حكاية ناي ♔
12-31-2022, 07:23 PM
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه، ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد:
أيها الإخوة الكرام، أحييكم بتح ية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن شاء الله تعالى نكمل الحديث عن حقوق أمهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ ومنها:
ذكر محاسنهن ومدائحهن والثناء عليهن:
عن ابن أبي مليكة، قال: ((استأذن ابن عباسٍ قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثنيَ عليَّ، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين، قالت: آذنوا له، فقال: كيف تجدينكِ؟ قالت: بخيرٍ إن اتقيت، قال: فأنتِ بخيرٍ إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرًا غيركِ، ونزل عذركِ من السماء، ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباسٍ فأثنى عليَّ، ووددت أني كنت نسيًا منسيًّا[1]))[2].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "في القصة دلالة على: سعة علم ابن عباس، وعظيم منزلته بين الصحابة والتابعين، وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمر دينها، وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أمهات المؤمنين إلا بإذن ومشورة الصغير على الكبير، إذا رآه عدل إلى ما الأولى خلافه، والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدين، وألا يترك ما يستحقونه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة"[3].
وفي ضوء ذلك: لا بد من بيان بعض آداب ابن عباس في دخوله على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يطلب الإذن في الدخول، فأذِنت له، ولما رأى شدة وجعها وغلبة مرضها عليها، خاطبها بأحسن الخطاب، وناداها بالأمومة، وهي أمومة احترام وتقدير، وبشرها بطيب المقام، واجتماعها مع الأحبة في الجنة، وأثنى عليها بمحاسن أعمالها، وبركاتها المتكررة على الصحابة، وكونها سببًا لكل ما لهم فيه؛ رفقًا ومصلحة.
ومن تواضع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها أوصت عبدالله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر أن يدفنها مع أمهات المؤمنين في البقيع؛ عن عائشة، قالت لعبدالله بن الزبير: ((ادفني مع صواحبي، ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، فإني أكره أن أزكى))[4].
قال الكرماني: "قوله: (أوصت عبدالله)؛ وهو ابن أختها؛ لأن أمه أسماء أخت عائشة و(صواحبي)؛ أي: أمهات المؤمنين، وقال ابن بطال: فيه معنى التواضع، كرهت عائشة أن يقال: إنها مدفونة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون في ذلك تعظيم لها"[5].
أمْر صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهن بعد الصلاة عليه:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه وعلى أزواجه وذريته؛ عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، أنه قال: ((يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))[6].
فمن الواجب على الأمة نحو أمهات المؤمنين حفظ حقوقهن بعد ذهابهن بالصلاة عليهن، والاستغفار لهن، وذكر مدائحهن، وحسن الثناء عليهن ما على الأولاد في أمهاتهن اللاتي ولدنهم، وأكثر لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيادة فضلهن على غيرهن من نساء هذه الأمة[7].
قال الباقلاني: "ويجب أن نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين، كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع: خيرًا، ونبدع، ونضلل، ونفسق من طعن فيهن أو في واحدة منهن، لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم، فمن ذكر خلاف ذلك، كان فاسقًا مخالفًا للكتاب والسنة، نعوذ بالله من ذلك"[8].
إكرامهن واحترامهن والعناية بهن:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم باحترام وإكرام أهل بيته، عن يزيد بن حيان، قال: ((انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلمٍ، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا، بماءٍ يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمِد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألَا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومَن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليٍّ وآل عقيلٍ، وآل جعفرٍ، وآل عباسٍ، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم))[9].
قال أبو العباس القرطبي: "قوله: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثًا)) هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام آل النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته، وإبرارهم، وتوقيرهم، ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحدٍ في التخلف عنها، هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبأنهم جزء منه، فإنهم أصوله التي نشأ منها، وفروعه التي تنشأ عنه"[10].
وتنازع العلماء في مسألة: هل أزواجه من آله؟ قولان، هما روايتان عن الإمام أحمد: أحدهما: أنهن لَسْنَ من أهل البيت، والقول الثاني: وهو الراجح أنهن من آله وأهل بيته[11].
