مشاهدة النسخة كاملة : السيمنار أو حلقات النقاش


عطيه الدماطى
02-11-2025, 04:50 PM
السيمنار أو حلقات النقاش
السيمنار كلمة أول مرة قرأتها منذ حوالى أربعين سنة فى مجلة عالم الفكر الكويتية وهى مجلة كانت تصدر بحوثا متخصصة وقد وردت الكلمة إن كانت ذاكرتى صحيحة فى بحث من البحوث عن علم المستقبل وكان عدد المجلة مخصص لذكر بحوث عن علم المستقبل وكما هى العادة كانت البحوث كلها تتكلم عن العلم من وجهة نظر غربية اللهم إلا نادرا وكان من يستعملها فى الحلقات النقاشية هم علماء الاتحاد السوفيتى حيث كان مقسم إلى مجموعة من الحلقات كل واحدة باسم مدينة من مدن الجمهوريات السوفيتية السابقة وذلك لمناقشة المسائل العلمية
ويقال أن الكلمة أصلها ألمانى مأخوذة من أصل لاتينى وهو كلام غير مهم فى المقال
اتخذت الكليات الجامعية فى بلادنا الكلمة لما تعقده داخلها من حلقات نقاشية بين أبناء أو قل العاملين بها من المعلمين سواء كانوا يحملون درجة العالمية التى أسموها الدكتوراه أو درجة التعليم التى أسموها الماجستير أو درجة أقل وهى المعيدين وهى كلمة سيئة السمعة فى بلادنا لأنها تعنى الراسبين أو تعنى السميعة المكررين لكلام أساتذتهم
بالطبع هذه الحلقات كانت موجودة داخل كل قسم وفيما بين أقسام الكلية كما كانت موجودة فى المؤتمرات التى أسموها علمية بين الجامعات المختلفة
بالطبع لم تكن تسمية المحاورات أو حلقات النقاش سمنارات سوى تقليد من أساتذة الجامعات للخارج الذى ينقلون عنه كل شىء دون تمحيص وهم يحسبون أنهم على شىء ولكن للأسف هم على خطأ فى التعبير المخفف وفى التعبير الثقيل هم خارجون على دينهم لو كانوا يعقلون
بالطبع ما زلنا فى الكليات كما فى قعداتنا فى البيوت وعلى المصاطب فى الشوارع وفى المضايف نتبع عادة سيئة وهى :
كلام الكبير هو الصحيح ولو كان خطأ وعلى الصغير أن يعتذر للكبير إذا خالف كلامه وبين له ما أخطأ فيه
من يراجع التحاور فى كتاب الله يجد أن أى حوار يقوم على موضوع ما وكل طرف يحاول أن يثبت رأيه بالأدلة
نجد هذا فى حوار المجادلة مع النبى(ص) فقد كان الموضوع هو :
ظهار الزوج من زوجته
المرأة فى جدالها مع الرسول (ص) أصرت على أن الظهار ليس طلاقا
والرسول (ص) لم يكن حكم الله فى الموضوع نزل عليه ومن ثم اعتبر أن الظهار هو :
طلاق لأنه تحريم للمرأة كحرمة الأم أو الأخت
ومن ثم لم يصل الحوار إلى نتيجة إلا عندما نزل جبريل (ص)على الرسول (ص)بوحى يبين أن الظهار ليس طلاقا وإنما كلام كاذب وأن هذا اليمين الكاذب لعظمه له كفارة غير كفارة اليمين الكاذب
وفى هذا قال سبحانه :
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)"
ومن المحاورات :
محاورة الصاحبين الغنى صاحب الجنتين مع صديقه وكان الموضوع هو :
كفر الغنى بالله واستغنائه عنه بالمال والولد
وقد برهن الفقير على صدق كلامه بعبادة الله بقدرة الله على أن يفنى مال الغنى ويغنيه هو
والغنى برهن على صدق كلامه بأن الله لو كان موجودا وفيه حساب فسيعطيه هو الثواب وليس الفقير
وكان نزول العذاب على مال الغنى هو الدليل الصادق على كذبه وفى هذا قال سبحانه :
" فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) "
وفن المحاورات فى الفلسفة معروف خاصة ما أسموه الفلسفة اليونانية فالمحاورة تدور حول موضوع معين تتفق عليه أطراف المحاورة وكل منهم يحاول تقديم أدلته المؤيدة لوجهة نظره ومن أشهر تلك المحاورات :
محاورات أفلاطون التى كان يقدمها على لسان أستاذه سقراط
