مما تصدر من العقل النظرى فإن محمدا كان يفتقر إلى هذا بشكل خاص"ص5
ومع ذلك يستمر الكاتب فى التحدث بكرم يظنه الفرد مدحا ولكنه ذم فى النبى(ص* فهو يمتدحه بالتفكير الواعى فى الحكايات التى أخذها من غيره ومع هذا يثبت فكرة أنه رجل افترى على الله لأن الله لم يوح شىء لبشر حيث قال :
" يتعلق بما سبق ذكره أن محمدا أعلن عن سور أعدها بتفكير واع بواسطة استخدام قصص من مصادر غريبة مثبتة وكأنها وحى حقيقى من الله شأنها ذلك شأن البواكير التى صدرت عن وجدانه الملتهب انفعالا"ص6
والكاتب يرفض فكرة النبوة وهى وحى الله معتبرا كل الرسل مجرد مدعين مفترين حتى أنبياء بنى إسرائيل حيث قال :
" التهمة نفسها يمكن أن توجه إلى أنبياء الشعب الاسرائيلى الذين نشروا منتجاتهم الأدبية على أنها كلمات رب الصباؤوت"ص6
ما يقوله نولدكه عن افتراء النبى(ص) الخاتم وغيره من الأنبياء(ص) هو ما قاله الكفار فى عهد النبى الخاتم(ص) وهو :
" إن هو إفك افتراه واعانه عليه قوم أخرون"
ورفض فكرة النبوة هو ناتج من تخيل مغلوط وهو كلام الإله مع إنسان غير ممكن لأن الله وهو الإله ليس فى المكان بينما الناس فى المكان وأن الله لا يمكن أن يكون له صوت يشبه الخلق وهى حجج تبدو سليمة فالوحى لا يمكن أن يكون هكذا وإنما عن طريق طرق معجزة وهى إرسال ملاك إلى الفرد ينقل له كلام وهو إرادات الله بصوت المخلوق أو يكون عن طريق تكلم ما لا يتكلم بصوت كما حدث مع موسى(ص) عندما تكلمت الشجرة المقدسة باسم الله
هذا هى طرق الكلام فتكلم الله هو كلام من خلال معجزو وهى تكلم المخلوقات التى لا تتكلم فى كل حين وتكلمه عن طريق إرسال رسول وهو جبريل(ص) للرسل (ص)وحتى جبريل نفسه كلام الله يصل إليه بطريقة معجزة وهى وجود كتاب مكتوب فيه الوحى وهو يقوم بنقله
ومن ثم فكرة عدم تكلم الله بصوت كالخلق هى حقيقة لأنه لا يشبه الخلق وإنما يوصل له رسالاته بطرق خارقة معجزة
وفى كلام الله قال سبحانه :
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"
ونجد أن كلام الله لموسى (ص) فى الميقات هو كتاب مكتوب فى الألواح وهو قوله سبحانه :
"قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيئ"
وهو نفسه ما يحدث مع جبريل(ص) حيث نزل القرآن عليه فى السماء كاملا فى ليلة القدر كما قال سبحانه
" إنا أنزلناه فى لية القدر "
ونجد أن كلام الله مع موسى(ص) عند القرب من شجرة هو نطق الشجرة باسم الله كما قال سبحانه :
"فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
ومن ثم كل الوحى هو بمعجزات
ويعلن نولدكه أن محمد لم يقل ان القرآن وحى اطلاقا حيث قال :
"رغم ذلك فإن محمدا كما سنرى لاحقا لم يجمع كل ما أوحى إليه فى القرآن ولم يزعم على الإطلاق أن أقواله كانت وحيا "ص6
وهو ما يعارض أقوال القرآن مثل :
قوله سبحانه :
"قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي"
قوله سبحانه :
"وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ "
ويمتدح نولدكه النبى(ص) بالحس المرهف ثم يتهمه باستخدام القرآن فى تلبية شهواته المرذولة حيث قال :
"وجب على محمد وهو مفكر بسيط أن يعتبر كل شىء مباحا ما لم يتعارض هذا الشىء وصوت قلبه وإذ لم يكن مرهف الحس ثابته تجاه الخير والشر ....فإنه لم يتوان عن استخدام وسائل مرذولة أجل حتى ما يسمى باسم الدين من أجل نشر ما آمن به "ص6
وهو بذلك يشير إلى رواية " استفت قلبك ولو أفتوك" كما يشير إلى آيات زواجه من اكثر من العدد ويشير إلى الروايات عن اغتيالات كبار الكفار ومن يقومون بسبه
بالطبع كلام الكاتب مغلوط فمسألة زواجه لم تكن تتعلق بالشهوة وإنما لعدم زناه فالنبى(ص) وجد نفسه فى المدينة ومعه بنات عمه وخاله وعماته وخالاته المهاجرات المؤمنات فى بيت واحد حيث لا يوجد أحد ينفق عليهم سواه لأنه تركوا الأهل الكفار وهاجرن معه وفى نفس الوقت لم يكن يوجد مسلمين يرغبون فى زواجهن لأنهم إما متزوجون أو لا يجدون مالا للنفقة على أنفسهم والكل كان فقيرا وجائعا فى بداية الهجرة كما قال سبحانه :
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
بالطبع النبى كان يدخل بيته دون إذن كما هو المعتاد ومن ثم كان يجد النساء بعضهن بعض عوراتهن مكشوفة وحدث هذا مرارا وتكرارا وهو يغض بصره ولكن الله أعطاه الحق فى زواجهن كلهن إن أراد حتى لا يزنى مع واحدة منهن ومن ثم كان هذا اضطرارا فهو موقف يشبه بداية الخلق عندما زوج الله الأخ أخته
مصادر القرآن :
نجد الكاتب يتهم الإسلام بكونه دين يهودى المصدر حيث قال:
"لا لزوم للتحليل لنكتشف أن أكثر قصص الأنبياء فى القرآن لا بل الكثير من التعاليم والفروض هى ذات أصل يهودى "ص7
ويناقض نفسه بأنه دين المسيحية ككل حيث قال :
"يستطيع المرء أن يستخلص من كل ذلك أن الإسلام فى جوهره دين يقتفى آثار المسيحية أو بعبارة أخرى أن الإسلام هو الصيغة التى دخلت بها المسيحية إلى بلاد العرب كلها "ص 8
وقال :
"فتعاليم مسيلمة وتعاليم محمد متشابهة إلى حد كبير وثمة أمور هامة مشتركة بين التعليمين مثل الحياة الأبدية واسم الرحمن لله .."ص51..هذه القربى لا تقوم غالبا على كون مسيلمة أخذ تعليمه عن الإسلام بل بالأحرى على اعتماد كلا التعليمين فى مواضع مختلفة على المسيحية "ص52
ويعود مناقضا نفسه فيقول أنه اعتمد الدينين معا كما فى قوله :
"استنادا إلى ما تقدم لابد لنا من أن ننفى امكانية استعمال محمد مصادر مكتوبة فهو تقبل أخذ أجزاء تعليمه من اليهود والمسيحيين شفويا على الأرجح ويبدو أن القرآن يشير إلى هذا الأمر بالقول فى سورة الفرقان " وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم أخرون"ص16
وقال مكررا نفس التهمة :
" من أجل تفسير النجاح الذى لا مثيل له الذى لقيه الإسلام فى يثرب أشير إلى أن أهل المدينة كانوا حتما مطلعين على أهم تعاليم الإسلام بواسطة اليهود الذين تواجدوا هناك بكثرة والقبائل المسيحية التى كانت تقيم فى جوار المدينة "ص149
وقال أيضا مكررا لها :
" إن اطلاع محمد على اليهودية والمسيحية كان جيدا إلى الحد الذى كان ممكنا فى عصره فى مكة وقد اعتمد على هذين الدينيين إلى درجة أنه نادرا ما توجد فكرة دينية فى القرآن ليست غريبة عنهما"ص343
وقال أيضا :
" لا مجال للشك فى أن أهم مصدر استقى منه محمد معارفه لم يكن الكتاب المقدس بل الكتابات العقائدية والليتورجية ...أما القصص المستقاة من العهد الجديد فهى أسطورية الطابع وتشبه فى بعض معالمها ما يسرد فى الأناجيل المنحولة قارن على سبيل المثال سورة آل عمران 3:46/41 48و/43 سورة مريم 17:19 بإنجيل الطفولة الفصل الأول إنجيل توما الفصل الثانى ميلاد مريم الفصل التاسع ونجد الجملة الوحيدة التى اقتبست حرفيا من العهد القديم فى سورة الأنبياء 21:105 ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " قارن المزمور 29:37 "ص9
ويعود الكاتب فيعارض نفسه فيذكر أنه اعتمد على المصادر الوثنية من معتقدات قومه حيث قال :
