حكاية ناي ♔
01-11-2023, 07:49 PM
معلقة عبيد بن الأبرص هي قصيدة من قصائد عبيد بن الأبرص، يَعدها العرب من ضمن المعلقات العشر، نظمها على البحر البسيط.
يبلغ عدد أبيات المعلقة 45 بيتًا.
عبيد بن الأبرص
هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم مقتله.أخبار عبيد قليلة في المصادر، ويغلب عليها طابع الأساطير والأقاصيص الشعبية. وقد عني المستشرق السير تشارلز ليال بأخباره وشعره. فقال في مقدمة تحقيقه لديوانه: و«ليس لدينا أخبار عن تفاصيل حياة عبيد، غير ماجاء في قصائده، ومن الواضح أن الأخبار التي تروى عنه خرافية، ولاتحمل طابع الصدق». وقد جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول العصر الجاهلي مع طرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة وعدي بن زيد.
المعلقة
قصة المعلقة
كان عبيد بن الأبرص رجلا محتاجا، ولم يكن له مال، فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له، ومعه أخته ماوية ليورد غنمه، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة، وجبهه، فانطلق حزينًا مهمومًا لما صنع به المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل هو وأخته تحتهن، فناما، فزعم أن المالكي نظر إليه نائما، وأخته إلى جنبه فقال:
ذَاكَ عَبِيدٌ قَدْ أَصَابَ مَيَّاوبُ يَا لَيْتَهُ أَلْقَحَهَا صَبِيَّا
فسمعه عبيد، فساءه، فرفع يديه نحو السماء، فابتهل، فقال: اللهم أن كان هذا ظلمني ورماني بالبُهتان فأدلني منه، ثم نام - ولم يكن قبل ذلك يقول شعرًا - فأتاه آت في المنام بكبة من شعر حتى ألقاها في فيه، ثم قال له: قُم، فقام وهو يرتجز ببني مالك، وكان يقال لهم بنو الزنية فقال:
يا بَنِي الزَِّنْيَةِ مَا غَرَّكُمُ لَكُمُ الوَيْلُ بِسِرْبَالٍ حَجَر
تعريف بالمعلقة
تُعتبر المعلقة من أشهر قصائد عبيد بن الأبرص، ذلك أن المنذر قد طلب إلى الشاعر أن يلقيها في حضرته. وقد أوردها التبريزي ضمن مجموعة (القصائد العشر). بدأها عبيدُ بذكر المنازل المقفرة وتقلّب صروف الزمان عليها، ثم انتقل إلى الحديث عن سنّة الحياة في تحوّل كل شيء، ونهاية الإنسان إلى الموت، ويستطرد في بقية القصيدة، أي في ثلاثة أرباعها، إلى وصف سفره بالنّاقة، ثم إلى وصف فرسه.
المقطع الأخير من المعلقة وصف به ابن الأبرص المعركة التي جرت بين العقاب والثعلب وانتصارها عليه. وهو وصف يكاد يعكس جفاف المطلع واتشاحه بالألوان القاتمة. وقد ذكرها ابن سيده مثلاً على "الشعر المهزول غير المؤتلف البناء". وقال ابن كناية: ولم أر أحداً ينشد هذه القصيدة على إقامة العروض. وقيل أيضاً:"كادت ألا تكون شعراً.
