حكاية ناي ♔
12-31-2022, 07:16 PM
من أصول أهل السنة والجماعة محبة الصحابة الكرام، والترضي عنهم، وذكر محاسنهم، ونشر فضائلهم؛ امتثالًا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي مقدمة الصحابة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون، والأئمة المهديون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم وأرضاهم.
والراشدون الأربعة هم صفوة الصحابة، وخواص الخواص، وأقرب الناس إلى الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأحبهم إلى قلبه.
وأهل السنة مجمعون على أن الخلفاء الراشدين المهديين هم أفضل الصحابة إطلاقًا، وأن ترتيبهم في الفضل هو ترتيبهم في الخلافة، فأولهم الصديق، ثم الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي الكرَّار المرتضى.
وسيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين، وثالث العشرة المبشرين، وهو من أشهر الصحابة وأعظمهم.
لقد اشتهر عثمان رضي الله عنه بالكرم والجود، وشدة الإيمان، والسماحة مع الناس، وبقي على هذه السيرة الحميدة العظيمة حتى ذهب إلى ربه شهيدًا مظلومًا عزيزًا، آثر الاستشهاد والموت على إراقة الدماء، فرضي الله عنه وأرضاه.
وفضائل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومناقبه كثيرة جليلة عظيمة، أشهر من أن تُذكر، وأكثر من أن تُحصر.
ولقد تزوج رضي الله عنه من ابنتَي النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة رقية، ثم السيدة أم كلثوم، فسُمِّي ذا النورين، وحسبك بها شرفًا.
وهو الذي جهز جيش العسرة في غزوة تبوك من ماله، وحمل الناس على ألف بعير وسبعين فرسًا؛ كما في الاستيعاب والفتح.
وعثمان رضي الله عنه هو الذي اشترى بئر رومة في المدينة المنورة بخمسة وثلاثين ألف درهم، وجعلها في سبيل الله تعالى.
وعثمان ذو النورين هو الذي وسع المسجد النبوي الشريف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشترى الأرض المجاورة له بخمسة وعشرين ألف درهم؛ كما روى النسائي وابن حبان.
وعثمان رضي الله عنه هو أحد الذين حفظوا القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ الناس عليه القرآن.
وثبت عنه أنه قرأ القرآن كله في ركعة واحدة؛ كما في طبقات ابن سعد.
وبالجملة فقد جمع الله في أمير المؤمنين عثمان بن عفان كل الفضائل والمناقب التي جعلته عظيمًا جليلًا، واستحق أن يكون ثالث الخلفاء الراشدين المهديين، رضي الله عنهم أجمعين.
وإن الحديث عن فضائل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومناقبه الجليلة مما تنشرح له صدور المتقين، وتفرح به قلوب المؤمنين، وكذلك الحال مع بقية الراشدين المهديين.
وفي هذه الصفحات سأذكر فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومناقبه، مقرًّا بالتقصير، راجيًا من الله العون والتوفيق.
فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومناقبه:
1- عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة ...))؛ [رواه الترمذي والنسائي وأحمد، وصححه الألباني، وللحديث تتمة].
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة))؛ [رواه ابن عساكر، وصححه الألباني].
والمراد بالحديث الخلفاء الراشدون الأربعة، والثالث هو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
3- عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه في قصة تجهيز عثمان لجيش العسرة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم؛ مرتين))؛ [أخرجه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني].
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافًا، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان بذلك))؛ [رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرقية زوجة عثمان: ((أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خُلُقًا))؛ [أخرجه أحمد في فضائل الصحابة والطبراني].
6- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان: ((ألَا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))؛ [رواه مسلم وأحمد وابن حبان].
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان - يعني السيدة أم كلثوم - فقال: لو كن عشرًا، لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء))؛ [رواه الطبراني وابن عساكر، وهو يرتقي إلى الحسن بطرقه وشواهده، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد].
8- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال: ((اللهم إني قد رضيتُ عن عثمان، فارضَ عنه، اللهم إني قد رضيت عن عثمان، فارضَ عنه، اللهم إني قد رضيت عن عثمان، فارضَ عنه))؛ [رواه ابن عساكر].
9- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان))؛ [رواه البخاري والترمذي وغيرهما]، والشهيدان هما عمر وعثمان كما هو معلوم.
وقد تكررت هذه القصة على جبل حراء، وكان عثمان رضي الله عنه موجودًا أيضًا إلى جانب أبي بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد.
10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان ...))؛ [أخرجه الترمذي والنسائي، وللحديث تتمة].
11- عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: ((كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين))؛ [أخرجه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة].
ولأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه من المناقب والفضائل غير ذلك الكثير، وسيرته كلها من أولها إلى آخرها مليئة بالمفاخر والفضائل، وستبقى سيرة سيدنا عثمان رضي الله عنه منارة شعاع وهدى ونور، مهما حاول الحاقدون تشويهها، ومهما افترى السبئيون المرجفون عليها، ومَثَل الذي يطعن في أمير المؤمنين عثمان كمثل الذي يأتي إلى أبي قبيس يريد أن يهدمه بنعاله.
ويكفي عثمان شرفًا وفخرًا أنه ذو النورين، وأنه هو الذي جمع المصحف، وأرسل النسخ إلى الأمصار، وأنه هو الذي وسع الحرمين في عهده، وهو الذي فتحت في عهده إفريقية وطبرستان وغيرها كثير، وهو الذي جرت في عهده معركة ذات الصواري، وهو الذي أنشأ مرفأ جدة؛ خدمة للحجاج، وغير ذلك الكثير.
فكل هذه الفضائل والمناقب والمفاخر هي لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، ثالث الخلفاء الراشدين، وأمير المؤمنين المسلمين.
وكان في الخاطر كتابة المزيد من فضائل سيدنا عثمان، وكتابة المزيد من سيرته، ولكن رأيت أن أكتفي بما ذكرته وقدمته خشية الإطالة، وكل فضيلة من هذه الفضائل تجعلنا نعلم شيئًا من مكانة عثمان رضي الله عنه عند الله، وعند رسوله، وعند المسلمين.
وفي الختام رضي الله عن سيدنا عثمان بن عفان أمير المؤمنين وأرضاه، وحشرنا في زمرته المباركة، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين أجمعين.
المصادر والمراجع:
1- كتاب عثمان بن عفان؛ لعبد الستار الشيخ.
2- صحيح البخاري؛ للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.
3- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج.
4- مسند الإمام أحمد بن حنبل؛ للإمام أحمد بن حنبل.
5- سنن الترمذي؛ للإمام الترمذي.
6- سنن النسائي؛ للإمام النسائي.
7- السلسلة الصحيحة؛ للإمام الألباني.
8- المستدرك على الصحيحين؛ للإمام الحاكم.
9- صحيح ابن حبان؛ للإمام ابن حبان.
10- تاريخ ابن عساكر؛ للحافظ ابن عساكر.
11- فضائل الصحابة؛ للإمام أحمد بن حنبل.
12- مصنف ابن أبي شيبة؛ للإمام أبي بكر ابن أبي شيبة.
13- صحيح الجامع؛ للإمام الألباني.
14- طبقات ابن سعد؛ لمحمد بن سعد.
15- فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني.
16- الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر.
وفي مقدمة الصحابة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون، والأئمة المهديون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم وأرضاهم.
والراشدون الأربعة هم صفوة الصحابة، وخواص الخواص، وأقرب الناس إلى الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأحبهم إلى قلبه.
وأهل السنة مجمعون على أن الخلفاء الراشدين المهديين هم أفضل الصحابة إطلاقًا، وأن ترتيبهم في الفضل هو ترتيبهم في الخلافة، فأولهم الصديق، ثم الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي الكرَّار المرتضى.
وسيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين، وثالث العشرة المبشرين، وهو من أشهر الصحابة وأعظمهم.
لقد اشتهر عثمان رضي الله عنه بالكرم والجود، وشدة الإيمان، والسماحة مع الناس، وبقي على هذه السيرة الحميدة العظيمة حتى ذهب إلى ربه شهيدًا مظلومًا عزيزًا، آثر الاستشهاد والموت على إراقة الدماء، فرضي الله عنه وأرضاه.
وفضائل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومناقبه كثيرة جليلة عظيمة، أشهر من أن تُذكر، وأكثر من أن تُحصر.
ولقد تزوج رضي الله عنه من ابنتَي النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة رقية، ثم السيدة أم كلثوم، فسُمِّي ذا النورين، وحسبك بها شرفًا.
وهو الذي جهز جيش العسرة في غزوة تبوك من ماله، وحمل الناس على ألف بعير وسبعين فرسًا؛ كما في الاستيعاب والفتح.
وعثمان رضي الله عنه هو الذي اشترى بئر رومة في المدينة المنورة بخمسة وثلاثين ألف درهم، وجعلها في سبيل الله تعالى.
وعثمان ذو النورين هو الذي وسع المسجد النبوي الشريف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشترى الأرض المجاورة له بخمسة وعشرين ألف درهم؛ كما روى النسائي وابن حبان.
وعثمان رضي الله عنه هو أحد الذين حفظوا القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ الناس عليه القرآن.
وثبت عنه أنه قرأ القرآن كله في ركعة واحدة؛ كما في طبقات ابن سعد.
وبالجملة فقد جمع الله في أمير المؤمنين عثمان بن عفان كل الفضائل والمناقب التي جعلته عظيمًا جليلًا، واستحق أن يكون ثالث الخلفاء الراشدين المهديين، رضي الله عنهم أجمعين.
