مشاهدة النسخة كاملة : الاحتضار في دين الله


عطيه الدماطى
02-09-2025, 04:34 PM
الاحتضار في دين الله
يسمى حضور الموت الاحتضار والكلمة معناها الوجود في وقت ما مثل وقت الموت وفى هذا قال سبحانه :
"حتى إذا حضر أحدكم الموت "
وللاحتضار علامات ذكر أهل الفقه منها :
" اسْترْخاء الْقدميْن، واعْوجاج الأْنْف، وانْخساف الصُّدْغيْن، وامْتداد جلْدة الْوجْه "
وطبيا هو توقف أعضاء الجسد عن العمل حيث يبرد الجسم ويتوقف التنفس وتتوقف الدورة الدموية عن الجريان
والموت هو عملية سحب النفس من الجسد وهو تبدأ من أصابع القدمين حتى تنتهى عند الحلقوم والإنسان ينظر وهو ما يسمى شخوص البصر
وفى المعنى قال سبحانه :
"فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون"
مُلازمةُ أهْل الْمُحْتضر لهُ:
وقد أوجب الفقهاء على البعض حضور موت أحدهم أمورا حيث قالت الموسوعة الفقهية :
" - يجبُ على أقارب الْمُحْتضر أنْ يُلازمُوهُ، فإنْ لمْ يكُنْ فعلى أصْحابه، فإنْ لمْ يكُنْ فعلى جيرانه، فإنْ لمْ يكُنْ فعلى عُمُوم الْمُسْلمين على وجْه الْكفاية "
وهو كلام لا يمكن عقله لأن لا أحد يعرف متى ولا أين الموت كما قال سبحانه :
"وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت"
إن حضور البعض للاحتضار هو مسألة مصادفة وقليل ما تحدث ولكن هناك حالات يعرف منها الأطباء أن هذا الإنسان سيموت قريبا ولكنهم لا يقدرون على تحديد الوقت نتيجة لتوقف الكلى أو شىء من هذا القبيل وعن تجربة ماتت من حضرت وفاتها يرحمها الله بعد أسبوع تقريبا
الاحتضار المعروف تقريبا :
المقصود به هو تحديد وقت لتنفيذ حكم القتل في القتلة فهذا وقت معروف من خلال تحديد القاضى أو ولى القتيل لتنفيذ القتل وهو معروف بالتقريب لأنه قد تحدث ظروف ما ويتم تأجيل التنفيذ
وفى فقه أهل الفقه أعاجيب مثل التالى :
"ما يفْعلُهُ الْمُحْتضرُ:
5 - أ - ينْبغي للْمُحْتضر تحْسينُ الظّنّ باللّه تعالى، فيُنْدبُ لمنْ حضرتْهُ الْوفاةُ أنْ يرْجُو رحْمة ربّه ومغْفرتهُ وسعة عفْوه، زيادةً على حالة الصّحّة، ترْجيحًا للرّجاء على الْخوْف ، لما رُوي عنْ جابرٍ قال: " سمعْتُ النّبيّ (ص)يقُول قبْل موْته بثلاثٍ: لا يمُوتنّ أحدُكُمْ إلاّ وهُو يُحْسنُ الظّنّ باللّه تعالى ولخبر الشّيْخيْن في الْحديث الْقُدُسيّ قال اللّهُ تعالى: أنا عنْد حُسْن ظنّ عبْدي بي، فلا يظُنُّ بي إلاّ خيْرًا. ولحديث أنسٍ أنّ النّبيّ (ص)دخل على شابٍّ وهُو بالْموْت، فقال: كيْف تجدُك؟ قال: واللّه يا رسُول اللّه إنّي أرْجُو اللّه، وإنّي أخافُ ذُنُوبي، فقال رسُول اللّه (ص)لا يجْتمعان في قلْب عبْدٍ في مثْل هذا الْموْطن إلاّ أعْطاهُ اللّهُ ما يرْجُو وأمّنهُ ممّا يخافُ. "
والروايات السابقة كاذبة فالإنسان عند الموت لا يقدر على الكلام ولكنه يقدر قبله ولو بثانية والمسلم مطالب في كل حياته بحسن الظن بالله وليس ساعة الاحتضار لأن فرعون قبل غرقه وهو موته أحسن الظن بالله فآمن به وبقدرته ومع هذا دخل النار كما قال سبحانه :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
كما قالوا حسب الموسوعة :
"ب - وُجُوبُ الإْيصاء بأداء الْحُقُوق لأصْحابها .
ج - توْصيةُ أهْله باتّباع ما جرتْ به السُّنّةُ في التّجْهيز والدّفْن واجْتناب الْبدع في ذلك اتّباعًا لأصْحاب رسُول اللّه (ص)فقدْ وردت الآْثارُ الْكثيرةُ عنْهُمْ في هذا الْمجال، منْها ما ورد عنْ أبي بُرْدة قال: أوْصى أبُو مُوسى حين حضرهُ الْموْتُ، قال: إذا انْطلقْتُمْ بجنازتي فأسْرعُوا بي الْمشْي، ولا تتْبعُوني بمُجمّرٍ، ولا تجْعلُوا على لحْدي شيْئًا يحُول بيْني وبيْن التُّراب، ولا تجْعلُوا على قبْري بناءً. وأُشْهدُكُمْ أنّي بريءٌ منْ كُل حالقةٍ أوْ سالقةٍ أوْ خارقةٍ . قالُوا: سمعْت فيه شيْئًا؟ قال: نعمْ منْ رسُول اللّه (ص) .
