عطيه الدماطى
02-20-2025, 04:41 PM
البدو فى الإسلام
البدو فى كتاب الله هم من يقيمون حول البلدة الكبرى حيث قال سبحانه فى تعريف سكان البادية :
" وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب"
وهو ما يخالف المعنى المعروف للبدو وهم :
البشر الرعاة الذين يرتحلون من مكان لمكان وراء العشب والكلآ
فالبدو فيما يبدو :
المقيمون فى ريف المدن الكبرى ويطلق عليهم الأعراب ومن يقيم بينهم يسمى أعرابى
وفى قوله سبحانه:
"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوكم إلا قليلا "
أخبر الله المؤمنين أن المنافقين يحسبون الأحزاب لم يذهبوا والمقصود يعظنون أن جماعات الكفار المحاربة للمسلمين لم يتركوا حصار المدينة وأخبرنا أنهم إن يأت الأحزاب والمقصود إن تحضر جماعات الكفر يودوا والمقصود يتمنوا لو أنهم بادون فى الأعراب وبألفاظ أخرى لو أنهم مقيمون مع البدو يسألون عن أنبائكم والمقصود يستخبرون من القادمين للبادية عن أخبار المسلمين
وكلمة البدو ذكرت في قصة يوسف(ص) حيث قال سبحانه:
"ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم"
فهنا أخبرنا الله أن يوسف(ص)رفع أبويه على العرش والمقصود أقعد والديه على كرسى الملك فخروا له سجدا والمقصود فاعترف الأبوان والاخوة له بفضله وساعة الاعتراف بفضله قال:
هذا تأويل رؤياى من قبل والمقصود هذا تفسير حلمى من قبل قد جعلها ربى حقا والمقصود قد أحدثها خالقى صدقا وقد أحسن بى والمقصود وقد من الله على إذ أخرجنى من السجن والمقصود حين أطلقنى من الحبس فحكمنى فى البلاد وجاء بكم من البدو والمقصود وأتى بكم من البادية من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى والمقصود من بعد أن أوقعت الشهوة بينى وبين إخوتى ،إن ربى لطيف لما يشاء والمقصود إن خالقى هاد من يريد إنه هو العليم الحكيم والمقصود إنه هو الخبير الحاكم بالعدل
وقد عرفتهم الموسوعة الفقهية التعريف المعروف حيث قالت :
"الْبادية: خلاف الْحاضرة قال اللّيْث: الْبادية اسْمٌ للأْرْض الّتي لا حضر فيها، والْبادي: هو الْمقيم في الْبادية، ومسْكنه الْمضارب والْخيام، ولا يسْتقرّ في موْضعٍ معيّنٍ والْبدْو: سكّان الْبادية، سواءٌ أكانوا من الْعرب أمْ منْ غيْرهمْ، أمّا الأْعْراب فهمْ سكّان الْبادية من الْعرب خاصّةً وفي الْحديث: منْ بدا جفا أيْ: منْ نزل الْبادية صار فيه جفاء الأْعْراب ولا يخْتلف اسْتعْمال الْفقهاء عنْ ذلك"
والملاحظ أن اخوة يوسف(ص) فى البادية لم يكونوا رحلا وإنما كانوا صناعا بدليل البضاعة المزجاة التى كانوا يبادلونها بالطعام كما قال سبحانه:
" وجئنا ببضاعة مزجاة"
وقد تعامل الفقه مع البدو من خلال تأليف أحكام من الروايات وهى :
الأول: الأْذان في الْبادية وفيه قالت الموسوعة :
"3 - يسنّ للْبادي الأْذان عنْد كل صلاةٍ في باديته، لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم لأبي سعيدٍ: إنّك رجلٌ تحبّ الْغنم والْبادية فإذا دخل وقْت الصّلاة فأذّنْ، وارْفعْ صوْتك بالنّداء، فإنّه لا يسْمع مدى صوْت الْمؤذّن جنٌّ ولا إنْسٌ ولا شيْءٌ إلاّ شهد له يوْم الْقيامة "
والرواية كاذبة وأغلاطها متعددة وهى :
كون الغفران حسب مدى صوت المؤذن وحكم الغفران هو طلب الغفران من الله حسب قوله سبحانه:
"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
والغلط شهادة الرطب واليابس للمؤذن وهو ما يعارض كون الشهادة للمسلمين فقط من الإنس والجن حسب قوله سبحانه:
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "
الثانى سقوط الْجمعة والْعيديْن عن البدو:
وكلام أهل الفقه نقلته الموسوعة حيث قالت :
"4 - لا تجب الْجمعة على أهْل الْبادية ولوْ أقاموها في باديتهمْ لا تصحّ جمعةٌ لعدم الاسْتيطان، حيْث لمْ يؤْمرْ بها الْبدْو ممّنْ كانوا حوْل الْمدينة ولا قبائل الْبادية ممّنْ أسْلموا، ولا أقاموها، ولوْ أقاموها لنقل ذلك، بل لا تجْزئهمْ عن الظّهْر، ولكنْ إذا كانوا مقيمين بموْضعٍ يسْمعون فيه نداء الْحضر وجبتْ عليْهمْ"
وهو كلام معارض لوجوب الجمعة على المؤمنين كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
فهنا النداء لكل مؤمن دون استثناء أحد
الثالث وقْت الأْضْحيّة وقد نقلت الموسوعة كلام الحنفية فى الموضوع حيث قالت :
"5 - يرى الْجمْهور أنّ وقْت الأْضْحيّة للْبدْو كوقْته للْحضر، وخالف في ذلك الْحنفيّة حيْث قالوا: لمّا كانتْ لا تجب على الْبدْو صلاة الْعيد، فإنّه يجوز لهمْ أنْ يذْبحوا أضاحيّهمْ بعْد طلوع الْفجْر الصّادق منْ يوْم الْعيد، في حين لا يجوز لأهْل الْحضر أنْ يذْبحوا أضاحيّهمْ إلاّ بعْد صلاة الْعيد؛ لأنّ صلاة الْعيد واجبةٌ عليْهمْ "
بالطبع حكم الله لا يختلف باختلاف المكان فى دولة واحدة
الرابع عدم اسْتحْقاقهم الْعطاء والمقصود لأن ليس لهم رواتب كبقية المسلمين وفى الموضوع قالت الموسوعة :
"6 - يخْتصّ أهْل الْحاضرة بالْعطاء، أمّا الْبدْو فلا يفْرض لهمْ فريضةٌ راتبةٌ تجْري عليْهمْ منْ بيْت الْمال، لا أعْطية الْمقاتلة، ولا أرْزاق الذّرّيّة، حتّى قال أبو عبيْدٍ: فلمْ يبْلغْنا عنْ رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم ولا عنْ أحدٍ من الأْئمّة بعْده أنّه فعل ذلك - أيْ أعْطى الْبدْو عطاء الْجنْد وأرْزاق الذّرّيّة - إلاّ بأهْل الْحاضرة، الّذين همْ أهْل الْغناء عن الإْسْلام ولحديث بريْدة مرْفوعًا قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم إذا أمّر أميرًا على جيْشٍ أوْ سريّةٍ، أوْصاه في خاصّته بتقْوى اللّه ومنْ معه من الْمسْلمين خيْرًا ثمّ قال: اغْزوا باسْم اللّه في سبيل اللّه قاتلوا منْ كفر باللّه اغْزوا ولا تغلّوا، ولا تغْدروا، ولا تمثّلوا،ولا تقْتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوّك من الْمشْركين فادْعهمْ إلى ثلاث خصالٍ أوْ خلالٍ فأيّتهنّ ما أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ ثمّ ادْعهمْ إلى الإْسْلام، فإنْ أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ ثمّ ادْعهمْ إلى التّحوّل منْ دارهمْ إلى دار الْمهاجرين، وأخْبرْهمْ أنّهمْ إنْ فعلوا ذلك، فلهمْ ما للْمهاجرين وعليْهمْ ما على الْمهاجرين فإنْ أبوْا أنْ يتحوّلوا منْها، فأخْبرْهمْ أنّهمْ يكونون كأعْراب الْمسْلمين، يجْري عليْهمْ حكْم اللّه الّذي يجْري على الْمؤْمنين، ولا يكون لهمْ في الْغنيمة والْفيْء شيْءٌ إلاّ أنْ يجاهدوا مع الْمسْلمين فإنْ همْ أبوْا فسلْهم الْجزْية فإنْ همْ أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ، فإنْ همْ أبوْا فاسْتعنْ باللّه وقاتلْهمْ وإذا حاصرْت أهْل حصْنٍ، فأرادوك أنْ تجْعل لهمْ ذمّة اللّه وذمّة نبيّه، فلا تجْعل لهمْ ذمّة اللّه ولا ذمّة نبيّه ولكن اجْعل لهمْ ذمّتك وذمّة أصْحابك فإنّكمْ إنْ تخْفروا ذممكمْ وذمم أصْحابكمْ، أهْون منْ أنْ تخْفروا ذمّة اللّه وذمّة رسوله وإذا حاصرْت أهْل حصْنٍ، فأرادوك أنْ تنْزلهمْ على حكْم اللّه، فلا تنْزلْهمْ على حكْم اللّه، ولكنْ أنْزلْهمْ على حكْمك، فإنّك لا تدْري أتصيب حكْم اللّه فيهمْ أمْ لا ولكنْ لأهْل الْبادية على الإْمام وعلى الْمسْلمين نصْرهمْ والدّفْع عنْهمْ بالأْبْدان والأْمْوال إن اعْتدي عليْهمْ، والْمئونة والْمواساة إذا نزلتْ بهمْ جائحةٌ أوْ جدْبٌ "
والكلام خارج نطاق الوحى ويبدو الكفر على الرواية التى تطالب المسلم بألا يحكم بحكم الله وإنما بحكم نفسه وهو هواه بينما المطلوب من كل مسلم الحكم بحكم الله فى كل موضوع كما قال سبحانه :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
وعدم المساواة بين المسلمين فى العطاء وهى رواتب المعيشة تخالف قوله سبحانه "
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
الخامس عدم دخول الْبدْو في عاقلة الْحضر وعكْسه حيث قالت الموسوعة:
7 - لا يدْخل الْبدويّ في عاقلة الْقاتل الْحضريّ، ولا الْحضريّ في عاقلة الْبدويّ الْقاتل، لعدم التّناصر بيْنهما، كما يقول الْمالكيّة "
بالطبع لا وجود للعاقلة وهى الأسرة التى تدفع الدية عن المجرم لمجرد أنه واحد منها فالدية على من ارتكب الجرم وقد نهى الله عن تحميل أحد وزر أحد حيث قال :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى"
السادس إمامة الْبدويّ وقد نهى أهل الفقه عن إمامته لجهله حيث قالت :
"8 - تكْره إمامة الأْعْرابيّ في الصّلاة كما يقول الْحنفيّة؛ لأنّ الْغالب عليْهم الْجهْل بالأْحْكام وقدْ ذكر الْفقهاء ذلك في كتاب الصّلاة، باب صلاة الْجماعة "
بالطبع هذا خبل لأنه اتهام لنبى من أنبياء الله وهو يعقوب (ص) أبو يوسف(ص) بالجهل لأنه كان مقيما فى البدو والعلم موجود فى نفوس الناس وليس فى مكان ما
السابع نقْل اللّقيط إلى الْبادية وحكْمه حيث قالت الموسوعة :
9 - إذا وجد حضريٌّ أوْ بدويٌّ لقيطًا في الْحضر فليْس له نقْله إلى الْبادية؛ لما في ذلك من الضّرر عليْه بفوات الدّين والْعلْم والصّنْعة، أمّا إنْ وجده في الْبادية فله أنْ ينْقله إلى الْحاضرة؛ لأنّ في نقْله مصْلحةً له وله أنْ يبْقيه في الْبادية كما صرّح الشّافعيّة بذلك"
بالطبع هذا كلام مخالف للوحى فاللقيط هو لمن أمر القاضى بتربيته له سواء كان فى الحضر أو فى البدو والحضر والبدو سيان عند الله وكلام أهل الفقهاء هو إهانة للبدو ومنهم يعقوب (ص) وغيره من الرسل(ص) الذين تربوا فى البادية وعملوا كما يقال برعى الغنم
الثامن شهادة الْبدويّ على الْحضريّ وقد منعها المالكية حيث قالت الموسوعة :
10 - اخْتلف في شهادة الْبدويّ على الْحضريّ، فأجازها الْجمْهور، ومنعها الْمالكيّة لقوْل رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم: لا تجوز شهادة بدويٍّ على صاحب قرْيةٍ ولأنّهمْ في الْغالب لا يضْبطون الشّهادة على وجْهها"
