حكاية ناي ♔
11-03-2022, 12:43 PM
1- الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد للذين يكتمون ما أنزل الله- عز وجل- من البينات والهدى والعلم- بلعنهم وطردهم عن رحمة الله- عز وجل- وجنته، وتحقيرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]
وهذا عام في كل مَن كتموا ما أنزل الله من أهل الكتاب وغيرهم؛ ولهذا قال أبوهريرة- رضي الله عنه: "لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم، وتلا هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾ الآية"[1] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn1).
2- أن كتمان البينات والهدى والعلم من كبائر الذنوب؛ لأن الله- عز وجل- رتب على ذلك لعنته، فلعنهم، ولعنهم اللاعنون من خلقه.
3- إثبات العظمة لله- عز وجل- لقوله تعالى: ﴿ أَنْزَلْنَا ﴾ ﴿ بَيَّنَّاهُ ﴾ بضمير العظمة، وأنه هو العظيم- سبحانه وتعالى.
4- إثبات العلو لله- عز وجل- على خلقه؛ لأن الإنزال يكون من أعلى إلى أسفل، فله- عز وجل- العلو المطلق؛ علو الذات، وعلو الصفات.
5- أن القرآن الكريم منزل من عند الله- عز وجل- غير مخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ﴾ [البقرة: 159].
وفي هذا رد على المعتزلة القائلين بخلق القرآن، وهكذا جميع الكتب السماوية منزلة من عنده- عز وجل- غير مخلوقة.
6- فضل الله- عز وجل- ونعمته على الناس بإنزال البينات والهدى، وبيان ذلك لهم، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 118]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 97]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 98]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126].
7- إقامة الحجة على الخلق بإنزال الكتاب، وبيان الحق والهدى للناس جميعاً.
8- عموم رسالته صلى الله عليه وسلم لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ﴾.
9- وجوب نشر العلم، وإظهار الحق وبيانه؛ لأن الله- عز وجل- لعن من يكتمون ذلك، وتوعدهم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187].
10- في لعن الله عز وجل للذين يكتمون ما أنزله من البينات والهدى إثبات لأفعاله عز وجل الاختيارية، الدائرة مع سببها وجوداً وعدماً، والمتعلقة بمشيئته عز وجل.
11- جواز لعن من كتم ما أنزله الله من البينات والهدى؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ أي: يلعنون من هذه صفته، أي: يلعنون الذين يكتمون ما أنزل الله- وهكذا يجوز لعن الكافرين والظالمين والفاسقين والمكذبين من حيث العموم، لكن لا يجوز لعن المعين في حياته، لأنه لا يدرى ماذا يختم له به، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].
واختلفوا في لعن المعين ممن ماتوا على الكفر، فأجازه بعض أهل العلم، ومنع منه بعضهم، وهذا أسلم؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أَفْضَوْا إلىٰ ما قَدَّمُوا"[2] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn2).
12- عظم جرم وشؤم من يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى والعلم على البلاد والعباد؛ ولهذا استحقوا أن يلعنهم الله، ويلعنهم جميع خلقه بلسان الحال والمقال، ولهذا قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
وفي الأثر: عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مجاهد قالا: "إذا اشتدت الأرض، قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاتهم"[3] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn3).
13- عظم مسؤولية العلماء، وما يجب عليهم من بيان الهدى والعلم للناس، وبيان الحق للسائلين وغيرهم.
14- فضل الله- عز وجل- وسعة حلمه، بفتح باب التوبة للتائبين مهما عظمت ذنوبهم وكثرت؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ [البقرة: 160]
15- لابد لمن تابوا ورجعوا عن كتمان الحق من إصلاح ما أفسدوه بكتمانهم، وبيان ما كتموه من الحق وإظهاره، وهذا هو معنىٰ الإقلاع عن المعصية في حقهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا ﴾ [البقرة: 160]
16- وعد الله- عز وجل- الذي لا يتخلف لمن تابوا من كتمان العلم والهدى، وأصلحوا عملهم بإظهار ما كتموه وبيانه للناس بالتوبة عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾
17- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما: "التواب" و"الرحيم"؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾
وإثبات ما يدل عليه اسم "التواب" من اتصافه عز وجل بالتوبة الواسعة على عباده، توفيقاً منه لهم للتوبة وقبولاً لها.
وما يدل عليه اسمه "الرحيم" من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل- ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين.
18- استحقاق الذين كفروا واستمروا على الكفر حتى ماتوا للعنة الله- عز وجل، ولعنة الملائكة والناس أجمعين؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].
