حكاية ناي ♔
11-06-2022, 11:34 AM
فائدة:
قال أيوب عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنه ما عرض أمران أحدهما في رضاك، والآخر في هوا نفسي إلا قدمت الذي في رضاك؛ فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت: يا أيوب من فعل ذلك بك؟!!!
فوضع التراب على رأسه، ثم قال: أنت أنت يا رب. اهـ[1].
وقال سفيان: دخل أبو حازم على أمير المدينة؛ فقال تكلم؛ فقلت انظر الناس ببابك إذا أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر؛ وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
وقال ابن عيينة: سمعت مساور الوراق يقول: إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء.
وعن سفيان عن مسعر أن رجلاً ركب البحر فكسر به؛ فوقع في جزيرة فمكث ثلاثة أيام لا يرى أحداً، ولم يأكل طعاماً ولا شراباً، فقال:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وصار القار كاللبن الحليب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأجابه مجيب لا يراه:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يكون وراءه فرج قريب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فنظر؛ فإذا سفينة قد أقبلت فلوح لهم فحملوه فأصاب خيراً كثيراً.
فائدة:
حديث الحية التي طلبت من الرجل الصالح أن يجيرها من عدوها:
أن رجلاً كان يعرف بمحمد بن حمير وكان مبتلاً بالقنص فخرج ذات يوم يتصيد؛ إذ عرضت له حية خرجت من بين قوائم شعب دابته فقامت على ذنبها، ثم قالت: أجرني أجارك الله. قال لها: من أنت؟ قالت: من أهل شهادة أن لا إله إلا الله. قال: وممن أجيرك؟ قالت: من هذا الذي خلفك إن قدر علي قطعني. قال: وأين أخبئك؟ قال: ففتحت ردائي، فقلت: ادخلي فيه. فقالت: يراني عدوي. قال فشلت طمري قلت: ادخلي بين أطماري وبطني. قالت يراني عدوي. قلت لها: فما الذي أصنع بك؟ قالت إن أردت اصطناع المعروف؛ فافتحلي فاك حتى أنساب فيه. قال. أخشى أن تقتليني. قالت: لا والله لا أقتلك. الله شاهد علي بذلك، وملائكته، وحملة عرشه، وسكان سماواته. قال محمد: فاطمأننت إلى يمينها ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت إذ عارضني رجل ومعه صمصامة فقال: لقيت عدوي؟ قلت وما عدوك؟ قال: حية. قلت اللهم لا. واستغفرت ربي من قولي لا، مئة مرة، ثم مضيت فأخرجت رأسها من فمي؛ ثم قالت انظر؛ مضى هذا العدو؟ فالتفت فلم أرَ إنساناً. فقلت ليس أرى إنساناً؛ إن أردت أن تخرجي فاخرجي. قالت انظر ملياً. قال محمد فرميت حماليق عينيّ في الصحراء فلم أرى شبحاً ولا شخصاً. فقلت: إن أردت أن تخرجي فاخرجي فليس أرى إنساناً. قالت: الآن يا محمد اختر واحدة من اثنتين. قلت: وما هي؟ قالت: إما أن أنكت كبدك فأفتها في جوفك، أو أنكتك نكتةً فأطرح جسدك بلا روح. قال قلت: يا سبحان الله! أين العهد الذي عهدتي إلي؟؟!
قالت: أنسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم؟ فقلت لها: وليس بدٌّ من أن تقتليني؟ قالت: والله إن كان بد من قتلك. قلت لها: أمهليني حتى أصير إلى تحت هذا الجبل؛ فأمهد لنفسي موضعاً أموت فيه.
