حكاية ناي ♔
10-01-2022, 07:22 PM
يونس عليه السلام هو النبي الذي آمن به جميع قومه . والدليل على هذا في قوله تعالى ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [سورة يونس: 98]، إذ أرسل الله نبيه يونس إلى مدينة نِينوى في العراق، وقد كان فيها كثافة بشرية عالية وحضارة راقية فقال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [سورة الصافات: 147، 148]، وقد اختلفت الأقوال في عددهم، إذ قيل ما بين 110 آلاف إلى 170 ألفًا. [1]
قصة نبي الله يونس عليه السلام
أرسل الله نبيه يُونس عليه السلام إلى مدينة نينوى بالعراق، تقريبًا بالقرن الثامن قبل الميلاد، ليدعوهم إلى عبادة لله تعالى وحده، ولكن رفضوا دعوته، فأخبرهم أن العذاب سوف يأتيهم خلال 3 أيام، فلما جاء ثالث يوم خرج النبي يونس عليه السلام من البلد، قبل أن يأذن له الله بالخروج، ولم يكد يونس أن يبعد عن بيوت قومه، وبدأ العذاب يوافيهم، واقترب منهم الهلاك، فشعروا بالخوف، وتأكدوا من أن حق دعوة نبي الله يونس، ومدى صدقه، وأن العذاب سوف يقع عليهم، مثلما وقع على الأمم من قبلهم.
فوقع في نفوسهم اللجوء لله، فيؤمنون به، ويتوبون من شركهم، ويستغفرون الله من ذنوبهم وخطاياهم، ثم خرجوا لرؤوس الجبال، وتوجهوا بالدعاء لله، وقد بسط الله جناح رحمته عليهم بعد هذا، ورفع نقمته عنهم، وتقبل التوبة منهم، إذ أنهم أخلصوا في التوبة، وصدقوا في الإيمان، فرد الله العقاب عنهم، ومنع عنهم العذاب، ثم رجعوا إلى ديارهم آمنين، وتمنوا أن يعود يونس إليهم ويعيش بينهم.
ولكن مضى يونس في سبيله، وركب السفينة، فعندما وصلت السفينة لجة البحر، هاج البحر وأحاط بالسفينة ومن عليها، وعندما علم ركابها ما سوف يحيط بهم، قال البعض منهم: “لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة”، فقاموا بقرعة بينهم حتى يلقوا بأحد منهم في البحر، وهو من سوف تقع القرعة عليه، فوقعت القرعة على نبي الله يونس، ولكن نفوسهم لم تطاوعهم لفعل هذا لأنهم وجدوا أنه كريم الأخلاق، وبه كل الصفات الحسنة، فأعادوا فعل القرعة مرة أخرى، فوقعت على يونس عليه السلام أيضًا، فأعادوا القرعة مرة ثالثة، فوقعت أيضًا عليه، فأدرك يونس أن هذا وراءه تدبيرًا، وفهم خطيئته، فما كان له أن يترك قومه قبل أن يأذن الله له بذلك، أو أن يستخير ربه في الرحيل، فقام بإلقاء نفسه في البحر، وسلم نفسه للأمواج.
فأوحى الله تعالى للحوت حتى يبتلعه، ويطويه ببطنه، وألا يأكل لحمه، وألا يهشم عظامه، وقبع نبي الله يونس في بطن الحوت، واستمر الحوت في شق الأمواج، والانتقال في الظلمات، فضاق صدر يونس، والتجأ بالدعاء إلى الله فقال تعالى: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (سورة الأنبياء: الآية 87).
