حكاية ناي ♔
02-21-2023, 12:42 PM
https://cdn.abjjad.com/pub/a2280e10-cad2-4cd2-8ed1-ca4809ba9aa7-192X290.png
تأليف ليوناردو شاشا (تأليف) عرفان رشيد (ترجمة)
نبذة عن الرواية
صدرت هذه الرواية عام 1966، ويمكن عَدُّها النتاج الأكثر اكتمالاً وروعة للدَّمْج البديع بين الرواية البوليسية ورواية الاحتجاج المَدَنيِّ، والذي يميِّز، بشكل أخَّاذ، المراحل الأولى لرواية ليوناردو شاشا. بأسلوب صريحٍ خالٍ من المبالغات الأدبية، يحكي شاشا قصَّة الدم والفساد في بلدة في جزيرة صقلِّيَّة الإيطالية. يُسلِّط الضوء ببطء، ولكنْ، بلا تردُّد، بل بالكثير من الشجاعة، على شبكة من التواطؤ والجُبن والانتهازية تريد الحفاظ على الوضع القائم في صقلِّيَّة، ومن خلال تأمُّل شاشا المؤلم لشرٍّ لا علاج له، تُفاجِئُنا الرواية بالأدلَّة الحاسمة على أن صقلِّيَّة تُرِكَت تماماً لمصيرها مثل فريسة عزلاء إزاء سطوةِ منظَّمةٍ إجراميةٍ، تسعى فقط لإدامة نفسها. لا قانون هناك إلَّا قانون المافيا.يُقتَل صيدلاني القرية في رحلة صيد، حيث دُبِّرَتْ الجريمة لتظهر كأنها جريمة عاطفية. لكن حقائق يعلمها صديق الصيدلاني الأقرب تدفعه للشكِّ بأمر آخر، فيتولَّى بنفسه مهمَّة التحقيق.
هذه الرواية باختصار مَروِيَّة صِقلِّيَّة الغامضة والقاسية. مأساة محقِّق يَقِظٍ، كلَّما حقَّق في الأمر، شعر بنفسه غارقاً أخلاقياً وحسِّيَّاً في الالتباس والغموض.
من الرواية:
تلك الشّخصيّة، التي استعادت عنها أرملة مانّو ذكريات عن خباثات صغيرة لبنات المدرسة الدّاخليّة، وعن ظلّ راهبة كانت تعشقها. تلك الشّخصيّة كانت جالسةً أمام لاورانا، تحت ضياء خافت يدخل المكان بالكاد عبر الستائر الثقيلة التي أُسدلت كدلالة حِداد. وكانت دلالات الحِداد منتشرة في أرجاء المنزل جميعها، كما غُطّيت المرايا بأقمشة سوداء أو داكنة، وكان أكثر الأمور تعبيراً عن الحِداد تلك صورة فوتوغرافية بالحجم الطّبيعيّ، أعدّها المصوّر الفوتوغرافي في مركز المحافظة، وجلس ليضيف إليها الرتوش بكآبة فظيعة، وبعلائم الحِداد سواء في البدلة التي كان يرتديها المرحوم أو في ربطة عنقه (فالذائقة المجتمعية والجماليّة للمصوّر الفوتوغرافيّ، جعلته يؤمن بأنّه ينبغي على سيماء الموتى جميعهم أن تحمل دلالات عن الموت نفسه حين تُنتج صورهم لغرض الحِداد). كانت تلك الصور تُعبّر جميعها عن حالة من الحزن القاتم، فيما تُفصح الشفتان والنظرة المُتعبة المتوسّلة عن إنهاك متكاسل. كان الضياء الضئيل الذي يُنير الصورة يُظهِر الميت وكأنّه ممثّل كوميدي ثانوي، جُمِّلَ بمكياج شخصية خياليّة
تأليف ليوناردو شاشا (تأليف) عرفان رشيد (ترجمة)
نبذة عن الرواية
صدرت هذه الرواية عام 1966، ويمكن عَدُّها النتاج الأكثر اكتمالاً وروعة للدَّمْج البديع بين الرواية البوليسية ورواية الاحتجاج المَدَنيِّ، والذي يميِّز، بشكل أخَّاذ، المراحل الأولى لرواية ليوناردو شاشا. بأسلوب صريحٍ خالٍ من المبالغات الأدبية، يحكي شاشا قصَّة الدم والفساد في بلدة في جزيرة صقلِّيَّة الإيطالية. يُسلِّط الضوء ببطء، ولكنْ، بلا تردُّد، بل بالكثير من الشجاعة، على شبكة من التواطؤ والجُبن والانتهازية تريد الحفاظ على الوضع القائم في صقلِّيَّة، ومن خلال تأمُّل شاشا المؤلم لشرٍّ لا علاج له، تُفاجِئُنا الرواية بالأدلَّة الحاسمة على أن صقلِّيَّة تُرِكَت تماماً لمصيرها مثل فريسة عزلاء إزاء سطوةِ منظَّمةٍ إجراميةٍ، تسعى فقط لإدامة نفسها. لا قانون هناك إلَّا قانون المافيا.يُقتَل صيدلاني القرية في رحلة صيد، حيث دُبِّرَتْ الجريمة لتظهر كأنها جريمة عاطفية. لكن حقائق يعلمها صديق الصيدلاني الأقرب تدفعه للشكِّ بأمر آخر، فيتولَّى بنفسه مهمَّة التحقيق.
هذه الرواية باختصار مَروِيَّة صِقلِّيَّة الغامضة والقاسية. مأساة محقِّق يَقِظٍ، كلَّما حقَّق في الأمر، شعر بنفسه غارقاً أخلاقياً وحسِّيَّاً في الالتباس والغموض.
من الرواية:
تلك الشّخصيّة، التي استعادت عنها أرملة مانّو ذكريات عن خباثات صغيرة لبنات المدرسة الدّاخليّة، وعن ظلّ راهبة كانت تعشقها. تلك الشّخصيّة كانت جالسةً أمام لاورانا، تحت ضياء خافت يدخل المكان بالكاد عبر الستائر الثقيلة التي أُسدلت كدلالة حِداد. وكانت دلالات الحِداد منتشرة في أرجاء المنزل جميعها، كما غُطّيت المرايا بأقمشة سوداء أو داكنة، وكان أكثر الأمور تعبيراً عن الحِداد تلك صورة فوتوغرافية بالحجم الطّبيعيّ، أعدّها المصوّر الفوتوغرافي في مركز المحافظة، وجلس ليضيف إليها الرتوش بكآبة فظيعة، وبعلائم الحِداد سواء في البدلة التي كان يرتديها المرحوم أو في ربطة عنقه (فالذائقة المجتمعية والجماليّة للمصوّر الفوتوغرافيّ، جعلته يؤمن بأنّه ينبغي على سيماء الموتى جميعهم أن تحمل دلالات عن الموت نفسه حين تُنتج صورهم لغرض الحِداد). كانت تلك الصور تُعبّر جميعها عن حالة من الحزن القاتم، فيما تُفصح الشفتان والنظرة المُتعبة المتوسّلة عن إنهاك متكاسل. كان الضياء الضئيل الذي يُنير الصورة يُظهِر الميت وكأنّه ممثّل كوميدي ثانوي، جُمِّلَ بمكياج شخصية خياليّة