حكاية ناي ♔
02-25-2023, 09:17 AM
على وقع قرقعة الأواني المنزلية ورائحة الأرز المطهو مع الدجاج، يتناوب عشرات المتطوعين في مدينة حلب في شمال سوريا على تجهيز وجبات طعام ساخنة، بهدف توزيعها على عائلات شرّدها الزلزال المدمر أو صدّع منازلها.
وكخلية نحل لا تهدأ، يتقاسم متطوعو جمعية «ساعد» الخيرية المهام داخل قبو تابع لحديقة عامة في المدينة، في مبادرة من سلسلة مبادرات تطوعية تشهدها حلب ومدن سورية أخرى ضربها الزلزال، ومركزه في تركيا، في السادس من الشهر الحالي، متسبباً بمقتل قرابة 46 ألف شخص في البلدين.
ومحاطين بأكياس من الخضار وصوان من الأرز، يعمل قرابة مئة متطوع من مختلف الأعمار بالتناوب داخل المطبخ الجماعي لإعداد وجبات على مدار الساعة، استفاد منها حتى الآن قرابة سبعين ألف شخص في المدينة. ويقول مؤسّس المبادرة عصام حبّال لوكالة فرانس برس: «نوزع وجباتنا في الغالب على مراكز الإيواء إضافة لفرق جوالة توزع الطعام على الناس المشردة في الحدائق والشوارع».
وداخل المطبخ الذي تتوسطه طاولات خشبية متراصة، تنهمك مجموعة من المتطوعين في غسل الأرز والدجاج والخضار، وفي زاوية أخرى، تستقبل مجموعة مواد غذائية من متبرعين، بينما يعمل آخرون على توضيب وجبات الأرز وتزيينها بالدجاج، تمهيداً لتوزيعها.
وويوضح حبّال «نحن في مدينة حلب المشهورة بمطبخها ووجباتها وناسها الذواقة» مضيفاً «لذا لا نقبل أن تكون وجباتنا أقل جودة من تلك التي توضع على موائد الحلبيين عادة».
ولم تسلم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية والتي كانت تعد عاصمة البلاد الاقتصادية قبل اندلاع النزاع فيها العام 2011، من تداعيات الزلزال الذي تسبّب بمقتل 432 شخصاً فيها، أي ما يعادل قرابة ثلث عدد الضحايا الذين وثقتهم الحكومة السورية في مناطق سيطرتها.
وتسبّب الزلزال بانهيار 54 مبنى، غالبيتها في الجزء الشرقي من المدينة وكان قد تضرر خلال معارك شهدتها المدينة بين العامين 2012 و2016، قبل استعادة الجيش السوري السيطرة بشكل كامل على المدينة إثر هجوم واسع وحصار بدعم روسي.
وإثر الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من 3600 شخص في أنحاء سوريا، اضطر سكان كثر لإخلاء أبنية كانت الحرب قد صدّعتها، وتوجه هؤلاء إلى مراكز إيواء موجودة أساساً أو تمّ تجهيزها على عجل أو لجأوا إلى أقاربهم. ومع كل هزة ارتدادية، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عشرات العائلات تفترش الحدائق والساحات العامة أو تلجأ مع أطفال مرعوبة إلى سياراتها التي تضيق الشوارع بها خشية من انهيار منازلهم.
وبعد مشاهدتها طفلة في السادسة من عمرها ترسم بعد يومين من الزلزال الأول على ورقة أمامها دوائر متداخلة وتقول لمن حولها «أنا أرسم الزلزال»، قررت الفنانة المتخصصة في مسرح الأطفال صونا سلوكجيان أن تخصّص وقتها للترفيه عن الأطفال الذين روّعهم الزلزال.
وتقول سلوكجيان (38 عاماً) لوكالة فرانس برس «شاهدت الخوف في عيون الطفلة، وشاهدت الخوف في عيون ابنتيّ، وقررت أن أتطوع في الشيء الذي أحبه، الغناء والرقص مع الأطفال».
ومنذ نحو أسبوعين، تنتقل السيدة مع ابنتيها ومتطوعين آخرين عصر كل يوم من مركز إيواء لآخر من أجل تقديم عروض ترفيهية، وتوضح «ثمة مبادرات عدّة لتقديم الطعام، لكن ذلك لا يكفي وحده» لافتة إلى أن «الطفل لا يحتاج الطعام والشراب فحسب، بل يريد أن يلعب وينسى».
وعلى خشبة مسرح تابع لكنيسة مار الياس في حي الفيلات في حلب، قدّمت سلوكجيان برفقة مهرّج عرضاً فنياً حضره العشرات من كبار وصغار، من المقيمين في مركز إيواء تابع للكنيسة يضم أكثر من 800 شخص شرّدهم الزلزال.
