مشاهدة النسخة كاملة : الاستفاضة في دين الله


عطيه الدماطى
02-26-2025, 02:46 PM
الاستفاضة في دين الله
الفيض في كتاب الله :
الفيض فى العمل
أخبر الله النبى(ص) أنه ما يكون فى شأن والمقصود أنه ما ينشغل بحكم موضوع وما يتلوا منه من قرآن والمقصود وما يطع منه من وحى الله عليم به وأخبر الناس أن ما يعملون من عمل والمقصود ما يصنعوون من صنع إلا كان الله شاهد عليهم إذ يفيضون فيه والمقصود إلا كان الله عالم بهم حين يصنعونه وفى المعنى قال سبحانه "وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه "
وأمر الله رسوله (ص) بالقول للناس:
هو أعلم بما تفيضون فيه والمقصود هو أدرى بالذى تعملون به كفى به شهيدا بينى وبينكم والمقصود كافينى الله حكما عدلا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم والمقصود وهو النافع المفيد لمتبعيه وفى المعنى قال سبحانه " هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم "
فيض الدموع:
أخبرنا الله أن الرهبان وهم القسس وهم العلماء إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول والمقصود إذا عرفوا بالذى ألقى إلى محمد(ص)ترى أعينهم تفيض من الدمع والمقصود تشاهد عيونهم تسيل منها الدموع والسبب ما عرفوا من الحق والمقصود الذى سمعوا به من وحى الله وهم يقولون أمنا والمقصود صدقنا برسالة محمد(ص)فاكتبنا مع الشاهدين والمقصود فأسكنا الجنة مع المقرين به وفى المعنى قال سبحانه "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين"
أخبر الله نبيه (ص)أن الحرج وهو الإثم ليس على الذين أتوه ليحملهم وهم الذين جاءوه ليركبهم والمقصود ليلاقى لهم دواب يسافرون عليها للجهاد قلت لهم :لا أجد ما أحملكم عليه والمقصود لا ألقى ما أركبكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع والمقصود فغادروا المكان وأنظارهم تسيل من الدموع والسبب حزنا ألا يجدوا ما ينفقون والمقصود غما ألا يلقوا الذى الذى يشاركون به فى الجهاد وفى المعنى قال سبحانه "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون "
الافاضة فى الافك
أخبر الله المسلمين والمسلمات فى عصر الرسول (ص)أن لولا فضل وهو والمقصود نصر الله لهم فى الدنيا وهى الأولى والآخرة وهى القيامة لمسهم فيما أفاضوا فيه عذاب عظيم والمقصود لنزل بهم عقاب شديد بسبب الذى تحدثوا به والمقصود تكلموا به عن زنى المسلمين والمسلمات مع بعضهم وفى المعنى قال سبحانه "ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم "
الافاضة فى الحج
أمر الله المؤمنين أفيضوا من حيث أفاض الناس والمقصود سيروا من حيث سار غيركم وأمرهم أن يستغفروه والمقصود أن يطلبوا منه العفو عن ذنوبهم ،وأخبرهم أنه غفور رحيم والمقصود تواب لمن أناي إليه نافع له بالرحمة وفى المعنى قال سبحانه:"ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " .
وأخبر الله المؤمنين أن ليس عليهم جناح والمقصود ليس عليهم عقوبة إذا ابتغوا فضل من ربهم والمقصود إذا طلبوا رزقا من الله وأخبرهم أنهم إذا أفاضوا والمقصود دخلوا من عرفات إلى الكعبة فعليهم ذكر الله عند المشعر الحرام والمقصود تلاوة اسم الله وهو القرآن فى مكان الذبح بالبيت الحرام بمكة وشرح الله ذلك بأن الواجب هو ذكر الله كما هداهم والمقصود قراؤة اسم الله وهو القرآن كما علمهم الله فى الوحى وفى المعنى قال سبحانه:
" ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم "
لا افاضة للماء من الجنة على الكفار:
أخبرنا الله أن أصحاب النار وهم المعذبون فى جهنم نادوا والمقصود خاطبوا أصحاب الجنة وهم سكان النعيم حيث قالوا :
أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله والمقصود ابعثوا لنا من الماء أو من الذى وهبكم الله من المتع فكان جواب أهل الجنة :
إن الله حرمهما على الكافرين والمقصود إن الله منعهما على العصاة لوحيه
وفى المعنى قال سبحانه "ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين"
وقد استعمل أهل الفقه مصطلح الاستفاضة بمعنى الانتشار والذيوع في الشهادة في المحاكم أمام القضاة وهو ما ذكرته الموسوعة الفقهية حيث قالت :
"2 - الاسْتفاضة مسْتندٌ للشّهادة، يسْتند إليْها الشّاهد في شهادته، فتقوم مقام الْمعاينة في أمورٍ عيّنةٍ يأْتي بيانها. ولذلك يطْلق عليْها الْفقهاء " الشّهادة بالاسْتفاضة "
ويطْلقون عليْها أيْضًا " الشّهادة بالسّماع " أوْ بالتّسامع، أوْ بالشّهْرة، أوْ بالاشْتهار، وهمْ في كل ذلك يقْصدون الشّهادة بسماع ما شاع واشْتهر بيْن النّاس.
ويقول عنْها ابْن عرفة الْمالكيّ: " شهادة السّماع " لقبٌ لما يصرّح الشّاهد فيه بإسْناد شهادته لسماع غيْر معيّنٍ
ويقول عنْها بعْض الْحنفيّة: الشّهْرة الشّرْعيّة
3 - هذا وإنّ شهادة الاسْتفاضة تكون في الأْمور الّتي مبْناها على الاشْتهار، كالْموْت، والنّكاح، والنّسب، لأنّه يتعذّر الْعلْم غالبًا بدون الاسْتفاضة، ولأنّه يخْتصّ بمعاينة أسْبابها خواصّ من النّاس، فلوْ لمْ تقْبل فيها الشّهادة بالتّسامع لأدّى إلى الْحرج وتعْطيل الأْحْكام، كما يقول الْفقهاء.
4 - والْفقهاء جميعًا متّفقون على جواز الشّهادة بالاسْتفاضة إلاّ أنّهمْ يخْتلفون في أمورٍ:
5 - أ - شرْط التّسامع. وهو الشّهادة بالتّسامع منْ جماعةٍ يؤْمن تواطؤهمْ على الْكذب، وذلك عنْد الشّافعيّة، والْمالكيّة، والْحنابلة، ومحمّدٍ من الْحنفيّة.
وقيل: يكْفي رجلان عدْلان، أوْ رجلٌ وامْرأتان، وهو قوْل الْخصّاف من الْحنفيّة، والْقاضي من الْحنابلة، وبعْض الشّافعيّة مع 6 - ب - الأْمور الّتي تثْبت بها الشّهادة بالتّسامع.
وقد اخْتلفتْ أقْوال الْفقهاء في ذلك، لكنّهمْ يتّفقون في جوازها: في الْموْت، والنّكاح، والنّسب
وعدّ ابْن عابدين من الْحنفيّة عشرة أمورٍ تجوز فيها الشّهادة بالاسْتفاضة، وفي مغْني الْمحْتاج للشّافعيّة أكْثر منْ عشرةٍ، ومثْلها عنْد الْحنابلة.
وقدْ توسّع الْمالكيّة في ذلك فعدّوا أشْياء كثيرةً تثْبت بالسّماع الْفاشي، كالْملْك، والْوقْف، وعزْل الْقاضي، والْجرْح، والتّعْديل، والْكفْر، والإْسْلام، والسّفه، والرّشْد، والْهيْئة، والصّدقة، والْولادة، والْحرابة. وغيْر ذلك
7 - ج - وهل إذا صرّح بأنّه بنى شهادته على السّماع تقْبل أوْ تردّ؟ فيه خلافٌ بيْن الْمذاهب ينْظر في مصْطلح (شهادة) كذلك. يبْلغْ مبْلغ التّواتر "
ومع كل هذا الكلام الشهادة باطلة فالقاضى لا يحكم إلا بالرؤية والمقصود :
عن طريق الشهود الذى شاهدوا او سمعوا من اصحاب القضية وليس بما سمعوه ممن لم يشاهد شىء
ولو طبقنا هذا القول فإن حقوق الناس ونفوسهم ستذهب هباء كلما اتفقت جماعة على الانتقام من احدهم
