حكاية ناي ♔
11-24-2022, 12:09 PM
فائدة:
عن عبدالرزاق، قال: كنت جالسًا مع أبي حنيفة في دبر الكعبة، فجاء رجل، فقال: يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري - رأيته يلبي على الصفا، قال: اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبدالرزاق: فتعجب منه، فقلت: ألم تسمع حديث مسروق، عن عبدالله أنه لبي على الصفا[1].
فائدة:
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير. وكان يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. وكان يقول: ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد لزق به شيء يسوؤك. وقال رحمه الله: عجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يومٍ مرحلة، ويدعون أن يعملوا لدارٍ يرحلون إليها كل يوم مرحلة.
وقال: إني لأعظ وما أرى موضعًا، وما أريد إلا نفسي. ويقول: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم[2].
فائدة:
سري السقطي
رآه بعض إخوانه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى عليّ. فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. فأخرج درجًا فنظر فيه فلم يرَ لي فيه اسمًا. فقلت: بلى قد حضرت. قال فنظر فإذا اسمي في الحاشية[3].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الطاعة لله هي موافقة الأمر، (لا موافقة القدر والمشيئة) ولو كانت موافقة القدر طاعة لله لكان إبليس من أعظم المطيعين لله، وكان قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون كلهم مطيعين له، فيكون قد عذبهم أشد العذاب على طاعته وانتقم منهم لأجلها. وهذا غاية الجهل بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى[4].
فائدة:
عن رجل من بني عبس قال: صبحت سلمان رضي الله عنه فذكر ما فتح الله على المسلمين من كنوز كسرى، وقال: إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم؛ لممسكٌ خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيُ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
ثم مررنا ببيادر تذرى فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيٌ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
فائدة:
• قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو أدامه وقال إني لا أنظر بشهوة فقد كذب.
• وقال المصنف في المغني: إذا كان الأمرد جميلاً يخاف الفتنة بالنظر إليه لم يجز تعمد النظر إليه.
• قال في الفروع: يحرم النظر - يعني إلى الأمرد خوف الشهوة -.
• قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومن استحله كفر إجماعًا[5].
فائدة:
قال في صحيح مسلم بشرح النووي: إنه - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ توضأ وصلى ركعتين خفيفتين ثم يقرأ ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 164]، إلى آخر السورة[6].
فائدة:
سئل أحمد عن رجل اشتدت علته فلم يتداوى ويخاف عليه. قال: لا هذا يذهب مذهب التوكل. وكذا سأله أبو إسحاق في الرجل يمرض (يترك الأدوية أو يشربها) فقال: إذا توكل فتركها أحب إلي. والدليل عليه ما روي عن ابن عباس: أن امرأة جاءت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ادع الله لي أن يشفيني. فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. قالت: يا رسول الله: لا بل أصبر. الحديث رواه البخاري ومسلم. اهـ[7].
فائدة:
كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين بالخاصة على العامة ويقول: "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها أمنه الله يوم الفزع الأكبر". وفي رواية ثبت الله قدميه يوم القيامة. اهـ[8]
فائدة:
قال في المنتهى وشرحه في باب الفدية: ويفدي من رفض إحرامه، ثم فعل محظورًا يفدي للمحظور (الذي فعله) لأن التحلل من الإحرام ما يكون إلا بإكمال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط. ثم قال صاحب المغني: لا يحصل التحلل إلا بثلاثة أشياء إكمال أفعال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط، وما عدا هذا فليس له أن يتحلل، ولا يفسد الإحرام برفضه[9].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: شغلوا قلوبهم بالدنيا ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه تعالى وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرائف الفوائد.
وقال رحمه الله: خراب القلب من الغفلة وعمارته من الخشية والذكر. ثم قال: إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها موائد الآخرة. الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا. من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا وإيثارها؛ إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة وجلاؤه بالذكر، المتوكل لا يسأل غير الله، من شغل بنفسه شغل عن غيره ومن شغل بربه شغل عن نفسه، الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله[10].