" أجد أهم مصادر تعاليم محمد كانت الاعتقادات الدينية التى اعتنقها قومه وما من مصلح يمكنه أن يتنصل تماما من المعتقدات التى تربى عليها هكذا بقى لدى مؤسس الإسلام بعض من الأساطير القديمة مثلا حول الجن وبعض الآراء الدينية التى كانت سائدة فى زمن الجاهلية والبعض الأخر منهم احتفظ به عمدا أما الطقوس الممارسة فى الكعبة والحج فقام بتعديلها لتلائم تعليمه معيدا إياها إلى أصول إبراهيمية"ص 18
وقال أيضا :
"فنتوقع أن النبى لم يبتكر تلك السور تماما بل قام بتعديل نموذج قديم متناقل مانحا إياه معنى إسلاميا الآيات الثلاث الأخيرة وهذا أكثر من نصف النص من المعوذتين وثنية الطابع وربما كان تعديلها قد بدا بدا فى وقت مبكر ضروريا حيث شارك الإسلام الوثنية الاعتقاد بوجود أرواح شريرة معادية للبشر "ص98
ومع الأقوال السابقة عن الأخذ من اليهودية والنصرانية نجده ينفى اطلاع خاتم النبيين(ص) على كتب اليهود والنصارى فى لغاتها ألأصلية حيث قال :
" اما فيما يختص بعلاقة محمد بالكتابات اليهودية والمسيحية فلابد من القول أنه لم يكن مطلعا على تلك الكتابات بلغاتها الأصلية وذلك بسبب عدم إلمامه بأى لغة أجنبية "ص10
ونفى قراءة النبى (ص) لقراءة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية من كتب اليهود والنصارى حيث قال :
" أما إذا استطاع النبى قراءة الترجمات معربة وفهمها فمسألة لا يمكن الجزم بها اعتمادا على القرآن أو الحديث " ص11
وانتهى الكاتب إلى جهله تماما بمعرفة النبى(ص) بالكتابة والقراءة من عدمه حيث قال :
"لا يمكننا إذا التوصل إلى نتيجة حول هذه المسألة "ص12
وأكد أن القرآن ليس فيه معلومة واحدة عن ذلك حيث قال :
" إن القرآن نفسه لا يزودنا بما يمكننا من التأكد من هذا الأمر "ص13
والمعلومة موجودة فى القرآن صريحة وهو :
أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة قبل البعثة أى قبل نزول الكتاب وهو الوحى عليه وهى قوله سبحانه :
"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
وكرر الكاتب رايه وهو أن حجج من يقول بقراءة وكتابة محمد(ص) قبل البعثة ولا قراءته واهية وكذلك من يقول أنه كان لا يعرفها حيث قال :
"بسبب ما تقدم يتبين أن الحجج التى تؤيد القول إن محمدا كان يستطيع القراءة والكتابة حجج واهية جدا فكيف بالحجج التى يسوقها من يود إثبات العكس "ص 13
ومع هذا النفى المفترض أن كل كلامه عن المصادر اليهودية والنصرانية وغيرها كلامه مغلوط ليس عليه دليل لأنه لا يوجد أدلة صريحة على قراءة اتلك الكتب مترجمة أو غير مترجمة
إصابة خاتم النبيين (ص) بالصرع :
يتهم الكاتب من خلال الروايات التراثية نبينا بأنه مريض نفسى كان يعانى من الصرع وانه حوله صرعه إلى وحى يوحى حيث قال :
"بخلاف ذلك وصلتنا معلومات كثيرة عن الكيفية الرابعة إذ يروى أن محمدا كثيرا ما اعترته نوبة شديدة لدى تقبله الوحى حتى أن الزبد كان يطفو على فمه وكان يخفض رأسه ويشحب وجهه ويشتد احمراره وكان يصرخ كالفصيل ويتفصد جبينه عرقا قى أيام الشتاء إلخ هذه النوبة ويمكننا أن نذكر عددا أكبر من الإشارات إليها يسميها البخارى والواقدى برحاء لكن فايل توصل إلى النتيجة أن محمدا كان يعانى نوعا من الصرع كما سبق للبيزنطيين أن زعموا وانكره بعض الكتاب الجدد لكن حيث أن ص23 فقدان الذاكرة هو أخد عوارض داء الصرع الفعلى فمن الضرورة أن نصف ما كان يغشاه بحالة من الاضطراب النفسى الشديد ويقال إن محمدا كان يعانى منها منذ حداثته "ص24
وكرر هذا المعنى فى قوله :
"هذا الوضع الجسدى والنفسى المضطرب إلى درجة المرض يفسر الأحلام والرؤى التى رفعته فوق مستوى العلاقات البشرية المعتادة ولعل أشهر ما يذكر فى هذا الصدد الإسراء أو المعراج الذى كان مجرد حلم كما سنبرهن أدناه وخير ما يشهد هموما على صحة الأخبار حول هذا الوجد النفسى هى المقاطع القرآنية الغربية الساحرة التى نطق بها محمد بشكل خاص فى السنوات الأولى من نبوته ولا يجوز أن نغفل عن أن معظم الوحى حدث ليلا كما يبدو حين تكون النفس أكثر قابلية لاستقبال التخيلات والانطباعات النفسية عما هى عليه فى وضع النهار "ص25
وينفى الكاتب مناقضا نفسه إصابة النبى(ص) بالصرع وإنما هو خوف حيث قال :
" فقد نشأ على الأرجح بسبب كلمة دثرونى لكننا نعلم أن محمدا تم تدثيره دوما بالثياب حين كانت النوبات تغشاه ولا ترجع هذه العادة كما يمكننا إلى سبب صحى بل إلى خوف خرافى "ص 79
ومع أن هذا اتهام له بالكذب المتعدد فالكاتب يقر بصدق الرسالة فى قوله حيث قال :
"فبالرغم من اخطاء محمد كانت حياته وانجازاته تقوم على صدق رسالته غير المحدود "ص27
وهذه الاتهامات بالصرع واستخدام الكذب فى تحويره لوحى وفى كذبه فى الإسراء والمعراج تتعارض تعارضا ظاهرا مع اعترافه بصدق الرسالة وحتى العبارة التى يقر فيها بصدق الرسالة نجده يعارض فى أولها أخرها عندما يذكر أخطاء خاتم النبيين محمد(ص)
والغريب العجيب هو أن الكاتب يقر بأن افسلام هو أفضل الأديان مكذبا اتهاماته حيث قال :
" لا بل ما يميز هذا الدين السماوى الذى يتصف بانه الدين الأكثر إنسانية بين أديان الوحى أن تضم هذه الكلمات إلى القرآن "ص85
ختم النبوة :
يتهم نولدكه خاتم النبيين (ص) بأنه أعطى نفسه مكانه أسمى من كل الرسل (ص) والغريب أن التهمة هى أنه ختام الأنبياء(ص) وهذا ليس مدح ولا وضع للنفس فى مكانة أسمى لأنه لو كان هكذا لكانت ألأولية هى الأخرى سمو على الباقى ولكن الاثنين يتعارضان مع عقيدة المسامين وهى :
عدم التفرقة بين الرسل(ص) فى المكانة حيث قال سبحانه :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
"القرآن يمنح هذه الصفة للكثير من رجالات الله فى الماضى ... لكن محمد يضع نفسه فى مرتبة أسمى منهم إذ يدعى لنبوته معنى ختاميا" خاتم النبيين" ص20
وكل ما سبق كان فى بدايات الكتاب وأما المواضيع الرئيسية فهى :
ترتيب القرآن ... :
الكاتب يتهم النبى(ص) بأنه كان يؤلف القرآن ثم يراجعه ويبدل فيه حيث قال :
"إذا على المرء أن يدع المجال مفتوحا دائما لامكانية أن تكون قطع متفرقة لها الفاصلة نفسها جمعت لاحقا على يد محمد نفسه أو من قام بتحرير النص وربما ضم النبى فيما بعد عن قصد إلى فاصلة مقطع نزل من قبل ما يكمله "ص38
وقال أيضا :
" ولابد من أن محمدا منح المقاطع القرآنية شكلها النهائى الذى احتفظت به من خلال تلاوته إياها من أجل أن تحفظ أو تدون "ص43
وقال مكررا نفس الاتهام :
" إن محمدا الذى لم يتحرج من تكرار الآيات وتعديل مواضعها فى المقاطع القرآنية أو نسخها بحسب تبدل الظروف وغالبا ما راعى فى عمله الظروف الراهنة ص43 لم يهتم بترتيب السور ترتيبا محكمات بحسب زمن تأليفها أو مضمونها "ص 44"
بالطبع لا يمكن لأحد أن يثبت التغيرات التى زعمها الكاتب فى الآيات وألفاظها لعدم وجود مصحف أخر مخالف للحالى فلكى تثبت هذه التغييرات والتعديلات يجب وجود مصحف أخر فيه كتابة مختلفة عن كتابته ألأولى
وكلمنا الكاتب عن تحدى القرآن لمكذبيه وأرجع الكاتب سبب فشل الناس فى التحدى إلى جوهر القرآن حيث قال :