بالطبع شهادة كل مسلم جائزة على غيره أو على نفسه طالما حضر الواقعة كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين"
التاسع عدم الاحْتكام إلى عاداتهمْ فيما يحل أكْله حيث قالت الموسوعة :
"11 - يقْتصر على الْعرب من الْحاضرة - عنْد الشّافعيّة والْحنابلة - في تحْديد منْ يرْجع إليْهمْ في معْرفة الْمسْتخْبث والطّيّب، ممّا لمْ ينصّ على حكْمه من الطّعام قال النّوويّ: يرْجع في ذلك إلى الْعرب منْ أهْل الرّيف والْقرى وأهْل الْيسار والْغنى، دون الأْجْلاف منْ أهْل الْبادية والْفقراء وأهْل الضّرورة وقال ابْن قدامة: لأنّهمْ للضّرورة والْمجاعة يأْكلون ما وجدوا "
بالطبع المسلم لا يحتكم لبشر فى شىء وإنما يحتكم لحكم الله وأهل الفقه هنا يجيزون لغير البدو الحكم فى الأكل حلالا وحراما وهو ما يعارض قوله سبحانه :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"
العاشر حكْم ارْتحال الْمعْتدّة منْ أهْل الْبادية وهو أن التحول لا يغير الحكم كما ذكرت الموسوعة عن أهل الفقه :
"12 - لمّا كان الأْصْل في حياة الْبدْو الانْتقال لانْتجاع مواقع الْكلأ، فإنّ الْبدويّة الْمعْتدّة إذا ارْتحل أهْلها عنْ مواقعهمْ ترْتحل معهمْ، ولا تكون آثمةً بذلك؛ لأنّ من الْحرج إقامتها وحْدها دون أهْلها؛ ولأنّ الرّحْلة منْ طبيعة حياتهمْ، وقدْ فصّل ذلك الْفقهاء في كتاب الْعدّة منْ كتب الْفقْه "
الحادى عشر تحوّل الْبدويّ إلى حضريٍّ وقد نقلت الموسوعة قولهم حيث قالت :
"13 - إذا اسْتوْطن الْبدويّ الْحاضرة أصْبح منْ أهْلها، وسرتْ عليْه أحْكام الْحضر"
وهو كلام لا محل له من الواقع فالأحكام لا تختلف من مكان لأخر فى دولة واحدة فحكم الحضر هو نفسه حكم البادية
البدو فى كتاب الله هم من يقيمون حول البلدة الكبرى حيث قال سبحانه فى تعريف سكان البادية :
" وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب"
وهو ما يخالف المعنى المعروف للبدو وهم :
البشر الرعاة الذين يرتحلون من مكان لمكان وراء العشب والكلآ
فالبدو فيما يبدو :
المقيمون فى ريف المدن الكبرى ويطلق عليهم الأعراب ومن يقيم بينهم يسمى أعرابى
وفى قوله سبحانه:
"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوكم إلا قليلا "
أخبر الله المؤمنين أن المنافقين يحسبون الأحزاب لم يذهبوا والمقصود يعظنون أن جماعات الكفار المحاربة للمسلمين لم يتركوا حصار المدينة وأخبرنا أنهم إن يأت الأحزاب والمقصود إن تحضر جماعات الكفر يودوا والمقصود يتمنوا لو أنهم بادون فى الأعراب وبألفاظ أخرى لو أنهم مقيمون مع البدو يسألون عن أنبائكم والمقصود يستخبرون من القادمين للبادية عن أخبار المسلمين
وكلمة البدو ذكرت في قصة يوسف(ص) حيث قال سبحانه:
"ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم"
فهنا أخبرنا الله أن يوسف(ص)رفع أبويه على العرش والمقصود أقعد والديه على كرسى الملك فخروا له سجدا والمقصود فاعترف الأبوان والاخوة له بفضله وساعة الاعتراف بفضله قال:
هذا تأويل رؤياى من قبل والمقصود هذا تفسير حلمى من قبل قد جعلها ربى حقا والمقصود قد أحدثها خالقى صدقا وقد أحسن بى والمقصود وقد من الله على إذ أخرجنى من السجن والمقصود حين أطلقنى من الحبس فحكمنى فى البلاد وجاء بكم من البدو والمقصود وأتى بكم من البادية من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى والمقصود من بعد أن أوقعت الشهوة بينى وبين إخوتى ،إن ربى لطيف لما يشاء والمقصود إن خالقى هاد من يريد إنه هو العليم الحكيم والمقصود إنه هو الخبير الحاكم بالعدل
