مشاهدة النسخة كاملة : 5 معارك روسة فاشلة منذ بدء غزو أوكرانيا


حكاية ناي ♔
02-18-2023, 08:49 AM
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، استهداف مراكز قيادة لثلاثة ألوية أوكرانية متنوعة المهمات في «جمهورية دونيتسك الشعبية»، وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: «ضرب طيران الجيش وقوات الصواريخ والمدفعية التابعة للقوات الروسية، مواقع قيادة اللواء 36 للمشاة البحرية التابع للقوات الأوكرانية في القرب من مدينة أفدييفكا، واللواء الميكانيكي 72 التابع للقوات الأوكرانية في مدينة أوجليسبوروشنايا، واللواء الدفاع الإقليمي 102 التابع للقوات الأوكرانية في منطقة مالينوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، بالإضافة إلى 92 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار والقوى العاملة والمعدات العسكرية في 118 منطقة».


وتابعت: «على محور خيرسون، وأثناء المعارك تم خلال الـ24 ساعة الماضية، تدمير ما يلي: مدفعي هاوتزر ذاتية الحركة من طراز «أكاتسيا»، ومدفع هاوتزر من طراز «مستا-في»، بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف أربعة مستودعات ذخيرة تابعة للوائي الدفاع الإقليميين 123 و126 في القرب من مدينة خيرسون، في بلدتي دودشاني وبيريسلاف.

وفي تقرير موسع لوكالة الصحافة الفرنسة شهدت الحرب في أوكرانيا كثيرًا من التغييرات بعد عام من بداية الصراع، فقد انتقلنا من مرحلة الغزو الروسي الذي كان من المفترض أن يفضي إلى احتلال سريع للعاصمة كييف، إلى حرب طويلة تشبه حرب الخنادق، وراء هذا التغيير في شكل النزاع، معارك كبرى ميزّت العام الأول من هذا الصراع الدموي في قلب أوروبا.

وفي البداية، أطلق الجيش الروسي في 24 فبراير 2022 عملية عسكرية ضد أوكرانيا كان هدفها الأول هو احتلال العاصمة كييف بسرعة، لكن بعد مضي عام، تعثر الصراع وتمكنت أوكرانيا، خصوصًا بفضل الدعم العسكري الغربي، من استعادة بعض الأراضي التي احتلتها روسيا في بداية الحرب، وفي الحقيقة، فإن فشل روسيا في تحقيق أهدافها الرئيسية لم يقع بين عشية وضحاها.

وللوقوف عند المعارك الرئيسية في الحرب الأوكرانية والتي أوصلت القوات المتحاربة إلى الوضع الميداني الراهن، حاورت فرانس 24 كل من الخبيرين العسكريين غوستاف غريسيل المتخصص في القضايا العسكرية الروسية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية ومقره برلين، وكذا سيم تاك محلل عسكري يعمل لحساب فورس أناليز Forces Analysis وهي شركة متخصصة في مراقبة النزاعات.

معركة السماء (الأيام الأولى للحرب)

في بداية الصراع كان المراقبون يرون بأن «احتمال تحقيق روسيا لنصر سريع في الحرب سيتوقف على مدى سيطرتها على الأجواء وأيضًا كيفية استثمار (هذه السيطرة) بنجاح»، حسبما يستذكر جوستاف جريسيل، ويوضح هذا الخبير الألماني بأن موسكو أخفقت في بسط سيطرتها على الأجواء، وبأن لهذا الفشل «عواقب وخيمة على بقية الصراع».

بدوره، يلحظ جوستاف جريسيل بأن الروس كانوا قد اتبعوا جيدًا القاعدة الأولى لتحقيق الهيمنة من الجو، من خلال استخدام التشويش الإلكتروني المكثف لإرباك الدفاعات الأوكرانية المضادة للطائرات لتسهيل قصف الأهداف مثل القواعد الجوية أو الوسائط الدفاعية، لكن غريسيل يردف هنا بأن الروس «أهملوا الوقوف على نتائج عمليات القصف غير مدركين من ثم بأنهم قد تسببوا فعلاً في الكثير من الأضرار، لكن مع قليل من الدمار.