" لكننا إذا تفحصنا تحدى محمد عن كثب اكتشفنا أنه لم يتحد خصومه أن يأتوا بما يضاهى القرآن من ناحية شعرية أو خطابية بل بما يضاهيه من حيث الجوهر وهذا ما لم يكن فى وسع أعدائه بطبيعة الحال "ص50
والموضوع ألأهم الذى يتعرض له الكتاب بغض النظر عمن ألفه نولدكه أم شفالى أم معهم غيرهم هو :
ترتيب القرآن تاريخيا
وقد حاول الكاتب ترتيبه المصحف تاريخيا بمعنى وضع السور المكية قبل المدنية وقد رتبه كـأسماء للسور فقط ولكنه لم يرتبه كآيات
وقد بين الكاتب أن المصدر الأول المعتمد عنه هو النقل التاريخى والتفسيرى حيث قال :
"إن المصدر الأول الذى سنعتمد عليه هو النقل التاريخى والتفسيرى وهو يحوز أكبر قدر من الثقة حين يتعلق بحوادث ذات أهمية بالغة لتاريخ الإسلام "ص 53
ومع هذا اعترف أن الكثير من الروايات فى النقل التاريخى والتفسيرى كاذبة حيث قال :
" طالما أننا سنتحدث عن نشأة هذه الروايات التفسيرية فى العرض المصدرى الذى سنقوم به نود إشارة منا إلى أن بعضها غير موثوق به "ص53
وأعلن أن الروايات التى أراد ترتيب السور حسبها روايات متعارضة متضاربة ومن ثم حاول مناقشتها واحدة واحدة واثبت كذب الكثير منها حيث قال :
" وطالما لا توجد دراسة منتظمة للروايات التفسيرية فليس لنا إلا أن نفحص هذه الروايات واحدة واحدة لنتأكد من مصداقيتها أما الايضاحات الكثيرة التى يقدمها المسلمون والتى تتضارب فى أكثر الأحيان فلا يمكن بالطبع إلا الاعتماد على مجموعة مختارة منها "ص54
وقد استخدم الكاتب أنواع الأسلوب للتفرقة بين المكى والمدنى وهو دوما يصف المكى بكونه متأجج قصير والمدنى بالمسهب الطويل حيث قال :
" هذه الوسيلة هى المراقبة الدقيقة لمعنى القرآن ولغته ما يلاحظه القارىء السطحى من أن القطع ذات اللغة والأفكار المتأججة لابد من أنها أقدم من القطع التى تعتبر هادئة وطويلة يزداد ترسخه ويكتسب قدرا أكبر من الدقة لدى التمعن بها "ص 58
واعتبر هذا الاستنتاج هو ما يساعد على الترتيب الزمنى حيث قال :
" تتميز لغة محمد المستعملة فى فترات مختلفة بواسطة عبارات متفق عليها وكلمات معينة مستحبة ومصطلحات تسعفنا على ترتيب السور ترتيبا زمنيا "ص59
ومع هذا من حلال الروايات الحديثية أعلن أنه لا يمكن الوصول للترتيب الزمنى من خلال الروايات المتعارضة فى عمر الدعوة فهناك روايات 20و23 و25 سنة وغيرها وكل منها يخالف الأخر وعنها قال :
" يظهر من هذا المثل – يقصد عمر دعوة النبى(ص)- كم تخلو الحسابات الزمنية للأحداث التى وقعت فى حياة محمد قبل الهجرة من الدقة وبالاجمال لا يسمح لنا إلا عدد قليل فقط من هذه الأحداث بتحديد عدد السنين التى تفصلها عن الهجرة بوصفها حقبة ثابتة"ص64
وحاول أن يوجد ترتيبا زمنيا من خلال الموضوعات التى تتكلم عنها السور فحدد موضوعات السور المكية دعوة الناس إلى الايمان بالإله الواحد الحق..حيث قال :
"إن الهدف الكبير الوحيد الذى يتبعه محمد فى السور المكية هو دعوة الناس إلى الايمان بالإله الواحد الحق ... لكنه لا يسعى إلى اقناع عقل سامعيه بذلك بواسطة البرهان المنطقى بل بالعرض الخطابى المؤثر على الشعور بواسطة المخيلة"ص 65
ونلاحظ أنه يطعن فى العبارة فى أن براهين القرآن لا تقنع العقلاء
وفى موضع أخر أقر الكاتب بوجود أسلوب القسم فى المرحلة المكية فقط حيث قال :
"فى سورة الشمس 91التى تبدأ لعدد كبير من الأقسام يفوق المعدل المعتاد(1-8) يضع النبى خطيئة الثموديين القدامى نصب أعين معاصريه "ص85
ومع كل هذا المجهود المبذول فى الترتيب الزمنى أعلن انه لابد أن يفشل فى القيام بأى ترتيب زمنى دقيق حيث قال :
" كلما طالت دراستى للقرآن وتعمقت انجلى لى بوضوح أكبر أن من بين السور المكية مجموعات متفرقة يمكن الفصل بينها وذلك مع انعدام امكانية القيام بأى ترتيب تأريخى دقيق للسور وكم من دليل وجدته من قبل مناسبا لهذا الغرض بدا لى لاحقا غير موثوق به وكم من زعم أبديته قبلا بقدر كبير من الثقة بدا لى من بعد فحص متكرر وأدق أنه زعم غير أكيد "ص68
ومع اعلانه فشله فى الترتيب الدقيق إلا أنه يعلن أنه وصل للترتيب الدقيق اليقينى فى الفترة الأولى حيث قال :
"سورة الفترة الأولى :
أعتقد أنه يسعنى التعرف على سور هذه الفترة بشىء من اليقين من خلال أسلوبها إن قوة الحماس الذى حرك النبى فى السنوات ألأولى وجعله يرى الملائكة الذين أرسلهم الله إليه كان لابد لها من أن تعبر عن نفسها فى القرآن"ص68
" معظم سور هذه الفترة قصير من بين 48 سورة يتألف كل من 23 سورة من أقل من 20 آية و14 سورة من أقل من 50 آية"ص 70
ويقر بأن ما جاء فى التراث من كون الآيات الأولى من العلق هى الآيات ألأولى من الوحى صحيح حيث قال :
" لهذا السبب لا نجد فى رأى موير على الأقل ما قد يدفعنا إلى التخلى عن الرواية المتعارفة عليها لدى المسلمين ومفاداها أن سورة العلق أقدم ما فى القرآن وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة "ص71
" فقد نشأ على الأرجح بسبب كلمة دثرونى لكننا نعلم أن محمدا تم تدثيره دوما بالثياب حين كانت النوبات تغشاه ولا ترجع هذه العادة كما يمكننا إلى سبب صحى بل إلى خوف خرافى "ص 79
ومن مناقشاته نجد قوله فى سورة الشمس بقتل صالح(ص) حيث قال :
"فى سورة الشمس 91التى تبدأ لعدد كبير من الأقسام يفوق المعدل المعتاد(1-8) يضع النبى خطيئة الثموديين القدامى نصب أعين معاصريه وقد اتهم الثموديين نبيا أرسله الله إليهم بالخداع وقتلوه فعوقبوا بالاندثار"ص85
بالطبع المقتول هو الناقة وليس رسول القوم كما قال سبحانه :
" فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا"
ونجده يتهم النبى(ص) بأنه غير فى سورة التين عبارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات حيث قال
"وأظن أن الآية السادسة من سورة التين 95 قد أضيفت إليها لاحقا أن طولها يفوق طول أى من الآيات الأخرى ومعناها يضعف الانطباع الذى يولده السياق ولأن عبارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا تستعمل إلا لاحقا فى الفترة المكية المتأخرة" ص87
بالطبع استخدام الذين آمنوا فى الفترة المدنية والناس فى الفترة المكية هو ضرب من الخيال والأمر أن الكتاب الذين يتسمون باسماء المسلمين قلدوا ذلك مع أن العبارة ليست فى هذه السورة المكية وحدها بل فى العديد من السور كالبلد " ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ " والبروج" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ" والجاثية " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ" وفصلت التى وردت فيها نفس عبارة التين نصا مع استبدا إلا بإن وهى"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "وهناك سور عديدة غيرها
ويتهم الكاتب المعوذتين بأنها سور وثنية حيث قال :
"فنتوقع أن النبى لم يبتكر تلك السور تماما بل قام بتعديل نموذج قديم متناقل مانحا إياه معنى إسلاميا الآيات الثلاث الأخيرة وهذا أكثر من نصف النص من المعوذتين وثنية الطابع وربما كان تعديلها قد بدا بدا فى وقت مبكر ضروريا حيث شارك الإسلام الوثنية الاعتقاد بوجود أرواح شريرة معادية للبشر "ص98