وقد عرفتهم الموسوعة الفقهية التعريف المعروف حيث قالت :
"الْبادية: خلاف الْحاضرة قال اللّيْث: الْبادية اسْمٌ للأْرْض الّتي لا حضر فيها، والْبادي: هو الْمقيم في الْبادية، ومسْكنه الْمضارب والْخيام، ولا يسْتقرّ في موْضعٍ معيّنٍ والْبدْو: سكّان الْبادية، سواءٌ أكانوا من الْعرب أمْ منْ غيْرهمْ، أمّا الأْعْراب فهمْ سكّان الْبادية من الْعرب خاصّةً وفي الْحديث: منْ بدا جفا أيْ: منْ نزل الْبادية صار فيه جفاء الأْعْراب ولا يخْتلف اسْتعْمال الْفقهاء عنْ ذلك"
والملاحظ أن اخوة يوسف(ص) فى البادية لم يكونوا رحلا وإنما كانوا صناعا بدليل البضاعة المزجاة التى كانوا يبادلونها بالطعام كما قال سبحانه:
" وجئنا ببضاعة مزجاة"
وقد تعامل الفقه مع البدو من خلال تأليف أحكام من الروايات وهى :
الأول: الأْذان في الْبادية وفيه قالت الموسوعة :
"3 - يسنّ للْبادي الأْذان عنْد كل صلاةٍ في باديته، لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم لأبي سعيدٍ: إنّك رجلٌ تحبّ الْغنم والْبادية فإذا دخل وقْت الصّلاة فأذّنْ، وارْفعْ صوْتك بالنّداء، فإنّه لا يسْمع مدى صوْت الْمؤذّن جنٌّ ولا إنْسٌ ولا شيْءٌ إلاّ شهد له يوْم الْقيامة "
والرواية كاذبة وأغلاطها متعددة وهى :
كون الغفران حسب مدى صوت المؤذن وحكم الغفران هو طلب الغفران من الله حسب قوله سبحانه:
"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
والغلط شهادة الرطب واليابس للمؤذن وهو ما يعارض كون الشهادة للمسلمين فقط من الإنس والجن حسب قوله سبحانه:
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "
الثانى سقوط الْجمعة والْعيديْن عن البدو:
وكلام أهل الفقه نقلته الموسوعة حيث قالت :
"4 - لا تجب الْجمعة على أهْل الْبادية ولوْ أقاموها في باديتهمْ لا تصحّ جمعةٌ لعدم الاسْتيطان، حيْث لمْ يؤْمرْ بها الْبدْو ممّنْ كانوا حوْل الْمدينة ولا قبائل الْبادية ممّنْ أسْلموا، ولا أقاموها، ولوْ أقاموها لنقل ذلك، بل لا تجْزئهمْ عن الظّهْر، ولكنْ إذا كانوا مقيمين بموْضعٍ يسْمعون فيه نداء الْحضر وجبتْ عليْهمْ"
وهو كلام معارض لوجوب الجمعة على المؤمنين كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
فهنا النداء لكل مؤمن دون استثناء أحد
الثالث وقْت الأْضْحيّة وقد نقلت الموسوعة كلام الحنفية فى الموضوع حيث قالت :
"5 - يرى الْجمْهور أنّ وقْت الأْضْحيّة للْبدْو كوقْته للْحضر، وخالف في ذلك الْحنفيّة حيْث قالوا: لمّا كانتْ لا تجب على الْبدْو صلاة الْعيد، فإنّه يجوز لهمْ أنْ يذْبحوا أضاحيّهمْ بعْد طلوع الْفجْر الصّادق منْ يوْم الْعيد، في حين لا يجوز لأهْل الْحضر أنْ يذْبحوا أضاحيّهمْ إلاّ بعْد صلاة الْعيد؛ لأنّ صلاة الْعيد واجبةٌ عليْهمْ "
بالطبع حكم الله لا يختلف باختلاف المكان فى دولة واحدة
الرابع عدم اسْتحْقاقهم الْعطاء والمقصود لأن ليس لهم رواتب كبقية المسلمين وفى الموضوع قالت الموسوعة :