بالطبع الحلقات النقاشية فى الجامعات موجودة منذ بداياتها سوء معروفة أو غير معروفة وكانت تتم داخل الأقسام أو حتى فيما بين الأقسام وكانت تتم دون تلك التسمية والغالب أنها كانت تسمى :
اجتماعات أو ندوات
فى تلك الاجتماعات كان يتناقش الكبار مع الصغار مع من بينهم من المعلمين سواء كان فى الدراسات العليا أو فى تقسيم العمل أو فى غير هذا من الموضوعات
وللأسف لأن كلياتنا فى الكثير منها وراثية أو شللية وتقوم على نظام المضيفة أو على نظام المصالحة فإن ما يحدث فيها لا يمت للعلم بصلة إلا فى القليل من الأحيان
النظام قائم على أن الصغير غير مسموح له أن يخرج عن خط أستاذه أو أساتذته وغير مسموح أن ينتقد التلميذ أخطاء أستاذه وغير مسموح الخروج على الخط العام للكلية حتى ولو كان خطأ قائما على الخطأ والخطيئة خاصة فى الكليات النظرية التى تدرس علوما لا علاقة لها بالواقع المعاش فهى مجرد نقلة عن الغرب
الأساتذة الكبار إلا من رحم الله ما زالوا يعيشون وهم أنهم أساتذة لا يخطئون وعلى حد كلام أحد الأصدقاء لى المعاشرين لهم مفكرين أنفسهم آلهة
وحتى من فى الوسط والصغار بعضهم يتعلم الخطيئة منهم والتعبير الثقيل الذى يعبر عن الحال هو أن الكبير مفكر نفسه مالك للعبيد تحته لأنه يملك المطرقة التى تحرمه من جنة الترقى
وقد سبق أن تناولت فى مقال سابق نظام الترقيات الذى لا أومن به ولا وجود له فى دين الله منعا للمصائب والكوارث التى كان أخرها العام الماضى أو ما قبله حيث قام التلميذ باحضار مسدس وضرب بقاعدته رأس أستاذه لأنه يرفض رسالته كلما قدمها لها والغريب أن المضروب سبق وأن ضرب أستاذه لنفس السبب بطريقة أخرى لا تدخله السجن
البحث العلمى قائم على الحوار الهادى بالبراهين فليس فيه صغير أو كبير فالكل يجب أن يخضع لكلام الله :
" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "
فلو كان الأمر بالسن والكبر ما بعثت الرسل (ص) للناس ومنهم من هو أكبر منهم ومنهم من هو أصغر منهم ومنهم من هو فى مستواهم العمرى
وتراثنا ملىء بالحكايات حتى وإن كانت كاذبة عن الخضوع للبرهان كما فى الحكاية الشهيرة :
" أصابت امرأة واخطأ عمر "
أو فى حكاية :
إنما المرء بأصغريه
وما زالت أسباب تأخر البحث العلمى عندنا قائمة وهى الوراثة أى توريث الأب لآبنائه كرسى الأستاذية والشللية فتجد جماعات له توجهات عقائدية تقوم بتعيين من ينتمون لنفس التوجه معهم ويرفضون تعيين غيرهم حتى ولو أثبت أنه أجدر بالدرجة العلمية سواء كانت هذه جماعات تنتسب إلى الدين أو إلى اليسار أو إلى الحرية ويضاف لها أيضا مصيبة أساتذة المصاطب والمضايف بوس الرءوس والحط على المظلوم

مجنون بحبك
02-11-2025, 04:54 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

صمتي شموخي
02-11-2025, 04:54 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

سيف
02-11-2025, 04:54 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

عيوني تضمك
02-11-2025, 04:54 PM
جزاك الله خير الجزاء
دمت برضى الله وحفظه ورعايته

احساس
02-11-2025, 04:54 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

براءة العشق
02-11-2025, 04:54 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

ساكن الروح
02-11-2025, 04:54 PM
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

إحساس راقي
02-12-2025, 11:05 PM
سلمت يداك على الطرح الرائع
لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ

مہلہك الہعہيہونے
02-18-2025, 03:51 AM
,‘*
سلمت أنآملك ، وشكراً لك ,
وب إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبك السعآده والفـرح ..
|‘,