قالت شأنك. قال محمد:
فمضيت أريد الجبل، وقد أيست من الحياة؛ إذ رميت حماليق عيني نحو العرش. ثم قلت: يا لطيف الطف بلطفك الخفي، يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على عرشك؛ إلا كفيتنيها. ثم مشيت فعارضني رجل صالح صبيح الوجه، طيب الرائحة فقال لي: سلام عليكم. فقلت: وعليك السلام يا أخي. قال: مالي أراك قد تغير لونك؟ فقلت يا أخي من عدوٍ ظلمني. قال: وأين عدوك؟ قلت: في جوفي. قال لي: افتح فاك ففتحت فمي. فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء، ثم قال: امضغ وابلع؛ فمضغت وبلعت. قال: فلم ألبث إلا يسير حتى مغصتني بطني، فرميت بها من أسفل قطعةً قطعة. فتعلقت بالرجل، ثم قلت يا أخي أحمد الله الذي منّ علي بك. ثم قال: ألا تعرفني؟ قلت الله لا. قال: إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع سماوات إلى الله - عز وجل - فقال الله وعزتي وجلالي وجودي وارتفاعي في علو مكاني قد كان بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي فأمرني الله - وأنا الذي يقال لي المعروف، مستقري في السماء الرابعة -: أن انطلق إلى الجنة فخذ طاقةً خضراء فالحق بها عبدي محمد بن حمير، يا ابن حمير عليك باصطناع المعروف؛ فإنه يقي مصارع السوء؛ وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله - عز وجل - اهـ[2].
فائدة:
عن عمرو بن عثمان الرقي قال كنت عند سفيان بن عيينة فقال رجل: يا أبا محمد ما تقول: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء، بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس أن يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره بأن يأمرهم؛ أن يقيموا الصلاة فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا؛ ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله تعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة، فأمرهم ففعلوا. ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم، أن يرجعوا إلى مكة؛ فيقاتلوا آباءهم وأبناءهم؛ حتى يقروا بمثل إقرارهم، ويشهدوا بمثل شهادتهم، فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا الصلاة، ولا الهجرة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يطوفوا بالبيت تعبداً ويحلقوا رؤوسهم تذللاً، ففعلوا ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، ولا الهجرة، ولا الرجوع إلى مكة، ولا طوافهم بالبيت، ولا حلقهم رؤوسهم. فلما علم الله ما تتابع عليهم من الفرائض ومثولهم لها قال له قل لهم: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، فمن ترك شيئاً من ذلك كسلاً أو مجوناً أدبناه عليه، وكان ناقص الإيمان ومن تركها عامداً كان بها كافراً. هذه السنة أبلغ عني من سألك من المسلمين [3].
فائدة:
عن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن رجلاً بنى بالآجر فقال: ما كنت أحسب أن في هذه الأمة مثل فرعون يريد قوله تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
وقال رحمه الله بلغني أن الدجال يسأل عن بناء الآجر هل ظهر بعد؟
وعن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن أبا الدرداء ابتنى كنيفاً بحمص فكتب إليه: أما بعد يا عويمر أما كانت لك كفاية فيما بنت الروم؟ - عن تزيين الدنيا وتجديدها وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق. قال سفيان عاقبه بهذا.
فائدة:
الليث بن سعد وقصته مع هارون الرشيد:
حينما حصل منه طلاق ابنة عمه زبيدة وكانا قد تلاحيا في أمر من الأمور فقال هارون: إن لم أكن من أهل الجنة فأنت طالق. فاستفتى العلماء الذين عنده وأقدم علماء الأمصار فلم يحصل له منهم الجواب عن يمينه، وقد اغتم هو وزوجته ابنة عمه غماً شديداً وكان ممن قدم عليه الليث بن سعد، فقال له الرشيد: تكلم. فقال: يخلي أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي. فانصرف من كان في مجلسه من الفقهاء والعلماء والناس، ثم قال: تكلم. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين على الأمان والطاعة لي من أمير المؤمنين في جميع ما آمر به. فقال: لك ذلك. قال: يدعو أمير المؤمنين بالمصحف. فأمره به فأحضر. فقال يأخذه أمير المؤمنين فيتصفحه. فأخذه فتصفحه حتى وصل إلى سورة الرحمن حتى قرأ ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، فحلفه بالله الذي لا إله إلا هو أنك تخاف مقام الله؟ فقال: إني أخاف مقام الله. فقال: يا أمير المؤمنين فهي جنتان وليست بواحدة كما ذكر الله في كتابه، فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر، وقال هارون: أحسنت والله بارك الله فيك. ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد، وأمرت له زبيدة بضعف ما أمر به الرشيد إلخ اهـ[4].
فائدة:
عن علي بن المنذر قال:
سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول: لما احتضر أخي علي بن صالح رفع بصره، ثم قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله.
