حكاية ناي ♔
03-17-2023, 08:17 AM
فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة ستواصل القيام برحلات استطلاعية في المنطقة، مخاطبًا اجتماعًا افتراضيًا لوزراء دفاع 50 دولة في مجموعة الدفاع عن أوكرانيا قائلاً: «لا تخطئوا، ستواصل الولايات المتحدة الطيران والعمل حيثما يسمح القانون الدولي»، نصحت موسكو، واشنطن بالابتعاد تمامًا عن مجالها الجوي.
وفي الاجتماع ذاته قال أوستن: إن هذه الحلقة الخطرة جزء من نمط من الإجراءات العدوانية والمحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة من قبل الطيارين الروس في المجال الجوي الدولي، ومن واجب روسيا تشغيل طائراتها العسكرية بطريقة آمنة ومهنية. لكن موسكو حذرت من أنها سترد «بشكل متناسب»!
وأكدت موسكو الأربعاء أنها ستحاول العثور على حطام المسيّرة العسكرية الأمريكية التي تحطّمت فوق البحر الأسود في إطار مواجهة حمّلت واشنطن مقاتلتين روسيتين مسؤوليتها، نافية أن تكون مقاتلتها من طراز «سو-27» تسببت بقطع مروحة المسيّرة من طراز «ريبر».
مع ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: إنه أبلغ نظيره الروسي سيرجي شويجو بأن الولايات المتحدة ستواصل تحليق طائراتها في المجال الجوي الدولي»،
وحرصت موسكو على تأكيد أن الاتصال بين الوزيرين جاء بمبادرة من واشنطن.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن «تحليق طائرات إستراتيجية أمريكية غير مأهولة قبالة سواحل القرم هو ذو طبيعة استفزازية، ما يهيّئ الأجواء لتصعيد الأوضاع في منطقة البحر الأسود»، في حين اعتبرت كييف أن الواقعة تعد محاولة من الكرملين لجر الولايات المتحدة إلى النزاع في أوكرانيا.
وأفاد الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في تصريحات متلفزة «لا أعلم ما إذا كنا سنستطيع استعادتها، لكن يجب القيام بذلك، وسنعمل في هذا الاتجاه بالتأكيد»، لكن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي قال في تصريح للصحافيين: «إن انتشال حطام المسيّرة سيكون صعبًا»، مرجّحًا أن تكون تفتت وغرقت في مساحة مائية بعمق ما بين 1200 و1500 متر، وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتّخذت تدابير احترازية لحماية المعلومات الحساسة في حال تمكّنت روسيا من انتشال الحطام، وقال ميلي «نحن واثقون من أن ما كان قيمًا لم يعد كذلك».
والأربعاء أشار الجيش الروسي إلى اتصال بين رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف وبين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، من دون إعطاء أي تفاصيل حول فحوى الاتصال.
وفاقمت حادثة الثلاثاء التي اعتبرت واشنطن أنها نتيجة سلوك متهوّر ويفتقر إلى المهنية، التوتر بين موسكو والقوى الغربية.
https://www.al-madina.com/uploads/images/2023/03/17/2170186.jpg
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بأنها سارعت لنشر مقاتلاتها بعد رصد مسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود ونفت بأن تكون تسببت بإسقاطها، وأشارت إلى فقدان السيطرة على الطائرة.
في المقابل، أشار البنتاجون إلى أن مسيّرته كانت تقوم بمهمة روتينية عندما تم اعتراضها «بأسلوب متهوّر وغير سليم بيئيًا وغير مهني»، فيما شددت روسيا على أن المسيّرة كانت خارج السيطرة مؤكدة بأن طائراتها لم تحتك بها بأي شكل من الأشكال.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لاحقًا «ندحض بالطبع النفي الروسي»، وأقر كيربي بأن روسيا تنفّذ عادة عمليات اعتراض فوق البحر الأسود، لكن العملية هذه المرة «كانت لافتة بسبب درجة عدم سلامتها وعدم مهنيتها، وإلى أي حد كانت متهورة».
ورأت أوكرانيا من جهتها أن الحادثة ليست إلا دليلاً على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لتوسيع نطاق النزاع الذي تشهده أراضيها.
وكتب رئيس مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف على وسائل التواصل الاجتماعي «هدف هذه الإستراتيجية القائمة على المجازفة لتحقيق الأهداف هو زيادة المخاطر على الدوام».
وقال دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي في بروكسل: إنهم لا يتوقعون تصعيدًا فوريًا، وأفاد مصدر عسكري غربي طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس: إن القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة قد تساهم في الحد من أي تداعيات واسعة.
وفاقمت الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا المخاوف من مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي الذي يقدّم الأسلحة لأوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها.
وأثارت تقارير عن ضربة صاروخية في شرق بولندا في نوفمبر حالة قلق قبل أن تخلص مصادر عسكرية غربية إلى أنها كانت نتيجة صاروخ أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية، لا روسيا.
وتستخدم الولايات المتحدة مسيّرات «إم كيو-9 ريبر» لأغراض الاستطلاع كما لشن ضربات، وتسيّرها منذ مدة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية.
وقال قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا الجنرال جيمس هيكر «كانت طائرتنا من طراز إم كيو-9 تجري عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما تم اعتراضها وصدمها من قبل طائرة روسية، ما أدى إلى تحطّم الطائرة إم كيو-9 وخسارتها بالكامل».
https://www.al-madina.com/uploads/images/2023/03/17/2170185.jpg
وتابع: «في الحقيقة، كاد هذا التحرّك غير الآمن وغير المهني من قبل الروس أن يؤدي إلى تحطّم الطائرتين، ستواصل الطائرات التابعة للولايات المتحدة ولحلفائها بالعمل في المجال الجوي الدولي وندعو الروس للتصرف بشكل مهني وآمن».
بدوره، أشار الناطق باسم البنتاجون الجنرال بات رايدر إلى أن المسيّرة كانت «غير قادرة على التحليق وخارج السيطرة لذا أنزلناها»، مضيفًا: إن حادث الاصطدام ألحق على الأرجح أضرارا بالطائرة الروسية التي قال: إنها تمكّنت من الهبوط بعد الحادثة.
وقد خسرت الولايات المتحدة عدة مسيّرات من طراز «ريبر» في السنوات الأخيرة، بعضها بنيران معادية، وأُسقطت واحدة فوق اليمن عام 2019 بوساطة صاروخ أرض-جو، وفق ما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية حينذاك. وبحسب سلاح الجو الأمريكي، يمكن لمسيرات «ريبر» أن تزوّد بصواريخ من طراز «هيلفاير» وقنابل موجّهة بالليزر وأن تحلّق لأكثر من 1770 كم وعلى ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر.
وأثار سقوط الطائرة الأمريكية المزيد من التوترات بين البلدين، لكن التصريحات التي صدرت الأربعاء، من مسؤولين في كلا البلدين، بدت مؤشرًا على محاولة التقليل من أهمية الحادث، ومحاولة احتواء تداعياته.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون: إن الطائرة الأمريكية، وهي من طراز «إم كيو - 9 ريبر»، لم تكن مسلحة، وكانت تحلق في المجال الجوي الدولي في مهمة مراقبة واستطلاع روتينية، حيث يتبادلون المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها مثل هذه المهام، ولا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي تشكله السفن الحربية والغواصات الروسية في البحر الأسود.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الطائرة انطلقت من رومانيا في جدول طيران يمتد لنحو 10 ساعات يوميًا، وقال مسؤولون أوكرانيون: إنها تحطمت في المياه الواقعة جنوب شرقي جزيرة «الأفاعي»، على بعد نحو 50 كيلومترا قبالة الساحل الأوكراني، وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أنهم سيقومون بعرض شريط فيديو، يثبت الحادثة كما جرت بتفاصيلها، وفيما أعلنت روسيا أنها ستحاول استعادة حطام الطائرة، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «إنه ليس متأكدًا من أننا سنكون قادرين على استعادتها»، وأضاف في حديث مع محطة «سي إن إن» الأربعاء: «لقد ضرب طيار روسي بالفعل الطائرة من دون طيار»، مضيفًا: إنه على الرغم من أن اعتراض الطائرات الروسية ليس نادرًا، فهذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب التي تنتهي فيها المواجهة بتصادم مادي من هذا النوع. وقال: إنه بالنظر إلى عمق قاع البحر حيث اصطدمت الطائرة، فإنه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن استعادة الحطام، لكن المسؤولين الأمريكيين كانوا يراجعون الفيديو المتعلق بالحادث، وقال: «ما زلنا نقوم بتقييم ما إذا كان يمكن بذل أي نوع من جهود استعادة الحطام، لكن قد لا تكون هناك إمكانية لذلك».
السفير أنطونوف يلطف الأجواء!
واشنطن: روسيا لاتزال ملتزمة بمعاهد "نيوستارت"
أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، إن روسيا تواصل اتصالاتها مع الولايات المتحدة لمنع وقوع حوادث، وقال أنطونوف في بيان «نحن لا نسعى إلى صراع مع قوة نووية، نواصل الاتصالات، بما في ذلك من خلال وزارة الدفاع، من أجل منع الاصطدامات غير المقصودة، أود أن يكون لدى الساسة الأمريكيين نفس الموقف تجاه العلاقات مع روسيا»، ووفقًا له فإن روسيا فعلت كل ما بوسعها لمنع حادثة 14 مارس فوق البحر الأسود.
وفي وقت سابق صرح أنطونوف بأن روسيا لا تريد «مواجهة» مع الولايات المتحدة، وذلك بعد استدعائه إلى وزارة الخارجية الأمريكية لما يزيد قليلاً عن نصف ساعة إثر إسقاط مسيرة أمريكية فوق البحر الأسود بعد أن اعترضتها طائرتان مقاتلتان روسيتان.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن واشتطن تعتبر تعليق موسكو لمشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية، «غير صحيح من الناحية القانونية»، وأن روسيا لا تزال ملزمة ببنود الاتفاقية.
وجاء في بيان الخارجية: «إعلان روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة ستارت غير صحيح من الناحية القانونية، لذلك ستبقى روسيا ملزمة بموجب الالتزامات المنصوص عليها بالاتفاقية»، وأضاف البيان: «إن الولايات المتحدة مستعدة للقاء روسيا لحل المخاوف».
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة موسكو في معاهدة الأسلحة الإستراتيجية الهجومية «ستارت» الجديدة، وأكد بوتين أنّه في حال عودة الولايات المتحدة إلى إجراء التجارب النووية، فلن تبقى بلاده مكتوفة الأيدي، واصفاً مطالبة الناتو بالعودة إلى تفتيش المنشآت النووية الروسية بـ»المسرحية العبثية».
كذلك رأى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف أنّه بتعليق معاهدة «ستارت-3»، حصلت الولايات المتحدة بذلك على «ما تستحقه من خلال سياستها المعادية لروسيا». ووقّعت روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هذه الوثيقة في عام 2010 بهدف تقليص الترسانة النووية للطرفين، وفي عام 2021، تم تمديد صلاحيتها لمدة خمس سنوات، على الرغم من الادعاءات المتبادلة بانتهاك الاتفاقية.
وفي الاجتماع ذاته قال أوستن: إن هذه الحلقة الخطرة جزء من نمط من الإجراءات العدوانية والمحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة من قبل الطيارين الروس في المجال الجوي الدولي، ومن واجب روسيا تشغيل طائراتها العسكرية بطريقة آمنة ومهنية. لكن موسكو حذرت من أنها سترد «بشكل متناسب»!
وأكدت موسكو الأربعاء أنها ستحاول العثور على حطام المسيّرة العسكرية الأمريكية التي تحطّمت فوق البحر الأسود في إطار مواجهة حمّلت واشنطن مقاتلتين روسيتين مسؤوليتها، نافية أن تكون مقاتلتها من طراز «سو-27» تسببت بقطع مروحة المسيّرة من طراز «ريبر».
مع ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: إنه أبلغ نظيره الروسي سيرجي شويجو بأن الولايات المتحدة ستواصل تحليق طائراتها في المجال الجوي الدولي»،
وحرصت موسكو على تأكيد أن الاتصال بين الوزيرين جاء بمبادرة من واشنطن.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن «تحليق طائرات إستراتيجية أمريكية غير مأهولة قبالة سواحل القرم هو ذو طبيعة استفزازية، ما يهيّئ الأجواء لتصعيد الأوضاع في منطقة البحر الأسود»، في حين اعتبرت كييف أن الواقعة تعد محاولة من الكرملين لجر الولايات المتحدة إلى النزاع في أوكرانيا.
وأفاد الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في تصريحات متلفزة «لا أعلم ما إذا كنا سنستطيع استعادتها، لكن يجب القيام بذلك، وسنعمل في هذا الاتجاه بالتأكيد»، لكن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي قال في تصريح للصحافيين: «إن انتشال حطام المسيّرة سيكون صعبًا»، مرجّحًا أن تكون تفتت وغرقت في مساحة مائية بعمق ما بين 1200 و1500 متر، وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتّخذت تدابير احترازية لحماية المعلومات الحساسة في حال تمكّنت روسيا من انتشال الحطام، وقال ميلي «نحن واثقون من أن ما كان قيمًا لم يعد كذلك».
والأربعاء أشار الجيش الروسي إلى اتصال بين رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف وبين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، من دون إعطاء أي تفاصيل حول فحوى الاتصال.
وفاقمت حادثة الثلاثاء التي اعتبرت واشنطن أنها نتيجة سلوك متهوّر ويفتقر إلى المهنية، التوتر بين موسكو والقوى الغربية.
https://www.al-madina.com/uploads/images/2023/03/17/2170186.jpg
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بأنها سارعت لنشر مقاتلاتها بعد رصد مسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود ونفت بأن تكون تسببت بإسقاطها، وأشارت إلى فقدان السيطرة على الطائرة.
في المقابل، أشار البنتاجون إلى أن مسيّرته كانت تقوم بمهمة روتينية عندما تم اعتراضها «بأسلوب متهوّر وغير سليم بيئيًا وغير مهني»، فيما شددت روسيا على أن المسيّرة كانت خارج السيطرة مؤكدة بأن طائراتها لم تحتك بها بأي شكل من الأشكال.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لاحقًا «ندحض بالطبع النفي الروسي»، وأقر كيربي بأن روسيا تنفّذ عادة عمليات اعتراض فوق البحر الأسود، لكن العملية هذه المرة «كانت لافتة بسبب درجة عدم سلامتها وعدم مهنيتها، وإلى أي حد كانت متهورة».
ورأت أوكرانيا من جهتها أن الحادثة ليست إلا دليلاً على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لتوسيع نطاق النزاع الذي تشهده أراضيها.
وكتب رئيس مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف على وسائل التواصل الاجتماعي «هدف هذه الإستراتيجية القائمة على المجازفة لتحقيق الأهداف هو زيادة المخاطر على الدوام».
وقال دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي في بروكسل: إنهم لا يتوقعون تصعيدًا فوريًا، وأفاد مصدر عسكري غربي طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس: إن القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة قد تساهم في الحد من أي تداعيات واسعة.
وفاقمت الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا المخاوف من مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي الذي يقدّم الأسلحة لأوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها.
وأثارت تقارير عن ضربة صاروخية في شرق بولندا في نوفمبر حالة قلق قبل أن تخلص مصادر عسكرية غربية إلى أنها كانت نتيجة صاروخ أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية، لا روسيا.
وتستخدم الولايات المتحدة مسيّرات «إم كيو-9 ريبر» لأغراض الاستطلاع كما لشن ضربات، وتسيّرها منذ مدة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية.
وقال قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا الجنرال جيمس هيكر «كانت طائرتنا من طراز إم كيو-9 تجري عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما تم اعتراضها وصدمها من قبل طائرة روسية، ما أدى إلى تحطّم الطائرة إم كيو-9 وخسارتها بالكامل».
https://www.al-madina.com/uploads/images/2023/03/17/2170185.jpg
وتابع: «في الحقيقة، كاد هذا التحرّك غير الآمن وغير المهني من قبل الروس أن يؤدي إلى تحطّم الطائرتين، ستواصل الطائرات التابعة للولايات المتحدة ولحلفائها بالعمل في المجال الجوي الدولي وندعو الروس للتصرف بشكل مهني وآمن».
بدوره، أشار الناطق باسم البنتاجون الجنرال بات رايدر إلى أن المسيّرة كانت «غير قادرة على التحليق وخارج السيطرة لذا أنزلناها»، مضيفًا: إن حادث الاصطدام ألحق على الأرجح أضرارا بالطائرة الروسية التي قال: إنها تمكّنت من الهبوط بعد الحادثة.
وقد خسرت الولايات المتحدة عدة مسيّرات من طراز «ريبر» في السنوات الأخيرة، بعضها بنيران معادية، وأُسقطت واحدة فوق اليمن عام 2019 بوساطة صاروخ أرض-جو، وفق ما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية حينذاك. وبحسب سلاح الجو الأمريكي، يمكن لمسيرات «ريبر» أن تزوّد بصواريخ من طراز «هيلفاير» وقنابل موجّهة بالليزر وأن تحلّق لأكثر من 1770 كم وعلى ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر.
وأثار سقوط الطائرة الأمريكية المزيد من التوترات بين البلدين، لكن التصريحات التي صدرت الأربعاء، من مسؤولين في كلا البلدين، بدت مؤشرًا على محاولة التقليل من أهمية الحادث، ومحاولة احتواء تداعياته.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون: إن الطائرة الأمريكية، وهي من طراز «إم كيو - 9 ريبر»، لم تكن مسلحة، وكانت تحلق في المجال الجوي الدولي في مهمة مراقبة واستطلاع روتينية، حيث يتبادلون المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها مثل هذه المهام، ولا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي تشكله السفن الحربية والغواصات الروسية في البحر الأسود.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الطائرة انطلقت من رومانيا في جدول طيران يمتد لنحو 10 ساعات يوميًا، وقال مسؤولون أوكرانيون: إنها تحطمت في المياه الواقعة جنوب شرقي جزيرة «الأفاعي»، على بعد نحو 50 كيلومترا قبالة الساحل الأوكراني، وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أنهم سيقومون بعرض شريط فيديو، يثبت الحادثة كما جرت بتفاصيلها، وفيما أعلنت روسيا أنها ستحاول استعادة حطام الطائرة، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «إنه ليس متأكدًا من أننا سنكون قادرين على استعادتها»، وأضاف في حديث مع محطة «سي إن إن» الأربعاء: «لقد ضرب طيار روسي بالفعل الطائرة من دون طيار»، مضيفًا: إنه على الرغم من أن اعتراض الطائرات الروسية ليس نادرًا، فهذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب التي تنتهي فيها المواجهة بتصادم مادي من هذا النوع. وقال: إنه بالنظر إلى عمق قاع البحر حيث اصطدمت الطائرة، فإنه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن استعادة الحطام، لكن المسؤولين الأمريكيين كانوا يراجعون الفيديو المتعلق بالحادث، وقال: «ما زلنا نقوم بتقييم ما إذا كان يمكن بذل أي نوع من جهود استعادة الحطام، لكن قد لا تكون هناك إمكانية لذلك».
السفير أنطونوف يلطف الأجواء!
واشنطن: روسيا لاتزال ملتزمة بمعاهد "نيوستارت"
أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، إن روسيا تواصل اتصالاتها مع الولايات المتحدة لمنع وقوع حوادث، وقال أنطونوف في بيان «نحن لا نسعى إلى صراع مع قوة نووية، نواصل الاتصالات، بما في ذلك من خلال وزارة الدفاع، من أجل منع الاصطدامات غير المقصودة، أود أن يكون لدى الساسة الأمريكيين نفس الموقف تجاه العلاقات مع روسيا»، ووفقًا له فإن روسيا فعلت كل ما بوسعها لمنع حادثة 14 مارس فوق البحر الأسود.
وفي وقت سابق صرح أنطونوف بأن روسيا لا تريد «مواجهة» مع الولايات المتحدة، وذلك بعد استدعائه إلى وزارة الخارجية الأمريكية لما يزيد قليلاً عن نصف ساعة إثر إسقاط مسيرة أمريكية فوق البحر الأسود بعد أن اعترضتها طائرتان مقاتلتان روسيتان.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن واشتطن تعتبر تعليق موسكو لمشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية، «غير صحيح من الناحية القانونية»، وأن روسيا لا تزال ملزمة ببنود الاتفاقية.
وجاء في بيان الخارجية: «إعلان روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة ستارت غير صحيح من الناحية القانونية، لذلك ستبقى روسيا ملزمة بموجب الالتزامات المنصوص عليها بالاتفاقية»، وأضاف البيان: «إن الولايات المتحدة مستعدة للقاء روسيا لحل المخاوف».
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة موسكو في معاهدة الأسلحة الإستراتيجية الهجومية «ستارت» الجديدة، وأكد بوتين أنّه في حال عودة الولايات المتحدة إلى إجراء التجارب النووية، فلن تبقى بلاده مكتوفة الأيدي، واصفاً مطالبة الناتو بالعودة إلى تفتيش المنشآت النووية الروسية بـ»المسرحية العبثية».
كذلك رأى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف أنّه بتعليق معاهدة «ستارت-3»، حصلت الولايات المتحدة بذلك على «ما تستحقه من خلال سياستها المعادية لروسيا». ووقّعت روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هذه الوثيقة في عام 2010 بهدف تقليص الترسانة النووية للطرفين، وفي عام 2021، تم تمديد صلاحيتها لمدة خمس سنوات، على الرغم من الادعاءات المتبادلة بانتهاك الاتفاقية.