وتقول الشابة بتأثر لوكالة فرانس برس «هذا أقل ما يمكن أن نقدمه ليس الأطفال وحدهم من يفرحون، أشعر كأنني خارج الزمن، أشعر بالأمان» خلال تقديم العرض.
وكخلية نحل لا تهدأ، يتقاسم متطوعو جمعية «ساعد» الخيرية المهام داخل قبو تابع لحديقة عامة في المدينة، في مبادرة من سلسلة مبادرات تطوعية تشهدها حلب ومدن سورية أخرى ضربها الزلزال، ومركزه في تركيا، في السادس من الشهر الحالي، متسبباً بمقتل قرابة 46 ألف شخص في البلدين.
ومحاطين بأكياس من الخضار وصوان من الأرز، يعمل قرابة مئة متطوع من مختلف الأعمار بالتناوب داخل المطبخ الجماعي لإعداد وجبات على مدار الساعة، استفاد منها حتى الآن قرابة سبعين ألف شخص في المدينة. ويقول مؤسّس المبادرة عصام حبّال لوكالة فرانس برس: «نوزع وجباتنا في الغالب على مراكز الإيواء إضافة لفرق جوالة توزع الطعام على الناس المشردة في الحدائق والشوارع».
وداخل المطبخ الذي تتوسطه طاولات خشبية متراصة، تنهمك مجموعة من المتطوعين في غسل الأرز والدجاج والخضار، وفي زاوية أخرى، تستقبل مجموعة مواد غذائية من متبرعين، بينما يعمل آخرون على توضيب وجبات الأرز وتزيينها بالدجاج، تمهيداً لتوزيعها.
وويوضح حبّال «نحن في مدينة حلب المشهورة بمطبخها ووجباتها وناسها الذواقة» مضيفاً «لذا لا نقبل أن تكون وجباتنا أقل جودة من تلك التي توضع على موائد الحلبيين عادة».
ولم تسلم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية والتي كانت تعد عاصمة البلاد الاقتصادية قبل اندلاع النزاع فيها العام 2011، من تداعيات الزلزال الذي تسبّب بمقتل 432 شخصاً فيها، أي ما يعادل قرابة ثلث عدد الضحايا الذين وثقتهم الحكومة السورية في مناطق سيطرتها.
وتسبّب الزلزال بانهيار 54 مبنى، غالبيتها في الجزء الشرقي من المدينة وكان قد تضرر خلال معارك شهدتها المدينة بين العامين 2012 و2016، قبل استعادة الجيش السوري السيطرة بشكل كامل على المدينة إثر هجوم واسع وحصار بدعم روسي.
وإثر الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من 3600 شخص في أنحاء سوريا، اضطر سكان كثر لإخلاء أبنية كانت الحرب قد صدّعتها، وتوجه هؤلاء إلى مراكز إيواء موجودة أساساً أو تمّ تجهيزها على عجل أو لجأوا إلى أقاربهم. ومع كل هزة ارتدادية، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عشرات العائلات تفترش الحدائق والساحات العامة أو تلجأ مع أطفال مرعوبة إلى سياراتها التي تضيق الشوارع بها خشية من انهيار منازلهم.
وبعد مشاهدتها طفلة في السادسة من عمرها ترسم بعد يومين من الزلزال الأول على ورقة أمامها دوائر متداخلة وتقول لمن حولها «أنا أرسم الزلزال»، قررت الفنانة المتخصصة في مسرح الأطفال صونا سلوكجيان أن تخصّص وقتها للترفيه عن الأطفال الذين روّعهم الزلزال.
وتقول سلوكجيان (38 عاماً) لوكالة فرانس برس «شاهدت الخوف في عيون الطفلة، وشاهدت الخوف في عيون ابنتيّ، وقررت أن أتطوع في الشيء الذي أحبه، الغناء والرقص مع الأطفال».
ومنذ نحو أسبوعين، تنتقل السيدة مع ابنتيها ومتطوعين آخرين عصر كل يوم من مركز إيواء لآخر من أجل تقديم عروض ترفيهية، وتوضح «ثمة مبادرات عدّة لتقديم الطعام، لكن ذلك لا يكفي وحده» لافتة إلى أن «الطفل لا يحتاج الطعام والشراب فحسب، بل يريد أن يلعب وينسى».
وعلى خشبة مسرح تابع لكنيسة مار الياس في حي الفيلات في حلب، قدّمت سلوكجيان برفقة مهرّج عرضاً فنياً حضره العشرات من كبار وصغار، من المقيمين في مركز إيواء تابع للكنيسة يضم أكثر من 800 شخص شرّدهم الزلزال.
وتقول الشابة بتأثر لوكالة فرانس برس «هذا أقل ما يمكن أن نقدمه ليس الأطفال وحدهم من يفرحون، أشعر كأنني خارج الزمن، أشعر بالأمان» خلال تقديم العرض.