د - التّوْصيةُ لأقْربائه الّذين لا يرثُون منْهُ، إنْ لمْ يكُنْ وصّى لهُمْ في حال صحّته، لقوْله تعالى: {كُتب عليْكُمْ إذا حضر أحدكُمُ الْموْتُ إنْ ترك خيْرًا الْوصيّةُ للْوالديْن والأْقْربين بالْمعْرُوف حقًّا على الْمُتّقين } . ولحديث سعْد بْن أبي وقّاصٍ قال: كُنْتُ مع رسُول اللّه في حجّة الْوداع، فمرضْتُ مرضًا أشْفيْتُ منْهُ على الْموْت، فعادني رسُول اللّه (ص)فقُلْتُ: يا رسُول اللّه إنّ لي مالاً كثيرًا، وليْس يرثُني إلاّ ابْنةٌ لي، أفأُوصي بثُلُثيْ مالي؟ قال: لا. قُلْتُ: بشطْر مالي؟ قال: لا. قُلْتُ: فثُلُثُ مالي؟ قال: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كثيرٌ، إنّك يا سعْدُ إنْ تدعْ ورثتك أغْنياء خيْرٌ لك منْ أنْ تدعهُمْ عالةً يتكفّفُون النّاس "
والوصايا ليست كلها عند الموت وإنما الوصية نادرا ما يقولها الإنسان قبل موته بدقائق وهى التى قال سبحانه فيها:
"يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم"
وقالوا فيما قالوا :
"التّوْبةُ إلى اللّه:
6 - يجبُ على الْمُحْتضر ومنْ في حُكْمه أنْ يتُوب إلى اللّه منْ ذُنُوبه قبْل وُصُول الرُّوح إلى الْحُلْقُوم؛ لأنّ قُرْب الْموْت لا يمْنعُ منْ قبُول التّوْبة، لقوْله عليْه الصّلاةُ والسّلامُ: إنّ اللّه يقْبل توْبة الْعبْد ما لمْ يُغرْغرْ. "
بالطبع التوبة كما أخبرنا الله لا تنفع قبل الموت ما لم يكن الإنسان يتوب من ذنبه بعد ارتكابه له ويعمل صالحا من قبل وفى هذا قال سبحانه :
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم"
وقال :
""وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما"
وتصرفات المحتضر واجبة إن كانت الوصية وقعت قبل موته بلحظات
وأما ما يفعله الحاضرون للموت فقد أوجب الفقهاء أمورا حكتها الموسوعة وهى:
"أوّلاً: التّلْقينُ:
8 - ينْبغي تلْقينُ الْمُحْتضر: " لا إله إلاّ اللّهُ " لقوْل الرّسُول (ص)لقّنُوا موْتاكُمْ لا إله إلاّ اللّهُ. قال النّوويُّ: الْمُرادُ بالْموْتى في الْحديث الْمُحْتضرُون الّذين هُمْ في سياق الْموْت، سُمُّوا موْتى لقُرْبهمْ من الْموْت، تسْميةً للشّيْء باسْم ما يصيرُ إليْه مجازًا .
ثانيًا: قراءةُ الْقُرْآن:
9 - يُنْدبُ قراءةُ سُورة (يس) عنْد الْمُحْتضر، لما روى أحْمدُ في مُسْنده عنْ صفْوان، قال: " كانت الْمشْيخةُ يقُولُون: إذا قُرئتْ (يس) عنْد الْموْت خُفّف عنْهُ بها. وأسْندهُ صاحبُ مُسْند الْفرْدوْس إلى أبي الدّرْداء وأبي ذرٍّ، قالا: قال رسُول اللّه (ص)ما منْ ميّتٍ يمُوتُ فتُقْرأُ عنْدهُ يس إلاّ هوّن اللّهُ عليْه.
ثالثًا: التّوْجيهُ:
10 - يُوجّهُ الْمُحْتضرُ للْقبْلة عنْد شُخُوص بصره إلى السّماء، لا قبْل ذلك، لئلاّ يُفْزعهُ، ويُوجّهُ إليْها مُضْطجعًا على شقّه الأْيْمن اعْتبارًا بحال الْوضْع في الْقبْر؛ لأنّهُ أشْرفُ عليْه . وفي توْجيه الْمُحْتضر إلى الْقبْلة ورد: أنّ النّبيّ (ص)لمّا قدم الْمدينة سأل عن الْبراء بْن معْرُورٍ. فقالُوا: تُوُفّي وأوْصى بثُلُث ماله لك، وأنْ يُوجّه للْقبْلة لمّا احْتُضر. فقال النّبيُّ (ص)أصاب الْفطْرة، وقدْ رددْتُ ثُلُث ماله على ولده، ثُمّ ذهب فصلّى عليْه، وقال: اللّهُمّ اغْفرْ لهُ وارْحمْهُ وأدْخلْهُ جنّتك، وقدْ فعلْت . قال الْحاكمُ: ولا أعْلمُ في توْجيه الْمُحْتضر إلى الْقبْلة غيْرهُ.