نص المعلقة
ثم اندفع في قول الشعر، فقال:
اقـفَـرَ مِـن أَهــــلِـهِ مَلْـحـوبُ فـالـقُــــطـبـيَّــات فـالـذَّنـــوبُ
فَــراكِـــسٌ فــثــُعَــيــلٍبـــــاتٌ فَــذاتَ فَــرقَــيـنِ فـالـقَــلِـيـبُ
فَــعَـــرْدةٌ ، فَــقَــفـــا حِـــبِــرٍّ لَـيــسَ بِــها مِـنـهُــمُ عَـــريبُ
إن بُـدِّلَــتْ أهْـلِـهـا وُحـوشًـا وغًــيَّـرتْ حـالَـهـا الخُطُــوبُ
أرضٌ تَـوارَثَـهـــا الــجُــدوبُ فَـكُـلُّ مـن حَـلَّـهــا مَـحْــروبُ
إمَّــا قَــتــيـــلاً وإمَّــا هَــلْكـًــا والـشَّـيْـبُ شَــيْـنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
عَـيـنــاكَ دَمْـعُـهـمــا سَـروبٌ كــأنَّ شَــأنَـيـهِـمــا شَـــعِـيـبُ
واهِـيـــةٌ أو مَـعــيـنُ مَمـــعْـنٍ مِـنْ هَـضْـبــةٍ دونَـهـا لَـهـوبُ
أو فَـلــْجُ وادٍ بِـبَــطْــنِ وادٍ لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحـتِـهـا سَـكوبُ
أوْ جَــدولٌ فـي ظِـلالِ نَـخْــلٍ لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحْـتِـهــا قَسـيبُ
تَـصْبـو وأنَّـى لـكَ التَّصابي ؟ أنَّـي وقَـد راعَــكَ الـمَـشـيبُ؟
فـإنْ يَـكُــنْ حــــالَ أجْـمَـعِهـا فــــلا بَــدِيٌّء ولا عَـــجـــيـبُ
أوْ يــكُ أقْـفَــرَ مِـنـهـا جَــوُّها وعـادَهـا المَـحْـلُ والجُـدوبُ
وكُــلُّ ذي نِـعْــمــةٍ مَـخـلـوسٌ وكُـــلُّ ذي أمَــــلٍ مَــكــذوبُ
وكُـــلُّ ذي إبِــــلٍ مَــــوْروثٌ وكُــلُّ ذي سَــلْـبٍ مَـسْــلـوبُ
وكُـــلُّ ذي غَـــيْــبـــةٍ يَــؤوبُ وغــائِــبُ الـمَـــوْتِ لا يَـؤوبُ
أعــاقِـــرٌ مِــثْــلُ ذاتِ رَحْـمٍ؟ أم غــانِـمٌ مِـثْــلُ مَـنْ يَـخـيبُ؟
مَـنْ يَـسْــألِ الـنَّـاسَ يَـحْرِمُوهُ وســــائِــلُ اللهِ لا يَــخـــيــبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالـ ضَّعْــفِ وقَـدْ يُـخْـدَعُ الأرِيبُ
لا يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ دَهْــرُ ولا يَــنْـفَــعُ الـتَّـلْـبِـيـبُ
إلاَّ سَــجِيـَّـاتُ مــا الـقُـلُــوبُ وكـم يُـصَـيِّـرْنَ شـانـئـاً حَبِيبُ
سـاعِـدْ بِـأرضٍ إنْ كُـنتَ فيها ولا تَــقُــلْ إنَّــنــي غَـــريــبُ
قـدْ يُـوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد يُـقْـطَـعُ ذو السُّــهْمَةِ القَــريبُ
والـمَرْءُ مـا عـاشَ في تَكْذيبٍ طُــولُ الحـَيــاةِ لــهُ تَـعْـذيـبُ
بـل رُبَّ مــاءٍ وَرَدتُّ آجِــــنٍ سَـــبــيــلُــهُ خــائفٌ جَــدِيـبُ
رِيـس الـحَمـامِ عـلى أرْجائِـهِ لِـلـقَـلـبِ مِـنْ خَـوْفِــهِ وَجِـيبُ
قَـطَـعـتــهُ غُــدْوة مُـشِــيـحــاً وصــاحِـبـي بـــادِنٌ خَـبــوبُ
غَــيْـرانـةٌ مُـوجَـــدٌ فَـقـارُهــا كـــأنَّ حــارِكَــهـــا كَـثـِـيــبُ
أَخـلَـفَ مـا بــاذلاً سَـديـسُـهـا لا حِــقَّـــةٌ هِــيَ ولا نَــيُــوبُ
كَـأنَّـهـا مِـن حَــمــيـرِ غــابٍ جَــوْنٌ بِـصَـفْـحــَتِـــهِ نُــدوبُ
أَو شَـبَـبٌ يَـحـفِـرُ الرُخـامـى تَــلـــُفُّــهُ شَــمـــألٌ هُــبـــوبُ
فــذاكَ عَصْـرٌ ، وقـدْ أرانــي تَـحـمِـلُـنـي نَـهـدَةٌ سُـرحـوبُ
مُـضَبَّـرٌ خَـلـقُـهـا تَـضـبـيــراً يَـنـْشَـقُّ عَنْ وَجْـهِهـا السَّبيبُ
زَيـتِــيَّـةٌ نــاعِــمٌ عُــروقُــهــا وَلَــيِّــنٌ أَســـرُهــا رَطــيــبُ