يتابع غريسيل بأن الروس كانوا حينها في عجلة من أمرهم، فقد أرسلوا القوات البرية في حين أن الحملة الجوية لم تكن قد اكتملت بعد، وهو يوضّح: «لإنجاح الغزو البري، كان ينبغي عليهم وقف التشويش على الأجهزة الكهربائية حتى لا يمنعوا قواتهم من الاتصال ببعضها البعض»، نتيجة لذلك، تمكنت القوات الأوكرانية من إعادة تنظيم نفسها وأيضا دفاعاتها المضادة للطائرات.

معركة كييف (24-25 فبراير)

حاول الجيش الروسي من خلال زحفه على العاصمة الأوكرانية في 24 فبراير، مباغتة خصمه، يقول سيم تاك: إن فشل هذه الإستراتيجية أظهر «قدرة الأوكرانيين على تنظيم دفاع فعّال بسرعة، حتى عندما يتم أخذهم على حين غرة».

وكما يوضّح جوستاف جريسيل بأن الجهد الروسي للاستيلاء على مطار أنتونوف (هوستوميل) بدءًا من 24 فبراير/، هو بمثابة رمز لمعركة كييف هذه «لقد أرسلوا (الروس) قوات خاصة مجوقلة على متن مروحية كان من المفترض أن تنضم إلى قوات محمولة على متن الطائرات التقليدية، وأيضا أن تكون مدعومة بوحدات آلية روسية تأتي من بيلاروسيا».

إلا أن الأوكرانيين نجحوا في صد طائرات النقل، وعزلوا بذلك القوات التي كانت قد وصلت على متن طائرة الهليكوبتر، يشرح غوستاف غريسيل: «رغم أن تحرك الدبابات كان سريعًا، لكنه لم يكن بالسرعة الكافية للوصول إلى هذه الوحدات في الوقت المناسب»، كما يرى سيم تاك بأن فشل روسيا في عبور نهر بوغ إلى الجنوب من فوزنيسينسك، الواقعة شمال غرب خيرسون وميكولاييف، للتوجه جنوبًا قد «جسّد نهاية الأمل الروسي في الاستيلاء على أوديسا».

معركة خاركيف (إلى غاية 12 مايو)

تعتبر مدينة خاركيف الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا عن الحدود الأوكرانية-الروسية، بمثابة القفل الهام للغاية والذي يجب على موسكو كسره، يقول سيم تاك: «إنها مدينة أساسية تسمح السيطرة عليها بالوصول سريعا إلى مناطق واسعة في وسط أوكرانيا»، لهذا فقد حاول الروس الاستيلاء على خاركيف في 24 فبراير، لكن هناك أيضًا، صمد الدفاع الأوكراني لعدة أشهر رغم حملة قصف جوي روسية مكثفة.

يضيف سيم تاك: «لقد أثبتت هذه المعركة بأن الجيش الروسي يواجه صعوبات داخل البيئات الحضرية، خصوصًا في المدن الكبيرة مثل خاركيف، لقدد واجهوا واحدة من أكثر البيئات القتالية تعقيدًا، فحتى الولايات المتحدة لم تجد حلاً سحريًا بالنسبة لمعارك المدن».

ويردف سيم تاك بأن الفشل الروسي هو في الواقع أكثر إثارة للدهشة خصوصًا بعد أن أرسلت موسكو إلى خاركيف «بعض وحدات النخبة التي افتقدت لها بالتالي في مواقع أخرى على الجبهة».

حصار ماريوبول (إلى غاية 20 مايو)

يوضح سيم تاك بأن السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة جنوب دونيتسك كانت هدفًا رئيسيًا لروسيا، فلقد «سمحت السيطرة عليها لروسيا بإيجاد تواصل بين منطقتي دونباس وخيرسون اللتين وقع غزوهما»، لكن معركة ماريوبول استغرقت وقتًا أطول بكثير مما توقعته موسكو، فقد بدأ الروس باحتلال الميناء، ثم اتجهوا نحو وسط المدينة وكان عليهم تدمير جيوب المقاومة الأوكرانية الواحدة تلو الأخرى.

وقد جسّد حصار مصنع آزوفستال حيث تحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين رمزًا لمعركة بلا رحمة، كما كان آخر فصل من هذه المعركة تابعه العالم بأسره، يوضح سيم تاك ههنا: «في ماريوبول باشرت روسيا استراتيجيتها في تنفيذ قصف مكثف للمدن حين لا يكون هجوم قوات المشاة كافيًا».

معركة إيزيوم ونهر دونيتس (مارس - سبتمبر 2022)

يقول سيم تاك: إن اشتباكات السيطرة على نهر دونيتس هي بمثابة «المعركة الكبرى التي حددت مسار الحرب»، وهو يرى بأنها كانت خط دفاع طبيعي هام فاصل بين الشمال الأوكراني ومناطق أخرى نحو الجنوب.

لقد ساهمت المحاولات الفاشلة لعبور النهر إلى حد كبير في ركود الجبهة، وذلك سواء عبر إيزيوم في مارس/آذار، أو عند نقاط عبور أخرى مختلفة بين هذه المدينة الواقعة جنوب خاركيف، وليسيتشانسك، منذ تلك اللحظة، اتخذ الصراع في أوكرانيا شكل حرب التموقع أكثر منه حرب التحرك، كما تذكّر هذه الإخفاقات المتكررة للروس أيضًا بعامل «قوة الجغرافيا، فحتى مع توفر معدات النزاع الحديثة، تبقى عملية عبور نهر معقدة للغاية، وتتطلب تنسيقًا مثاليًا»، حسب سيم تاك، لقد تعلم الروس ذلك، على حسابهم، بعدما خسروا عددًا كبيرًا من الرجال والمعدات في محاولات العبور.

على الجدران والمقاعد في موسكو نداءات صامتة للسلام

رسوم صغيرة على الجدران، أو شرائط تُعلّق هنا وهناك قبل أن تتم إزالتها، أو أعمال تخريب سرية.. في موسكو، تكثر الدعوات الخجولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كاسرةً إلى حدّ ما قانون الصمت الذي تفرضه السلطات على معارضي غزو أوكرانيا.

«اليوم، لا يمكننا أن ننأى بأنفسنا! اكتب، تكلم، لا تسكت عن الحرب!»، يمكن قراءة هذه الدعوة منحوتة بسكين في خشب مقعد عام مغطى بالثلج في وسط العاصمة الروسية، مثل هذه الكلمات تعرض أصحابها لعقوبات شديدة بالسجن.

كتب آخرون بسرعة عبارة «#NetVoïne»، «لا للحرب» باللغة الروسية، على جدران المدينة الكبيرة، في تحد للحظر المفروض على استخدام وصف الحرب للتدخل الروسي الذي انطلق في 24فبراير 2022 ويسميه الكرملين «عملية عسكرية خاصة».

وتفرض السلطات رقابة شديدة جدًا لدرجة أن حتى تلك الملصقات التي تدعو إلى «السلام للعالم»، والتي تظهر على أبواب مترو موسكو، يمكن أن تعد عملًا تخريبًا أو فتنة أو محاولة لتشويه سمعة الجيش.

والأكثر غموضًا، تلك الشرائط الخضراء التي يمكن رؤيتها مربوطة بأغصان الأشجار أو الأسيجة أو أعمدة الإنارة، ما علاقة هذا بالنزاع؟ الأخضر هو نتيجة المزج بين الأصفر والأزرق، لونا العلم الأوكراني.

إنها أعمال مقاومة صغيرة قد تبدو سخيفة لو لم ينته الأمر بالعديد من الروس في السجن، مثل ألكسندرا سكوتشيلينكو التي أوقفت في نيسان/أبريل 2022 لاستبدالها شعارات مسالمة ببطاقات للسلع في متجر كبير في سانت بطرسبرغ، وهي تواجه عقوبة بالسجن عشر سنوات.

جنود الاحتياط الروس الرافضون للقتال.. بين الاختباء والفرار

بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي تعبئة عسكرية، تلقى مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وهم مدنيون، استدعاءاتهم، لكنّ كثيرًا تجاهلوا النداء، بعضهم بقي مختبئا في روسيا وبعضهم الآخر فرّ منها، وفي دفتره للخدمة العسكرية، يظهر دميتري، وهو اسم مستعار، وضعه كجندي احتياط في الجيش الروسي، ما منحه الأولوية في حملة التجنيد للانضمام إلى القوات الروسية والمشاركة في القتال في أوكرانيا، لكن دميتري يقول: إنه تجاهل هذا الاستدعاء وأوضح «أعتقد أن المشاركة في هذا العمل الشائن يعني أن تلحق بنا وصمة مدى الحياة».

وبالتالي، يعيش الشاب العالق في بلده، منذ أربعة أشهر في خطر التعرض للتوقيف. وفي بادرة استثنائية، وافق على سرد قصته لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه ومن دون ذكر موقعه في روسيا.

وعندما تسلم مئات الآلاف من جنود الاحتياط المدنيين أمر استدعائهم عند إعلان التعبئة العسكرية، فضل عدد غير معروف منهم عدم الاستجابة للاستدعاء على غرار دميتري، واختار بعضهم الهروب إلى خارج روسيا كي لا يجازفوا بإرسالهم إلى الجبهة، إذ إنه من غير المضمون حصولهم على إعفاء لأسباب طبية أو مهنية، وينبغي على الأشخاص الذين لا يستطيعون المغادرة أو لا يرغبون فيها، ابتكار حيل أخرى لتجنب التجنيد القسري أو السجن، وهذه حال دميتري الذي يعتبر أن الهجوم الروسي على أوكرانيا «عملًا همجيًا وجريمة مطلقة».

وزير الخارجية الإسرائيلي يــزور أوكـــــرانيا للمرة الأولى

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أمس أنه وصل إلى كييف في أول زيارة لوزير إسرائيلي لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي قبل نحو عام، وكتب كوهين على تويتر «جئت لأقول: إسرائيل تقف إلى جانب أوكرانيا وإلى جانب الأوكرانيين في هذه الأوقات الصعبة».

وبُعيد وصوله إلى كييف، زار كوهين مدينة بوتشا الواقعة في شمال غرب العاصمة الأوكرانية وأصبحت رمزًا للأعمال الوحشية التي تتهم أوكرانيا روسيا بارتكابها.

وكتب أيضًا على تويتر «ذهبت إلى بوتشا، وهي إحدى ضواحي كييف وتضررت كثيرًا في بداية الحرب، لا يمكننا أن نكون لامبالين في مواجهة هذه الصور الصعبة وروايات الفظائع التي سمعتها هنا»، مؤكدًا أن «إسرائيل تدين أي هجوم متعمد ضد الأبرياء»، وزار صباحًا نصب بابي يار التذكاري في كييف، وهو موقع يحتوي على رفات نحو 34 ألف يهودي قتلوا في 1941 عندما كانت المدينة تحت الاحتلال النازي.

ولاحظ مراسلو وكالة فرانس برس أن الجيش الأوكراني طوّق الموقع ومنع الدخول إليه.

احساس
02-18-2023, 08:51 AM
سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز

حكاية ناي ♔
02-19-2023, 08:43 AM
اسعدني حضوركم