الغريب العجيب أنهم قالوا أن الشهود يؤمن كذبهم وقد رفض الله الشهادة بالاستفاضة في قضية البرىء الكافر الذى اتهمه منافق أعلن إسلامه بتهمة السرقة مع أن المنافق كان هو السارق هو ومنعه وقد استفاض الأمر حتى أن النبى(ص) نفسه ومعه المسلمون دافعوا والمقصود جادلوا عن المنافق الذى أعلم إسلامه حتى نزل الوحى معلنا أن النبى والمسلمين يدافعون عن الجانب الخاطىء وأن المتهم الكافر الخر هو برىء وأن أصحاب الشائعة كادوا يضلون النبى(ص) عن الحقيقة وفى هذا قال سبحانه :
"لَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ"
ومن ثم لا يمكن الركون إلى مجرد سماع أقوال ممن لم يشاهد الوقائع حتى ولو كان معروفا بالصدق والعدل لأن المجرمين دوما ما يحاولون أن يكتسبوا مشاعر الآخرين كما فعل اخوة يوسف (ص) عندما بكوا وقت العشاء أمام ليكسبوا تعاطفه وأتوا ليلا حتى لا يلاحظ القميص غير المقطع والذى لطخوه بالدم
ونجد امرأة العزيز على الفور عندما وجدت زوجها أمامها وهى في وضع مريب ادعت البراءة واتهمت البرىء يوسف(ص)بأنمها من حاول الاعتداء عليها وأنه لابد من سجنه
وحتى يوسف (ص) مع الفارق من هدف الفعل وهو الخير أمر فتيانه بوضع السقاية في رجل أخيه ومع هذا أثبت التهمة بالتلبس مع أن الشهود الحقيقيين وهم فتيانه يعرفون أن التهمة غير صحيحة ولكنه أشاع أمر السرقة واستخرجها من وعاء أخيه
ومن ثم انتشار خبر ما لا يعنى أن ما يسمعه الناس صحيح
وتناول أهل الفقه الاستفاضة في اثبات الأهل خاصة في أول رمضان وأول شوال وبالطبع لا يثبت الهلال عند القضاة إلا بالقسم بالله من قبل الشهود مع اتصاله بغيره من قضاة البلاد ألأخرى لكى يتحققوا من صحة الشهادات فإذا رآه أخرون في بلاد أخرى ثبتت الرؤية
وبالطبع من الممكن أن يكون تقويم ثابت لا يحتاج للرؤية وإنما تقويم المنازل المذكور في كتاب الله يغنى عن مسألة الرؤية التى تتدخل فيها أمور متعددة كالغيام وهو السحب المتكاثرة أو الغبار مع الريح وما شاكل من أمور تمنع الرؤية بالاضافة إلى العامل الأسوأ وهو تدخلات السياسة في الموضوع وهو أمر قديم في كتب التاريخ وما زال مستمر حتى الآن بدليل اختلاف بدايات الشهر الواحد بين البلاد المختلفة فتجد البعض يصوم في يوم ويفطر غيرهم في نفس اليوم مع أنه لا يمكن أن يطلع القمر في بلاد دون بلاد فهو يطلع على الأرض كلها وليس على بعض دون بعض وحتى إن تسببت الأمور الكونية كالغبار والغيام في منع الرؤية فيجب العمل بقول من رأى

صمت النبض
02-26-2025, 03:05 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

سيف
02-26-2025, 03:05 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

رحيق الورد
02-26-2025, 03:05 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

صمتى لغتى
02-26-2025, 03:05 PM
جزاك الله خير الجزاء
دمت برضى الله وحفظه ورعايته

عاشق السهر
02-26-2025, 03:05 PM
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

صمتى لغتى
02-26-2025, 03:05 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

بلسم الروح
02-26-2025, 03:05 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

إحساس راقي
02-26-2025, 05:00 PM
بارك الله فيك ونفع بطرحك
انتقاء قيم ومميز
الله يعطيك الف عافيه