حكاية ناي ♔
11-13-2022, 09:26 AM
فائدة:
سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله. إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
وقال سفيان الثوري: كان المال فيما مضى يكره؛ فأما اليوم فهو ترس المؤمن. وقال: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الملوك.
فائدة:
قال سفيان بن عيينة: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك، واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدًا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون.
وعن عبدالله بن وهب قال: ثنا سفيان بن عيينة قال: لم يجتهد أحد قط اجتهادًا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه.
وقال: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملاً منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به[1].
فائدة:
قال محمد بن المنكدر: كم من عينٍ ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر. وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه؛ فعوتب. فقال: والله إني لأستحي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد.
وقال مالك بن دينار: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره علمه، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا وكبرًا.
وعن الحسن البصري: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.
وكان يقول: الفقيه هو الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه.
فائدة:
أبو بكر بن عياش. قال للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة فيك؟ قال: وأي فتنة رأيتني فيها؟ قال: يقبلون يدك ولا تمنعهم. وقال أيضًا رحمه الله: أدنى نفع السكوت السلامة؛ وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة؛ وكفى بها بلية.
فائدة:
قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة. فيكتب لمن يقصده؛ فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب: اللهم إنهم أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم فيّ. [2]
فائدة:
عبدالله بن الزبير: عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها.
قال ابن جريج وزاد عمرو قال أخبرني عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى. [3]
فائدة:
أبو العباس في القرن الخامس. قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب ينبهونه عليه، فقال أحدهم: أنا أعلم فيك عيبًا. فقال: ما هو؟ قال: أننا من أصحابك. فبكى الشيخ، وقال: إن سلم المركب حمل من فيه. وقال: أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كان شافعيًا يعرف الفقه.
وقيل: كان يجمع الحطب، ويجئ به إلى بيوت الأرامل، ويملأ لهم بالجرة.
وقيل: أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون.
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: النظر إلى وجوههم يقسي القلب وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب[4].
فائدة:
الحافظ عبد الغني المقدسي. كان لا يرى منكرًا إلا غيره بيد أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم.
وقد رأيته مرة يهريق خمرًا فجبذ صاحبه السيف فلم يخف منه، وأخذه من يده، وكان قويًا في بدنه، وكثيرًا ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات.
وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان، قال: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عُملت لهم طنانير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها.
وسمعت أبا بكر ابن الطحان، قال: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج، فجاء الحافظ فكسر شيئًا كثيرًا، ثم صعد يقرأ الحديث، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث.
فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد[5].
شعبة بن الحجاج:
قال أبو بحر: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ عبدالله حتى جف جلده على عظمه.
قال البغوي: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.
وقال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس؛ يعطي السائل ما أمكنه.
وقال النظر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتهم منتهون.
قال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى، أو يضمن له[6].
سفيان الثوري:
من سمع ببدعة فلا يحكيها لجلسائه؛ لا يلقيها الشيطان في قلوبهم.
قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيًا. فقلت: ما شأنك؟ قال: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيًا.
قال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدةً فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.
فائدة:
بحث نفيس في طواف الإفاضة للحائض المضطرة في ص217 ج26 من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله. فليراجع.
المصدر: مجمع الفوائد.
سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله. إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
وقال سفيان الثوري: كان المال فيما مضى يكره؛ فأما اليوم فهو ترس المؤمن. وقال: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الملوك.
فائدة:
قال سفيان بن عيينة: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك، واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدًا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون.
وعن عبدالله بن وهب قال: ثنا سفيان بن عيينة قال: لم يجتهد أحد قط اجتهادًا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه.
وقال: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملاً منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به[1].
فائدة:
قال محمد بن المنكدر: كم من عينٍ ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر. وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه؛ فعوتب. فقال: والله إني لأستحي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد.
وقال مالك بن دينار: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره علمه، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا وكبرًا.
وعن الحسن البصري: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.
وكان يقول: الفقيه هو الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه.
فائدة:
أبو بكر بن عياش. قال للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة فيك؟ قال: وأي فتنة رأيتني فيها؟ قال: يقبلون يدك ولا تمنعهم. وقال أيضًا رحمه الله: أدنى نفع السكوت السلامة؛ وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة؛ وكفى بها بلية.
فائدة:
قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة. فيكتب لمن يقصده؛ فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب: اللهم إنهم أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم فيّ. [2]
فائدة:
عبدالله بن الزبير: عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها.
قال ابن جريج وزاد عمرو قال أخبرني عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى. [3]
فائدة:
أبو العباس في القرن الخامس. قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب ينبهونه عليه، فقال أحدهم: أنا أعلم فيك عيبًا. فقال: ما هو؟ قال: أننا من أصحابك. فبكى الشيخ، وقال: إن سلم المركب حمل من فيه. وقال: أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كان شافعيًا يعرف الفقه.
وقيل: كان يجمع الحطب، ويجئ به إلى بيوت الأرامل، ويملأ لهم بالجرة.
وقيل: أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون.
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: النظر إلى وجوههم يقسي القلب وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب[4].
فائدة:
الحافظ عبد الغني المقدسي. كان لا يرى منكرًا إلا غيره بيد أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم.
وقد رأيته مرة يهريق خمرًا فجبذ صاحبه السيف فلم يخف منه، وأخذه من يده، وكان قويًا في بدنه، وكثيرًا ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات.
وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان، قال: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عُملت لهم طنانير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها.
وسمعت أبا بكر ابن الطحان، قال: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج، فجاء الحافظ فكسر شيئًا كثيرًا، ثم صعد يقرأ الحديث، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث.
فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد[5].
شعبة بن الحجاج:
قال أبو بحر: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ عبدالله حتى جف جلده على عظمه.
قال البغوي: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.
وقال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس؛ يعطي السائل ما أمكنه.
وقال النظر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتهم منتهون.
قال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى، أو يضمن له[6].
سفيان الثوري:
من سمع ببدعة فلا يحكيها لجلسائه؛ لا يلقيها الشيطان في قلوبهم.
قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيًا. فقلت: ما شأنك؟ قال: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيًا.
قال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدةً فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.
فائدة:
بحث نفيس في طواف الإفاضة للحائض المضطرة في ص217 ج26 من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله. فليراجع.
المصدر: مجمع الفوائد.