كَـــأَنَّــهــا لِــقـــوةٌ طَــلـــوبُ تُـخـزَنُ فـي وَكـرِها الـقُـلوبُ
بـانَــت عَــلــى إِرَمٍ عَــذوبــاً كَــأَنَّــهــا شَــيــخَــةٌ رَقــوبُ
فَـأَصـبَـحـَت فـي غَـداةِ قِــرَّةٍ يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ
فَـأَبـصـَرَت ثَـعـلـَباً مِن ساعَةٍ وَدونَــهُ سَــبــسَــبٌ جَــديـبُ
فَنـَفَضَـت ريـشَهـا وَاِنتَفَضَـت وَهيَ مِن نَـهــضَــةٍ قَــريــبُ
فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِهـا وَفِـعـلَـهُ يَــفــعَـلُ الـمَــذؤوبُ
فَـنَـهـَضَـت نَـحـوَهُ حَـثـيـــثَــةً وَحَـــرَدَت حَـــردَةً تَـســيــبُ
يَـدِبُّ مِــن حِـسـِّهـا دَبـيـبــاً وَالـعَـيـنُ حِـمـلاقُـهـا مَـقلوبُ
فَــأَدرَكَــتـــهُ فَـــطَــرَّحَــتــهُ والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْــروبُ
فَــجَــدَّلَــتــهُ فَــطَــرَّحَــتــهُ فــكَـدَّحَـتْ وَجْـهَـهُ الـجَـبـوبُ
فــعـاوَدَتْـــهُ فَـــرَفَّـــعَـــتْـــهُ فــأرْسَـلَـتْــهُ وهُــوَ مَـكْـروبُ
يَـضغـو وَمِـخلَـبـُهـا فـي دَفّـِهِ لا بُــدَّ حَـيْـزومُـــهُ مَــنـقُــوبُ
يبلغ عدد أبيات المعلقة 45 بيتًا.
عبيد بن الأبرص
هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم مقتله.أخبار عبيد قليلة في المصادر، ويغلب عليها طابع الأساطير والأقاصيص الشعبية. وقد عني المستشرق السير تشارلز ليال بأخباره وشعره. فقال في مقدمة تحقيقه لديوانه: و«ليس لدينا أخبار عن تفاصيل حياة عبيد، غير ماجاء في قصائده، ومن الواضح أن الأخبار التي تروى عنه خرافية، ولاتحمل طابع الصدق». وقد جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول العصر الجاهلي مع طرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة وعدي بن زيد.
المعلقة
قصة المعلقة
كان عبيد بن الأبرص رجلا محتاجا، ولم يكن له مال، فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له، ومعه أخته ماوية ليورد غنمه، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة، وجبهه، فانطلق حزينًا مهمومًا لما صنع به المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل هو وأخته تحتهن، فناما، فزعم أن المالكي نظر إليه نائما، وأخته إلى جنبه فقال:
ذَاكَ عَبِيدٌ قَدْ أَصَابَ مَيَّاوبُ يَا لَيْتَهُ أَلْقَحَهَا صَبِيَّا
فسمعه عبيد، فساءه، فرفع يديه نحو السماء، فابتهل، فقال: اللهم أن كان هذا ظلمني ورماني بالبُهتان فأدلني منه، ثم نام - ولم يكن قبل ذلك يقول شعرًا - فأتاه آت في المنام بكبة من شعر حتى ألقاها في فيه، ثم قال له: قُم، فقام وهو يرتجز ببني مالك، وكان يقال لهم بنو الزنية فقال:
يا بَنِي الزَِّنْيَةِ مَا غَرَّكُمُ لَكُمُ الوَيْلُ بِسِرْبَالٍ حَجَر
تعريف بالمعلقة
تُعتبر المعلقة من أشهر قصائد عبيد بن الأبرص، ذلك أن المنذر قد طلب إلى الشاعر أن يلقيها في حضرته. وقد أوردها التبريزي ضمن مجموعة (القصائد العشر). بدأها عبيدُ بذكر المنازل المقفرة وتقلّب صروف الزمان عليها، ثم انتقل إلى الحديث عن سنّة الحياة في تحوّل كل شيء، ونهاية الإنسان إلى الموت، ويستطرد في بقية القصيدة، أي في ثلاثة أرباعها، إلى وصف سفره بالنّاقة، ثم إلى وصف فرسه.
