حكاية ناي ♔
12-28-2022, 08:09 AM
إنها سيدة نساء العالمين في زمانها، رابعة بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أمها خديجة رضي الله عنها.
ولدت فاطمة -رضي الله عنها- في مكة، وقريش تجدد بناء الكعبة، قبل النبوة بخمس سنين، واستبشر النبي صلى الله عليه وسلم بمولدها، وسماها فاطمة، ولقبها بالزهراء، وكانت تكنى أم أبيها، وهي شديدة الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما كادت تبلغ الخامسة من عمرها حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها، بنزول الوحي عليه، وأحست بأعباء الدعوة، وشاهدت والدتها تقف إلى جانب أبيها وتشاركه ما يواجهه من أحداث عظام.
وشاهدت العديد من مكائد الكفار لأبيها صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد في شعب أبي طالب، حيث أثر الحصار والجوع على صحتها، وما كادت تخرج من محنة الحصار حتى توفيت والدتها خديجة رضي الله عنها فأحست بالحزن والأسى.
وفي السنة الثانية من الهجرة تزوج علي بن أبي طالب فاطمة -رضي الله عنها- وبنى بها، وذلك عقب غزوة بدر الكبرى، وانتقلت إلى بيت الزوجية الذي كان في غاية التواضع.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسرُّ إليها، وغضب لها لما بلغه أن أبا الحسن همَّ بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال: « والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها »؛ أخرجه البخاري ومسلم، فترك علي -رضي الله عنه- الخطبة رعايةً لها، فما تزوج عليها، ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرَّى .
ورزقت منه الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
ومن منزلة فاطمة -رضي الله عنها- العالية عند رسول صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها، تقول عائشة -رضي الله عنها-: " ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع ".
ولقد كان لها مواقف وضيئة في الجهاد، ففي غزوة أحد لما أصيب النبي صلى الله عليه وسلم في بدنه ووجهه، وتدفق الدم منه، كانت تغسله وعلي -رضي الله عنه- يسكب الماء عليه بالمجن، فلما رأت أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير أحرقتها حتى صارت رمادًا ألصقتها بالجرح، فاستمسك الدم.
وتابعت حياة الجهاد فشاركت في غزوة الخندق، وفي خيبر، وقسم لها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة خمسة وثلاثين وسقًا من قمح خيبر، وشهدت فتح مكة.
ولقد احتملت فاطمة -رضي الله عنها- حياة الفقر، وكابدت من ذلك الشيء الكثير، وقد أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا بسبب ما تلقاه من تعبٍ ومشقةٍ من أعمال بيتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: « ما ألفيته عندنا »؛ أي: لم تجديه فاضلًا عن حاجتنا إليه، ثم أرشدها صلى الله علي وسلم على ما هو خير من الخادم وهو أن تسبّح ثلاثًا وثلاثين، وتحمد ثلاثًا وثلاثين، وتكبر أربعًا وثلاثين، إذا أخذت مضجعها للنوم.
من فوائد الحديث:
1- علّمها صلى الله عليه وسلم أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.
2- ويحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرّر بكثرة العمل، ولا يشق عليه ولو حصل التعب.
3- وفيه: أيضًا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته أوّل الإسلام من شظف العيش، وقلة ذات اليد.
4- وفيه: خدمة المرأة زوجها وأمْر بيتها.
5- وفيه: حمل الإنسان أهله على ما يحمل نفْسه من التقلُّل في الدنيا، وتسليتهم عنها بما أعد الله للصابرين في الآخرة.
وبعد حجة الوداع، مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأتته فاطمة -رضي الله عنها- لتطمئن عليه وهو عند أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فلمّا رآها هش للقائها قائلًا: مرحبًا يا بنيتي، ثم قبلها، وأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارّها فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى جزعها سارّها الثانية، فضحكت، فقالت لها عائشة خصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر نسائه بالسّرار، ثم تبكين؟ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ماكنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّه.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرّة، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارّني الثانية، فقال: فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟ وأنك أول أهلي لحوقًا بي فضحكت؛ أخرجه البخاري ومسلم.
واشتد الوجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامت إلى جانب أبيها تسهر عليه وتخدمه فلما رأته ثقل، وجعل يتغشاه الكرب خنقتها العبرة، وقالت بصوت يفيض حزنًا ولوعة، واكرب أبتاه، فقال لها صلى الله عليه وسلم: « ليس على أبيك كرب بعد اليوم ».
فلما مات عليه الصلاة والسلام ودفن قالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول صلى الله عليه وسلم التراب؟.
وفاتها:
لم تمض على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر أو قريب منها حتى مرضت فاطمة -رضي الله عنها-، وتوفيت ليلة الثلاثاء، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وكان عمرها 28 عامًا.
رضي الله عنها وأرضاها!
ولدت فاطمة -رضي الله عنها- في مكة، وقريش تجدد بناء الكعبة، قبل النبوة بخمس سنين، واستبشر النبي صلى الله عليه وسلم بمولدها، وسماها فاطمة، ولقبها بالزهراء، وكانت تكنى أم أبيها، وهي شديدة الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما كادت تبلغ الخامسة من عمرها حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها، بنزول الوحي عليه، وأحست بأعباء الدعوة، وشاهدت والدتها تقف إلى جانب أبيها وتشاركه ما يواجهه من أحداث عظام.
وشاهدت العديد من مكائد الكفار لأبيها صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد في شعب أبي طالب، حيث أثر الحصار والجوع على صحتها، وما كادت تخرج من محنة الحصار حتى توفيت والدتها خديجة رضي الله عنها فأحست بالحزن والأسى.
وفي السنة الثانية من الهجرة تزوج علي بن أبي طالب فاطمة -رضي الله عنها- وبنى بها، وذلك عقب غزوة بدر الكبرى، وانتقلت إلى بيت الزوجية الذي كان في غاية التواضع.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسرُّ إليها، وغضب لها لما بلغه أن أبا الحسن همَّ بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال: « والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها »؛ أخرجه البخاري ومسلم، فترك علي -رضي الله عنه- الخطبة رعايةً لها، فما تزوج عليها، ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرَّى .
ورزقت منه الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
ومن منزلة فاطمة -رضي الله عنها- العالية عند رسول صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها، تقول عائشة -رضي الله عنها-: " ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع ".
ولقد كان لها مواقف وضيئة في الجهاد، ففي غزوة أحد لما أصيب النبي صلى الله عليه وسلم في بدنه ووجهه، وتدفق الدم منه، كانت تغسله وعلي -رضي الله عنه- يسكب الماء عليه بالمجن، فلما رأت أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير أحرقتها حتى صارت رمادًا ألصقتها بالجرح، فاستمسك الدم.
وتابعت حياة الجهاد فشاركت في غزوة الخندق، وفي خيبر، وقسم لها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة خمسة وثلاثين وسقًا من قمح خيبر، وشهدت فتح مكة.
ولقد احتملت فاطمة -رضي الله عنها- حياة الفقر، وكابدت من ذلك الشيء الكثير، وقد أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا بسبب ما تلقاه من تعبٍ ومشقةٍ من أعمال بيتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: « ما ألفيته عندنا »؛ أي: لم تجديه فاضلًا عن حاجتنا إليه، ثم أرشدها صلى الله علي وسلم على ما هو خير من الخادم وهو أن تسبّح ثلاثًا وثلاثين، وتحمد ثلاثًا وثلاثين، وتكبر أربعًا وثلاثين، إذا أخذت مضجعها للنوم.
من فوائد الحديث:
1- علّمها صلى الله عليه وسلم أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.
2- ويحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرّر بكثرة العمل، ولا يشق عليه ولو حصل التعب.
3- وفيه: أيضًا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته أوّل الإسلام من شظف العيش، وقلة ذات اليد.
4- وفيه: خدمة المرأة زوجها وأمْر بيتها.
5- وفيه: حمل الإنسان أهله على ما يحمل نفْسه من التقلُّل في الدنيا، وتسليتهم عنها بما أعد الله للصابرين في الآخرة.
وبعد حجة الوداع، مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأتته فاطمة -رضي الله عنها- لتطمئن عليه وهو عند أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فلمّا رآها هش للقائها قائلًا: مرحبًا يا بنيتي، ثم قبلها، وأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارّها فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى جزعها سارّها الثانية، فضحكت، فقالت لها عائشة خصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر نسائه بالسّرار، ثم تبكين؟ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ماكنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّه.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرّة، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارّني الثانية، فقال: فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟ وأنك أول أهلي لحوقًا بي فضحكت؛ أخرجه البخاري ومسلم.
واشتد الوجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامت إلى جانب أبيها تسهر عليه وتخدمه فلما رأته ثقل، وجعل يتغشاه الكرب خنقتها العبرة، وقالت بصوت يفيض حزنًا ولوعة، واكرب أبتاه، فقال لها صلى الله عليه وسلم: « ليس على أبيك كرب بعد اليوم ».
فلما مات عليه الصلاة والسلام ودفن قالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول صلى الله عليه وسلم التراب؟.
وفاتها:
لم تمض على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر أو قريب منها حتى مرضت فاطمة -رضي الله عنها-، وتوفيت ليلة الثلاثاء، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وكان عمرها 28 عامًا.
رضي الله عنها وأرضاها!