فاستجاب الله إلى دعاء نبيه يونس عليه السلام، وأوحى عز وجل للحوت بأن يلقي بيونس إلى العراء، وبالفعل ألقاه على الشاطئ ضعيفًا وهزيلًا، فتلقاه الله برحمته وعنايته ورعايته، فأنبت شجرة يقطين عليه، وبدأ يونس يأكل من ثمارها ليتغذى، ويستظل تحت ظلها، فعادت عافيته إليه، وحمد الله على نعمته عليه، وبعدها أوحى إليه الله ليعود لقومه، ولما رجع لهم يونس وجدهم امتنعوا عن عبادة الأصنام وموحدين بالله. [2]
القصص المستفادة من قصة يونس
من يتدبر في قصة سيدنا يونس عليه السلام سوف يستخلص الكثير كم القصص التي قد يستفاد منها، وفي التالي القصص المستفادة من قصة يونس:
أولاً: أن الشخص عندما يتوب توبة صادقة يقبل الله عز وجل توبته، ويفرج عنه كربته، إذ قال سبحانه تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} (سورة يونس: 89).
ثانيًا: قال تعالى عن نبيه موسى: {فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (سورة الصافات: 143-144)، أي أن الإكثار من التسبيح، من أسباب تفريج الكرب، والتخلص من الهموم، كما قال القرطبي: “أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان سبب نجاته؛ ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر”، وفي ذلك المعنى ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل”.
ثالثًا: جاء في فضل دعاء يونس عليه السلام العديد من الروايات، ومنها ما ذكره الحاكم في “المستدرك” عن سعد بن مالك رضي الله عنه، قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث، {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة، أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمع قول الله عز وجل: {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك، أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غُفر له جميع ذنوبه)”.
رابعًا: تلك القصة تؤكد فضل الدعاء بوجه عام، إذ أن الدعاء أحد صور العبادة، ووعد الله عباده بإجابة الدعاء، كما في قوله عز وجل: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} (سورة غافر: 60)، أي أن الدعاء ليس في الشدائد فقط، بل في كل وقت.
خامسًا: إن قول الله تعالى في قصة يونس: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88) يُفيد بأن العبد عندما يوقع في كرب ويلجأ لله داعيًا، فإن الله يفرج كربه بلا شك، وهذا وعد الله لعباده المؤمنين، أي أن كل مؤمن عليه أن يقتدي بنبي الله يونس في إخلاصه في الدعاء وصدق إيمانه.
دعاء سيدنا يونس عليه السلام
إن دعوة سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت من أفضل الدعوات التي يجب أن يلتزم المسلم بدعائها في أي وقت، إذ قال نبي الله يونس عندما وقع في الكرب: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” رواه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه.
قصة نبي الله يونس عليه السلام
أرسل الله نبيه يُونس عليه السلام إلى مدينة نينوى بالعراق، تقريبًا بالقرن الثامن قبل الميلاد، ليدعوهم إلى عبادة لله تعالى وحده، ولكن رفضوا دعوته، فأخبرهم أن العذاب سوف يأتيهم خلال 3 أيام، فلما جاء ثالث يوم خرج النبي يونس عليه السلام من البلد، قبل أن يأذن له الله بالخروج، ولم يكد يونس أن يبعد عن بيوت قومه، وبدأ العذاب يوافيهم، واقترب منهم الهلاك، فشعروا بالخوف، وتأكدوا من أن حق دعوة نبي الله يونس، ومدى صدقه، وأن العذاب سوف يقع عليهم، مثلما وقع على الأمم من قبلهم.
فوقع في نفوسهم اللجوء لله، فيؤمنون به، ويتوبون من شركهم، ويستغفرون الله من ذنوبهم وخطاياهم، ثم خرجوا لرؤوس الجبال، وتوجهوا بالدعاء لله، وقد بسط الله جناح رحمته عليهم بعد هذا، ورفع نقمته عنهم، وتقبل التوبة منهم، إذ أنهم أخلصوا في التوبة، وصدقوا في الإيمان، فرد الله العقاب عنهم، ومنع عنهم العذاب، ثم رجعوا إلى ديارهم آمنين، وتمنوا أن يعود يونس إليهم ويعيش بينهم.