فائدة:
وقال رحمه الله إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، و إذا تعرفوا على ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم وتملقوهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.
وقال رحمه الله: علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مر في غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره[11].
فائدة:
على حديث عبدالله ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزن فقال اللهم إني عبدوابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ما) مسند أحمد.
فتضمن هذا الحديث العظيم أمورًا من المعرفة والتوحيد والعبودية؛ فقوله (إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك) يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء. وفي ذلك تملق له واستخذاء له بين يديه واعتراف بأنه مملوك وآباءه مماليك له وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة فتحت هذا الاعتراف أني لا غني بي عنك طرفة عين... الخ[12].
فائدة:
قال في الروض المربع وحاشيته: أربع قبل العصر وأربع بعد المغرب وأربع بعد العشاء. قال جمع من أهل العلم: يحافظ عليها لحديث ابن عمر مرفوعا: "رحم الله امرًا صلى قبل العصر أربعًا" رواه الترمذي وغيره وله شواهد تدل على استحبابها وما رتب عليه من الأجر مما يتنافس فيه المتنافسون وليست راتبة ولا تلحق بالرواتب وللشيخ قاعدة معروفة وهي: أن ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليها. اهـ [13]
فائدة:
المشهور عند كثير من العلماء أن الذي زوج موسى عليه السلام هو شعيب النبي عليه السلام. روى الطبراني عن سلمة بن سعد الغزي: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى". اهـ[14]
فائدة:
قال في الروض: وإذا أراد السجود يعني للتلاوة فإنه يكبر وإذا رفع سواء ذلك في الصلاة أو خارجها ويجلس ويسلم. قال ابن القيم في الحاشية: لم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكبر للرفع من هذا السجود. قال الشيخ: بلا تحليل ولا تحريم للسجود هذا هو السنة المعروفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه عامة السلف. قال أحمد: أما التسليم فلا أدري ما هو. وقال ابن القيم أيضا: وهذا هو الصواب الذي لا ينبغي غيره ولا نقل فيه تشهدٌ ولا سلام ولا جلوس البتة[15].
فائدة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من سورة البقرة: ﴿ فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال آمين.
فائدة:
على قوله "الكفاءة دين ومنصب" يعني ليست شرطًا في صحة النكاح لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت قيس القرشية الفهرية أن تنكح أسامة بن زيد فنكحها بأمره. متفق عليه.
وكانت من المهاجرات الأول ذات جمال وفضل وكمال، وهو مولى.
وللبخاري عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة تبنى سالمًا وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة. رواه البخاري. وسالم رضي الله عنه مولى لامرأة من الأنصار، وزوّج "يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - " زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية، وغير ذلك مما يدل على صحت ذلك. اهـ[16]
فائدة:
في التربع وصفته "ثم قال: وكيف قعد جاز لخبر "صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا" ولم يخص جلسة دون جلسة. وذكر ابن أبي شيبة عن جماعة من التابعين أنهم كانوا إذا صلوا جلوسًا جثوا. اهـ[17]
فائدة:
على قوله: "يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع صلى قاعدًا.. " إلى قوله "مستلقيًا رجلاه مما يلي القبلة" روي عن علي رضي الله عنه، فإن عجز عن الإيماء أومأ بعينه. قال النووي: ضعيف، لكن له شواهد عند البزار والبيهقي والطبراني. قال في الحاشية: إن عجز عن الإيماء برأسه لركوعه وسجوده أومأ بعينيه؛ لما ذكره من الخبر قال ابن قندس: موضع الإيماء هو الرأس والوجه، والطرف من ذلك الموضع بخلاف اليدين. اهـ[18]
فائدة:
لما حضرت معاوية الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين: ألا توصي؟ فقال رضي الله عنه:
هو الموت لا منجى من الموت والذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ثم قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك، فما وراءك مذهب. ثم مات رحمه الله وعفا عنه[19].
المصدر: مجمع الفوائد
عن عبدالرزاق، قال: كنت جالسًا مع أبي حنيفة في دبر الكعبة، فجاء رجل، فقال: يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري - رأيته يلبي على الصفا، قال: اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبدالرزاق: فتعجب منه، فقلت: ألم تسمع حديث مسروق، عن عبدالله أنه لبي على الصفا[1].
فائدة:
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير. وكان يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. وكان يقول: ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد لزق به شيء يسوؤك. وقال رحمه الله: عجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يومٍ مرحلة، ويدعون أن يعملوا لدارٍ يرحلون إليها كل يوم مرحلة.
وقال: إني لأعظ وما أرى موضعًا، وما أريد إلا نفسي. ويقول: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم[2].
فائدة:
سري السقطي
رآه بعض إخوانه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى عليّ. فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. فأخرج درجًا فنظر فيه فلم يرَ لي فيه اسمًا. فقلت: بلى قد حضرت. قال فنظر فإذا اسمي في الحاشية[3].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الطاعة لله هي موافقة الأمر، (لا موافقة القدر والمشيئة) ولو كانت موافقة القدر طاعة لله لكان إبليس من أعظم المطيعين لله، وكان قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون كلهم مطيعين له، فيكون قد عذبهم أشد العذاب على طاعته وانتقم منهم لأجلها. وهذا غاية الجهل بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى[4].
فائدة:
عن رجل من بني عبس قال: صبحت سلمان رضي الله عنه فذكر ما فتح الله على المسلمين من كنوز كسرى، وقال: إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم؛ لممسكٌ خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيُ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
ثم مررنا ببيادر تذرى فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيٌ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
فائدة:
• قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو أدامه وقال إني لا أنظر بشهوة فقد كذب.
• وقال المصنف في المغني: إذا كان الأمرد جميلاً يخاف الفتنة بالنظر إليه لم يجز تعمد النظر إليه.
• قال في الفروع: يحرم النظر - يعني إلى الأمرد خوف الشهوة -.
• قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومن استحله كفر إجماعًا[5].
فائدة:
قال في صحيح مسلم بشرح النووي: إنه - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ توضأ وصلى ركعتين خفيفتين ثم يقرأ ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 164]، إلى آخر السورة[6].
فائدة:
سئل أحمد عن رجل اشتدت علته فلم يتداوى ويخاف عليه. قال: لا هذا يذهب مذهب التوكل. وكذا سأله أبو إسحاق في الرجل يمرض (يترك الأدوية أو يشربها) فقال: إذا توكل فتركها أحب إلي. والدليل عليه ما روي عن ابن عباس: أن امرأة جاءت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ادع الله لي أن يشفيني. فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. قالت: يا رسول الله: لا بل أصبر. الحديث رواه البخاري ومسلم. اهـ[7].
فائدة:
كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين بالخاصة على العامة ويقول: "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها أمنه الله يوم الفزع الأكبر". وفي رواية ثبت الله قدميه يوم القيامة. اهـ[8]
فائدة:
قال في المنتهى وشرحه في باب الفدية: ويفدي من رفض إحرامه، ثم فعل محظورًا يفدي للمحظور (الذي فعله) لأن التحلل من الإحرام ما يكون إلا بإكمال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط. ثم قال صاحب المغني: لا يحصل التحلل إلا بثلاثة أشياء إكمال أفعال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط، وما عدا هذا فليس له أن يتحلل، ولا يفسد الإحرام برفضه[9].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: شغلوا قلوبهم بالدنيا ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه تعالى وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرائف الفوائد.
وقال رحمه الله: خراب القلب من الغفلة وعمارته من الخشية والذكر. ثم قال: إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها موائد الآخرة. الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا. من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا وإيثارها؛ إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة وجلاؤه بالذكر، المتوكل لا يسأل غير الله، من شغل بنفسه شغل عن غيره ومن شغل بربه شغل عن نفسه، الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله[10].