المقطع الأخير من المعلقة وصف به ابن الأبرص المعركة التي جرت بين العقاب والثعلب وانتصارها عليه. وهو وصف يكاد يعكس جفاف المطلع واتشاحه بالألوان القاتمة. وقد ذكرها ابن سيده مثلاً على "الشعر المهزول غير المؤتلف البناء". وقال ابن كناية: ولم أر أحداً ينشد هذه القصيدة على إقامة العروض. وقيل أيضاً:"كادت ألا تكون شعراً.
نص المعلقة
ثم اندفع في قول الشعر، فقال:
اقـفَـرَ مِـن أَهــــلِـهِ مَلْـحـوبُ فـالـقُــــطـبـيَّــات فـالـذَّنـــوبُ
فَــراكِـــسٌ فــثــُعَــيــلٍبـــــاتٌ فَــذاتَ فَــرقَــيـنِ فـالـقَــلِـيـبُ
فَــعَـــرْدةٌ ، فَــقَــفـــا حِـــبِــرٍّ لَـيــسَ بِــها مِـنـهُــمُ عَـــريبُ
إن بُـدِّلَــتْ أهْـلِـهـا وُحـوشًـا وغًــيَّـرتْ حـالَـهـا الخُطُــوبُ
أرضٌ تَـوارَثَـهـــا الــجُــدوبُ فَـكُـلُّ مـن حَـلَّـهــا مَـحْــروبُ
إمَّــا قَــتــيـــلاً وإمَّــا هَــلْكـًــا والـشَّـيْـبُ شَــيْـنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
عَـيـنــاكَ دَمْـعُـهـمــا سَـروبٌ كــأنَّ شَــأنَـيـهِـمــا شَـــعِـيـبُ
واهِـيـــةٌ أو مَـعــيـنُ مَمـــعْـنٍ مِـنْ هَـضْـبــةٍ دونَـهـا لَـهـوبُ
أو فَـلــْجُ وادٍ بِـبَــطْــنِ وادٍ لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحـتِـهـا سَـكوبُ
أوْ جَــدولٌ فـي ظِـلالِ نَـخْــلٍ لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحْـتِـهــا قَسـيبُ
تَـصْبـو وأنَّـى لـكَ التَّصابي ؟ أنَّـي وقَـد راعَــكَ الـمَـشـيبُ؟
فـإنْ يَـكُــنْ حــــالَ أجْـمَـعِهـا فــــلا بَــدِيٌّء ولا عَـــجـــيـبُ
أوْ يــكُ أقْـفَــرَ مِـنـهـا جَــوُّها وعـادَهـا المَـحْـلُ والجُـدوبُ
وكُــلُّ ذي نِـعْــمــةٍ مَـخـلـوسٌ وكُـــلُّ ذي أمَــــلٍ مَــكــذوبُ
وكُـــلُّ ذي إبِــــلٍ مَــــوْروثٌ وكُــلُّ ذي سَــلْـبٍ مَـسْــلـوبُ
وكُـــلُّ ذي غَـــيْــبـــةٍ يَــؤوبُ وغــائِــبُ الـمَـــوْتِ لا يَـؤوبُ
أعــاقِـــرٌ مِــثْــلُ ذاتِ رَحْـمٍ؟ أم غــانِـمٌ مِـثْــلُ مَـنْ يَـخـيبُ؟
مَـنْ يَـسْــألِ الـنَّـاسَ يَـحْرِمُوهُ وســــائِــلُ اللهِ لا يَــخـــيــبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالـ ضَّعْــفِ وقَـدْ يُـخْـدَعُ الأرِيبُ
لا يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ دَهْــرُ ولا يَــنْـفَــعُ الـتَّـلْـبِـيـبُ