وللعلماء روايتان في دخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت، والروايتان ظاهرهما التناقض، تتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم، وأمر باحترامهم وإكرامهم، وسماهم ثقلًا، ووعظ في حقوقهم وذكر، فنساؤه داخلات في هذا كله، ولا يدخلن فيمن حُرم الصدقة، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، فاتفقت الروايتان[12].
فالأرجح تحريم الصدقة على أزواجه، وكونهم من أهل بيته، روايتان الأصح دخولهن[13].
فوائد من كتب شروح الأحاديث:
في استئذان ابن عباس على أمِّ المؤمنين عائشة دلالة على أن الصحابة كانوا يعودون أمهات المؤمنين.
من أخلاق السلف الصالح شدة خوفهم على أنفسهم، كراهية الثناء عليهم.
جواز التبشير للمريض بالخير؛ لأن ابن عباس بشَّر عائشة؛ ولما سألها بقوله: (كيف تجدينك؟)، فقالت: (بخير إن اتقيت)، إنما سألها عن حال بدنها، فأخبرته هي عن حال دينها، قال: (فأنتِ بخير إن شاء الله)؛ يعني: إنك من أهل التقوى.
الحرص على مجاورة الموتى الصالحين في القبور؛ طمعًا أن تنزل عليهم رحمة، فتصيب جيرانهم، أو رغبة أن ينالهم دعاء من يزورهم في قبورهم من الصالحين.
قول المصلي: (اللهم صلِّ على محمد)؛ أي: اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإدامة شريعته، وفي الأخرى بتشفيعه في أمته، وإجزال أجره، وقوله: (وبارك على محمد)؛ أي: أدِمْ ذكره وشريعته، وكثِّر أتباعه وأشياعه.
• أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقهم.
• من فوائد الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم (أزواجه وذريته) بعد الصلاة والسلام عليه: امتثال أمره صلى الله عليه وسلم، ودلالة على حبنا واتباعنا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الصلاة عليهم من حقوقهم على الأمة مقابل النفع العظيم، والفضل العميم الذي حصل للأمة بسببهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته، وسلم تسليما كثيرًا.
أيها الإخوة الكرام، أحييكم بتح ية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن شاء الله تعالى نكمل الحديث عن حقوق أمهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ ومنها:
ذكر محاسنهن ومدائحهن والثناء عليهن:
عن ابن أبي مليكة، قال: ((استأذن ابن عباسٍ قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثنيَ عليَّ، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين، قالت: آذنوا له، فقال: كيف تجدينكِ؟ قالت: بخيرٍ إن اتقيت، قال: فأنتِ بخيرٍ إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرًا غيركِ، ونزل عذركِ من السماء، ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباسٍ فأثنى عليَّ، ووددت أني كنت نسيًا منسيًّا[1]))[2].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "في القصة دلالة على: سعة علم ابن عباس، وعظيم منزلته بين الصحابة والتابعين، وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمر دينها، وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أمهات المؤمنين إلا بإذن ومشورة الصغير على الكبير، إذا رآه عدل إلى ما الأولى خلافه، والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدين، وألا يترك ما يستحقونه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة"[3].
وفي ضوء ذلك: لا بد من بيان بعض آداب ابن عباس في دخوله على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يطلب الإذن في الدخول، فأذِنت له، ولما رأى شدة وجعها وغلبة مرضها عليها، خاطبها بأحسن الخطاب، وناداها بالأمومة، وهي أمومة احترام وتقدير، وبشرها بطيب المقام، واجتماعها مع الأحبة في الجنة، وأثنى عليها بمحاسن أعمالها، وبركاتها المتكررة على الصحابة، وكونها سببًا لكل ما لهم فيه؛ رفقًا ومصلحة.
ومن تواضع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها أوصت عبدالله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر أن يدفنها مع أمهات المؤمنين في البقيع؛ عن عائشة، قالت لعبدالله بن الزبير: ((ادفني مع صواحبي، ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، فإني أكره أن أزكى))[4].