السؤال لماذا لم يحدد الكاتب العبارات الوثنية فيهما لكى يكون الكلام صادقا؟
ويعلن الكاتب جهله بكون قصة موسى(ص) وقصة ذو القرنين الذى يسميه الاسكندر الكبير دون دليل فى سورة الكهف كتبتا فى وقت واحد أو اثنين حيث قال :
"ولا أقدر على الجزم فيما إذا كان المقطعان الغريبان اللذان يرويان كيف تعرف موسى على ضعفه وعناية الله به الآيات 60/59 =81/82 وكيف جال ذو القرنين الاسكندر الكبير العالم كله وسد الباب على يأجوج ومأجوج الآيات 82/83-98"ص126
ويكرر الكاتب رأيه بمميزات الأسلوب فى فترات السور حيث قال :
" سور الفترة الثالثة ما تكون فى الفترة الثانية تدريجا من أسلوب ولغة ومعالجة للمواضيع يبرز فى الفترة الثالثة بشكله النهائى اللغة تصبح مطنبة واهية نثرية التكرار الذى لا نهاية له ولا يتورع النبى عن ترداد الكلمات نفسها تقريبا البراهين التى تفتقر إلى الوضوح والحدة ولا تقنع إلا من يؤمن سلفا بالنتيجة النهائية "ص128
وحكاية الأسلوب اللغوى الذى له خصائص فى كل فترة هو قول بلا دليل طالما لا يمكن معرفة زمن كل آية أو مجموعة آيات نزلت معا معرفة يقينية وهو ما سبق أن أعلن الكاتب جهله به
وهو يتكلم عن آية لها زمان معين ومع هذا لم يتمكن من تحديد المعركة ومن ثم الزمن الذى وقعت فيه هزيمة الروم لتعدد هزائم الروم من الفرس حيث قال :
" لابد من أن الآيات الأولى من سورة الروم 30 نزلت بعد هزيمة البيزنطيين الروم لأمام الفرس فى احدى الدول المجاورة لشبه جزيرة العرب لكن يصعب تحديد أى من الهزائم الكثيرة التى منى بها البيزنطيون حتى بعد الهجرة"ص134
والمفترض أن هذا الأمر سهل ولكنه غسر سهل لأن المصادر البيزنطية تقر بوقوه هزائم متعددة للروم من جانب الفرس فى فترة قصيرة
المشكلة هى أن الآيات لا تتحدث عن الفرس إطلاقا وهى تتحدث عن معركتين واحدة هزم فيها الروم المسلمين ومعركة هزم فيها المسلمون الروم هزيمة ساحقة أنهت على دولتهم ودعك من التاريخ الكاذب المكتوب والذى اعتمدته كتب التفسير والمؤرخين
ونجده يتناول حادثة تحريم ما أحل الله فيقول أنها عن جماع النبى(ص) للأمة مارية حيث قال :
" يربط التراث بين الآيات الأولى من سورة التحريم وفضيحة حصلت فى بيت النبى فقد استعمل محمد فى احد الأيام خيمة زوجته حفصة ليلتقى بأمته القبطية ماريا "ص195
وهو كلام يتعارض مع القرآن نفسه فالله لم يحل جماع الإماء دون زواج لأنه قال :
" وأنكحوهن بإذن أهلهن"
المصادر والكلام دون دليل:
نجد الكاتب يثبت أن البسملة هى عبارة من عبارات العهد القدين حيث قال :
" أما صيغة الافتتاح بسم الله التى يختصرها العرب بالتسمية أو البسملة فتعود إلى لغة الكتاب المقدس ............هذا ما يجعلنا نفترض أن الموضعين الوحيدين اللذين توجد فيهما البسملة بصرف النظر عن عناوين السور يرجعان بلا لبس إلى مصادر يهودية "ص104
لم يذكر الكاتب النصوص ولا يوجد فى العهدين القدين والحديث البسملة كاملة كما فى القرآن فالموجود كلمات باسم الله فى رسائل متعددة ومن ثم لا يمكن اعتبار باسم الله فقط اقتباس أو سرقة لأنها موجودة تقريبا فى كل كتب الأديان وكل يقصد إله أو آلهة معينة مزعومة
وزعم الكاتب أن آية الحيض تتفق مع كتب اليهود تماما حيث قال :
" وهى من نوع تلك الأسئلة عن محيطها وهى موجهة بحسب الروايات ضد احدى عادات اليهود مما دفع هؤلاء إلى القول ما يريد هذا الرجل لأن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه لكن لا يمكن الرهان على ذلك فالقواعد الواردة فى هذه الآية لمعاملة الحائضات تتفق وقواعد اليهود"ص164
وآيات الحيض أو آية الحيض آية قصيرة وضحت شىء واحد فقط ممنوع وهو جماع الحائض بينما العهد القديم ذكر أمورا كثيرا كالعقوبات واللعنات ونذكر جزء يسير مما جاء عنه :
19 «وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
20 وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا.
21 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
22 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
23 وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
24 وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسً"
ونجده يتكلم عن كون سورة الحشر تتكلم عن بنى النضير اليهود مع أن السورة لا تذكر بنو النضير ولا اليهود وإنما تتكلم عن بعض أهل الكتاب دون تحديد وهو قوله حيث قال :
" سورة الحشر تتعلق فى معظمها باخضاع قبيلة بنى النضير اليهودية وطردها فى شهر ربيع الأول من السنة الرابعة"ص185
بالطبع الكتاب فى جزئه الأول والذى تناولنا بعض منه هنا يضم الكثير من الأغاليط والتعارضات فى أقوال الكاتب
قيل فى مقدمة الكتاب أن المؤلف ثيودور نولدكه وتبدو الحقيقة أن الكتاب بأجزائه الثلاثة له ثلاث مؤلفين فالجزء الأول هو من تأليف نولدكه مع تعديلات لتلميذه فريدرش شفالى التى اعتبرها تعديلا تاما والجزء الثانى هو لشفالى مع اضافات تلميذ شفالى أوجست فيشر وهو يتكلم عن نولدكه ويحكى أرائه وغيره ويناقشها والثالث هو لغوتهلف برغشترسر وتلميذ أوتو بريتسل
الجزء الأول هو جزء نولدكه وهو يصول ويجول فى تاريخ القرآن ويكتب عن ترتيب السور والآيات وهو ما نتناوله بالنقد بينما الجزء الثانى يتناول مسألة جمع القرآن وعلوم القرآن والحديث واما الجزء الثالث فهو يتناول قراءات القرآن الكثيرة وهو ما لم نتناوله هنا
وقيل ان كتاب نولدكه كتبه وهو فى العشرين من عمره وأنه لم يراجعه وأوكل مهمة مراجعته لتلميذه شفالى الذى يعرف بحكم الملازمة أراء معلمه الجديدة والتى تغيرت بعد تأليف الكتاب
ومن يقرأ الجزء الخاص بنولدكه الذى عدله شفالى سيرى تراوح الكاتب ما بين الآراء المسبقة التى أخذها بحكم تربيته النصرانية والتى دوما ما تعتبر خاتم النبيين (ص) هو من ألف القرآن كما ألف البشر الكتب المقدسة العهد الجديد والقديم وأنه كان يصاب بالصرع ويشرع على هواه وما بين آراء جديدة يمدح فيها النبى الخاتم(ص)
ابتدأ نولدكه كتابه بالحديث عن النبوة وأنها لم تظهر بصورتها الجلية وتتطور إلا عند بنى إسرائيل حيث قال :
" لا يسعنا الانكار أن كثيرا من الشعوب عرفت ما يشبه النبوة لكننا نرى أن النبوة لم تتطور إلا فى الشعب الإسرائيلى "ص 3
وعرف النبوة بأنها مجرد قوة تخيل من الفرد تجعل الفرد يقول كلاما متحدثا باسم الله حيث قال :
" جوهر النبى يقوم على تشبع روحه من فكرة دينية ما تسيطر عليه أخيرا فيتراءى له أنه مدفوع بقوة إلهية ليبلغ من حوله تلك الفكرة على أنها حقيقة آتية من الله " ص3
ولا يمكن لنا الوصول إلى نية نولدكه من قوله :
" يسوع الناصرى أراد أن يكون أكثر من نبى فقد شعر أنه المسيح الذى وعد به أنبياء بنى إسرائيل وأنه مؤسس دين جديد للقلب والفكر معا "ص 3
فهل هو يسخر من يسوع أم يمتدحه باعتبار مقولة وردت فى العهد الجديد عدة مرات وهى " نبى وأعظم من نبى"؟
وفيما يبدو أنها سخرية وقد اعترف نولدكه بنبوة محمد(ص) حيث قال :
" لابد لنا من الاعتراف بأن محمدا كان بالحقيقة نبيا "ص4
وهذا الاعتراف هو حسب تعريفه للنبوة وهى انه قوة التخيل فالنبوة عملية كذب عنده لأن الله لا يكلم أحد وحيا أو غير وحى كما سبق قوله ومن ثم فهو يقول أن الإسلام مأخوذ من كتب اليهود والنصارى حيث درسها محمد (ص)وأتى بها فى صيغة جديدة من عنده
"قد يلقى المرء جزافا بالتهمة إن أهم تعاليم محمد مأخوذة عن اليهود والمسيحيين وليست نابعة من عقله صحيح أن افضل ما فى الإسلام نشأ على هذا المنوال لكن الطريقة التى اكتسب بها فيها محمد هذه التعاليم واعتبرها وحيا أنزله الله عليه ليبشر به الناس تجعل منه نبيا حقا"ص4
ويكرر نفس القول من أن خلواته كانت من أجل هذه الصياغة والتى فكر فيها ليأتى بدين يمنح الطمأنينة لقومه حيث قال :
" إن محمدا حمل طويلا فى وحدته ما تسلمه من الغرباء وجعله يتفاعل وتفكيره ثم أعاد صياغته بحسب فكره حتى أجبره الصوت الداخلى الحازم على أن يبرز لبنى قومه ...وعلى المصدر الصحيح لمعرفة روح محمد ألا وهو القرآن ترسخ اعتقادنا بأن محمدا آمن فى صميم نفسه بحقيقة ما دعى إليه من أن يستبدل بعبادة العرب الكاذبة للأصنام دينا أسمى يمنح الغبطة للمؤمنين "ص4
ومع انه بهذا الكلام هو يشتم محمد(ص)باعتباره مفتريا على الله فإنه يعود لمدحه بكونه ليس دجالا وأنه لا يمكن أن يكون كذلك وإلا ما آمن بدينه العقلاء واستمروا معه حيث قال :
" ولو أنه كان دجالا وحسب فكيف انضم إليه رجال مسلمون كثر كرام عقلاء وعلى راسهم صديقاه الأقربان أبو بكر وعمر مؤازرين إياه بأمانة فى السراء والضراء ما يزيد من قيمة الشهادة التى أداها كثير من أتباعه هو أنهم كانوا رجالا من عائلات عالية القدر "ص5
ويعود فى نفس الصفحة لذم محمدا (ص) بأنه ضعيف العزم حيث قال :
" يضاف إلى ذلك أمر يود المسلمون بالطبع أن يخفوه ألا وهو أن محمدا كان بطبعه ضعيف العزم "ص5
ويعود للذم مرة أخرى زاعما أنه كان يفتقر للخيال والشعور القوى حيث قال :
" غير أن روح محمد كان يشوبه نقصان كبيران يؤثران على سموه فإذا كانت النبوة بالاجمال تصدر من المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة أكثر مما تصدر من العقل النظرى فإن محمدا كان يفتقر إلى هذا بشكل خاص"ص5
ومع ذلك يستمر الكاتب فى التحدث بكرم يظنه الفرد مدحا ولكنه ذم فى النبى(ص* فهو يمتدحه بالتفكير الواعى فى الحكايات التى أخذها من غيره ومع هذا يثبت فكرة أنه رجل افترى على الله لأن الله لم يوح شىء لبشر حيث قال :
" يتعلق بما سبق ذكره أن محمدا أعلن عن سور أعدها بتفكير واع بواسطة استخدام قصص من مصادر غريبة مثبتة وكأنها وحى حقيقى من الله شأنها ذلك شأن البواكير التى صدرت عن وجدانه الملتهب انفعالا"ص6
والكاتب يرفض فكرة النبوة وهى وحى الله معتبرا كل الرسل مجرد مدعين مفترين حتى أنبياء بنى إسرائيل حيث قال :
" التهمة نفسها يمكن أن توجه إلى أنبياء الشعب الاسرائيلى الذين نشروا منتجاتهم الأدبية على أنها كلمات رب الصباؤوت"ص6
ما يقوله نولدكه عن افتراء النبى(ص) الخاتم وغيره من الأنبياء(ص) هو ما قاله الكفار فى عهد النبى الخاتم(ص) وهو :
" إن هو إفك افتراه واعانه عليه قوم أخرون"
ورفض فكرة النبوة هو ناتج من تخيل مغلوط وهو كلام الإله مع إنسان غير ممكن لأن الله وهو الإله ليس فى المكان بينما الناس فى المكان وأن الله لا يمكن أن يكون له صوت يشبه الخلق وهى حجج تبدو سليمة فالوحى لا يمكن أن يكون هكذا وإنما عن طريق طرق معجزة وهى إرسال ملاك إلى الفرد ينقل له كلام وهو إرادات الله بصوت المخلوق أو يكون عن طريق تكلم ما لا يتكلم بصوت كما حدث مع موسى(ص) عندما تكلمت الشجرة المقدسة باسم الله
هذا هى طرق الكلام فتكلم الله هو كلام من خلال معجزو وهى تكلم المخلوقات التى لا تتكلم فى كل حين وتكلمه عن طريق إرسال رسول وهو جبريل(ص) للرسل (ص)وحتى جبريل نفسه كلام الله يصل إليه بطريقة معجزة وهى وجود كتاب مكتوب فيه الوحى وهو يقوم بنقله
ومن ثم فكرة عدم تكلم الله بصوت كالخلق هى حقيقة لأنه لا يشبه الخلق وإنما يوصل له رسالاته بطرق خارقة معجزة
وفى كلام الله قال سبحانه :
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"
ونجد أن كلام الله لموسى (ص) فى الميقات هو كتاب مكتوب فى الألواح وهو قوله سبحانه :
"قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيئ"
وهو نفسه ما يحدث مع جبريل(ص) حيث نزل القرآن عليه فى السماء كاملا فى ليلة القدر كما قال سبحانه
" إنا أنزلناه فى لية القدر "
ونجد أن كلام الله مع موسى(ص) عند القرب من شجرة هو نطق الشجرة باسم الله كما قال سبحانه :
"فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
ومن ثم كل الوحى هو بمعجزات
ويعلن نولدكه أن محمد لم يقل ان القرآن وحى اطلاقا حيث قال :
"رغم ذلك فإن محمدا كما سنرى لاحقا لم يجمع كل ما أوحى إليه فى القرآن ولم يزعم على الإطلاق أن أقواله كانت وحيا "ص6
وهو ما يعارض أقوال القرآن مثل :
قوله سبحانه :
"قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي"
قوله سبحانه :
"وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ "
ويمتدح نولدكه النبى(ص) بالحس المرهف ثم يتهمه باستخدام القرآن فى تلبية شهواته المرذولة حيث قال :
"وجب على محمد وهو مفكر بسيط أن يعتبر كل شىء مباحا ما لم يتعارض هذا الشىء وصوت قلبه وإذ لم يكن مرهف الحس ثابته تجاه الخير والشر ....فإنه لم يتوان عن استخدام وسائل مرذولة أجل حتى ما يسمى باسم الدين من أجل نشر ما آمن به "ص6
وهو بذلك يشير إلى رواية " استفت قلبك ولو أفتوك" كما يشير إلى آيات زواجه من اكثر من العدد ويشير إلى الروايات عن اغتيالات كبار الكفار ومن يقومون بسبه
بالطبع كلام الكاتب مغلوط فمسألة زواجه لم تكن تتعلق بالشهوة وإنما لعدم زناه فالنبى(ص) وجد نفسه فى المدينة ومعه بنات عمه وخاله وعماته وخالاته المهاجرات المؤمنات فى بيت واحد حيث لا يوجد أحد ينفق عليهم سواه لأنه تركوا الأهل الكفار وهاجرن معه وفى نفس الوقت لم يكن يوجد مسلمين يرغبون فى زواجهن لأنهم إما متزوجون أو لا يجدون مالا للنفقة على أنفسهم والكل كان فقيرا وجائعا فى بداية الهجرة كما قال سبحانه :
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
بالطبع النبى كان يدخل بيته دون إذن كما هو المعتاد ومن ثم كان يجد النساء بعضهن بعض عوراتهن مكشوفة وحدث هذا مرارا وتكرارا وهو يغض بصره ولكن الله أعطاه الحق فى زواجهن كلهن إن أراد حتى لا يزنى مع واحدة منهن ومن ثم كان هذا اضطرارا فهو موقف يشبه بداية الخلق عندما زوج الله الأخ أخته
مصادر القرآن :
نجد الكاتب يتهم الإسلام بكونه دين يهودى المصدر حيث قال:
"لا لزوم للتحليل لنكتشف أن أكثر قصص الأنبياء فى القرآن لا بل الكثير من التعاليم والفروض هى ذات أصل يهودى "ص7
ويناقض نفسه بأنه دين المسيحية ككل حيث قال :