فائدة:
وقال رحمه الله إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، و إذا تعرفوا على ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم وتملقوهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.
وقال رحمه الله: علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مر في غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره[11].
فائدة:
على حديث عبدالله ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزن فقال اللهم إني عبدوابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ما) مسند أحمد.
فتضمن هذا الحديث العظيم أمورًا من المعرفة والتوحيد والعبودية؛ فقوله (إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك) يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء. وفي ذلك تملق له واستخذاء له بين يديه واعتراف بأنه مملوك وآباءه مماليك له وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة فتحت هذا الاعتراف أني لا غني بي عنك طرفة عين... الخ[12].
فائدة:
قال في الروض المربع وحاشيته: أربع قبل العصر وأربع بعد المغرب وأربع بعد العشاء. قال جمع من أهل العلم: يحافظ عليها لحديث ابن عمر مرفوعا: "رحم الله امرًا صلى قبل العصر أربعًا" رواه الترمذي وغيره وله شواهد تدل على استحبابها وما رتب عليه من الأجر مما يتنافس فيه المتنافسون وليست راتبة ولا تلحق بالرواتب وللشيخ قاعدة معروفة وهي: أن ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليها. اهـ [13]
فائدة:
المشهور عند كثير من العلماء أن الذي زوج موسى عليه السلام هو شعيب النبي عليه السلام. روى الطبراني عن سلمة بن سعد الغزي: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى". اهـ[14]
فائدة:
قال في الروض: وإذا أراد السجود يعني للتلاوة فإنه يكبر وإذا رفع سواء ذلك في الصلاة أو خارجها ويجلس ويسلم. قال ابن القيم في الحاشية: لم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكبر للرفع من هذا السجود. قال الشيخ: بلا تحليل ولا تحريم للسجود هذا هو السنة المعروفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه عامة السلف. قال أحمد: أما التسليم فلا أدري ما هو. وقال ابن القيم أيضا: وهذا هو الصواب الذي لا ينبغي غيره ولا نقل فيه تشهدٌ ولا سلام ولا جلوس البتة[15].
فائدة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من سورة البقرة: ﴿ فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال آمين.
فائدة:
على قوله "الكفاءة دين ومنصب" يعني ليست شرطًا في صحة النكاح لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت قيس القرشية الفهرية أن تنكح أسامة بن زيد فنكحها بأمره. متفق عليه.
وكانت من المهاجرات الأول ذات جمال وفضل وكمال، وهو مولى.
وللبخاري عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة تبنى سالمًا وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة. رواه البخاري. وسالم رضي الله عنه مولى لامرأة من الأنصار، وزوّج "يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - " زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية، وغير ذلك مما يدل على صحت ذلك. اهـ[16]
فائدة:
في التربع وصفته "ثم قال: وكيف قعد جاز لخبر "صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا" ولم يخص جلسة دون جلسة. وذكر ابن أبي شيبة عن جماعة من التابعين أنهم كانوا إذا صلوا جلوسًا جثوا. اهـ[17]
فائدة:
على قوله: "يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع صلى قاعدًا.. " إلى قوله "مستلقيًا رجلاه مما يلي القبلة" روي عن علي رضي الله عنه، فإن عجز عن الإيماء أومأ بعينه. قال النووي: ضعيف، لكن له شواهد عند البزار والبيهقي والطبراني. قال في الحاشية: إن عجز عن الإيماء برأسه لركوعه وسجوده أومأ بعينيه؛ لما ذكره من الخبر قال ابن قندس: موضع الإيماء هو الرأس والوجه، والطرف من ذلك الموضع بخلاف اليدين. اهـ[18]
فائدة:
لما حضرت معاوية الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين: ألا توصي؟ فقال رضي الله عنه:
هو الموت لا منجى من الموت والذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ثم قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك، فما وراءك مذهب. ثم مات رحمه الله وعفا عنه[19].
المصدر: مجمع الفوائد