وكان يقول على قوله تعالى﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، قال بلغنا أنه الصيام، أو سمعنا أنه الصيام. اهـ[5]
قال أيوب عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنه ما عرض أمران أحدهما في رضاك، والآخر في هوا نفسي إلا قدمت الذي في رضاك؛ فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت: يا أيوب من فعل ذلك بك؟!!!
فوضع التراب على رأسه، ثم قال: أنت أنت يا رب. اهـ[1].
وقال سفيان: دخل أبو حازم على أمير المدينة؛ فقال تكلم؛ فقلت انظر الناس ببابك إذا أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر؛ وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
وقال ابن عيينة: سمعت مساور الوراق يقول: إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء.
وعن سفيان عن مسعر أن رجلاً ركب البحر فكسر به؛ فوقع في جزيرة فمكث ثلاثة أيام لا يرى أحداً، ولم يأكل طعاماً ولا شراباً، فقال:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وصار القار كاللبن الحليب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأجابه مجيب لا يراه:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يكون وراءه فرج قريب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فنظر؛ فإذا سفينة قد أقبلت فلوح لهم فحملوه فأصاب خيراً كثيراً.
فائدة:
حديث الحية التي طلبت من الرجل الصالح أن يجيرها من عدوها:
أن رجلاً كان يعرف بمحمد بن حمير وكان مبتلاً بالقنص فخرج ذات يوم يتصيد؛ إذ عرضت له حية خرجت من بين قوائم شعب دابته فقامت على ذنبها، ثم قالت: أجرني أجارك الله. قال لها: من أنت؟ قالت: من أهل شهادة أن لا إله إلا الله. قال: وممن أجيرك؟ قالت: من هذا الذي خلفك إن قدر علي قطعني. قال: وأين أخبئك؟ قال: ففتحت ردائي، فقلت: ادخلي فيه. فقالت: يراني عدوي. قال فشلت طمري قلت: ادخلي بين أطماري وبطني. قالت يراني عدوي. قلت لها: فما الذي أصنع بك؟ قالت إن أردت اصطناع المعروف؛ فافتحلي فاك حتى أنساب فيه. قال. أخشى أن تقتليني. قالت: لا والله لا أقتلك. الله شاهد علي بذلك، وملائكته، وحملة عرشه، وسكان سماواته. قال محمد: فاطمأننت إلى يمينها ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت إذ عارضني رجل ومعه صمصامة فقال: لقيت عدوي؟ قلت وما عدوك؟ قال: حية. قلت اللهم لا. واستغفرت ربي من قولي لا، مئة مرة، ثم مضيت فأخرجت رأسها من فمي؛ ثم قالت انظر؛ مضى هذا العدو؟ فالتفت فلم أرَ إنساناً. فقلت ليس أرى إنساناً؛ إن أردت أن تخرجي فاخرجي. قالت انظر ملياً. قال محمد فرميت حماليق عينيّ في الصحراء فلم أرى شبحاً ولا شخصاً. فقلت: إن أردت أن تخرجي فاخرجي فليس أرى إنساناً. قالت: الآن يا محمد اختر واحدة من اثنتين. قلت: وما هي؟ قالت: إما أن أنكت كبدك فأفتها في جوفك، أو أنكتك نكتةً فأطرح جسدك بلا روح. قال قلت: يا سبحان الله! أين العهد الذي عهدتي إلي؟؟!
قالت: أنسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم؟ فقلت لها: وليس بدٌّ من أن تقتليني؟ قالت: والله إن كان بد من قتلك. قلت لها: أمهليني حتى أصير إلى تحت هذا الجبل؛ فأمهد لنفسي موضعاً أموت فيه.