"يستطيع المرء أن يستخلص من كل ذلك أن الإسلام فى جوهره دين يقتفى آثار المسيحية أو بعبارة أخرى أن الإسلام هو الصيغة التى دخلت بها المسيحية إلى بلاد العرب كلها "ص 8
وقال :
"فتعاليم مسيلمة وتعاليم محمد متشابهة إلى حد كبير وثمة أمور هامة مشتركة بين التعليمين مثل الحياة الأبدية واسم الرحمن لله .."ص51..هذه القربى لا تقوم غالبا على كون مسيلمة أخذ تعليمه عن الإسلام بل بالأحرى على اعتماد كلا التعليمين فى مواضع مختلفة على المسيحية "ص52
ويعود مناقضا نفسه فيقول أنه اعتمد الدينين معا كما فى قوله :
"استنادا إلى ما تقدم لابد لنا من أن ننفى امكانية استعمال محمد مصادر مكتوبة فهو تقبل أخذ أجزاء تعليمه من اليهود والمسيحيين شفويا على الأرجح ويبدو أن القرآن يشير إلى هذا الأمر بالقول فى سورة الفرقان " وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم أخرون"ص16
وقال مكررا نفس التهمة :
" من أجل تفسير النجاح الذى لا مثيل له الذى لقيه الإسلام فى يثرب أشير إلى أن أهل المدينة كانوا حتما مطلعين على أهم تعاليم الإسلام بواسطة اليهود الذين تواجدوا هناك بكثرة والقبائل المسيحية التى كانت تقيم فى جوار المدينة "ص149
وقال أيضا مكررا لها :
" إن اطلاع محمد على اليهودية والمسيحية كان جيدا إلى الحد الذى كان ممكنا فى عصره فى مكة وقد اعتمد على هذين الدينيين إلى درجة أنه نادرا ما توجد فكرة دينية فى القرآن ليست غريبة عنهما"ص343
وقال أيضا :
" لا مجال للشك فى أن أهم مصدر استقى منه محمد معارفه لم يكن الكتاب المقدس بل الكتابات العقائدية والليتورجية ...أما القصص المستقاة من العهد الجديد فهى أسطورية الطابع وتشبه فى بعض معالمها ما يسرد فى الأناجيل المنحولة قارن على سبيل المثال سورة آل عمران 3:46/41 48و/43 سورة مريم 17:19 بإنجيل الطفولة الفصل الأول إنجيل توما الفصل الثانى ميلاد مريم الفصل التاسع ونجد الجملة الوحيدة التى اقتبست حرفيا من العهد القديم فى سورة الأنبياء 21:105 ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " قارن المزمور 29:37 "ص9
ويعود الكاتب فيعارض نفسه فيذكر أنه اعتمد على المصادر الوثنية من معتقدات قومه حيث قال :
" أجد أهم مصادر تعاليم محمد كانت الاعتقادات الدينية التى اعتنقها قومه وما من مصلح يمكنه أن يتنصل تماما من المعتقدات التى تربى عليها هكذا بقى لدى مؤسس الإسلام بعض من الأساطير القديمة مثلا حول الجن وبعض الآراء الدينية التى كانت سائدة فى زمن الجاهلية والبعض الأخر منهم احتفظ به عمدا أما الطقوس الممارسة فى الكعبة والحج فقام بتعديلها لتلائم تعليمه معيدا إياها إلى أصول إبراهيمية"ص 18
وقال أيضا :
"فنتوقع أن النبى لم يبتكر تلك السور تماما بل قام بتعديل نموذج قديم متناقل مانحا إياه معنى إسلاميا الآيات الثلاث الأخيرة وهذا أكثر من نصف النص من المعوذتين وثنية الطابع وربما كان تعديلها قد بدا بدا فى وقت مبكر ضروريا حيث شارك الإسلام الوثنية الاعتقاد بوجود أرواح شريرة معادية للبشر "ص98
ومع الأقوال السابقة عن الأخذ من اليهودية والنصرانية نجده ينفى اطلاع خاتم النبيين(ص) على كتب اليهود والنصارى فى لغاتها ألأصلية حيث قال :
" اما فيما يختص بعلاقة محمد بالكتابات اليهودية والمسيحية فلابد من القول أنه لم يكن مطلعا على تلك الكتابات بلغاتها الأصلية وذلك بسبب عدم إلمامه بأى لغة أجنبية "ص10
ونفى قراءة النبى (ص) لقراءة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية من كتب اليهود والنصارى حيث قال :
" أما إذا استطاع النبى قراءة الترجمات معربة وفهمها فمسألة لا يمكن الجزم بها اعتمادا على القرآن أو الحديث " ص11
وانتهى الكاتب إلى جهله تماما بمعرفة النبى(ص) بالكتابة والقراءة من عدمه حيث قال :
"لا يمكننا إذا التوصل إلى نتيجة حول هذه المسألة "ص12
وأكد أن القرآن ليس فيه معلومة واحدة عن ذلك حيث قال :
" إن القرآن نفسه لا يزودنا بما يمكننا من التأكد من هذا الأمر "ص13
والمعلومة موجودة فى القرآن صريحة وهو :
أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة قبل البعثة أى قبل نزول الكتاب وهو الوحى عليه وهى قوله سبحانه :
"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
وكرر الكاتب رايه وهو أن حجج من يقول بقراءة وكتابة محمد(ص) قبل البعثة ولا قراءته واهية وكذلك من يقول أنه كان لا يعرفها حيث قال :
"بسبب ما تقدم يتبين أن الحجج التى تؤيد القول إن محمدا كان يستطيع القراءة والكتابة حجج واهية جدا فكيف بالحجج التى يسوقها من يود إثبات العكس "ص 13
ومع هذا النفى المفترض أن كل كلامه عن المصادر اليهودية والنصرانية وغيرها كلامه مغلوط ليس عليه دليل لأنه لا يوجد أدلة صريحة على قراءة اتلك الكتب مترجمة أو غير مترجمة
إصابة خاتم النبيين (ص) بالصرع :
يتهم الكاتب من خلال الروايات التراثية نبينا بأنه مريض نفسى كان يعانى من الصرع وانه حوله صرعه إلى وحى يوحى حيث قال :
"بخلاف ذلك وصلتنا معلومات كثيرة عن الكيفية الرابعة إذ يروى أن محمدا كثيرا ما اعترته نوبة شديدة لدى تقبله الوحى حتى أن الزبد كان يطفو على فمه وكان يخفض رأسه ويشحب وجهه ويشتد احمراره وكان يصرخ كالفصيل ويتفصد جبينه عرقا قى أيام الشتاء إلخ هذه النوبة ويمكننا أن نذكر عددا أكبر من الإشارات إليها يسميها البخارى والواقدى برحاء لكن فايل توصل إلى النتيجة أن محمدا كان يعانى نوعا من الصرع كما سبق للبيزنطيين أن زعموا وانكره بعض الكتاب الجدد لكن حيث أن ص23 فقدان الذاكرة هو أخد عوارض داء الصرع الفعلى فمن الضرورة أن نصف ما كان يغشاه بحالة من الاضطراب النفسى الشديد ويقال إن محمدا كان يعانى منها منذ حداثته "ص24
وكرر هذا المعنى فى قوله :
"هذا الوضع الجسدى والنفسى المضطرب إلى درجة المرض يفسر الأحلام والرؤى التى رفعته فوق مستوى العلاقات البشرية المعتادة ولعل أشهر ما يذكر فى هذا الصدد الإسراء أو المعراج الذى كان مجرد حلم كما سنبرهن أدناه وخير ما يشهد هموما على صحة الأخبار حول هذا الوجد النفسى هى المقاطع القرآنية الغربية الساحرة التى نطق بها محمد بشكل خاص فى السنوات الأولى من نبوته ولا يجوز أن نغفل عن أن معظم الوحى حدث ليلا كما يبدو حين تكون النفس أكثر قابلية لاستقبال التخيلات والانطباعات النفسية عما هى عليه فى وضع النهار "ص25
وينفى الكاتب مناقضا نفسه إصابة النبى(ص) بالصرع وإنما هو خوف حيث قال :
" فقد نشأ على الأرجح بسبب كلمة دثرونى لكننا نعلم أن محمدا تم تدثيره دوما بالثياب حين كانت النوبات تغشاه ولا ترجع هذه العادة كما يمكننا إلى سبب صحى بل إلى خوف خرافى "ص 79
ومع أن هذا اتهام له بالكذب المتعدد فالكاتب يقر بصدق الرسالة فى قوله حيث قال :
"فبالرغم من اخطاء محمد كانت حياته وانجازاته تقوم على صدق رسالته غير المحدود "ص27
وهذه الاتهامات بالصرع واستخدام الكذب فى تحويره لوحى وفى كذبه فى الإسراء والمعراج تتعارض تعارضا ظاهرا مع اعترافه بصدق الرسالة وحتى العبارة التى يقر فيها بصدق الرسالة نجده يعارض فى أولها أخرها عندما يذكر أخطاء خاتم النبيين محمد(ص)
والغريب العجيب هو أن الكاتب يقر بأن افسلام هو أفضل الأديان مكذبا اتهاماته حيث قال :
" لا بل ما يميز هذا الدين السماوى الذى يتصف بانه الدين الأكثر إنسانية بين أديان الوحى أن تضم هذه الكلمات إلى القرآن "ص85
ختم النبوة :
يتهم نولدكه خاتم النبيين (ص) بأنه أعطى نفسه مكانه أسمى من كل الرسل (ص) والغريب أن التهمة هى أنه ختام الأنبياء(ص) وهذا ليس مدح ولا وضع للنفس فى مكانة أسمى لأنه لو كان هكذا لكانت ألأولية هى الأخرى سمو على الباقى ولكن الاثنين يتعارضان مع عقيدة المسامين وهى :
عدم التفرقة بين الرسل(ص) فى المكانة حيث قال سبحانه :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
"القرآن يمنح هذه الصفة للكثير من رجالات الله فى الماضى ... لكن محمد يضع نفسه فى مرتبة أسمى منهم إذ يدعى لنبوته معنى ختاميا" خاتم النبيين" ص20
وكل ما سبق كان فى بدايات الكتاب وأما المواضيع الرئيسية فهى :
ترتيب القرآن ... :
الكاتب يتهم النبى(ص) بأنه كان يؤلف القرآن ثم يراجعه ويبدل فيه حيث قال :
"إذا على المرء أن يدع المجال مفتوحا دائما لامكانية أن تكون قطع متفرقة لها الفاصلة نفسها جمعت لاحقا على يد محمد نفسه أو من قام بتحرير النص وربما ضم النبى فيما بعد عن قصد إلى فاصلة مقطع نزل من قبل ما يكمله "ص38
وقال أيضا :
" ولابد من أن محمدا منح المقاطع القرآنية شكلها النهائى الذى احتفظت به من خلال تلاوته إياها من أجل أن تحفظ أو تدون "ص43
وقال مكررا نفس الاتهام :
" إن محمدا الذى لم يتحرج من تكرار الآيات وتعديل مواضعها فى المقاطع القرآنية أو نسخها بحسب تبدل الظروف وغالبا ما راعى فى عمله الظروف الراهنة ص43 لم يهتم بترتيب السور ترتيبا محكمات بحسب زمن تأليفها أو مضمونها "ص 44"
بالطبع لا يمكن لأحد أن يثبت التغيرات التى زعمها الكاتب فى الآيات وألفاظها لعدم وجود مصحف أخر مخالف للحالى فلكى تثبت هذه التغييرات والتعديلات يجب وجود مصحف أخر فيه كتابة مختلفة عن كتابته ألأولى
وكلمنا الكاتب عن تحدى القرآن لمكذبيه وأرجع الكاتب سبب فشل الناس فى التحدى إلى جوهر القرآن حيث قال :
" لكننا إذا تفحصنا تحدى محمد عن كثب اكتشفنا أنه لم يتحد خصومه أن يأتوا بما يضاهى القرآن من ناحية شعرية أو خطابية بل بما يضاهيه من حيث الجوهر وهذا ما لم يكن فى وسع أعدائه بطبيعة الحال "ص50
والموضوع ألأهم الذى يتعرض له الكتاب بغض النظر عمن ألفه نولدكه أم شفالى أم معهم غيرهم هو :
ترتيب القرآن تاريخيا
وقد حاول الكاتب ترتيبه المصحف تاريخيا بمعنى وضع السور المكية قبل المدنية وقد رتبه كـأسماء للسور فقط ولكنه لم يرتبه كآيات
وقد بين الكاتب أن المصدر الأول المعتمد عنه هو النقل التاريخى والتفسيرى حيث قال :
"إن المصدر الأول الذى سنعتمد عليه هو النقل التاريخى والتفسيرى وهو يحوز أكبر قدر من الثقة حين يتعلق بحوادث ذات أهمية بالغة لتاريخ الإسلام "ص 53
ومع هذا اعترف أن الكثير من الروايات فى النقل التاريخى والتفسيرى كاذبة حيث قال :
" طالما أننا سنتحدث عن نشأة هذه الروايات التفسيرية فى العرض المصدرى الذى سنقوم به نود إشارة منا إلى أن بعضها غير موثوق به "ص53
وأعلن أن الروايات التى أراد ترتيب السور حسبها روايات متعارضة متضاربة ومن ثم حاول مناقشتها واحدة واحدة واثبت كذب الكثير منها حيث قال :
" وطالما لا توجد دراسة منتظمة للروايات التفسيرية فليس لنا إلا أن نفحص هذه الروايات واحدة واحدة لنتأكد من مصداقيتها أما الايضاحات الكثيرة التى يقدمها المسلمون والتى تتضارب فى أكثر الأحيان فلا يمكن بالطبع إلا الاعتماد على مجموعة مختارة منها "ص54
وقد استخدم الكاتب أنواع الأسلوب للتفرقة بين المكى والمدنى وهو دوما يصف المكى بكونه متأجج قصير والمدنى بالمسهب الطويل حيث قال :
" هذه الوسيلة هى المراقبة الدقيقة لمعنى القرآن ولغته ما يلاحظه القارىء السطحى من أن القطع ذات اللغة والأفكار المتأججة لابد من أنها أقدم من القطع التى تعتبر هادئة وطويلة يزداد ترسخه ويكتسب قدرا أكبر من الدقة لدى التمعن بها "ص 58
واعتبر هذا الاستنتاج هو ما يساعد على الترتيب الزمنى حيث قال :
" تتميز لغة محمد المستعملة فى فترات مختلفة بواسطة عبارات متفق عليها وكلمات معينة مستحبة ومصطلحات تسعفنا على ترتيب السور ترتيبا زمنيا "ص59
ومع هذا من حلال الروايات الحديثية أعلن أنه لا يمكن الوصول للترتيب الزمنى من خلال الروايات المتعارضة فى عمر الدعوة فهناك روايات 20و23 و25 سنة وغيرها وكل منها يخالف الأخر وعنها قال :
" يظهر من هذا المثل – يقصد عمر دعوة النبى(ص)- كم تخلو الحسابات الزمنية للأحداث التى وقعت فى حياة محمد قبل الهجرة من الدقة وبالاجمال لا يسمح لنا إلا عدد قليل فقط من هذه الأحداث بتحديد عدد السنين التى تفصلها عن الهجرة بوصفها حقبة ثابتة"ص64
وحاول أن يوجد ترتيبا زمنيا من خلال الموضوعات التى تتكلم عنها السور فحدد موضوعات السور المكية دعوة الناس إلى الايمان بالإله الواحد الحق..حيث قال :
"إن الهدف الكبير الوحيد الذى يتبعه محمد فى السور المكية هو دعوة الناس إلى الايمان بالإله الواحد الحق ... لكنه لا يسعى إلى اقناع عقل سامعيه بذلك بواسطة البرهان المنطقى بل بالعرض الخطابى المؤثر على الشعور بواسطة المخيلة"ص 65
ونلاحظ أنه يطعن فى العبارة فى أن براهين القرآن لا تقنع العقلاء
وفى موضع أخر أقر الكاتب بوجود أسلوب القسم فى المرحلة المكية فقط حيث قال :
"فى سورة الشمس 91التى تبدأ لعدد كبير من الأقسام يفوق المعدل المعتاد(1-8) يضع النبى خطيئة الثموديين القدامى نصب أعين معاصريه "ص85
ومع كل هذا المجهود المبذول فى الترتيب الزمنى أعلن انه لابد أن يفشل فى القيام بأى ترتيب زمنى دقيق حيث قال :
" كلما طالت دراستى للقرآن وتعمقت انجلى لى بوضوح أكبر أن من بين السور المكية مجموعات متفرقة يمكن الفصل بينها وذلك مع انعدام امكانية القيام بأى ترتيب تأريخى دقيق للسور وكم من دليل وجدته من قبل مناسبا لهذا الغرض بدا لى لاحقا غير موثوق به وكم من زعم أبديته قبلا بقدر كبير من الثقة بدا لى من بعد فحص متكرر وأدق أنه زعم غير أكيد "ص68
ومع اعلانه فشله فى الترتيب الدقيق إلا أنه يعلن أنه وصل للترتيب الدقيق اليقينى فى الفترة الأولى حيث قال :
"سورة الفترة الأولى :
أعتقد أنه يسعنى التعرف على سور هذه الفترة بشىء من اليقين من خلال أسلوبها إن قوة الحماس الذى حرك النبى فى السنوات ألأولى وجعله يرى الملائكة الذين أرسلهم الله إليه كان لابد لها من أن تعبر عن نفسها فى القرآن"ص68
" معظم سور هذه الفترة قصير من بين 48 سورة يتألف كل من 23 سورة من أقل من 20 آية و14 سورة من أقل من 50 آية"ص 70
ويقر بأن ما جاء فى التراث من كون الآيات الأولى من العلق هى الآيات ألأولى من الوحى صحيح حيث قال :