ولكن مضى يونس في سبيله، وركب السفينة، فعندما وصلت السفينة لجة البحر، هاج البحر وأحاط بالسفينة ومن عليها، وعندما علم ركابها ما سوف يحيط بهم، قال البعض منهم: “لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة”، فقاموا بقرعة بينهم حتى يلقوا بأحد منهم في البحر، وهو من سوف تقع القرعة عليه، فوقعت القرعة على نبي الله يونس، ولكن نفوسهم لم تطاوعهم لفعل هذا لأنهم وجدوا أنه كريم الأخلاق، وبه كل الصفات الحسنة، فأعادوا فعل القرعة مرة أخرى، فوقعت على يونس عليه السلام أيضًا، فأعادوا القرعة مرة ثالثة، فوقعت أيضًا عليه، فأدرك يونس أن هذا وراءه تدبيرًا، وفهم خطيئته، فما كان له أن يترك قومه قبل أن يأذن الله له بذلك، أو أن يستخير ربه في الرحيل، فقام بإلقاء نفسه في البحر، وسلم نفسه للأمواج.
فأوحى الله تعالى للحوت حتى يبتلعه، ويطويه ببطنه، وألا يأكل لحمه، وألا يهشم عظامه، وقبع نبي الله يونس في بطن الحوت، واستمر الحوت في شق الأمواج، والانتقال في الظلمات، فضاق صدر يونس، والتجأ بالدعاء إلى الله فقال تعالى: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (سورة الأنبياء: الآية 87).
فاستجاب الله إلى دعاء نبيه يونس عليه السلام، وأوحى عز وجل للحوت بأن يلقي بيونس إلى العراء، وبالفعل ألقاه على الشاطئ ضعيفًا وهزيلًا، فتلقاه الله برحمته وعنايته ورعايته، فأنبت شجرة يقطين عليه، وبدأ يونس يأكل من ثمارها ليتغذى، ويستظل تحت ظلها، فعادت عافيته إليه، وحمد الله على نعمته عليه، وبعدها أوحى إليه الله ليعود لقومه، ولما رجع لهم يونس وجدهم امتنعوا عن عبادة الأصنام وموحدين بالله. [2]
القصص المستفادة من قصة يونس
من يتدبر في قصة سيدنا يونس عليه السلام سوف يستخلص الكثير كم القصص التي قد يستفاد منها، وفي التالي القصص المستفادة من قصة يونس:
أولاً: أن الشخص عندما يتوب توبة صادقة يقبل الله عز وجل توبته، ويفرج عنه كربته، إذ قال سبحانه تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} (سورة يونس: 89).
ثانيًا: قال تعالى عن نبيه موسى: {فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (سورة الصافات: 143-144)، أي أن الإكثار من التسبيح، من أسباب تفريج الكرب، والتخلص من الهموم، كما قال القرطبي: “أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان سبب نجاته؛ ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر”، وفي ذلك المعنى ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل”.
ثالثًا: جاء في فضل دعاء يونس عليه السلام العديد من الروايات، ومنها ما ذكره الحاكم في “المستدرك” عن سعد بن مالك رضي الله عنه، قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث، {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة، أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمع قول الله عز وجل: {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك، أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غُفر له جميع ذنوبه)”.
رابعًا: تلك القصة تؤكد فضل الدعاء بوجه عام، إذ أن الدعاء أحد صور العبادة، ووعد الله عباده بإجابة الدعاء، كما في قوله عز وجل: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} (سورة غافر: 60)، أي أن الدعاء ليس في الشدائد فقط، بل في كل وقت.
خامسًا: إن قول الله تعالى في قصة يونس: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88) يُفيد بأن العبد عندما يوقع في كرب ويلجأ لله داعيًا، فإن الله يفرج كربه بلا شك، وهذا وعد الله لعباده المؤمنين، أي أن كل مؤمن عليه أن يقتدي بنبي الله يونس في إخلاصه في الدعاء وصدق إيمانه.
دعاء سيدنا يونس عليه السلام
إن دعوة سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت من أفضل الدعوات التي يجب أن يلتزم المسلم بدعائها في أي وقت، إذ قال نبي الله يونس عندما وقع في الكرب: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” رواه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه.