حكاية ناي ♔
11-28-2022, 05:12 PM
يتطلب الزواج الناجح عددًا من الأسس والمعايير التي لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار من كلا الطرفين، إذ لا يمكن أن ينعم الرجل والمرأة ضمن مؤسسة الزواج بزواج ناجح حقيقي دون قيامهما بدور مشترك في ذلك، فيما يأتي مجموعة من الأمور التي تشكل أسرارًا لنجاح الحياة الزوجية: المحافظة على التواصل مع شريك الحياة التواصل القائم على مناقشة جميع أمور الحياة المتعلقة بالأطفال والأحلام والأهداف سر من أسرار الزواج الناجح، فهو مستمر ولا يقتصر على الأمور الطارئة فقط، بل يتضمن الحديث عن العواطف والمشاعر، لكي يحقق التواصل النجاح للزواج، عندما يكون صريحًا وصادقًا، ويتضمن قدرًا عاليًا من الاحترام والتقدير، ويرتكز على الصبر والثقة.[١] يتضمن التواصل فهم لغة الحب لدى الشريك، إذ يشير علم النفس إلى أن لكل فرد لغة خاصة يمكن أن يتواصل من خلالها مع الطرف الآخر، ويمكن فهمها والتعرف عليها من خلال تحديد اهتمامات، وميول، وهوايات، ولغة جسد، الشريك.[٢] اكتشاف ما لدى الشريك من لغة في الحب يعد سببًا في فهم طريقة التواصل الفعّالة معه، وبالتالي الشعور بالسعادة،[٢] ومن أهم الكتب التي تتحدث عن لغة الحب بين الأزواج: لغات الحب الخمس، جاري تشابمان.[٣] لغات الحب، كريم الشاذلي.[٤] التركيز على إيجابيات وقوة الشريك الإيجابية وتقبل ما لدى الشريك من نقاط ضعف، والتركيز على نقاط القوة، ضرورة من ضروريات تحقيق الزواج الناجح، فالحياة الزوجية تتضمن نسبة من المضايقات، وبعض المشاعر السلبية، لكن بوجود التقبل والإيجابية، يمكن التغلب على هذا الأمر، ويمكن تحقيق التركيز على الإيجابية بأن يكون دور كل طرف في العلاقة الزوجية متسقًا مع ما لديه من نقاط قوة.[٥] أشارت الكاتبة سوزان بيلجكي باولسكي في كتاب (معًا سعداء) إلى أهمية التركيز على نقاط القوة لدى الشريك، إذ قالت: "عندما نساعد شريكنا على استخدام نقاط قوته نشعر بمزيد من الرضا في العلاقات".[٥] الاستماع الجيد للطرف الآخر وجود حوار سليم قائم على الاستماع سر من أسرار الزواج الناجح، ويتحقق من خلالتعلم فنون الاستماع من قبل الرجل والمرأة، الاستماع للآخر هي حاجة من حاجات الشريك في العلاقة الزوجية، وفي بعض الأحيان، قد يكون الاستماع هو الحاجة الوحيدة للشعور بالأمان، إذ إنها تمثل جميع الاحتياجات.[٢] ومن أهم الكتب التي تساعد على تعلم فنون الإصغاء والاستماع: كتاب فن الاستماع للآخر، ماري هارتلي.[٦] تجدر الإشارة إلى أن الاستماع الجيد يعتمد على طبيعة العلاقة، وكيفية التواصل القائم بين الزوجين، ويتضمن القدرة على التعاطف والشعور بالآخر،[٢] وهو جزء لا يتجزأ من سبل التواصل؛ إذ إنه يمثل القدرة على فهم ما يريد الشريك تمامًا من خلال توفير فرص الاتصال بصورة دائمة، بما يساعد على تحقيق زواج ناجح.[١] مشاركة النشاطات الممتعة مشاركة الأنشطة المختلفة بعيدًا عن التبعية والاتكالية على الآخر في العلاقة الزوجية من أسرار الزواج الناجح،[٥] ومشاركة الأنشطة سبب في إظهار الشغف في الحياة الزوجية، والذي يُحقق من خلاله الزوجين التطور والشعور بالحماس الذي يعطي قيمة وإثراء للحياة عبر مشاركة التفاصيل المتعددة والمشتركة في بعض الأحيان.[٥] إذ يشير دكتور علم النفس جيمس باوسكي، إلى أهمية إدراج الأنشطة المشتركة للحياة الزوجية، وعدم الاكتفاء بالأنشطة الروتينية، ومحاولة إيجاد اهتمامات جديدة، من شأنها تقوية العلاقة الزوجية، وتحقيق السعادة والنجاح، وتعزيز مشاركة الفعاليات.[٥] اختيار الإعجاب بشريك الحياة يشير المدرب الحياتي صني ماكميلان إلى أن الانجذاب للشريك، والإعجاب به، هو قرار نابع عن الشخص طوال فترة الزواج، لذلك يتعين على الزوجين حتى يحققا السعادة والزواج الناجح أن يقررا أن كل طرف معجب بالآخر، ويمارسا الإيجابية في التفكير بشعور الانجذاب، من خلال التركيز على الصفات الشخصية أو الجسدية أو الاجتماعية الإيجابية.[٥] مشاركة الضحك ضحك الأزواج معًا من أهم أسرار الزواج الناجح، تحمل الحياة الكثير من المتاعب، والضحك يخفف من العبء والشعور بالإرهاق، ويشير عالم النفس موريس إلى أهمية وجود روح الدعابة بين الزوجين، إذ إنها دلالة على وجود منظور محدد في الحياة لدى الطرفين، وأن روح الدعابة واستخدام النكات سبب في الشعور بالراحة.[٥] ويمكن للضحك أن يعزز الترابط بين الزوجين كيفما ظهر سواء بالمداخلات العفوية المضحكة، أو إمضاء الوقت في مشاهدة بعض البرامج الكوميدية معًا.[٥] التعامل اللطيف يعد كل من اللطف بين الأزواج؛ والقدرة على التفهم، والاحترام، والابتعاد عن الانتقاد، وإصدار الأحكام، الأساس الذي يحافظ على الزواج قائمًا بعيدًا عن الاستياء.[٥] كما أن الابتعاد عن الاندفاعية عند الغضب، ومحاولة السيطرة على النفس، والابتعاد عن ملاحقة سلبيات الشريك، والتعامل بإيجابية بأسلوب ذكي، من أسرار الزواج الناجح، ودلالة على وجود التعامل اللطيف ضمن العلاقة.[٥] الاحتفال باللحظات الجيدة يشير عالم النفس باولسكي إلى أهمية الانتباه للحظات الفرح الكثيرة في الحياة الزوجية، واستغلالها، ومحاولة الاحتفال بها، أو إعطائها القيمة الحقيقية، على الرغم من بساطتها، والتي تعد سرًا من أسرار الزواج الناجح.[٥] كما أنه من المهم الوجود بجانب الشريك في الأوقات الصعبة، ومن الأهمية أيضًا الوجود إلى جانبه بالإنجازات المحققة على المستوى اليومي، والمهني، والعلمي، وغيره، ويمكن لإظهار الامتنان أن يكون الوسيلة الأولى للاحتفال باللحظات الجيدة.[٥] تقدير الشريك إظهار التقدير للشريك عبر الأقوال والأفعال سر من أسرار الزواج الناجح، وتجدر الإشارة الى أن إظهار التقدير بصورة مستمرة، وبشكل يومي، ضرورة ملحة في العلاقة الزوجية الناجحة، ومن الأمثلة على التقدير بين الزوجين ما يأتي:[٥] تقديم الإطراء (الحديث اللبق المحبب) حول السلوكيات الإيجابية في أثناء التعامل. تقديم الدعم والتعزيز عند القيام بالأمور الصحيحة. تقبل التغير وتوقعه يجب ضمن الزواج الناجح تقبل فكرة التغيير، إذ إنه من غير الممكن أن يبقى كل من طرفي العلاقة في الزواج متمسكًا بما لديه من تصرفات، وعادات طوال الحياة، من هنا لا بد من الابتعاد عن أخذ كل طرف للآخر على أنه أمر مُسلّم به كما هو، حتى لا يتأثر الزواج بصورة سلبية.[٢] يشير دكتور علم النفس باولسكي إلى أهمية التكيف والاستعداد للنمو، بما يتضمنه من تغييرات مع مرور الوقت، وتحقيق التوازن المطلوب مع هذه التغيرات، وتقبلها من خلال توفير الدعم المتبادل، والذي يعتمد بصورة أساسية على عامل النضج في العلاقة.[٥] تحمل المسؤولية تحمل المسؤولية يعني قدرة طرفي العلاقة على تحمل مسؤولية ما يصدر عنهم من سلوكيات وقرارات، سواء كانت إيجابية أم سلبية.[٥] فمن خلال تحمل المسؤولية ينتبه كل من الزوج والزوجة لأنفسهما بدرجات أكبر؛ مما يعني القدرة على التحكم في النفس والسلوك، ودراسته بطريقة تنعكس بشكل إيجابي على العلاقة، وذلك من خلال تذكر أن كل طرف يتحمل المسؤولية وما يصدر عنه من فعل أو قول.[٥] الاحترام المتبادل الزواج الناجح قائم على الاحترام ما بين الزوجين، والذي يكون فيه كل طرف محترم لما لدى الآخر، دون محاولة تغييره، ودون فرض سيطرته عليه، والذي يكون فيه كل طرف مستقل عن الآخر، من حيث القيمة، والوجود، دون محاولة التملك للآخر، والتوقف عن وضع التوقعات، التي لا تتسق مع ما لدى الآخر من قدرات ومهارات.[٧] يتضمن الاحترام المتبادل الابتعاد عن التعليقات السلبية، واحترام المشاعر والقرارات الشخصية، والموازنة بين الرغبات والاحتياجات لكل طرف.[٧] عدم توقع حياة خيالية ممارسة الواقعية من قبل الزوجين والابتعاد عن تطوير وجهات نظر خيالية لا ترتبط بواقع الحياة الزوجية سر من أسرار نجاح الزواج، وذلك من خلال النظر إلى الزواج على أنه أمر يتضمن جزءًا سعيدًا، ولكن في المقابل هو مسؤولية تتطلب بذل جهد كبير، ولا يمكن أن يظهر بصورة مثالية على الدوام.[٢] التذكر أن أسعد الناس في علاقاتهم أيضًا يتشاجرون يشير علماء النفس إلى أن الحياة الزوجية الناجحة تتطلب قدرًا من الاستماع، والتفهم، والعمل على الإصلاح، في حال وجود الظروف الصعبة.[٥] إذ تقول عالمة النفس إيريكا ماكجريجور إن جميع العلاقات الزوجية، تتضمن التقلبات، والصعود، والهبوط، لكن في الزواج الناجح يظهر الأزواج الاستماع لوجهات النظر المختلفة، ويقدمون الحلول المناسبة لتجاوز المحنة الحالية.[٥] كما تشير أخصائية علاج الأسرة والزواج جوليانا موريس إلى أن أغلبية الأزواج السعداء مروا بظروف وأوقات صعبة خلال الحياة الزوجية، فالمشكلات والجدال لا يعني أن الزواج غير ناجح بل هذا المظهر الطبيعي في حال كانت هذه المشكلات خاضعة للمتطلبات المذكورة سابقًا.[٥] ما أهمية الحفاظ على الزواج ناجحًا؟ الحفاظ على الزواج ناجحًا سبب في تحقيق أمور عدة أهمها ما يأتي: التطور يحقق كل من الزوجين النمو على المستوى الشخصي والمشترك عندما يعيشان في بيئة سعيدة، وذلك من خلال مواجهة التحديات لتحقيق الأهداف الشخصية والمشتركة، وتوفير الدعم المتبادل، والقدرة على التحمل والصمود.[٨] الحفاظ على الصحة الزواج الناجح يترك أثره على الصحة الجسدية من خلال ما يأتي:[٨] تخفيض نسب الإصابة بأمراض ضغط الدم، وأمراض القلب؛ وذلك لانخفاض نسبة التوتر والقلق. الحفاظ على الصحة العقلية من خلال وجود الدعم العاطفي، مما يعني انخفاض نسب الإصابة بالاكتئاب. إطالة متوسط طول العمر تشير الدراسات الاجتماعية النفسية أن الزواج السعيد يزيد من معدل الشعور بالرضا الزوجي، والذي يزيد من العمل ويقلل من نسبة الوفيات، ويمكن تفسير الأمر بأن الزواج السعيد والناجح يعد سببًا في اتخاذ خيارات صحية، حول الاعتناء بالنفس، والابتعاد عن السلوكيات المهملة للصحة.[٨] كما أن الزواج السعيد سبب في أن يوفر كل طرف للآخر الدعم اللازم ويشجع السلوك الصحي، وتقديم الدعم في أثناء المرض.[٨] زيادة الشعور بالرضا الزواج السعيد والناجح يعد سببًا من أسباب الشعور بالرضا عن الحياة بصورة عامة، مما ينعكس على القرارات والأهداف بما يتعلق بالحياة المستقبلية، ضمن أهداف نبيلة بعيدًا عن المادية بشكل بحت.[٨] الشعور بالسعادة الزواج الناجح يعني توفر نسب مقبولة من السعادة اليومية لدى طرفي العلاقة، وتشير دراسة أقيمت على 1500 مشارك عام 1988م الى أن مستوى السعادة الزوجية مرتبط بشكل طردي مع السعادة العامة مقارنة بالعوامل الأخرى