رابعًا: بل حلْق الْمُحْتضر بالْماء:
11 - يُسنُّ للْحاضرين أنْ يتعاهدُوا بل حلْق الْمُحْتضر بماءٍ أوْ شرابٍ، وأنْ يتعاهدُوا تنْدية شفتيْه بقُطْنةٍ لأنّهُ رُبّما ينْشفُ حلْقُهُ منْ شدّة ما نزل به فيعْجزُ عن الْكلام. وتعاهُدُهُ بذلك يُطْفئُ ما نزل به من الشّدّة، ويُسهّل عليْه النُّطْق بالشّهادة .
خامسًا: ذكْرُ اللّه تعالى:
12 - يُسْتحبُّ للصّالحين ممّنْ يحْضُرُون عنْد الْمُحْتضر أنْ يذْكُرُوا اللّه تعالى، وأنْ يُكْثرُوا من الدُّعاء لهُ بتسْهيل الأْمْر الّذي هُو فيه، وأنْ يدْعُوا للْحاضرين، إذْ هُو منْ مواطن الإْجابة؛ لأنّ الْملائكة يُؤمّنُون على قوْلهمْ قال رسُول اللّه (ص)" إذا حضرْتُمُ الْمريض، أو الْميّت، فقُولُوا خيْرًا، فإنّ الْملائكة يُؤمّنُون على ما تقُولُون ".
سادسًا: تحْسينُ ظنّ الْمُحْتضر باللّه تعالى:
13 - إذا رأى الْحاضرُون من الْمُحْتضر أمارات الْيأْس والْقُنُوط وجب عليْهمْ أنْ يُحسّنُوا ظنّهُ بربّه، وأنْ يُطمّعُوهُ في رحْمته، إذْ قدْ يُفارقُ على ذلك فيهْلكُ، فتعيّن عليْهمْ ذلك، أخْذًا منْ قاعدة النّصيحة الْواجبة. وهذا الْحال منْ أهمّها ."
وكل هذا لا يفيد الميت بأى شىء وكل ما روى فيه لم يقل منه النبى(ص) حرفا فلا التلقين سيفيده إن لم يكن مؤمنا عمل الصالحات من قبل ولا عدم التلقين وإلا أفاد فرعون ساعة غرقه ولا قراءة القرآن عنده ستفيده وإن وهب القارىء ثوابها له لأن عمل الغير لا يفيد كما قال سبحانه :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى "
ولا توجيه الميت ناحية القبلة سيغير جزائه من النار للجنة ولا حتى بل ريقه بالماء سيفيده فيمد في حياته أو يسعده ولا ذكر الله من الغير سيفيده طبقا لقاعدة الوازرة ولا تحسين الظن سيفيده لأن فترة اختباره انتهت
ما يفيد الميت هو :
عمله الصالح كما قال سبحانه :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وأما يفعله الحاضرون لموت أحدهم فهو :
اغماض العينيين
الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة
ربط ما تحته فمه برأسه
وأهل الفقه يقولون أن السبب هو عدم تقبيح منظر الميت من خلال تركه مفتوح العينين والفم
كشف وجه الميت
تقبيل الميت
بالطبع هناك أقوال شائعة عن تلك الأفعال مثل أن من قبل ميت سيكون بعدها كثير النسيان
وأما الدعاء للميت وهو الصلاة عليه فواجب ممن حضر موته ودفنه كما قال سبحانه :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا "
فالصلاة وهى الدعاء واجبة على المسلمين للميت وليست مطلوبة للمنافقين والكفار وإنما منهى عنها

ساكن الروح
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

بلسم الروح
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

عيوني تضمك
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خير الجزاء
دمت برضى الله وحفظه ورعايته

مجنون بحبك
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

صمتى لغتى
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

نجمة السماء
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

رحيق الورد
02-09-2025, 04:35 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

إحساس راقي
02-09-2025, 07:55 PM
جزاك الله خير الجزاء
انتقاء قيم ومميز
شكراعلى الموضوع الرائع
لروحك السعادة

مہلہك الہعہيہونے
02-10-2025, 04:39 AM
,‘*
سلمت أنآملك ، وشكراً لك ,
وب إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبك السعآده والفـرح ..
|‘,