19- أن من تابوا ورجعوا عن الكفر قبل موتهم لا يستحقون اللعن، فلا يجوز لعنهم؛ لمفهوم قوله تعالىٰ: ﴿ وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾ فمفهوم هذا أن من لم يمت على الكفر لا يجوز لعنه.
20- إثبات وجود الملائكة، ووجوب الإيمان بهم، وهم خلق من خلق الله- عز وجل- خلقهم الله من نور ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
21- خلود الكفار الذين ماتوا على الكفر في لعنة الله، وفي النار مطرودين مبعدين عن رحمة الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ [البقرة: 162]
22- أن العذاب لا يخفف عن الكفار في النار، ولا ينقطع، ولو لفترة قصيرة؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ﴾ [البقرة: 162].
وفي هذا رد على القائلين بفناء النار، وعلى القائلين بأن المعذبين في النار يكونون جهنميين، فلا يحسون بحرها وعذابها.
23- معاجلة الكفار بالعذاب بعد موتهم؛ عذاب القبر وعذاب النار، مع الشقاء في الدنيا، بلا رحمة لهم، ولا إشفاق عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ [البقرة: 162].
24- أن إله الخلق ومعبودهم الذي يستحق العبادة وحده هو الله- عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [البقرة: 163].
25- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما "الإله" و"الواحد"، وصفة الألوهية والوحدانية له عز وجل.
26- تأكيد ثبوت الألوهية لله- عز وجل- وحده- وحصرها فيه، ونفيها عن غيره؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163].
وفي هذا إبطال لقول النصارى بتعدد الآلهة، ولما عليه المشركون من عبادة الأوثان، وقولهم فيما حكى الله تعالى عنهم: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 5 - 7].
27- إثبات اسم الله- عز وجل- "الرحمن" وما يدل عليه من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل، ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين؛ بقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾
28- في إتباع قوله- عز وجل- ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163] بقوله: ﴿ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ إشارة إلى أن ألوهيته- عز وجل- مبنية على الرحمة، وفي هذا من البشارة ما فيه، وأن رحمته- عز وجل- سبقت غضبه. كما أن في ذلك إشارة إلى أن من دلائل وحدانيته- عز وجل- رحمته التي وسعت كل شيء وعمّت كل حي، والتي من آثارها حصول جميع النعم، واندفاع جميع النقم.
وهذا عام في كل مَن كتموا ما أنزل الله من أهل الكتاب وغيرهم؛ ولهذا قال أبوهريرة- رضي الله عنه: "لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم، وتلا هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾ الآية"[1] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn1).
2- أن كتمان البينات والهدى والعلم من كبائر الذنوب؛ لأن الله- عز وجل- رتب على ذلك لعنته، فلعنهم، ولعنهم اللاعنون من خلقه.
3- إثبات العظمة لله- عز وجل- لقوله تعالى: ﴿ أَنْزَلْنَا ﴾ ﴿ بَيَّنَّاهُ ﴾ بضمير العظمة، وأنه هو العظيم- سبحانه وتعالى.
4- إثبات العلو لله- عز وجل- على خلقه؛ لأن الإنزال يكون من أعلى إلى أسفل، فله- عز وجل- العلو المطلق؛ علو الذات، وعلو الصفات.
5- أن القرآن الكريم منزل من عند الله- عز وجل- غير مخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ﴾ [البقرة: 159].
وفي هذا رد على المعتزلة القائلين بخلق القرآن، وهكذا جميع الكتب السماوية منزلة من عنده- عز وجل- غير مخلوقة.
6- فضل الله- عز وجل- ونعمته على الناس بإنزال البينات والهدى، وبيان ذلك لهم، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 118]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 97]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 98]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126].
7- إقامة الحجة على الخلق بإنزال الكتاب، وبيان الحق والهدى للناس جميعاً.
8- عموم رسالته صلى الله عليه وسلم لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ﴾.
9- وجوب نشر العلم، وإظهار الحق وبيانه؛ لأن الله- عز وجل- لعن من يكتمون ذلك، وتوعدهم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187].
10- في لعن الله عز وجل للذين يكتمون ما أنزله من البينات والهدى إثبات لأفعاله عز وجل الاختيارية، الدائرة مع سببها وجوداً وعدماً، والمتعلقة بمشيئته عز وجل.
11- جواز لعن من كتم ما أنزله الله من البينات والهدى؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ أي: يلعنون من هذه صفته، أي: يلعنون الذين يكتمون ما أنزل الله- وهكذا يجوز لعن الكافرين والظالمين والفاسقين والمكذبين من حيث العموم، لكن لا يجوز لعن المعين في حياته، لأنه لا يدرى ماذا يختم له به، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].