وإن الحديث عن فضائل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومناقبه الجليلة مما تنشرح له صدور المتقين، وتفرح به قلوب المؤمنين، وكذلك الحال مع بقية الراشدين المهديين.
وفي هذه الصفحات سأذكر فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومناقبه، مقرًّا بالتقصير، راجيًا من الله العون والتوفيق.
فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومناقبه:
1- عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة ...))؛ [رواه الترمذي والنسائي وأحمد، وصححه الألباني، وللحديث تتمة].
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة))؛ [رواه ابن عساكر، وصححه الألباني].
والمراد بالحديث الخلفاء الراشدون الأربعة، والثالث هو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
3- عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه في قصة تجهيز عثمان لجيش العسرة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم؛ مرتين))؛ [أخرجه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني].
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافًا، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان بذلك))؛ [رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرقية زوجة عثمان: ((أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خُلُقًا))؛ [أخرجه أحمد في فضائل الصحابة والطبراني].
6- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان: ((ألَا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))؛ [رواه مسلم وأحمد وابن حبان].
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان - يعني السيدة أم كلثوم - فقال: لو كن عشرًا، لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء))؛ [رواه الطبراني وابن عساكر، وهو يرتقي إلى الحسن بطرقه وشواهده، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد].
8- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال: ((اللهم إني قد رضيتُ عن عثمان، فارضَ عنه، اللهم إني قد رضيت عن عثمان، فارضَ عنه، اللهم إني قد رضيت عن عثمان، فارضَ عنه))؛ [رواه ابن عساكر].
9- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان))؛ [رواه البخاري والترمذي وغيرهما]، والشهيدان هما عمر وعثمان كما هو معلوم.
وقد تكررت هذه القصة على جبل حراء، وكان عثمان رضي الله عنه موجودًا أيضًا إلى جانب أبي بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد.
10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان ...))؛ [أخرجه الترمذي والنسائي، وللحديث تتمة].
11- عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: ((كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين))؛ [أخرجه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة].
ولأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه من المناقب والفضائل غير ذلك الكثير، وسيرته كلها من أولها إلى آخرها مليئة بالمفاخر والفضائل، وستبقى سيرة سيدنا عثمان رضي الله عنه منارة شعاع وهدى ونور، مهما حاول الحاقدون تشويهها، ومهما افترى السبئيون المرجفون عليها، ومَثَل الذي يطعن في أمير المؤمنين عثمان كمثل الذي يأتي إلى أبي قبيس يريد أن يهدمه بنعاله.
ويكفي عثمان شرفًا وفخرًا أنه ذو النورين، وأنه هو الذي جمع المصحف، وأرسل النسخ إلى الأمصار، وأنه هو الذي وسع الحرمين في عهده، وهو الذي فتحت في عهده إفريقية وطبرستان وغيرها كثير، وهو الذي جرت في عهده معركة ذات الصواري، وهو الذي أنشأ مرفأ جدة؛ خدمة للحجاج، وغير ذلك الكثير.
فكل هذه الفضائل والمناقب والمفاخر هي لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، ثالث الخلفاء الراشدين، وأمير المؤمنين المسلمين.
وكان في الخاطر كتابة المزيد من فضائل سيدنا عثمان، وكتابة المزيد من سيرته، ولكن رأيت أن أكتفي بما ذكرته وقدمته خشية الإطالة، وكل فضيلة من هذه الفضائل تجعلنا نعلم شيئًا من مكانة عثمان رضي الله عنه عند الله، وعند رسوله، وعند المسلمين.
وفي الختام رضي الله عن سيدنا عثمان بن عفان أمير المؤمنين وأرضاه، وحشرنا في زمرته المباركة، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين أجمعين.
المصادر والمراجع:
1- كتاب عثمان بن عفان؛ لعبد الستار الشيخ.
2- صحيح البخاري؛ للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.
3- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج.
4- مسند الإمام أحمد بن حنبل؛ للإمام أحمد بن حنبل.
5- سنن الترمذي؛ للإمام الترمذي.
6- سنن النسائي؛ للإمام النسائي.
7- السلسلة الصحيحة؛ للإمام الألباني.
8- المستدرك على الصحيحين؛ للإمام الحاكم.
9- صحيح ابن حبان؛ للإمام ابن حبان.
10- تاريخ ابن عساكر؛ للحافظ ابن عساكر.
11- فضائل الصحابة؛ للإمام أحمد بن حنبل.
12- مصنف ابن أبي شيبة؛ للإمام أبي بكر ابن أبي شيبة.
13- صحيح الجامع؛ للإمام الألباني.
14- طبقات ابن سعد؛ لمحمد بن سعد.
15- فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني.
16- الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر.