مشاهدة النسخة كاملة : بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (30)


حكاية ناي ♔
11-24-2022, 12:02 PM
فائدة: عن لوين قال: أراد داود الطائي أن يجرب نفسه هل تقوى على العزلة. فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة. قال فكانت المسألة تجيء وأنا أشد شهوة للجواب من العطشان إلى الماء؛ فلا أجيب. قال: فاعتزل الناس.


فائدة:
رئي داود الطائي في المنام يعدو في صحراء الحيرة. فقيل له: ما هذا؟ قال: الساعة خرجت من السجن. فنظروا فإذا هو قد مات في ذلك الوقت[1].

وكان يقول: ما أخرج الله عبدًا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس.


عوتب داود في التزوج. فقيل: لو تزوجت؟ فقال: كيف بقلبٍ ضعيف ليس يقوم بهمه يجتمع عليه همان.


فائدة:
عن أم سعيد النخع الطائية قالت: كان بيننا وبين داود جدار قصير فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، ولربما سمعته في جوف الليل يقول: اللهم همك عطل عليّ الهموم، وحال بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت: ولربما ترنم في السحر بشيءٍ من القرآن؛ فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة. قالت: وليس عنده في البيت مصباح[2].

فائدة:
قال ابن السماك: أوصاني أخي داود بوصية: انظر لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، واستح من قربه منك وقدرته عليك. قيل لداود الطائي: أرأيت رجلاً دخل على هؤلاء الأمراء فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر؟ قال: أخاف عليه السوط. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه السيف. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه الداء الدفين من العجب [3].

قال رحمه الله: واعلم يا أخي أن كلما يشغلك عن الله فهو عليك مشئوم وأن أهل الدنيا جميعًا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون من خير ويندمون على ما يخلفون.


فائدة:
قال سيف بن هناس الطائي قال سمعت أحمد بن شراعة قال: كنت أسبل الماء بالليل فرأيت عند قبر داود الطائي سراج؛ فذهبت أنظر إليه؛ فإذا هو قد ذهب. قال: ثم عدت إلى تسبيل الماء فإذا أنا بالسراج؛ فذهبت فغاب حتى فعل ذلك ثلاثًا. قال: ثم نمت فرأيت فيما يرى النائم كأن إنسانًا يقول: لا تسبل الماء عند القبر، ولا تدنو منه. قال: فابتلي بالسل حتى مات.


وكان رحمه الله يقول: اليأس سبيل أعمالنا هذه؛ ولكن القلوب تحن إلى الرجاء.


عن أبي نعيم قال: رأيت داود الطائي تدور في وجهه نملة عرضًا وطولا لا يفطن بها من الهم[4].

إبراهيم بن أدهم:
مرّ مع أصحاب له بنهر وهم مسافرون إلى الإسكندرية فأكلوا كسرًا معهم وشربوا من النهر فشرب إبراهيم وحمد الله ثم خرج من النهر ومدد رجليه ثم قال: يا أبا يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذًا لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة، فقلت له: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطؤوا الطريق المستقيم. فتبسم ثم قال: من أين لك هذا الكلام؟[5] ص141.

فائدة:
ذكر النسائي في باب الصلاة على الميت أن ابن عباس كان يقرأ الفاتحة وسورة.


فائدة:
قال ابن القيم رحمه لله في مختصر المدارج: وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهما التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده سبحانه والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالإجابة[6].

فائدة:
قال الفضيل: تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، بأي عمل؟ وأي شهوة تركتها لله - عز وجل - وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله، قال: وسمعت فضيلاً يقول: لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه، فيستخرج منه ما يخبر به من عمله فإن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا متكلمًا ولا قارئًا، وإن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته، فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك، فتكون مرائيًا، وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله - يعني من أجل الله - فتكلم.


وسئل الفضيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه [7].

فائدة:
قال ابن كثير في آية المائدة في وصف النصارى:
﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 83-85]، أي باتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان[8]. ص148.

فائدة:
قال الربيع بن سليمان رأيت البويطي على بغلٍ في عنقه غلٌ وفي رجليه قيد وبين الغل والقيد سلسلة فيها طوبة حديد وزنها أربعون رطلاً وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بـ (كن) فإذا كانت (كن) مخلوقة كانت مخلوقًا خلق مخلوقًا؛ فوالله لأموتن في حديدي حتى يأتي بعدي قومًا يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قومٌ في حديدهم.


وكتب إلي وهو في السجن أن يأتي عليّ أوقات ما أحس بالحديد حتى أمسه بيدي، وأنت حسن خلقك مع أهل خاصتك[9].


وهذه الفائدة وردت عليّ من الأخ الشيخ محمد بن سليمان حفظه الله وجزاه الله خيرًا.


المصدر: مجمع الفوائد

أمير المحبه
11-25-2022, 08:46 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

حكاية ناي ♔
12-04-2022, 09:18 AM
اسعدني حضورك

يحيى الشاعر
12-04-2022, 07:17 PM
..






جزاك الله خيرا
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك
دمت بكل خير
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4183nalwrd.gif

حكاية ناي ♔
12-06-2022, 09:39 AM
اسعدني حضورك

حكاية ناي ♔
12-06-2022, 09:39 AM
اسعدني حضورك

همس الورد
12-10-2022, 04:12 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان

حكاية ناي ♔
12-12-2022, 08:40 AM
اسعدني حضورك

فتاة بلا قلب
12-30-2022, 10:33 AM
أثابكِ الله الجنة
وجزاكِ عنا كل خير