واختلفوا في لعن المعين ممن ماتوا على الكفر، فأجازه بعض أهل العلم، ومنع منه بعضهم، وهذا أسلم؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أَفْضَوْا إلىٰ ما قَدَّمُوا"[2] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn2).
12- عظم جرم وشؤم من يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى والعلم على البلاد والعباد؛ ولهذا استحقوا أن يلعنهم الله، ويلعنهم جميع خلقه بلسان الحال والمقال، ولهذا قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
وفي الأثر: عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مجاهد قالا: "إذا اشتدت الأرض، قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاتهم"[3] (https://www.alukah.net/sharia/12318/157500/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%8a%d8%a7%d8%aa-159-%d9%80%d9%80%d9%80-163/#_ftn3).
13- عظم مسؤولية العلماء، وما يجب عليهم من بيان الهدى والعلم للناس، وبيان الحق للسائلين وغيرهم.
14- فضل الله- عز وجل- وسعة حلمه، بفتح باب التوبة للتائبين مهما عظمت ذنوبهم وكثرت؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ [البقرة: 160]
15- لابد لمن تابوا ورجعوا عن كتمان الحق من إصلاح ما أفسدوه بكتمانهم، وبيان ما كتموه من الحق وإظهاره، وهذا هو معنىٰ الإقلاع عن المعصية في حقهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا ﴾ [البقرة: 160]
16- وعد الله- عز وجل- الذي لا يتخلف لمن تابوا من كتمان العلم والهدى، وأصلحوا عملهم بإظهار ما كتموه وبيانه للناس بالتوبة عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾
17- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما: "التواب" و"الرحيم"؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾
وإثبات ما يدل عليه اسم "التواب" من اتصافه عز وجل بالتوبة الواسعة على عباده، توفيقاً منه لهم للتوبة وقبولاً لها.
وما يدل عليه اسمه "الرحيم" من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل- ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين.
18- استحقاق الذين كفروا واستمروا على الكفر حتى ماتوا للعنة الله- عز وجل، ولعنة الملائكة والناس أجمعين؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].
19- أن من تابوا ورجعوا عن الكفر قبل موتهم لا يستحقون اللعن، فلا يجوز لعنهم؛ لمفهوم قوله تعالىٰ: ﴿ وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾ فمفهوم هذا أن من لم يمت على الكفر لا يجوز لعنه.
20- إثبات وجود الملائكة، ووجوب الإيمان بهم، وهم خلق من خلق الله- عز وجل- خلقهم الله من نور ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
21- خلود الكفار الذين ماتوا على الكفر في لعنة الله، وفي النار مطرودين مبعدين عن رحمة الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ [البقرة: 162]
22- أن العذاب لا يخفف عن الكفار في النار، ولا ينقطع، ولو لفترة قصيرة؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ﴾ [البقرة: 162].
وفي هذا رد على القائلين بفناء النار، وعلى القائلين بأن المعذبين في النار يكونون جهنميين، فلا يحسون بحرها وعذابها.
23- معاجلة الكفار بالعذاب بعد موتهم؛ عذاب القبر وعذاب النار، مع الشقاء في الدنيا، بلا رحمة لهم، ولا إشفاق عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ [البقرة: 162].
24- أن إله الخلق ومعبودهم الذي يستحق العبادة وحده هو الله- عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [البقرة: 163].
25- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما "الإله" و"الواحد"، وصفة الألوهية والوحدانية له عز وجل.
26- تأكيد ثبوت الألوهية لله- عز وجل- وحده- وحصرها فيه، ونفيها عن غيره؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163].
وفي هذا إبطال لقول النصارى بتعدد الآلهة، ولما عليه المشركون من عبادة الأوثان، وقولهم فيما حكى الله تعالى عنهم: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 5 - 7].
27- إثبات اسم الله- عز وجل- "الرحمن" وما يدل عليه من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل، ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين؛ بقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾
28- في إتباع قوله- عز وجل- ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163] بقوله: ﴿ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ إشارة إلى أن ألوهيته- عز وجل- مبنية على الرحمة، وفي هذا من البشارة ما فيه، وأن رحمته- عز وجل- سبقت غضبه. كما أن في ذلك إشارة إلى أن من دلائل وحدانيته- عز وجل- رحمته التي وسعت كل شيء وعمّت كل حي، والتي من آثارها حصول جميع النعم، واندفاع جميع النقم.