" لهذا السبب لا نجد فى رأى موير على الأقل ما قد يدفعنا إلى التخلى عن الرواية المتعارفة عليها لدى المسلمين ومفاداها أن سورة العلق أقدم ما فى القرآن وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة "ص71
" فقد نشأ على الأرجح بسبب كلمة دثرونى لكننا نعلم أن محمدا تم تدثيره دوما بالثياب حين كانت النوبات تغشاه ولا ترجع هذه العادة كما يمكننا إلى سبب صحى بل إلى خوف خرافى "ص 79
ومن مناقشاته نجد قوله فى سورة الشمس بقتل صالح(ص) حيث قال :
"فى سورة الشمس 91التى تبدأ لعدد كبير من الأقسام يفوق المعدل المعتاد(1-8) يضع النبى خطيئة الثموديين القدامى نصب أعين معاصريه وقد اتهم الثموديين نبيا أرسله الله إليهم بالخداع وقتلوه فعوقبوا بالاندثار"ص85
بالطبع المقتول هو الناقة وليس رسول القوم كما قال سبحانه :
" فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا"
ونجده يتهم النبى(ص) بأنه غير فى سورة التين عبارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات حيث قال
"وأظن أن الآية السادسة من سورة التين 95 قد أضيفت إليها لاحقا أن طولها يفوق طول أى من الآيات الأخرى ومعناها يضعف الانطباع الذى يولده السياق ولأن عبارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا تستعمل إلا لاحقا فى الفترة المكية المتأخرة" ص87
بالطبع استخدام الذين آمنوا فى الفترة المدنية والناس فى الفترة المكية هو ضرب من الخيال والأمر أن الكتاب الذين يتسمون باسماء المسلمين قلدوا ذلك مع أن العبارة ليست فى هذه السورة المكية وحدها بل فى العديد من السور كالبلد " ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ " والبروج" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ" والجاثية " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ" وفصلت التى وردت فيها نفس عبارة التين نصا مع استبدا إلا بإن وهى"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "وهناك سور عديدة غيرها
ويتهم الكاتب المعوذتين بأنها سور وثنية حيث قال :
"فنتوقع أن النبى لم يبتكر تلك السور تماما بل قام بتعديل نموذج قديم متناقل مانحا إياه معنى إسلاميا الآيات الثلاث الأخيرة وهذا أكثر من نصف النص من المعوذتين وثنية الطابع وربما كان تعديلها قد بدا بدا فى وقت مبكر ضروريا حيث شارك الإسلام الوثنية الاعتقاد بوجود أرواح شريرة معادية للبشر "ص98
السؤال لماذا لم يحدد الكاتب العبارات الوثنية فيهما لكى يكون الكلام صادقا؟
ويعلن الكاتب جهله بكون قصة موسى(ص) وقصة ذو القرنين الذى يسميه الاسكندر الكبير دون دليل فى سورة الكهف كتبتا فى وقت واحد أو اثنين حيث قال :
"ولا أقدر على الجزم فيما إذا كان المقطعان الغريبان اللذان يرويان كيف تعرف موسى على ضعفه وعناية الله به الآيات 60/59 =81/82 وكيف جال ذو القرنين الاسكندر الكبير العالم كله وسد الباب على يأجوج ومأجوج الآيات 82/83-98"ص126
ويكرر الكاتب رأيه بمميزات الأسلوب فى فترات السور حيث قال :
" سور الفترة الثالثة ما تكون فى الفترة الثانية تدريجا من أسلوب ولغة ومعالجة للمواضيع يبرز فى الفترة الثالثة بشكله النهائى اللغة تصبح مطنبة واهية نثرية التكرار الذى لا نهاية له ولا يتورع النبى عن ترداد الكلمات نفسها تقريبا البراهين التى تفتقر إلى الوضوح والحدة ولا تقنع إلا من يؤمن سلفا بالنتيجة النهائية "ص128
وحكاية الأسلوب اللغوى الذى له خصائص فى كل فترة هو قول بلا دليل طالما لا يمكن معرفة زمن كل آية أو مجموعة آيات نزلت معا معرفة يقينية وهو ما سبق أن أعلن الكاتب جهله به
وهو يتكلم عن آية لها زمان معين ومع هذا لم يتمكن من تحديد المعركة ومن ثم الزمن الذى وقعت فيه هزيمة الروم لتعدد هزائم الروم من الفرس حيث قال :
" لابد من أن الآيات الأولى من سورة الروم 30 نزلت بعد هزيمة البيزنطيين الروم لأمام الفرس فى احدى الدول المجاورة لشبه جزيرة العرب لكن يصعب تحديد أى من الهزائم الكثيرة التى منى بها البيزنطيون حتى بعد الهجرة"ص134
والمفترض أن هذا الأمر سهل ولكنه غسر سهل لأن المصادر البيزنطية تقر بوقوه هزائم متعددة للروم من جانب الفرس فى فترة قصيرة
المشكلة هى أن الآيات لا تتحدث عن الفرس إطلاقا وهى تتحدث عن معركتين واحدة هزم فيها الروم المسلمين ومعركة هزم فيها المسلمون الروم هزيمة ساحقة أنهت على دولتهم ودعك من التاريخ الكاذب المكتوب والذى اعتمدته كتب التفسير والمؤرخين
ونجده يتناول حادثة تحريم ما أحل الله فيقول أنها عن جماع النبى(ص) للأمة مارية حيث قال :
" يربط التراث بين الآيات الأولى من سورة التحريم وفضيحة حصلت فى بيت النبى فقد استعمل محمد فى احد الأيام خيمة زوجته حفصة ليلتقى بأمته القبطية ماريا "ص195
وهو كلام يتعارض مع القرآن نفسه فالله لم يحل جماع الإماء دون زواج لأنه قال :
" وأنكحوهن بإذن أهلهن"
المصادر والكلام دون دليل:
نجد الكاتب يثبت أن البسملة هى عبارة من عبارات العهد القدين حيث قال :
" أما صيغة الافتتاح بسم الله التى يختصرها العرب بالتسمية أو البسملة فتعود إلى لغة الكتاب المقدس ............هذا ما يجعلنا نفترض أن الموضعين الوحيدين اللذين توجد فيهما البسملة بصرف النظر عن عناوين السور يرجعان بلا لبس إلى مصادر يهودية "ص104
لم يذكر الكاتب النصوص ولا يوجد فى العهدين القدين والحديث البسملة كاملة كما فى القرآن فالموجود كلمات باسم الله فى رسائل متعددة ومن ثم لا يمكن اعتبار باسم الله فقط اقتباس أو سرقة لأنها موجودة تقريبا فى كل كتب الأديان وكل يقصد إله أو آلهة معينة مزعومة
وزعم الكاتب أن آية الحيض تتفق مع كتب اليهود تماما حيث قال :
" وهى من نوع تلك الأسئلة عن محيطها وهى موجهة بحسب الروايات ضد احدى عادات اليهود مما دفع هؤلاء إلى القول ما يريد هذا الرجل لأن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه لكن لا يمكن الرهان على ذلك فالقواعد الواردة فى هذه الآية لمعاملة الحائضات تتفق وقواعد اليهود"ص164
وآيات الحيض أو آية الحيض آية قصيرة وضحت شىء واحد فقط ممنوع وهو جماع الحائض بينما العهد القديم ذكر أمورا كثيرا كالعقوبات واللعنات ونذكر جزء يسير مما جاء عنه :
19 «وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
20 وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا.
21 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
22 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
23 وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
24 وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسً"
ونجده يتكلم عن كون سورة الحشر تتكلم عن بنى النضير اليهود مع أن السورة لا تذكر بنو النضير ولا اليهود وإنما تتكلم عن بعض أهل الكتاب دون تحديد وهو قوله حيث قال :
" سورة الحشر تتعلق فى معظمها باخضاع قبيلة بنى النضير اليهودية وطردها فى شهر ربيع الأول من السنة الرابعة"ص185
بالطبع الكتاب فى جزئه الأول والذى تناولنا بعض منه هنا يضم الكثير من الأغاليط والتعارضات فى أقوال الكاتب