قال الكرماني: "قوله: (أوصت عبدالله)؛ وهو ابن أختها؛ لأن أمه أسماء أخت عائشة و(صواحبي)؛ أي: أمهات المؤمنين، وقال ابن بطال: فيه معنى التواضع، كرهت عائشة أن يقال: إنها مدفونة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون في ذلك تعظيم لها"[5].
أمْر صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهن بعد الصلاة عليه:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه وعلى أزواجه وذريته؛ عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، أنه قال: ((يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))[6].
فمن الواجب على الأمة نحو أمهات المؤمنين حفظ حقوقهن بعد ذهابهن بالصلاة عليهن، والاستغفار لهن، وذكر مدائحهن، وحسن الثناء عليهن ما على الأولاد في أمهاتهن اللاتي ولدنهم، وأكثر لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيادة فضلهن على غيرهن من نساء هذه الأمة[7].
قال الباقلاني: "ويجب أن نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين، كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع: خيرًا، ونبدع، ونضلل، ونفسق من طعن فيهن أو في واحدة منهن، لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم، فمن ذكر خلاف ذلك، كان فاسقًا مخالفًا للكتاب والسنة، نعوذ بالله من ذلك"[8].
إكرامهن واحترامهن والعناية بهن:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم باحترام وإكرام أهل بيته، عن يزيد بن حيان، قال: ((انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلمٍ، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا، بماءٍ يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمِد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألَا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومَن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليٍّ وآل عقيلٍ، وآل جعفرٍ، وآل عباسٍ، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم))[9].
قال أبو العباس القرطبي: "قوله: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثًا)) هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام آل النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته، وإبرارهم، وتوقيرهم، ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحدٍ في التخلف عنها، هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبأنهم جزء منه، فإنهم أصوله التي نشأ منها، وفروعه التي تنشأ عنه"[10].
وتنازع العلماء في مسألة: هل أزواجه من آله؟ قولان، هما روايتان عن الإمام أحمد: أحدهما: أنهن لَسْنَ من أهل البيت، والقول الثاني: وهو الراجح أنهن من آله وأهل بيته[11].
وللعلماء روايتان في دخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت، والروايتان ظاهرهما التناقض، تتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم، وأمر باحترامهم وإكرامهم، وسماهم ثقلًا، ووعظ في حقوقهم وذكر، فنساؤه داخلات في هذا كله، ولا يدخلن فيمن حُرم الصدقة، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، فاتفقت الروايتان[12].
فالأرجح تحريم الصدقة على أزواجه، وكونهم من أهل بيته، روايتان الأصح دخولهن[13].
فوائد من كتب شروح الأحاديث:
في استئذان ابن عباس على أمِّ المؤمنين عائشة دلالة على أن الصحابة كانوا يعودون أمهات المؤمنين.
من أخلاق السلف الصالح شدة خوفهم على أنفسهم، كراهية الثناء عليهم.
جواز التبشير للمريض بالخير؛ لأن ابن عباس بشَّر عائشة؛ ولما سألها بقوله: (كيف تجدينك؟)، فقالت: (بخير إن اتقيت)، إنما سألها عن حال بدنها، فأخبرته هي عن حال دينها، قال: (فأنتِ بخير إن شاء الله)؛ يعني: إنك من أهل التقوى.
الحرص على مجاورة الموتى الصالحين في القبور؛ طمعًا أن تنزل عليهم رحمة، فتصيب جيرانهم، أو رغبة أن ينالهم دعاء من يزورهم في قبورهم من الصالحين.
قول المصلي: (اللهم صلِّ على محمد)؛ أي: اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإدامة شريعته، وفي الأخرى بتشفيعه في أمته، وإجزال أجره، وقوله: (وبارك على محمد)؛ أي: أدِمْ ذكره وشريعته، وكثِّر أتباعه وأشياعه.
• أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقهم.
• من فوائد الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم (أزواجه وذريته) بعد الصلاة والسلام عليه: امتثال أمره صلى الله عليه وسلم، ودلالة على حبنا واتباعنا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الصلاة عليهم من حقوقهم على الأمة مقابل النفع العظيم، والفضل العميم الذي حصل للأمة بسببهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته، وسلم تسليما كثيرًا.