"6 - يخْتصّ أهْل الْحاضرة بالْعطاء، أمّا الْبدْو فلا يفْرض لهمْ فريضةٌ راتبةٌ تجْري عليْهمْ منْ بيْت الْمال، لا أعْطية الْمقاتلة، ولا أرْزاق الذّرّيّة، حتّى قال أبو عبيْدٍ: فلمْ يبْلغْنا عنْ رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم ولا عنْ أحدٍ من الأْئمّة بعْده أنّه فعل ذلك - أيْ أعْطى الْبدْو عطاء الْجنْد وأرْزاق الذّرّيّة - إلاّ بأهْل الْحاضرة، الّذين همْ أهْل الْغناء عن الإْسْلام ولحديث بريْدة مرْفوعًا قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم إذا أمّر أميرًا على جيْشٍ أوْ سريّةٍ، أوْصاه في خاصّته بتقْوى اللّه ومنْ معه من الْمسْلمين خيْرًا ثمّ قال: اغْزوا باسْم اللّه في سبيل اللّه قاتلوا منْ كفر باللّه اغْزوا ولا تغلّوا، ولا تغْدروا، ولا تمثّلوا،ولا تقْتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوّك من الْمشْركين فادْعهمْ إلى ثلاث خصالٍ أوْ خلالٍ فأيّتهنّ ما أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ ثمّ ادْعهمْ إلى الإْسْلام، فإنْ أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ ثمّ ادْعهمْ إلى التّحوّل منْ دارهمْ إلى دار الْمهاجرين، وأخْبرْهمْ أنّهمْ إنْ فعلوا ذلك، فلهمْ ما للْمهاجرين وعليْهمْ ما على الْمهاجرين فإنْ أبوْا أنْ يتحوّلوا منْها، فأخْبرْهمْ أنّهمْ يكونون كأعْراب الْمسْلمين، يجْري عليْهمْ حكْم اللّه الّذي يجْري على الْمؤْمنين، ولا يكون لهمْ في الْغنيمة والْفيْء شيْءٌ إلاّ أنْ يجاهدوا مع الْمسْلمين فإنْ همْ أبوْا فسلْهم الْجزْية فإنْ همْ أجابوك فاقْبل منْهمْ وكفّ عنْهمْ، فإنْ همْ أبوْا فاسْتعنْ باللّه وقاتلْهمْ وإذا حاصرْت أهْل حصْنٍ، فأرادوك أنْ تجْعل لهمْ ذمّة اللّه وذمّة نبيّه، فلا تجْعل لهمْ ذمّة اللّه ولا ذمّة نبيّه ولكن اجْعل لهمْ ذمّتك وذمّة أصْحابك فإنّكمْ إنْ تخْفروا ذممكمْ وذمم أصْحابكمْ، أهْون منْ أنْ تخْفروا ذمّة اللّه وذمّة رسوله وإذا حاصرْت أهْل حصْنٍ، فأرادوك أنْ تنْزلهمْ على حكْم اللّه، فلا تنْزلْهمْ على حكْم اللّه، ولكنْ أنْزلْهمْ على حكْمك، فإنّك لا تدْري أتصيب حكْم اللّه فيهمْ أمْ لا ولكنْ لأهْل الْبادية على الإْمام وعلى الْمسْلمين نصْرهمْ والدّفْع عنْهمْ بالأْبْدان والأْمْوال إن اعْتدي عليْهمْ، والْمئونة والْمواساة إذا نزلتْ بهمْ جائحةٌ أوْ جدْبٌ "
والكلام خارج نطاق الوحى ويبدو الكفر على الرواية التى تطالب المسلم بألا يحكم بحكم الله وإنما بحكم نفسه وهو هواه بينما المطلوب من كل مسلم الحكم بحكم الله فى كل موضوع كما قال سبحانه :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
وعدم المساواة بين المسلمين فى العطاء وهى رواتب المعيشة تخالف قوله سبحانه "
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
الخامس عدم دخول الْبدْو في عاقلة الْحضر وعكْسه حيث قالت الموسوعة:
7 - لا يدْخل الْبدويّ في عاقلة الْقاتل الْحضريّ، ولا الْحضريّ في عاقلة الْبدويّ الْقاتل، لعدم التّناصر بيْنهما، كما يقول الْمالكيّة "
بالطبع لا وجود للعاقلة وهى الأسرة التى تدفع الدية عن المجرم لمجرد أنه واحد منها فالدية على من ارتكب الجرم وقد نهى الله عن تحميل أحد وزر أحد حيث قال :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى"
السادس إمامة الْبدويّ وقد نهى أهل الفقه عن إمامته لجهله حيث قالت :
"8 - تكْره إمامة الأْعْرابيّ في الصّلاة كما يقول الْحنفيّة؛ لأنّ الْغالب عليْهم الْجهْل بالأْحْكام وقدْ ذكر الْفقهاء ذلك في كتاب الصّلاة، باب صلاة الْجماعة "
بالطبع هذا خبل لأنه اتهام لنبى من أنبياء الله وهو يعقوب (ص) أبو يوسف(ص) بالجهل لأنه كان مقيما فى البدو والعلم موجود فى نفوس الناس وليس فى مكان ما
السابع نقْل اللّقيط إلى الْبادية وحكْمه حيث قالت الموسوعة :
9 - إذا وجد حضريٌّ أوْ بدويٌّ لقيطًا في الْحضر فليْس له نقْله إلى الْبادية؛ لما في ذلك من الضّرر عليْه بفوات الدّين والْعلْم والصّنْعة، أمّا إنْ وجده في الْبادية فله أنْ ينْقله إلى الْحاضرة؛ لأنّ في نقْله مصْلحةً له وله أنْ يبْقيه في الْبادية كما صرّح الشّافعيّة بذلك"
بالطبع هذا كلام مخالف للوحى فاللقيط هو لمن أمر القاضى بتربيته له سواء كان فى الحضر أو فى البدو والحضر والبدو سيان عند الله وكلام أهل الفقهاء هو إهانة للبدو ومنهم يعقوب (ص) وغيره من الرسل(ص) الذين تربوا فى البادية وعملوا كما يقال برعى الغنم
الثامن شهادة الْبدويّ على الْحضريّ وقد منعها المالكية حيث قالت الموسوعة :
10 - اخْتلف في شهادة الْبدويّ على الْحضريّ، فأجازها الْجمْهور، ومنعها الْمالكيّة لقوْل رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم: لا تجوز شهادة بدويٍّ على صاحب قرْيةٍ ولأنّهمْ في الْغالب لا يضْبطون الشّهادة على وجْهها"
بالطبع شهادة كل مسلم جائزة على غيره أو على نفسه طالما حضر الواقعة كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين"
التاسع عدم الاحْتكام إلى عاداتهمْ فيما يحل أكْله حيث قالت الموسوعة :
"11 - يقْتصر على الْعرب من الْحاضرة - عنْد الشّافعيّة والْحنابلة - في تحْديد منْ يرْجع إليْهمْ في معْرفة الْمسْتخْبث والطّيّب، ممّا لمْ ينصّ على حكْمه من الطّعام قال النّوويّ: يرْجع في ذلك إلى الْعرب منْ أهْل الرّيف والْقرى وأهْل الْيسار والْغنى، دون الأْجْلاف منْ أهْل الْبادية والْفقراء وأهْل الضّرورة وقال ابْن قدامة: لأنّهمْ للضّرورة والْمجاعة يأْكلون ما وجدوا "
بالطبع المسلم لا يحتكم لبشر فى شىء وإنما يحتكم لحكم الله وأهل الفقه هنا يجيزون لغير البدو الحكم فى الأكل حلالا وحراما وهو ما يعارض قوله سبحانه :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"
العاشر حكْم ارْتحال الْمعْتدّة منْ أهْل الْبادية وهو أن التحول لا يغير الحكم كما ذكرت الموسوعة عن أهل الفقه :
"12 - لمّا كان الأْصْل في حياة الْبدْو الانْتقال لانْتجاع مواقع الْكلأ، فإنّ الْبدويّة الْمعْتدّة إذا ارْتحل أهْلها عنْ مواقعهمْ ترْتحل معهمْ، ولا تكون آثمةً بذلك؛ لأنّ من الْحرج إقامتها وحْدها دون أهْلها؛ ولأنّ الرّحْلة منْ طبيعة حياتهمْ، وقدْ فصّل ذلك الْفقهاء في كتاب الْعدّة منْ كتب الْفقْه "
الحادى عشر تحوّل الْبدويّ إلى حضريٍّ وقد نقلت الموسوعة قولهم حيث قالت :
"13 - إذا اسْتوْطن الْبدويّ الْحاضرة أصْبح منْ أهْلها، وسرتْ عليْه أحْكام الْحضر"
وهو كلام لا محل له من الواقع فالأحكام لا تختلف من مكان لأخر فى دولة واحدة فحكم الحضر هو نفسه حكم البادية