قالت شأنك. قال محمد:
فمضيت أريد الجبل، وقد أيست من الحياة؛ إذ رميت حماليق عيني نحو العرش. ثم قلت: يا لطيف الطف بلطفك الخفي، يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على عرشك؛ إلا كفيتنيها. ثم مشيت فعارضني رجل صالح صبيح الوجه، طيب الرائحة فقال لي: سلام عليكم. فقلت: وعليك السلام يا أخي. قال: مالي أراك قد تغير لونك؟ فقلت يا أخي من عدوٍ ظلمني. قال: وأين عدوك؟ قلت: في جوفي. قال لي: افتح فاك ففتحت فمي. فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء، ثم قال: امضغ وابلع؛ فمضغت وبلعت. قال: فلم ألبث إلا يسير حتى مغصتني بطني، فرميت بها من أسفل قطعةً قطعة. فتعلقت بالرجل، ثم قلت يا أخي أحمد الله الذي منّ علي بك. ثم قال: ألا تعرفني؟ قلت الله لا. قال: إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع سماوات إلى الله - عز وجل - فقال الله وعزتي وجلالي وجودي وارتفاعي في علو مكاني قد كان بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي فأمرني الله - وأنا الذي يقال لي المعروف، مستقري في السماء الرابعة -: أن انطلق إلى الجنة فخذ طاقةً خضراء فالحق بها عبدي محمد بن حمير، يا ابن حمير عليك باصطناع المعروف؛ فإنه يقي مصارع السوء؛ وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله - عز وجل - اهـ[2].
فائدة:
عن عمرو بن عثمان الرقي قال كنت عند سفيان بن عيينة فقال رجل: يا أبا محمد ما تقول: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء، بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس أن يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره بأن يأمرهم؛ أن يقيموا الصلاة فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا؛ ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله تعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة، فأمرهم ففعلوا. ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم، أن يرجعوا إلى مكة؛ فيقاتلوا آباءهم وأبناءهم؛ حتى يقروا بمثل إقرارهم، ويشهدوا بمثل شهادتهم، فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا الصلاة، ولا الهجرة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يطوفوا بالبيت تعبداً ويحلقوا رؤوسهم تذللاً، ففعلوا ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، ولا الهجرة، ولا الرجوع إلى مكة، ولا طوافهم بالبيت، ولا حلقهم رؤوسهم. فلما علم الله ما تتابع عليهم من الفرائض ومثولهم لها قال له قل لهم: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، فمن ترك شيئاً من ذلك كسلاً أو مجوناً أدبناه عليه، وكان ناقص الإيمان ومن تركها عامداً كان بها كافراً. هذه السنة أبلغ عني من سألك من المسلمين [3].
فائدة:
عن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن رجلاً بنى بالآجر فقال: ما كنت أحسب أن في هذه الأمة مثل فرعون يريد قوله تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
وقال رحمه الله بلغني أن الدجال يسأل عن بناء الآجر هل ظهر بعد؟
وعن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن أبا الدرداء ابتنى كنيفاً بحمص فكتب إليه: أما بعد يا عويمر أما كانت لك كفاية فيما بنت الروم؟ - عن تزيين الدنيا وتجديدها وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق. قال سفيان عاقبه بهذا.
فائدة:
الليث بن سعد وقصته مع هارون الرشيد:
حينما حصل منه طلاق ابنة عمه زبيدة وكانا قد تلاحيا في أمر من الأمور فقال هارون: إن لم أكن من أهل الجنة فأنت طالق. فاستفتى العلماء الذين عنده وأقدم علماء الأمصار فلم يحصل له منهم الجواب عن يمينه، وقد اغتم هو وزوجته ابنة عمه غماً شديداً وكان ممن قدم عليه الليث بن سعد، فقال له الرشيد: تكلم. فقال: يخلي أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي. فانصرف من كان في مجلسه من الفقهاء والعلماء والناس، ثم قال: تكلم. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين على الأمان والطاعة لي من أمير المؤمنين في جميع ما آمر به. فقال: لك ذلك. قال: يدعو أمير المؤمنين بالمصحف. فأمره به فأحضر. فقال يأخذه أمير المؤمنين فيتصفحه. فأخذه فتصفحه حتى وصل إلى سورة الرحمن حتى قرأ ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، فحلفه بالله الذي لا إله إلا هو أنك تخاف مقام الله؟ فقال: إني أخاف مقام الله. فقال: يا أمير المؤمنين فهي جنتان وليست بواحدة كما ذكر الله في كتابه، فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر، وقال هارون: أحسنت والله بارك الله فيك. ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد، وأمرت له زبيدة بضعف ما أمر به الرشيد إلخ اهـ[4].
فائدة:
عن علي بن المنذر قال:
سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول: لما احتضر أخي علي بن صالح رفع بصره، ثم قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله.
وكان يقول على قوله تعالى﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، قال بلغنا أنه الصيام، أو سمعنا أنه الصيام. اهـ[5]