إلاَّ سَــجِيـَّـاتُ مــا الـقُـلُــوبُ وكـم يُـصَـيِّـرْنَ شـانـئـاً حَبِيبُ
سـاعِـدْ بِـأرضٍ إنْ كُـنتَ فيها ولا تَــقُــلْ إنَّــنــي غَـــريــبُ
قـدْ يُـوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد يُـقْـطَـعُ ذو السُّــهْمَةِ القَــريبُ
والـمَرْءُ مـا عـاشَ في تَكْذيبٍ طُــولُ الحـَيــاةِ لــهُ تَـعْـذيـبُ
بـل رُبَّ مــاءٍ وَرَدتُّ آجِــــنٍ سَـــبــيــلُــهُ خــائفٌ جَــدِيـبُ
رِيـس الـحَمـامِ عـلى أرْجائِـهِ لِـلـقَـلـبِ مِـنْ خَـوْفِــهِ وَجِـيبُ
قَـطَـعـتــهُ غُــدْوة مُـشِــيـحــاً وصــاحِـبـي بـــادِنٌ خَـبــوبُ
غَــيْـرانـةٌ مُـوجَـــدٌ فَـقـارُهــا كـــأنَّ حــارِكَــهـــا كَـثـِـيــبُ
أَخـلَـفَ مـا بــاذلاً سَـديـسُـهـا لا حِــقَّـــةٌ هِــيَ ولا نَــيُــوبُ
كَـأنَّـهـا مِـن حَــمــيـرِ غــابٍ جَــوْنٌ بِـصَـفْـحــَتِـــهِ نُــدوبُ
أَو شَـبَـبٌ يَـحـفِـرُ الرُخـامـى تَــلـــُفُّــهُ شَــمـــألٌ هُــبـــوبُ
فــذاكَ عَصْـرٌ ، وقـدْ أرانــي تَـحـمِـلُـنـي نَـهـدَةٌ سُـرحـوبُ
مُـضَبَّـرٌ خَـلـقُـهـا تَـضـبـيــراً يَـنـْشَـقُّ عَنْ وَجْـهِهـا السَّبيبُ
زَيـتِــيَّـةٌ نــاعِــمٌ عُــروقُــهــا وَلَــيِّــنٌ أَســـرُهــا رَطــيــبُ
كَـــأَنَّــهــا لِــقـــوةٌ طَــلـــوبُ تُـخـزَنُ فـي وَكـرِها الـقُـلوبُ
بـانَــت عَــلــى إِرَمٍ عَــذوبــاً كَــأَنَّــهــا شَــيــخَــةٌ رَقــوبُ
فَـأَصـبَـحـَت فـي غَـداةِ قِــرَّةٍ يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ
فَـأَبـصـَرَت ثَـعـلـَباً مِن ساعَةٍ وَدونَــهُ سَــبــسَــبٌ جَــديـبُ
فَنـَفَضَـت ريـشَهـا وَاِنتَفَضَـت وَهيَ مِن نَـهــضَــةٍ قَــريــبُ
فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِهـا وَفِـعـلَـهُ يَــفــعَـلُ الـمَــذؤوبُ
فَـنَـهـَضَـت نَـحـوَهُ حَـثـيـــثَــةً وَحَـــرَدَت حَـــردَةً تَـســيــبُ
يَـدِبُّ مِــن حِـسـِّهـا دَبـيـبــاً وَالـعَـيـنُ حِـمـلاقُـهـا مَـقلوبُ
فَــأَدرَكَــتـــهُ فَـــطَــرَّحَــتــهُ والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْــروبُ
فَــجَــدَّلَــتــهُ فَــطَــرَّحَــتــهُ فــكَـدَّحَـتْ وَجْـهَـهُ الـجَـبـوبُ
فــعـاوَدَتْـــهُ فَـــرَفَّـــعَـــتْـــهُ فــأرْسَـلَـتْــهُ وهُــوَ مَـكْـروبُ
يَـضغـو وَمِـخلَـبـُهـا فـي دَفّـِهِ لا بُــدَّ حَـيْـزومُـــهُ مَــنـقُــوبُ